مخاوف من سقوط الانبار بيد المسلحين وأيران تتوسط لحل الازمة

مخاوف من سقوط الانبار بيد المسلحين وأيران تتوسط لحل الازمة

 فيما توسعت الاشتباكات المسلحة بين مسلحي عشائر الانبار والقوات العراقية اليوم الاربعاء بشكل عير مسبوق حيث تمت السيطرة على مواقع مهمة للجيش واحراق مراكز للشرطة واسر عدد من عناصر القوات فقد وجه اهالي المحافظة نداءات الى المالكي بعدم تنفيذ قراره بسحب الجيش من مدن محافظتهم حيث سيطر المسلحون بالتمام على مدينة الفلوجة.. في وقت ابدت طهران استعدادها للتوسط وحل الازمة السياسية في العراق.

وفيما يبدو انه نجاح للمسلحين في البدء بفرض سيطرتهم على مدن محافظة الانبار الغربية السنية وخاصة مركزها الرمادي والفلوجة التي احكموا سيطرتهم عليها فقد بدأت قناة “العراقية” الرسمية ببث نداءات قالت انها من ابناء محافظة الانبار يناشدون فيها القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي بعدم سحب الجيش من المحافظة وهو قرار اعلنه امس . كما دعا مواطنو الرمادي والفلوجة المالكي بتدخل الجيش “لدحر مسلحي القاعدة وداعش الارهابيين”.
ومن جهته قال محافظ الانبار احمد خلف الدليمي انه ما ان اعلن المالكي عن سحب الجيش من مدن الانبار وتسليمها الى الشرطة حتى تدفق عناصر التنظيمات الارهابية على المحافظة وتهاجم مراكز الشرطة وتسيطر عليها وتحرقها بعد انسحاب الضباط وافراد الشرطة منها. واضاف انه كان معارضا لقرار سحب قوات الجيش من مدن المحافظة الا ان ضغوطا عشائرية دفعت لاتخاذه وقال ان قوات الجيش تسانها العشائر تتهيأ الان لمواجهة الارهابيين وفرض الامن في المحافظة.
واكدت اللجنة الدولية للدفاع عن العلواني وناشطون على صفحات المسلحين بشبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ان المسلحين احرقوا خمسة مراكز للشرطة في الفلوجة والرمادي بعد السيطرة عليها والاستيلاء على اسلحة منتسبيها كما تمكنوا من السيطرة تماما على مديرية شرطة الفلوجة واحرقوا اربعة مراكز للشرطة هي مركز شرطة الملعب ومركز النصر ومركز الحميرة ومركز الضباط اضافة الى حرق عجلات عسكرية. وقد قتل المقدم مهند الدليمي مدير مركز شرطة شرقي الفلوجة خلال الاشتباك مع مسلحين استولوا على المركز. كما اعتقلت قوات الأمن العراقية 7 سعوديين يقودون “مجموعات إرهابية” في الرمادي وقالت وكالة “السومرية نيوز” نقلا عن مصدر أمني عراقي قوله إن “قوة أمنية نفّذت، اليوم حملة دهم وتفتيش وسط الرمادي أسفرت عن 7 أشخاص يحملون الجنسية السعودية ويتولون قيادة مجاميع إرهابية في المدينة”.
 واليوم ناشد رئيس الوزراء نوري المالكي عشائر الأنبار ومحافظات أخرى مساندة الجيش في محاربة التنظيمات المسلحة وقال في كلمته الأسبوعية “أدعو جميع العشائر في الأنبار إلى أن تقف وقفة شجاعة” وعشائر المحافظات الأخرى إلى التصدي إلى المسلحين.
وكان المالكي قرر امس الجيش الثلاثاء سحب الجيش من المدن وتسليمها للشرطة في اشارة الى مدينتي الرمادي والفلوجة وهو مطلب رئيسي للنواب الذي قدموا استقالاتهم احتجاجا على فض اعتصام المحافظة . وقال “لتتفرغ القوات المسلحة لادامة زخم عملياتها في ملاحقة اوكار القاعدة في صحراء الانبار ولينصرف الجيش الى مهمته مسلما ادارة المدن بيد الشرطة المحلية والاتحادية”.
وتشهد مدينتا الرمادي (100 كلم غرب بغداد) والفلوجة (60 كلم غرب بغداد) اشتباكات منذ السبت الماضي بين مسلحي العشائر وقوات الجيش منذ فض الاعتصام المناهض للسلطات على الطريق السريع قرب الرمادي والذي استمر لمدة عام . وازيلت خيم الاعتصام الاثنين من دون مواجهات بين المتظاهرين والقوات الامنية الا ان مسلحين ينتمون الى عشائر رافضة لذلك واخرين مؤيدين لنائب الانبار الذي اعتقل السبت في الرمادي احمد العلواني يخوضون مواجهات انتقامية مع الجيش.
وسبق للمالكي ان اعتبر الجمعة الماضي ان ساحة الاعتصام تحولت الى مقر لتنظيم القاعدة مانحا المعتصمين فيها “فترة قليلة جدا” للانسحاب منها قبل ان تتحرك القوات المسلحة لانهائها.

ايران تبدي استعدادها للتحل لحل الازمة السياسية في العراق
ابدت ايران استعدادها للتدخل لحل الازمة السياسية في العراق استجابة الى طلب رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي للمساعدة في تسوية المشاكل في محافظة الانبار.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي اجراه رئيس مجلس الشورى الايراني “البرلمان ” علي لاريجاني مع النجيفي الذي شرح للاريجاني الاوضاع في محافظة الانبار والازمة السياسية الناتجة عنها ودعاه الى المساعدة في تسوية هذه المشاكل .
وقالت وكالات انباء محلية ايرانية ان لاريجاني ابلغ النجيفي ان “الجمهورية الاسلامية الايرانية تؤكد دوما علي مشاركة جميع الاديان والمذاهب والمجموعات السياسية في ادارة العراق وانها تعتبر السبيل الوحيد لتسوية المشاكل، الوفاق الوطني والتعاون بين جميع الفئات لاحلال الامن وتقديم الخدمات والتقدم في هذا البلد . وقال اننا “تاثرنا من خبر استقالة جمع من نواب البرلمان العراقي لان سبيل حل المشاكل لايكمن في الاستقالة بل انه فقط من خلال الحوار والتعاون يمكن تسوية هذه المشاكل”. واكد استعداده “لابداء اي نوع من التعاون والمساعدة لتسوية مشاكل البلد الصديق والشقيق العراق ونامل من جميع الساسة اعتماد الدراية واتخاذ تدابير لازمة بالنسبة لمثل هذه المشاكل وذلك نظرا الي الاوضاع الخطيرة والحساسة الحالية” بحسب قوله.
ودعا لاريجاني أعضاء مجلس النواب العراقي إلى “اليقظة” تجاه ما اسماها مخططات “زعزعة الثقة وبث التفرقة” بين أبناء البلد الواحد وقال “غالبا ما كانت طهران تؤكد على المشاركة الفعلية لمختلف الطوائف الدينية والمجاميع السياسية في التشكيلة الحكومية للعراق”.. وشدد لاريجاني على أن”استقالتهم لن تحل المشكلة لأن المشكلة تحل فقط من خلال الحوار والتعاون”.
وفيما يخشى مراقبون من ان تزيد عملية فض الاعتصام من التدهور الامني في البلاد وان توسع الهوة بين السنية والسلطات اعلن 44 نائبا ينتمون الى ائتلاف متحدون للاصلاح بزعامة رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي الاثنين تقديم استقالاتهم احتجاجا على احداث الانبار داعين الى سحب الجيش من المدن و اطلاق سراح العلواني.
وهذه ثالث عملية اعتقال تستهدف مسؤولا سنيا بارزا او لاحد معاونيه في العراق منذ الانسحاب الاميركي نهاية عام 2011 حين اوقف حراس لنائب الرئيس طارق الهاشمي قبل ان يحكم هو غيابيا بالاعدام بتهم الارهاب ليترك البلاد الى تركيا .. ولتليه بعد عام عملية اعتقال لحراس وزير المالية المستقيل رافع العيساوي في قضية اثارت ازمة سياسية كبرى واطلقت الاعتصامات في المحافظات السنية الشمالية والغربية ضد السلطات .
يذكر ان حدة العنف في العراق قد زادت هذا العام بشكل أثار القلق من تجدد الصراع الطائفي الذي أودى بحياة عشرات الالاف من العراقيين بين عامي  2006 و2007 في حين قتل خلال العام الحالي اكثر من 8000 عراقي استنادا الى مصادر رسمية . وشكل عدد قتلى العام 2013 ضعف عدد ضحايا السنوات الثلاث التي سبقته حيث قتل 9475 شخصا العام الماضي مقارنة بمقتل 4574 في عام 2012. وبين القتلى اكثر من 700 شخص قلقوا حتفهم الشهر الماضي. 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة