28 مارس، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

محور “طهران-البحر الأبيض” .. سر المعارضة الأميركية والاستفادة “العراقية-السورية” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

قبل أربعة أشهر؛ اختفت الطائرة التي تحمل وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، عن شاشات الرادار بالقرب من “الجمهورية التركية”، قبل أن تظهر فجأة، بعد نحو ساعة، وتدخل “العراق” ليلاً.

وأعلن فريق وزير الخارجية الأميركي أن “القلق حيال التهديدات الإيرانية” هو سبب الزيارة المفاجئة، ورأى الكثير من الخبراء أن سبب الزيارة لا يعدوا ما تم الإعلان عنه من جانب الأميركيين.

وعكست التطورات العراقية، آنذاك، وقوع حدثين متزامنين، قبل أسابيع من زيارة وزير الخارجية الأميركي. فقد خططت غرفة العمليات للقوات المسلحة العراقية؛ بالتعاون مع المستشارين الإيرانيين، لإطلاق عملية مهمة ومعقدة تستهدف تحرير إحدى النقاط الاستراتيجية. ومن جهة أخرى، كثف المسؤولون الإيرانيون والعراقيون والسوريون مناقشاتهم لإنشاء طريق يربط الدول الثلاث بـ”البحر الأبيض المتوسط” ويصل بين الدول الأوروبية والإفريقية. وكان على الدول الثلاث، لتنفيذ هذا المشروع الاقتصادي الضخم، (والذي حظي بترحيب صيني)، تطهير المناطق الحدودية المشتركة بين “سوريا” و”العراق”.

من ثم بدأت عناصر “الحشد الشعبي” عملية تطهير الحدود بشكل رسمي، ولم يكن الهدف سوى التطهير والاستقرار على الشريط الحدودي بين “سوريا” و”العراق”؛ بغرض المواجهة ضد أي هجوم إرهابي غير متوقع.

وبعد خمسة أيام على إنطلاق العمليات، توجه وزير الخارجية الأميركي إلى “بغداد” والتقى عدد من المسؤولين العراقيين، وفي مقدمتهم، “برهم صالح”، رئيس الجمهورية، و”عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء، للبحث عن حلول لوقف العمليات.

لكن محاولات “مايك بومبيو”، في “العراق”، باءت بالفشل، واستمرت القوات العراقية في تطهير منطقة “القائم”؛ فيما بدأت القوات السورية عمليات تطهير منطقة “البوكمال”. بحسب صحيفة (فرهيختگان) الإيرانية المقربة من “تيار الإعتدال”.

خطوة على افتتاح المعبر..

يقع معبر “البوكمال”؛ في “دير الزور” السورية، ومعبر “القائم” في “الأنبار” العراقية. وقد وقع المعبران معًا، قبل سنوات، تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية.

وكانت “البوكمال”، التي وقعت تحت احتلال تنظيم (داعش) الإرهابي، عام 2012. وكذلك كان معبر “القائم”، منفذ العناصر الإرهابية لاحتلال “العراق”، عام 2014. وتم تحرير كلا المعبرين، في تشرين أول/أكتوبر وتشرين ثان/نوفمبر 2017، على أيدي القوات المسلحة و”الحشد الشعبي” في “العراق” و”سوريا”، استعدادًا لاستئناف العمل في المعبرين.

وبدأت عمليات البلدين، خلال العام الجاري، لتطهير هذه المناطق الاستراتيجية، حتى يتسنى بعد ذلك تهيئة المجال أمام التبادل التجاري بين “إيران” و”العراق” و”سوريا”.

وبعد ما يقرب من مئة يوم على استمرار العمليات في المناطق الصحراوية في “سوريا” و”العراق”، التقت قيادات البلدين العسكرية، بتاريخ 6/8/2019، خلال إحدى الزيارات الميدانية؛ وناقش الطرفان مسألة افتتاح معبري (البوكمال-القائم)، الأمر الذي يقربنا خطوة من واقع إنشاء مسار بري يربط “طهران” بـ”البحر الأبيض المتوسط”.

علاوة على ذلك؛ سوف يلعب هذا الافتتاح دورًا بالغ الأهمية في رفع المكانة العراقية الإقليمية. لأن تحويل هذا البلد إلى حلقة ربط “إيران” و”روسيا” و”الصين” بـ”البحر الأبيض المتوسط” ومنه إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية قيد يحيي من جديد البنية التحتية العراقية المدمرة، وسوف ينعكس أثر ذلك بلا شك على إحياء المكانية السياسية لـ”العراق”.

لماذا تعارض الولايات المتحدة ؟

كانت المناطق الحدودية، بين “سوريا” و”العراق”، إحدى نقاط تمركز القوات الأميركية، خلال السنوات الماضية. وقد وطنت “الولايات المتحدة الأميركية” عدد من الفصائل الإرهابية في هذه المناطق للحيلولة دون قيام أي تعاون اقتصادي بين “إيران” و”العراق” و”سوريا”.

وسعت، بعد إنطلاق المشاورات الثلاثية، إلى منع تنفيذ هذا المشروع، لكن هذه المساعي باءت بالفشل.

والسؤال: لماذا يعارض الأميركيون عمليات تطهير هذه المناطق ؟!.. أحد أسباب معارضة “الولايات المتحدة” استئناف العمل في هذه المعابر، هو تشكل محور “طهران-بغداد-دمشق”. لأن هذا المسار سوف يتيح لـ”إيران” سهولة نقل الجزء الأكبر من صادراتها الإنتاجية، وهو ما يمثل فشلاً للحملة الأميركية بخصوص ممارسة الحد الأقصى من الضغوط ضد “إيران”.

ومؤكد أن “طهران” لن تكون الطرف الوحيد المستفيد من هذا المشروع، ولكن سيكون بمقدور “سوريا” و”العراق”، اللتان تضررتا بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة جراء العمليات الإرهابية، عقد الآمال على إنطلاق مرحلة التعمير وإعادة البناء.

كذلك تمثل القضايا الأمنية؛ أحد الأسباب الأميركية الأخرى لمعارضة المشروع. إذ تسعى “الولايات المتحدة”، عبر السيطرة على هذه المعابر، إلى تنفيذ مشاريعها الانفصالية في المناطق ذات الأغلبية الكُردية بـ”سوريا” و”العراق”. واستعادة السيطرة على هذه المعابر وفتحها من جديد يقضي بشكل رسمي على المشاريع الانفصالية الأميركية.

علاوة على ذلك؛ أصبح نقل عناصر “الحشد الشعبي” إلى الداخل السوري حاليًا؛ أكثر سهولة، ومن ثم تهيئة الأجواء لتضيق حلقة الحرب ضد الإرهاب.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب