سيطر القلق تماما على (أ.م) عند وصوله نقطة تفتيش عند منطقة حدودية تقع بين العراق ودولة مجاورة، وسبب ذلك القلق هو حيازته علبة تحتوي على حبات كاكاو.
ومن حسن حظ (أ.م)، او لسوء حظه ربما، لم تلحظ نقطة تفتيش من النقاط الخارجية او المنتشرة داخل المدن أن ما كان في علبته حبوب مخدرة وليس حبات كاكاو.
ويسكن (أ.م)، صاحب الـ31 عاما، في محافظة كربلاء، التي يؤكد مختصون بمكافحة المخدرات فيها أنها تشهد انتشارا واسعا للمخدرات، ويتحدثون عن أشكال غير متعارف عليها سابقا بدأت تنتشر في مدن المحافظة.
ويقول مصدر في قسم مكافحة المخدرات في حديث لـ”السومرية نيوز”، ان “هناك انواعا من الحبوب يتم تداولها حاليا بين الشباب تباع الواحدة منها بـ10 آلاف دينار عراقي”، مبينا أن هذه الحبوب “تكون فيها نسبة كبيرة من الترياق ومخلوطة بالكاكاو ويكفي وضع حبة واحدة منها تحت اللسان لتفعل في المتعاطي فعل المخدر”. ويشير المصدر انه “في كل مرة يتم اكتشاف نوع جديد من المخدرات وطريقة تعبئة جديدة”.
ومن المفترض أن تتابع لجنة شكلها مجلس محافظة كربلاء في (4 تشرين الثاني 2012) موضوع انتشار المخدرات بين أوساط الشباب، كما يفترض أن تكثف الأجهزة الأمنية إجراءاتها لمراقبة صالات الألعاب والمقاهي للحد من تعاطي المخدرات، تلبية لطلب من مجلس المحافظة في حينها.
وتشير تقارير دولية صدرت عن مكتب مكافحة المخدرات في الأمم المتحدة إلى أن العراق تحول إلى محطة ترانزيت لتهريب المخدرات من إيران وأفغانستان نحو دول الخليج العربي بعد الانفلات الأمني الذي أعقب أحداث 2003.
ويقول قاضي تحقيق جرائم المخدرات السابق في كربلاء احمد الهلالي لـ”السومرية نيوز” إن “من يقول ان العراق مجرد ترانزيت او محطة لنقل المخدرات فهو واهم، اذ نرى اليوم الكثير من الشباب اخذ يتعاطى المخدرات بشكل كبير بعد انتشارها باشكال عدة”.
ويقول (أ.م) في حديث لـ”السومرية نيوز” إنه كان يقيم في دولة مجاورة -رفض الكشف عن اسمها- طيلة خمس سنوات، وكان يتعاطى الحبوب المخدرة بشكل مستمر.
ويقول المصدر في قسم مكافحة المخدرات ان “هذه الحبوب اتخذت طريقة جديدة، اذ كان هناك في السابق حبوب شبيهة لها يتم خلطها بالمشروبات الروحية لتعطي تأثير المسكر، وهذه متداولة في المجتمعات الاوروبية، ولكن اليوم بتنا نرى أن هذه الحبوب تعامل بنوع من المخدرات كي تعطي تأثيرا أكبر”.
ويبين الهلالي أن “المخدرات في المحافظة تتخذ أشكالا عدة، بدءا من خلطها بتبغ الأركيلة، وهي الوسيلة الاكثر انتشارا اليوم، والتي بتنا نرى عشرات المقاهي تقدمها، وصولا الى وجود اوكار خاصة تبيع الكوكائين، أو ما يسمى الماس”.
وينتشر تعاطي المخدرات بين الطبقات الفقيرة في المجتمع الكربلائي، الأمر الذي يفاقم من أزمة تلك الطبقات الاقتصادية، إذ أن المواد المخدرة تباع بأثمان ليست رخيصة.
ويشير القاضي الهلالي الى انه خلال توليه مهمة قاضي التحقيق في قسم جرائم المخدرات لسنوات عدة تبين له ان الانتشار يزداد يوما بعد آخر، “وذلك لوجود أرضية خصبة لتعاطي وانتشار هذه الآفة بسبب ارتفاع معدلات البطالة وغياب المراقبة الأمنية الحقيقية”، بحسب قوله.
ويوضح (أ.م) انه جلب معه نوعا من المخدرات يتم تداوله في بلد مجاور على شكل حبات بحجم حبة البن، ومعبأ بعلب صغيرة على انه نوع من انواع الكاكاو، مبينا ان “سعر العلبة الواحدة يبلغ 150 دولارا وتحتوي العلبة على 25 حبة”.