مخاوف من تصعيد طائفي اثر تشكيل حزب الله جيشا

مخاوف من تصعيد طائفي اثر تشكيل حزب الله جيشا

‏هددت السلطات العراقية بردع حزب الله العراقي المدعوم ايرانيا لتشكيله جيشا قال انه لدعم الحكومة ‏ومواجهة المنظمات الارهابية وحذرت من اي نشاطات من شأنها أحداث انشقاقات وتصدعات على ‏أساس طائفي أو حزبي.‏
ورفضت السلطات العراقية بشدة اعلان حزب الله العراقي تشكيل جيش قال انه سيواجه به منظمات ‏ارهابية وهددت بردع كل من يحاول القيام بنشاطات من شأنها أحداث شرخ في النسيج الوطني ‏العراقي وتتسبب بانشقاقات وتصدعات على أساس طائفي أو حزبي .‏
واضافت وزارة الداخلية العراقية انه فيما نقلت بعض وسائل الإعلام ” تصريحات لأحد الأشخاص ‏يدعي فيها تأسيس جيش لمواجهة ميليشيات ومنظمات إرهابيه تحاول أن تنشط في بعض المناطق ‏العراقية” فأنها تؤكد   رفضها المطلق لقيام أي جهة فردية أو حزبية بتشكيل مجموعات مسلحة شكليا ‏أو واقعيا وتحت أي مسمى وضمن أية ذريعة بحسب بيان للوزارة اليوم. ‏
وحذرت “بشدة كل من يتجرأ على تجاوز النظام والقانون والتحرك بديلا عن المؤسسات العسكرية ‏والأمنية الشرعية وأن الدولة ستردع وتحاسب بشدة وفي أطار القانون كل من يحاول القيام بنشاطات ‏ومبادرات من شأنها أحداث شرخ في النسيج الوطني العراقي وتتسبب بانشقاقات وتصدعات على ‏أساس طائفي أو حزبي”.‏
وشددت على أن الدولة العراقية لديها من إمكانات القوة ومن عديد القوات المسلحة بصنوفها المختلفة ‏ما يجعلها غنية عن من يدعي دعمها في مقاتلة الإرهاب وفرض القانون ومواجهة الخارجين عليه ‏‏”وإن مثل هذه التخرصات ليست سوى محاولات عقيمة لتأكيد نوع من الحضور الإعلامي والسياسي ‏كما أن وعي الشعب بأطيافه المختلفة هو الكفيل بإحباط مراهنات الكثيرين على تأجيج الصراعات ‏والفتن عبر فعلٍ من هنا ورد فعلٍ من هناك”.‏
واشارت الداخلية العراقية الى ان الدولة العراقية قد نجحت “بمؤسساتها السياسية وأجهزتها العسكرية ‏والأمنية الشرعية في تجاوز الكثير من الأزمات والفتن والخارجين على القانون طيلة الفترة الماضية   ‏وهي قادرةُ اليوم على تجاوز محاولات استثمار الظروف الراهنة لتهديد العملية السياسية الديمقراطية ‏وضرب المؤسسات الشرعية ووحدة الدولة واستقرارها وستتخذ الوزارة إجراءاتها القانونية والمناسبة ‏والرادعة بحق هؤلاء”.‏
ومن جانبها دعت القائمة العراقية التي يرأسها اياد علاوي رئيس الوزراء نوري المالكي الى منع ‏تشكيل “جيش المختار” أو أي تنظيمات اخرى، فيما عدت ذلك اثارة للعنف “الطائفي”، ناشدت ‏المرجعيات الدينية اصدار فتاوى تحرم تشكيل هذه التنظيمات.‏
وقال النائب حمزة الكرطاني في مؤتمر صحافي ان “على رئيس الحكومة نوري المالكي ان يأخذ دوره ‏بمنع تأسيس او تشكيل أي تنظيمات مسلحة خارج القانون تابعة لأحزاب وتيارات دينية متشددة لتنفيذ ‏اجندات اقليمية على اسس طائفية او عنصرية”. وأضاف ان “هذه المليشيات ستعمل على زعزعة امن ‏واستقرار البلاد”.‏
واوضح الكرطاني ان “اعلان الامين العام لحزب الله في العراق واثق البطاط عن تشكيل جيش ‏المختار ما هو الا اثارة للعنف الطائفي في العراق لأنه لا يستند الى اي شرعية قانونية او دستورية ‏وسيدفع باتجاهات خاطئة لتشكيل فصائل مسلحة”. واشار الى ان “السماح لهذه التنظيمات من قبل ‏الدولة للعمل في العراق هو كارثة وخطأ ستراتيجي فادح كونه يؤدي الى اثارة العنف الطائفي في ‏العراق”. ودعا الكرطاني المرجعيات الدينية الى “ضرورة اصدار فتاوى شرعية تحرم تشكيل هذه ‏التنظيمات المسلحة؛ لانها لا تستند الى اي اساس شرعي للحفاظ على وحدة العراق”.‏
وكان الأمين العام لحزب الله العراق واثق البطاط قد اعلن عن جيش مسلح امس وقال أنه لم يكن ‏بحاجة إلى اخذ الضوء الأخضر من الحكومة من أجل تأسيس ميليشيا “جيش المختار” لمحاربة ‏التنظيمات “الإرهابية” في العراق والدفاع عن الشيعة  وشدد على أن الحكومة بحاجة إلى تقديم أدلتها ‏في حال اعتراضها على هذا المشروع مبينا أن وجود جيش المختار إيجابي في ظل تحول “المكون ‏السني إلى بيئة خصبة للإرهاب”.‏
وقال البطاط في خلال مؤتمر صحافي في بغداد امس الاثنين ان “المكون السني يعتقد أنه مظلوم ‏وبالتالي هو بيئة خصبة للإرهاب..” واستدرك قائلا “نعرف ان عشرات الجهات في المكون السني ‏وهي كثيرة ترفض الارهاب لأنها تعتقد ان الارهاب أجنبي وسينفذ اجندات خارجية تضر البلد، لكنها ‏لا تقاتل الإرهاب..”.‏
واشار البطاط الى أن إعلانه عن تشكيل “جيش المختار” يأتي لدعم الحكومة في محاربة الفساد وتنظيم ‏القاعدة، والجيش العراقي الحر إذا ما حاول استغلال التظاهرات في بعض المحافظات”. وسيكون هذا ‏الجيش الذي أطلق عليه اسم “جيش المختار” على أهبة الاستعداد “إذا ما حاول الجيش العراقي الحرّ ‏أو تنظيم القاعدة استغلال التظاهرات التي تجري في بعض محافظات العراق”.‏
وشدد امين عام حزب الله في العراق على ان “جيش المختار هو تنظيم مناطقي باستطاعة كل شخص ‏أن يجهز نفسه في منطقته وأن ينتمي للجيش وبالتالي يدافع عن نفسه بطريقة منظمة”.‏
ودافع البطاط بشدة عن الميليشيا التي اعلنها وأكد انه لم يستشر الحكومة أو أي جهة سياسية لتشكيلها، ‏وأوضح بالقول “أنا لا اخذ الضوء الاخضر من الجهات، انا احمي الدماء والاعراض اذا كان ‏مشروعي يحمي الدماء والاعراض ويحمي الامن والاستقرار ويواجه ويقاتل التنظيمات التكفيرية ‏والوهابية وكل الافكار الطائفية فمن الطبيعي هو يأخذ الشرعية من اهدافه”، مؤكدا “واذا رأت الدولة ‏ان هذا الجيش يخدمها فعليها ان تتصل بنا ونحن على اتم استعداد للتعاون معها، واذا رات الدولة أنه ‏جيش مخرب ومدمر فعليها ان تقدم الادلة لنسحب المشروع برمته”.‏
ويعتبر حزب الله العراقي الذي يعتقد ان عناصره دربوا على يد الحرس الثوري الإيراني والذي نشط ‏منذ عام 2006 أن الشيعة هم المهمشون في العراق وان الحكومة الحالية مع انها شيعية لم تعط لهم ‏كل حقوقهم.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة