اكد وزير الاتصالات السابق محمد توفيق علاوي، اليوم ان اتهامه بالتجسس والفساد ياتي بسبب رسالة وجهها إلى رئيس هيئة النزاهة يكشف فيها عن ملفات فساد ومفسدين داخل الوزارة.
وقال علاوي في بيان بعث بنسخة منه الى (كتابات) إن “هناك حملة جديدة في الإعلام بدأت بحقنا وتتهمنا بالتجسس والفساد” مضيفا “ونحن نؤكد أن هذه الجملة تأتي ردا على الرسالة التي وجهتها قبل نحو أسبوعين إلى رئيس هيئة النزاهة علاء جواد حميد وكشف فيها مجموعة من المفسدين في وزارة الاتصالات”.
واشار الى أن “هناك حملة استباقية لغلق أبواب هيئة النزاهة، فلا يتم التحقيق بشأن تلك العقود المشبوهة التي طالبت هيئة النزاهة بفتحها للتحقيق”، لافتا إلى أن “عدم التحقيق فيها معاناه إسناد المفسدين وهذا ستترتب عنه نتائج خطيرة على البلد لا تحمد عقباها”. وشدد علاوي على ان “الكثير من الحقائق في وزارة الاتصالات تستدعي فتح جملة من التحقيقات بشأن عقود فاسدة التي قمت بإيقافها عندما كنت وزيرا للاتصلات”.
وكان وزير الاتصالات محمد توفيق علاوي قد قدم، في 27 من شهر آب 2012، استقالته من منصبه بسبب التدخل في عمل الوزارة والسماح للمستشارة الفنية للوزارة هيام الياسري بالتهجم على وزارة الاتصالات، مشترطا نقل المستشارة في الوزارة للتراجع عن الاستقالة.. وفيما يلي نص بيان محمد علاوي:
محمد توفيق علاوي
31 شارع الزيتون ، الحارثية
بغداد – العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس هيئة النزاهة القاضي علاء جواد حميد المحترم
الموضوع : لجان تحقيقية وعقد نوروزتل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد بلغ علمي أن لجنة تحقيقية قد تشكلت بشأن مشاريع الوزارة وحسب علمي أن هذه اللجنة اعتمدت في قراراتها على تقارير مقدمة من قبل المستشارة الفنية للهاتف الخليوي الدكتورة هيام الياسري وآخرين وكانت تتضمن هذه التقارير اتهامات بحقي وبحق عدد من الكادر الوزاري. وفي الحقيقة فإنه لا ضير من تشكيل لجنة للتحقيق بشأن مشاريع الوزارة، بل على العكس، فإني أؤيد كلياً أن يتم التحقيق بكافة مشاريع الوزارة، وأن يكشف الفاسدون ويعاقبوا على إفسادهم.
ولكن إن صح هذا الأمر فإنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يكون المتهِم (بكسر الهاء) عضواً في لجنة يجب أن تكون حيادية، فكما تعلمون أن في ذلك مخالفة قانونية واضحة للقانون العراقي النافذ، بل إن كافة قوانين الدنيا تمنع أن يكون أحد طرفي النزاع هو الحكم، بل إن الأمر حسبما بلغ علمي كان أوسع من ذلك، حيث كما بلغ علمي إن هيام الياسري كانت هي التي تحقق مع الكادر الوزاري، أي أنها عضو رسمي في لجنة التحقيق، وهذه حالة شاذة وغريبة، ولا أظن أن هناك أي حالة مشابهة قد حصلت على مستوى هيئة النزاهة منذ تأسيسها حتى يومنا الحالي إلا هذه الحالة غير القانونية.
لقد وصل إلى سمعي كثير من الاتهامات غير الصحيحة وفيها تلاعب واضح وإخفاء لكثير من الحقائق، وللأسف فإن هيئة النزاهة لم توجه لي أية أسئلة أو أية مطالبة بتوضيح لهذه الاتهامات المضللة. إن هذه الاتهامات تتعلق بالكثير من مشاريع الوزارة، وبالذات مشروعي إنشاء شبكة البنى التحتية بشراكة بين الشركة العامة للإنترنت وشركة نوروزتل، ومشروع الشراكة بين شركة الاتصالات وشركة فانرايز، وقد أرسلتم إلى الوزارة طلبات للتحقيق مع حوالي العشرين كادراً من الوزارة وتشكيلاتها، وتم اعتقال الكثير منهم بشأن مشروع نوروزتل، وأفرج عن جميعهم حسب علمي بعد اعتقالهم لفترة قاربت الشهرين للبعض منهم من دون ذنب ارتكبوه، وقد ثبت لكم بشكل واضح براءتهم. والآن بعد اثبات براءتهم، لم يكن أمامي غير استجماع الصورة ومعرفة ما تم التحقيق به من قبل الكادر الوزاري، فوجدت أن التحقيق قد تطرق إلى حوالي ثلاثة عشر فقرة، وقد قمت بالتعليق عليها وإبداء رأيي بشأنها كما في أدناه.
وحسب علمي، فإن هناك الآن موجة جديدة من الاتهامات والتحقيقات بشأن مشروع كشف التحايل للمكالمات الدولية للعديد من الكادر الوزاري، ومع الأسف هناك مطالبة من قبل هيئة النزاهة من الوزارة لتزويدكم بعناوين سكنهم وبينهم عدة نساء، وهناك خوف في الوزارة من اعتقالهم لفترة من الزمن قبل أن يفرج عنهم لبرائتهم كما أنا متيقن منها. إنى أأمل من هيئة النزاهة أن توجه الاتهام إلى المفسدين الحقيقيين والتحقيق معهم بشأن هذا العقد، وحسب علمي فإني لا أظن أن ممن وجه إليهم الاتهام أحد من المفسدين، بل المفسدون الحقيقيون هم أشخاص آخرون، وإنهم معروفون من قبل جميع الكادر الوزاري. إن ما سمعته مما يُتداول به الآن في اروقة الوزارة ، إن بعض المتسلطين في الوزارة يريدون ترويع الكادر النزيه ممن لا يرضى الخضوع لهم، وسيتم اعتقالهم لفترة من الزمن لترويضهم للأستجابة لأوامر هؤلاء المتسلطين، فكانت هناك انتقائية واضحة فيمن طلبت اسماءهم للتحقيق معهم!!!!
أليس من الغريب أن يغض الطرف عن المفسدين الحقيقيين ويتهم الأبرياء بالفساد من قبل المفسدين انفسهم!!!!!
اما فيما يخص مشروع الشراكة مع شركة فانرايز لكشف التحايل، فإنه لولا تدخلي الشخصي في المرحلة الأخيرة لإيقاف عملية فساد مالي ضخمة جداً مسؤولة عنها هيام الياسري وآخرين لكان ترتب على البلد عملية احتيال وسرقة كبرى على حساب المواطن العراقي الذي كان ولا يزال يعاني الكثير من آثار الفساد؛ لقد كان من الحري بهيئة النزاهة أن تحقق مع هيام الياسري بشأن هذا المشروع، وفي حالة رغبتكم في معرفة الحقيقة فجميع المعلومات المطلوبة موجودة في الوزارة، حيث أن كافة الكتب المزورة وكافة الوثائق التي تثبت حصول تحايل كبير على الوزارة موجودة في ملفات داخل الوزارة، كما أن الكثير من الكادر الوزاري يعلم هذه الحقائق وبإمكانكم الحصول عليها بكل سهولة. فضلاً عن ذلك فهناك مخالفات كبيرة بشأن هذا المشروع لم تنكشف لي إلا مؤخراً تدل على اشتراك هيام الياسري مع اشخاص آخرين في الوزارة متمثلة بطريقة اختيار احدى الشركات الموهومة بطريقة مخالفة للقانون ولقاءهم معها في مطار بغداد ، مما يؤكد وجود نية مبيتة ومخططات لعملية فساد كبرى تبلغ عشرات الملايين من الدولارات تسلب من حقوق هذا الشعب المستضعف الذي عانى ولا يزال يعاني الكثير من آثار عمليات الفساد الكبرى تلك ، ولولا توقف التعاقد مع الجهات المتلاعبة على الوزارة لأسباب اخرى، لكان يمكن ان يحققوا مبتغاهم في أٌلإفساد من دون علم احد، ولكن ولله الحمد غدت هذه المخططات مكشوفة في الوزارة مع وجود الوثائق التي تثبت ذلك، وبإمكانكم معرفتها والحصول عليها بكل سهولة إن شئتم ذلك.
تجدون أدناه الفقرات الثلاث عشرة التي تم التحقيق حولها مع الكادر الوزاري بشأن عقد نوروزتل مع إبداء وجهة نظري بشأنها:
1- لماذا اتخذ القرار بإعطاء الحق لشركة الانترنت بامتلاك البنى التحتية وبالتالي التعاقد مع شركه نوروزتل مع وجود معارضة من بعض الجهات العليا في الوزاره؟ وهل توقيع كافة أعضاء هيئة الرأي على قراراتها شرط لإمضائها؟
2 – هل يجب الإعلان بشأن عقود المشاركة؟ وهل هنالك خلل في الإعلان؟
3- لماذا تم توقيع العقد بين نوروزتل ووزارة الاتصالات قبل توقيع العقد بين وزارة الاتصالات ووزارة النقل؟
4- هل أن عدم إمرار الكابلات ضمن محرمات السكك سيؤدي إلى الإضرار بالطرق والجسور وغيرها من الممتلكات العامة؟
5- هل العقد مع شركة نوروزتل فيه هدر للمال العام؟ وهل يجب عرض مسودة العقد على اللجنة المركزية للعقود؟
6- هل أن إنشاء عقد بين شركة الانترنت وشركة نوروزتل سيتسبب باضرار مالية لشركه الاتصالات؟ وهل شركة الانترنت تفتقر إلى الكادر الكفوء لإدارة المشروع؟
7- هل النسب المالية من الإيرادات مجحفة بحق شركة الانترنت مقارنة بالعقود بين شركة الاتصالات والشركات الخاصة؟
8- هل أن ملكية الألياف هي لشركة الانترنت أم لشركة نوروزتل؟
9- هل هناك ضرر أمني من التعامل مع شركه نوروزتل؟ وما هي الإجراءات المتخذة بهذا الشأن؟
10- لماذا تم الاستعجال بإجراءات التعاقد؟ وما هي الخسائر المترتبة أو بألاحرى فوات المنافع لمصلحه العراق في حاله التأخر في إبرام عقد بشأن إنشاء البنى التحتية؟
11- إذا كانت أكتاف الطرق الخارجية ثروة محدودة، فما هي سعتها؟ وما هي الخطورة من شبكة نوروزتل في فقدان هذه الثروة؟
12- هل كان استمرار السيد مجيد في منصبه كمدير عام لشركة الانترنت قانونياً؟
13- هل كان هناك فساد مالي بشأن العقد مع شركة نوروزتل؟ وهل التصديق على الملاحق كان فيه مخالفة قانونية؟
التساؤل الأول : لماذا اتخذ القرار بإعطاء الحق لشركة الانترنت بامتلاك البنى التحتية وبالتالي التعاقد مع شركه نوروزتل مع وجود معارضة من بعض الجهات العليا في الوزارة؟ وهل توقيع كافة أعضاء هيئة الرأي على قراراتها شرط لإمضائها؟
إن شركة الانترنت حسب نظامها الداخلي (مادة رقم 2) لها الحق في امتلاك البنى التحتية، وإذا ما اتخذ قرار بهذا الشأن فإنه اجراء قانوني وسليم استناداً إلى قانون الشركات العامة رقم 22 لسنة 1997 (مادة رقم 19) ولا يمكن الاعتراض عليه أو إيقافه حتى من قبل الوزير استناداً إلى الصلاحيات القانونية للوزير ضمن القانون المذكور أعلاه (مادة رقم 25). ولكن عندما طرح هذا الأمر من قبل مدير عام شركة الانترنت على الوزير استناداً إلى قانون الشركات وإلى النظام الداخلي للشركة طلب الوزير منه طرح الأمر على هيئة الرأي للتداول لتحقيق درجة أكبر من الشفافية. فابتداءً كان يمكن لشركة الانترنت امتلاك البنى التحتية من دون الحاجة إلى أخذ موافقة هيئة الرأي.
ومع ذلك فقد اجتمعت هيئة الرأي بتاريخ 14/6/2011 وبتوفر النصاب المطلوب حيث حضر الوزير والوكيل الإداري والوكيل الفني والمفتش العام فضلاً عن المدراء العامين وبالذات مدير عام شركة الانترنت ومدير عام شركة الاتصالات ومدير عام التخطيط والمتابعة ومدير عام الدائرة القانونية وآخرين، ولم يتخلف غير المستشارين الثلاثة، أحدهم كان مجاز دراسياً خارج العراق والآخران (هيام الياسري ونبيل عبد الباقي) تغيبا لأسباب غير معروفة مع أنه كان قد طلب منهم الحضور إلى اجتماع هيئة الرأي المذكور أعلاه.
لقد تم طرح موضوع حاجة شركة الانترنت لامتلاك البنى التحتية من قبل مدير عام شركة الانترنت على أن تكون ساندة للبنى التحتية للاتصالات فتكون كل شبكه مكملة للأخرى فتصبح أشبه ما تكون بشبكة واحدة ذات كفاءة عالية. ونوقش الأمر في هيئة الرأي فأبدى مدير عام شركة الاتصالات تأييده للفكرة ولم يكن هناك أي اعتراض من قبل أي من الحضور ما خلا الوكيل الفني للوزارة، ولكن لم تكن مبرراته مقنعة فلم يؤيده أي من الحضور؛ وبما أن قرارات هيئة الرأي تؤخذ بالاغلبية فقد تم إقرار هذا القرار بشكل قانوني.
إستناداً إلى تعليمات هيئة الرأي المادة رقم (12- ثانياً) فإن الوزير ملزم بأخذ رأي الأغلبية، ولذا فلا يمكن أخذ رأي الوكيل الفني ورأي المستشارين (اللذين لم يكونا حاضرين) لأنهم أقلية، بل ان الأخذ برأيهم به مخالفة قانونية واضحة استناداً للمادة رقم 12 – ثانياً من تعليمات هيئة الرأي.
يدعي بعض الأشخاص في الوزارة أن قرار هيئة الرأي غير قانوني لأنه لم يوقع إلا من قبل الوزير والمقرر السيد مجيد، وهذا الادعاء غير سليم للأسباب التالية:
1 – إن كافة محاضر هيئة الرأي من وقت تشكيلها في زمن الوزير الأسبق السيد فاروق عبد الرحمن منذ بداية عام (2009) كانت على نفس الشاكلة، لا توقع إلا من قبل الوزير والمقرر، وكان المقرر السابق هو نفسه السيد مجيد.
2 – لا يوجد في تعليمات وقانون هيئة الرأي ما يشير أو يدعو إلى توقيع المحضر من قبل كافة أعضاء هيئة الرأي.
3 – لو أن التوقيع هو شرط لكي تعتبر قرارات هيئة الرأي قانونية، فمعناه أن جميع قرارات هيئة الرأي منذ حين تشكيلها عام (2009) غير قانونية، وكل الإجراءات التي اتخذت استناداً إلى قرارات هيئة الرأي منذ تشكيلها تعتبر غير قانونية ويجب محاسبة كافة أعضاء هيئة الرأي بسبب اتخاذهم قرارات وإجراءات غير قانونية.
4 – إن محضر هيئة الرأي بعد توقيعه من قبل المقرر ثم الوزير يوزع على كافة أعضاء هيئة الرأي، ولم يعترض في حينها أحد منهم على القرارات التي اتخذت بحضورهم؛ نعم لقد اعترض المستشاران الفنيان للوزارة، لكن اعتراضهما مرفوض لأنهما لم يكونا حاضرين ولم يشهدا النقاشات التي دارت. وقد اعترض أيضاً الوكيل الفني، ولم يكن اعتراضه على قانونية قرار هيئة الرأي لأنه يعلم أن القرار قانوني وإجراءات هيئة الرأي سليمة، ولكنه اعترض على أمور اخرى في كتابه الموجه إلى الوزير، وقد أجابه الوزير بكتاب على كافة الإشكالات التي طرحها وكما سنبينه في كتابنا هذا في الفقرات التالية.
وأؤكد هنا مرة أخرى أن قرار هيئة الرأي هو قرار إضافي وليس مطلوباً بهذا الشأن بل تم بطلب من الوزير لتحقيق درجة أعلى من الشفافية، ومن حق شركة الانترنت أن تمتلك البنى التحتية بشكل قانوني كامل من دون حصولهم على موافقة هيئة الرأي حسب قانون الشركات العامة رقم 22 لعام 1997 وحسب النظام الداخلي لشركة الانترنت.
التساؤل الثاني : هل يجب الإعلان بشأن عقود المشاركة؟ وهل هنالك خلل في الإعلان؟
لا يوجد أي قانون ولا توجد أية تعليمات تفرض الإعلان بشأن عقود المشاركة. بل كان من الطبيعي أن تدخل أي من تشكيلات الوزارة من الشركة العامة للاتصالات والشركة العامة للانترنت بعقود شراكة مع شركات القطاع الخاص من دون أي إعلان في أي من وسائل الأعلام، وهذا ما كان قائماً في زمن الوزير الأسبق السيد فاروق عبد الرحمن.
ولكني عندما توليت شؤون الوزارة، واطلعت على هذا الأمر رفضته، وأصدرت تعميماً منذ الشهر الأول لتولي شؤون الوزارة منعت أية صيغة مشاركة بين شركات الوزارة والشركات الخاصة من دون الإعلان المسبق في ثلاث صحف على الأقل ولفترة ثلاثة أيام. إن هذا الإجراء التي اتخذته كان بهدف تحقيق أعلى درجات الشفافية والنزاهة بشأن عقود المشاركة للوزارة وتشكيلاتها.
لقد كان الإعلان من قبل شركة الانترنت بشأن إنشاء شبكة البنى التحتية وربطها بتركيا مع ذكر شرط جلب موافقة وزارة الاتصالات لإقليم كردستان، حيث لن تتمكن أية شركة مقدمة من الربط بتركيا إلا من خلال المرور بمحافظة دهوك، حيث أنها المحافظة العراقية الوحيدة التي تمتلك حدوداً مع تركيا. وهذا لا يتم إلا بالاتفاق وأخذ الموافقة من وزارة الاتصالات لإقليم كردستان، لذلك وضع هذا الشرط في الإعلان، وإذا لم يكن هذا الشرط موضوعاً، فسيكون الإعلان مضيعة للجهد والوقت. كما أنه حدث في السابق أمر مشابه بين نفس شركة نوروزتل وبين الشركة العامة للاتصالات في مشروع (SAIT) في الربط بتركيا، حيث جلبت شركة نوروزتل في وقتها كتاباً من وزارة الاتصالات لإقليم كردستان تدعي بأن شركة نوروزتل هي شريكة لوزارة الاتصالات لأقليم كردستان وهي الشركة الوحيدة التي تمتلك الحق الحصري لمد البنى التحتية في إقليم كردستان (محافظتي دهوك وأربيل) لفترة عشر سنوات، وقد أكد في وقتها مدير الدائرة القانونيه لوزارتنا السيد عماد محسن الشمري أنه لا داعي للاعلان في وسائل الإعلام في هذا المشروع المشابه. من المؤسف أني سمعت مقولة من البعض أن الإعلان كان مفصلاً لشركة نوروزتل، وإني أستغرب من هذه المقولة، ففي الوقت الذي تمتلك فيه شركة الانترنت حق التعاقد من دون أي اعلان مع شركة نوروزتل، وهذا التعاقد من دون إعلان استناداً إلى قانون الشركات والتعليمات النافذة هو تعاقد قانوني وسليم ولا غبار عليه، ولكن عندما أقوم بفرض شرط الإعلان لتحقيق درجة أعلى من الشفافية والنزاهة يتم التشكيك بهذا الإجراء وتقلب الحقائق!
لقد قامت الدكتورة هيام الياسري والسيد نبيل عبد الباقي المستشار الفني للبنى التحتية كأعضاء بشكل غير قانوني في اللجنة المركزية للعقود مع السيد عماد محسن الشمري مدير عام الدائرة القانونية كعضو في لجنة للتعاقد مع شركة (IQ) بالإشراف على عقد مماثل في عهد الوزير ألأسبق السيد فاروق عبد الرحمن بين شركة الأتصالات وشركة (IQ) حيث تم التعاقد بشكل خاص من دون اي اعلان في اي من وسائل الأعلام، فهل هذا التعاقد صحيح؟؟؟ ولكن يشكك في التعاقد من قبل نفس هؤلاء إذا اشترطت انا ألإعلان لتحقيق الشفافية والنزاهة !!!!
التساؤل الثالث : لماذا تم توقيع العقد بين نوروزتل ووزارة الاتصالات قبل توقيع العقد بين وزارة الاتصالات ووزارة النقل؟
إن مسارات كابلات الألياف الضوئية عالمياً هي أكتاف الطرق العامة ومحرمات السكك الحديدية ومحرمات أنابيب النفط ، والأعمدة الكهربائية ، ومجاري الأنهار ، والقنوات المدفونة ، ومن خلال الحفر العادي أو الخفي في المدن ، فضلاً عن التقنية الحديثة بإمرارها من خلال مجاري المياة الثقيلة ، فضلاً عن إمكانية إمرارها في أي أرض من أراضي الدولة الأخرى كالمناطق الحدودية أو المناطق الصحراوية وما شابه أو حتى من خلال الاراضي الخاصة إذا ما كان هناك ضرورة إلى ذلك بعد الاتفاق مع أصحابها.
لقد كان العقد بين الطرفين واضحاً في إمرار الكابل الضوئي من خلال محرمات السكك الحديدية أو أي مسارات أخرى لتحقيق الهدف، حيث أن هدف وزارة الاتصالات هو الربط بين الحدود التركية والفاو كمشروع متكامل مروراً بالمدن العراقية المختلفة، ويتحقق هذا الهدف من خلال أي مسار مما هو مذكور أعلاه، وليس المفروض لتحقيق هذا الهدف إمراره من خلال محرمات السكك الحديدية. كما أن هذا العقد هو عقد مشاركة وليس عقد مناقصة حتى يتوجب تحديد المسار ابتداءً لمعرفة الكلفة التخمينية لاجراء المناقصة، فلا تتحمل وزاره الاتصالات أية كلفة، بل إن زادت الكلف بتغير المسار فسوف تتحمله الشركة الخاصة وليس وزارة الاتصالات. ولكن مع هذا فإن شركة الانترنت وضعت خرائط تفصيلية تحدد المسارات الجديدة من خلال أكتاف الطرق الخارجية. إن رأي الجهة القانونية في وجوب الاتفاق مع وزارة النقل ابتداءً يدل على أن الجهة القانونية لم تقرأ العقد كاملاً، وقد تم اعلامي بأن العقد مع وزارة النقل سيستغرق عدة أشهر، ونحن في جميع الأحوال لسنا مرغمين على إمرار الكابل من خلال محرمات السكك الحديدية مع وجود البدائل الكثيرة المذكورة أعلاه، علاوة على ذلك فإن محرمات السكك الحديدية لا تصل إلى كافة المدن والبدالات التي نريد إيصال الخدمة إليها، وعليه فنحن مضطرون في جميع الأحوال إلى استخدام المسارات الأخرى حتى في حالة اتفاقنا مع وزارة النقل. إنني كوزير وشخص مسؤول في الوزارة عندما أجد وجهتي نظر متناقضتين، إحداهما من شركة الانترنت، والتي لديها كادرها القانوني الكفوء أيضاً، والأخرى من قبل الدائرة القانونية، فإن مسؤوليتي تملي علي في مثل هذه الأحوال اتخاذ القرار الصائب، واستناداً إلى المعطيات المذكورة أعلاه، وجدت أن رأي شركة الانترنت في إمضاء العقد قبل الاتفاق أو حتى من دون الاتفاق مع وزارة النقل أقرب إلى الصواب من رأي مدير الدائرة القانونية. وفي حقيقة الأمر، فإنه حسب قانون الشركات العامة الآنف الذكر، فإن مجلس إدارة شركة الانترنت هو أعلى سلطة حتى من الوزير فيما يخص مشاريع الشركة ما عدا بعض الفقرات المذكورة في المادة رقم 25 من القانون المذكور، ومعنى ذلك أنه لو حصل تناقض بين رأي مدير الدائرة القانونية في الوزارة عماد الشمري وبين رأي مجلس إدارة الشركة، فإنه من الناحية القانونية يكون قرار مجلس إدارة الشركة مقدماً على قرار مدير الدائرة القانونية في الوزارة حتى من دون أخذ موافقة الوزير. ولكن الخطأ الكبير هو أن مدير الدائرة القانونية السيد عماد محسن الشمري لم يطلع على العقد، حيث ذُكر في مقدمة العقد بشكل واضح بعد ذكر مسار وزارة النقل الفقرة التالية (أو أي مسارات أخرى متاحة لتحقيق الهدف من المشروع مع هذه الجهة أو أية جهة أخرى غيرها) واستناداً إلى هذه الفقرة فإن رأي مدير الدائرة القانونية هو رأي غير قانوني ويجب أن يحاسب هو عليه سواء كان ذلك عن عمد أو عن غير عمد.
التساؤل الرابع : هل أن عدم إمرار الكابلات ضمن محرمات السكك سيؤدي إلى الإضرار بالطرق والجسور وغيرها من الممتلكات العامة؟
إن الاتفاق مع وزارة النقل وإمرار الكابل خلال محرمات السكك كما بينا يحتاج في جميع الظروف إلى إمرار الكابل من خلال الطرق والجسور وبالذات داخل المدن، فمحرمات السكك الحديدية لا تصل إلى جميع مناطق العراق وهي عادة خارج المدن وليس داخلها، فلا بد في حالة ربط البدالات في داخل المدن من إمرار هذه الكابلات من خلال الطرق والجسور، وإن من أوصل هذه المعلومة إلى هيئة النزاهة كان غير دقيق في نقل الصورة الكاملة بشأن مشاريع الاتصالات وكيفية مد الكابلات الضوئية بين البدالات ومراكز الاتصالات داخل المدن. أما خارج المدن فسواء استخدمت أكتاف الطرق أو محرمات أنابيب النفط أو الاعمدة الكهربائية أو مجاري الأنهار فلا يوجد هناك إضرار بالطرق أو الجسور، فهناك عادة اتفاقيات معينة مع الجهات المختلفة وغرامات محددة إذا ما حصل خطأ أو كانت هناك حاجة لقطع طريق أو عبورجسر أو غير ذلك كما هو متعارف وطبيعي في مشاريع الاتصالات في كافة انحاء العالم.
التساؤل الخامس : هل أن العقد مع شركة نوروزتل به هدر للمال العام؟ وهل يجب عرض مسودة العقد على اللجنة المركزية للعقود؟
إن عقد نوروزتل هو من عقود المشاركة، وعقود المشاركة لا تتحمل فيه شركات الوزاره أي كلف، بل أن جميع الكلف هي من مسؤوليه الشركة الخاصة، ومعنى ذلك انه لا يوجد اي هدر للمال العام. أما ما تردد من أن هناك خسائر بسبب القطوعات في شبكة شركة الاتصالات فهذا الأمر ليس له أية علاقة بالعقد؛ فشهرياً هناك عشرات القطوعات في كوابل وزارة الاتصالات من قبل الجهات العامة والجهات الخاصة، كحفر أساس لمبنى أو شق طريق أو رصف الأرصفة أو مد كابلات كهربائية أو أنابيب الماء أو المجاري أو غيرها، وهناك ضوابط معينة وغرامات تتوجب على الجهة المسببة لهذا القطع، وهو أمر طبيعي، ليس في يومنا الحالي فحسب بل منذ عشرات السنين، وهذا القطع عادة لا يكون متعمداً بل يكون خطأً، وقبال هذا الخطأ تغرم الجهة المسؤولة غرامات كبيرة وأكبر بكثير من كلفة الإصلاح، وهذا الأمر ليس في العراق فحسب بل في كافه دول العالم.
للأسف حاول بعض الكادر الوزاري تضليل اللجان التحقيقية وذلك بألأيحاء بأن قطوعات الكابلات هو المقصود بالهدر للمال العام ، في حين كما ذكرنا ان القطوعات لا علاقة لها بالهدر بل هذا هو امر طبيعي كما ذكرنا سواء بامرار الكابلات الضوئية او غيرها .
ان تضليل اللجان التحقيقية بشكل متعمد هي جريمة يعاقب عليها القانون ، نأمل من هيئة النزاهة ان تأخذ ذلك الأمر بنظر الأعتبار وان تحاسب المضللين، فألتساهل في ذلك الأمر سيجعل الباطل حقاً والحق باطلاً، وسيفقد الهيئة مصداقيتها، وينهي دورها الأصلاحي في القضاء على الفساد، بل ان اتخاذ هذا النهج سيحيل دورها الإصلاحي الى دور تخريبي في اسناد المفسدين ومقارعة المصلحين.
ولدرء الهيئة من الوقوع في مطبات التضليل يجب التنبه من قبل الهيئة إن كان هناك تعمد في تضليل اللجان التحقيقية، ومحاسبة المضللين حساباً شديداً، وفتح لجان تحقيقية خاصة للتحقيق بشأن من يضلل هذه اللجان من المفسدين ومعاقبتهم بأشد العقوبات.
أما بالنسبة للجنة العقود المركزية، فاستناداً إلى كتاب الأمانة العامة بشأن صلاحيات إجراء العقود وتشكيل لجنة العقود المركزية – الأمانة العامة – بتاريخ 5/2/2008 الفقرة رقم (1) و (2)، فإن مهمتها هي المصادقة على عقود الموازنة الاستثمارية فقط وليس عقود الشراكة، فلا توجد أية مخالفة قانونية في عدم عرض عقود المشاركة عليها.
التساؤل السادس : هل أن إنشاء عقد بين شركة الانترنت وشركة نوروزتل سيتسبب بأضرار مالية لشركة الاتصالات؟ وهل أن شركة الانترنت تفتقر إلى الكادر الكفوء لإدارة المشروع؟
إن السبب الرئيسي لإنشاء شركات عامة هو للنهوض بالاقتصاد الوطني من خلال توفير الاستقلالية وإعطاء صلاحيات أكثر ومستوى من الحرية أعلى وإيجاد حالة من المنافسة بين شركات القطاع العام فيما بينها، وبينها وبين شركات القطاع الخاص، وبهذه الاستقلالية والصلاحيات والحرية والمنافسة يتطور الاداء وتقل الكلف على المواطنين. فعلى سبيل المثال، هناك عدة شركات إنشائية ضمن وزارة الإسكان والإعمار تتمتع بالاستقلالية وبمقدار كبير من الصلاحيات والحرية وتتنافس فيما بينها لتقديم أفضل عرض إنشاء وبأعلى المواصفات وبأقل عطاء. والحقيقة فإننا من أجل تطوير الاقتصاد وتوفير خدمات أفضل وبسعر منافس لا بد من توفير الاستقلالية وإعطاء الصلاحيات ومساحة أكبر من الحرية وإيجاد حالة من التنافس.
إن المعلومات التي وصلت إلى هيئة النزاهة كانت من قبل أناس يفتقرون إلى المعرفة بأسس تطور اقتصاديات البلدان المتقدمة، ولا أستطيع أن ألقي باللوم على من يثير مثل هذه الأمور فإنهم أناس تقنيون ولا علاقة لهم بالاقتصاد.
ولكن مع كل ذلك فحسب قرار هيئة الرأي فإن البنى التحتية لشركة الاتصالات وشركة الانترنت يجب أن تكون كل واحدة مكملة للأخرى وذلك يعني أنهما ستكونان مندمجتين فيما بينها لتشكيل شبكة واحدة كفوءة، وستستخدم هذه الشبكة لنقل الصوت والإشارة والمعلومات والصورة لكلا الشركتين. ولذلك عقدت اجتماعاً بين مديري الشركتين لوضع نسبة محددة من الوارد المتحقق من هذه الشبكة لكل من الشركتين، والحقيقة فإن عنصر المنافسة قد ألغي خلال فترة المستقبل القريب بسبب هذا الاتفاق، ولكن النتيجة كانت تحقيق مستوى عال ومتميز وكفوء من الخدمة للمواطن نتيجة لإنشاء هذه الشبكة الكفوءة من دمج الشبكتين. لقد ضحيت بفكرة المنافسة بين الشركتين على مستوى المستقبل القريب لأنني أتصرف بواقعية وأعرف أننا لا نمتلك الموازنة المطلوبة لإنشاء شبكتين منفصلتين، إذ أن كلفة الشبكة الواحدة قد تتجاوز المائة وخمسين مليون دولار امريكي، في حين أن الموازنة السنوية لكافة مشاريع الوزارة والشركات الثلاث بحدود المائة مليون دولار. ولكن يمكن في المستقبل البعيد إحياء مثل هذه المنافسة لتطوير هذا القطاع بالشكل الأفضل.
أما بالنسبة للكادر في شركة الانترنت، فهناك كادر متميز وفيهم الكثير من حملة الماجستير من خريجي جامعتي برونيل وبورتسموث البريطانيتين، كما أنه في كل سنة هناك الكثير من الخريجين من معهد الاتصالات قسم التراسل الذين لا يجدون عملاً، فهذا المشروع كان يمكن ان يكون المجال الأفضل إليهم للتعيين. كما يتميز العقد بميزة مهمة في المادة رقم 12 حيث يتم سنوياً تدريب 25 شخصاً على هذا المشروع على حساب شركة نوروزتل مما سيطور بشكل كبير من قدرات العاملين ومن اداء شركة الانترنت.
التساؤل السابع : هل أن النسب المالية من الإيرادات مجحفة بحق شركة الانترنت مقارنة بالعقود بين شركة الاتصالات والشركات الخاصة؟
إن العقود المقصودة بين شركة الاتصالات والشركات الخاصة تختلف اختلافاً جذرياً عن عقد شركة الانترنت مع نوروزتل، فالأول هو بشأن شبكة شركة الاتصالات الموجوده أصلاً وقد تكلفت الدولة كلفها من موازنتها الاستثمارية، فلا تتحمل الشركة الخاصة غير تسويق السعات وبعض أعمال الصيانة، ولا يمكن المقارنة بين ما تتكلفه هذه الشركات وبين العقد مع شركه نوروزتل والذي يكلف الشركة الخاصة (نوروزتل) بحدود المائة وخمسين مليون دولار، فمن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في النسب. هذا الامر يتطلب دراسة من قبل شركة الانترنت ومفاوضات مع شركة نوروزتل للوصول إلى نسب تحقق مصلحة الطرفين، وهو ما حصل اعتماداً على المفاوضات بين الطرفين. وإني كوزير يجب أن أوجه شركة الانترنت للحصول على أعلى نسبة ممكنة، لذلك تم زيادة النسبة بعد مفاوضات حسب ما أتذكر من حوالي 15% إلى 26% لصالح شركة الانترنت، وحسب علمي فإن شركة الانترنت لها دراسة وافية في هذا الشأن بحيث أن نسبة 26% لصالح شركة الانترنت مع احتساب كلف الإنشاء والصيانة والتدريب ومصاريف أخرى هي أكثر من نسبة 55% التي تحصل عليها شركة الاتصالات إن كانت شركة الأتصالات هي المسؤلة عن انشاء الشبكة، ويمكن طلب هذه الدراسة الوافية من شركة الانترنت. وعليه فلا يوجد أي إجحاف بحق شركة الانترنت كما حاول بعض كادر الوزارة عن تعمد إشاعة هذه المعلومات غير الصحيحة حتى صدقهم بعض أعضاء البرلمان من دون دراية بالتفاصيل. بل أنه في عقد الترانزيت لشركة الأتصالات مع شركة (IQ) ومع شركة طريق الحرير الذي أبرم في زمن الوزير السابق، كانت حصة شركة الاتصالات 26% أيضاً، وكان إبرام هذا العقد بإشراف المستشارين هيام الياسري ونبيل عبد الباقي والقانوني عماد محسن الشمري مدير عام الدائرة القانونية، ولكنهم أخفوا هذه الحقيقة عن هيئة النزاهة حين قدموا تقاريرهم إليها. ولكن الطامة الكبرى هي أنهم او بعضهم أخفوا هذه الحقيقة حتى عن أعضاء مجلس النواب، وقدموا لهم معلومات مغلوطة، فتحدث الكثير من أعضاء مجلس النواب في الإعلام، وعقدوا المؤتمرات الصحفية، استناداً إلى هذه المعلومات المغلوطة، مع وجود هذه الحقائق الصارخة. وحسب اعتقادي فإن مثل هذا الأمر تترتب عليه تبعات قانونية، ويتوجب محاسبة المفسدين، بل المطلوب من مجلس النواب تشكيل لجنة تحقيقية للتأكد ان كان هناك تعمد في إخفاء الحقائق على اللجان البرلمانية وتزويدهم بمعلومات مغلوطة من أجل مصالح شخصية وضد مصلحة الوطن والمواطن.
كما يتوجب على هيئة النزاهة أيضاً تشكيل لجنة تحقيقية للتأكد من صحة ما ذكرته ورفع التوصيات في حالة وجود تعمد للتضليل ومعاقبة المفسدين إن وجدوا بما يستحقونه.
التساؤل الثامن : هل أن ملكية الألياف هي لشركة الانترنت أم لشركة نوروزتل؟
من الغريب أن يثار هذا الامر، فالعقد يبين بشكل واضح في أكثر من فقرة أن ملكية الألياف هي لشركة الانترنت، فالفقرة ذات العلاقة تذكر أنه بعد انتهاء العقد ستؤول الألياف الضوئية وكافة الأجهزة إلى شركة الانترنت. وهنا نتساءل: هل أن هذه الفقرة تدل على أن ملكية الألياف هي لنوروزتل أم لشركة الانترنت!!!!
كما أن هناك فقرة في العقد (فقرة رقم 16 من المادة رقم 16) تؤكد بشأن القانون الواجب التطبيق أن (تكون القوانين العراقية النافذة كافة ذات العلاقة واجبة التطبيق) والقانون العراقي يعتبر، وبشكل واضح وحسب تعليمات مجلس الوزراء، ملكية البنى التحتية من الكابلات الضوئية وغيرها تعود للدولة متمثلة بوزارة الاتصالات.
ومع كل ما ذكر أعلاه تم الطلب من شركة نوروزتل إضافة فقرة أيلولة الكابل الضوئي والأجهزة منذ اليوم الأول من إنشاء المشروع زيادة في التأكيد على الفقرة السابقة في (أن القوانين العراقية النافذة كافة ذات العلاقة واجبة التطبيق)، ولئلا يعترض من يتصيد في الماء العكر، فضلاً عن المادة (10) في إمكانية تعديل العقد، مع علمنا أن الأيلولة لشركة الانترنت في نهاية العقد تعني أن الملكية هي لشركة الانترنت، فلم تمانع شركة نوروزتل من إجراء هذا التغيير، ولكن جاءنا في ذلك الوقت الكتاب من دولة رئيس الوزراء في وجوب فسخ العقد.
إذاً، ليس من الصحيح الزعم أن الملكية هي لشركة نوروزتل في حين أن الملكية تكون بشكل حصري لشركة الانترنت عند نهاية العقد، وأن القوانين العراقية النافذة كافة واجبة التطبيق، فضلاً عن استعداد شركة نوروزتل لتغيير العقد حسب رغبة شركة الانترنت!
التساؤل التاسع : هل هناك ضرر أمني من التعامل مع شركة نوروزتل؟ وما هي الإجراءات المتخذة بهذا الشأن؟
في الحقيقة، وحسب اعتقادي، فإنه لا يوجد أي ضرر أمني من التعاقد مع نوروزتل لأسباب متعددة، أهمها أن كابلات الاتصالات تمر على جميع الدول المجاورة للعراق كالكويت والأردن وإيران والسعودية، فهل أن ذلك يعني أن المرور بتركيا أخطر من المرور بهذه البلدان!!! كما أن الخط الذي يمر بإيران يمر هو الآخر من خلال تركيا، وأن موقع العراق كترانزيت معناه أن جميع مكالمات واتصالات دول جنوب شرق آسيا كالصين وكوريا والهند وإندونيسيا وغيرها ستمر من خلال العراق ومن خلال عشرات الدول الأخرى، فهل أن جميع هذه الدول تجهل المخاطر الأمنية في حين أن العراق سيحفظ أمنه من خلال إيقاف عقد نوروزتل! إن الدول في مكالماتها الخارجية السرية والداخلية الأمنية تستخدم التجفير، وكان ذلك واحداً من أهم المشاريع للوزارة وهو مشروع الشبكة الموحدة والمؤمنة، وقد أخبرت دولة رئيس الوزراء عن ذلك في كتاب مفصل بهذا الشأن. ولكننا كوزارة اتصالات وزارة تقنية وليست أمنية. وحين استلم رئيس الوزراء كتابي الذي أنفي فيه إمكانية وجود أخطار أمنية أجابني بكتاب آخر يؤكد فيه على رأيه الأول، ولم يكن أمامي إلا الانصياع لذلك الأمر، فقمت بالإيعاز لشركة الانترنت بفسخ العقد وإن كنت غير مقتنع بذلك. ومع معرفة بعض الكادر الوزاري من المتصيدين في الماء العكر بكامل تسلسل الأحداث فلا زالوا يزعمون بان الوزير محمد علاوي قد فرط بأمن العراق من خلال هذا العقد!!!! قد يتساءل البعض لماذا هذه الأتهامات الباطلة ؟؟؟ لا أخفيكم سراً عندما توليت شؤون الوزارة فإني اتخذت إجراءات قد قطعت ايادي المفسدين وأغلقت عليهم الأبواب للسرقة والإفساد، فكان كل همهم التخلص من محمد علاوي، وهاهم قد تخلصوا مني، ولكن خشية منهم في ان يوماً قد يأتي فترجع الأمور كما كانت، فلا يمكنهم الأيغال في الفساد كسابق عهدهم، لذلك من الطبيعي كيل الإتهامات الباطلة من دون اي دليل لئلا توصد امامهم مرة أخرى ابواب السرقة والأفساد .
التساؤل العاشر : لماذا تم الاستعجال بإجراءات التعاقد؟ وما هي الخسائر المترتبة أو بألاحرى فوات المنافع لمصلحة العراق في حالة التأخر في إبرام عقد بشأن إنشاء البنى التحتية؟
فضلاً عن خدمات الانترنت التي يمكن أن تقدمها هذه الشبكة وبأسعار تنافسية، فإن هذا العقد يمكن أن يمرر سعات ضخمة جداً كترانزيت من الكابلات البحرية والأرضية القادمة من جنوب شرق آسيا، من اليابان والصين وماليزيا وإندونيسيا والهند وأستراليا وبلدان الخليج العربي للمرور خلال العراق والربط بتركيا ثم أوروبا، وكان يمكن لهذا المشروع أن يوفر مبالغ تتراوح بين خمسة إلى خمسة عشر مليون دولار شهرياً تدخل للعراق من الدول الأخرى وليس من المواطنين (كما هو في حالة الهواتف الخليوية)، ولكن عدم إبرام هذا العقد قد فوت هذه الفرصة على العراق. إن هناك مشاريع بديلة في إمرار السعات خلال الأردن وسوريا إلى تركيا، وهي مشاريع قائمة ولكنها متلكئة بسبب الأوضاع في سوريا، وإذا لم يوفق العراق لتوفير بنى تحتية كفوءة كمشروع نوروزتل خلال فترة المستقبل القريب فلا يمكن تحقيق مثل هذه الإيرادات لمصلحة الدولة العراقية، لأن الشبكة الحالية لشركة الاتصالات غير كفوءة وليست طبقاً للمواصفات العالمية المطلوبة في مثل هذه الحالات، كما أن الوزارة غير قادرة على إنشاء هذا المشروع من موازنتها التي تبلغ بحدود المائة مليون دولار في السنة لكافة مشاريعها، في حين أن كلفة إنشاء شبكة نوروزتل تبلغ بحدود المائة وخمسين مليون دولار. وقد تم الطلب من دولة رئيس الوزراء بتوفير الموازنة اللازمة بعد إلغاء مشروع نوروزتل، ولكن للأسف لم يتحقق هذا الأمر.
إن هذا المشروع يمكن أن يوفر عائداً سنوياً للبلد يتراوح بين ستين مليوناً إلى مائة وثمانين مليون دولار تكون حصة الوزارة منه ما بين خمسة عشر مليوناً إلى ما يقارب الخمسين مليون دولار في السنة، وهذا الدخل الكبير لا يكلفنا سوى إنشاء شبكة بنى تحتية كفوءة، وهذا الوارد يعد حتى أفضل من النفط، لأننا في حالة النفط نبيع نفطاً مقابل المال، أما في حالة إمرار الحزم فإننا نستفاد من موقع العراق الجغرافي فحسب وضمن هذه المرحلة التاريخية، فنحقق مورداً مالياً كبيراً دون أي مقابل ملموس. جدير بالذكر أنه بمجرد استقرار الأوضاع في سوريا فإننا سنفقد هذه الإمكانية، إذ أن هناك مشروعين لإمرار الحزم من خلال السعودية والأردن وسوريا ثم تركيا، وإذا ما تم هذا الأمر فسيفقد الحافز لإنشاء هذا المشروع. لذلك يجب التعجيل بإنجاز هذا المشروع قبل فوات الأوان. فضلاً عن ذلك، فإن كل يوم تأخير يمر يمكن أن يخسر البلد مورداً قد يصل إلى نصف مليون دولار في اليوم. إن شركة الانترنت يجب أن تكافأ على التعجيل في الانجاز لأنها يمكن في التعجيل أن توفر مبلغاً يمكن أن يبلغ نصف مليون دولار يومياً، لا أن تتهم من قبل بعض المتصيدين في الماء العكر من الكادر الوزاري فيوصلون إلى هيئة النزاهة حقائق مقلوبة، وللأسف يحاولون تحويل الإنجاز إلى إخفاق.
للأسف هناك فساد مبطن وهو تأخير انجاز المعاملات، وإني اعتبره فساداً بحق مصلحة الوطن والمواطن، وقد شكلت شعبة للمتابعة تقدم لي تقريراً اسبوعياً بشأن المعاملات ومقدار انجازها، كما شكلت لجنة تحقيقية لرفع التوصيات بشأن المقصرين في اعمالهم، ولكن للأسف هناك جهات معتادة بتسويف معاملات الوزارة والمواطنين كألدائرة القانونية في الوزارة، حيث كانت محط شكاوى الأقسام الأخرى في الوزارة وتشكيلاتها، فكانت تتأخر الإجابات احياناً لعدة اشهر، ولا ادري إن كان التأخير متعمداً في بعض الأحيان لوجود قضايا فساد وبالذات قبل مجيئي الى الوزارة في نهاية عام 2010، ويمكن معرفة الحقيقة بالتحقيق في هذا الأمر إن شئتم ذلك.
لقد قمت بمشروع مماثل منذ عام 2007 حين أخذت موافقة مجلس الوزراء بشأن إنشاء بوابات النفاذ، وقد سلمت هذا المشروع إلى هيام الياسري منذ ذلك الوقت حيث كان تحت إشرافها بشكل كامل، وكانت المدة التي يتطلبها إنجاز هذا المشروع ليس أكثر من سنة واحدة، وفي أسوء الظروف سنتين، لكنه بقي تحت إشرافها لمدة أكثر من أربع سنوات (لم اكن في حينها مسؤولاً في الوزارة) وفشلت فيه فشلاً ذريعاً، وذلك بسبب افتقارها للقدرات الإدارية والفنية فضلاً عن افتقارها للياقات في التعامل مع شركات الهواتف الخليوية، وعندما اكتشفت هي نفسها مقدار فشلها تخلت بإرادتها عن المشروع. لكني استطعت النهوض بالمشروع بعد فشلها ورجوعي إلى الوزارة، وأحلته إلى مجموعة جديدة تترأسهم إحدى المهندسات الكفوءات، فاستطاعوا خلال فترة لم تتجاوز السنة أن يشغلوا المشروع، والآن يعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع التي تدر أرباحاً كبيرة على شركة الاتصالات تبلغ بحدود الأربعة ملايين دولار شهرياً ويمكن أن تزداد إلى ثمانية ملايين خلال بضعة أشهر عند إمرار كامل الحركة الهاتفية، ويمكن زيادتها بين اثني عشر إلى خمسة عشر مليون دولار شهرياً بعد كامل السيطرة على الحركة الهاتفية وتحديد الأسعار من قبل الوزارة. للأسف الشديد إن مثل هذه الإنجازات والتي تميزت إجراءاتها بشفافية كاملة أخذت تحسب إخفاقاً وتحال إلى لجان تحقيقية، والإخفاقات التي ذكرناها تم غض الطرف عنها، وذلك للأسف خلاف المنهج الذي يجب أن تنتهجه هيئة النزاهة!
لقد كان لِزاماً على الدكتورة هيام الياسري حين علمت انها لا تمتلك المؤهلات لأدارة مثل هذا المشروع الحيوي للعراق ان تنسحب في وقت سابق وتخبر الوزير انها غير مؤهله لذلك ، وكان يمكن للوزير في ذلك الحين تعيين شخص آخر لأدارة هذا المشروع الحيوي والمهم ، ولكن اصرارها على الأستمرار بادارته من دون تحقيق اي انجاز لفترة اربع سنوات متتالية وبفشل كامل قد عرض البلد الى خسائر فادحة تتراوح بين مئة وخمسين مليون دولار امريكي الى مئتي وخمسين مليون دولار ، نأمل من هيئة النزاهة ولجنة النزاهة البرلمانية ان تشكلا لجان تحقيقية للتأكد من صحة الأدعاءات اعلاه ، ومعرفة المسؤول ، والتأكد إن كان هناك تقصير متعمد، واتخاذ الأجراءات القانونية بحقه.
التساؤل الحادي عشر : إذا كانت أكتاف الطرق الخارجية ثروة محدودة، فما هي سعتها؟ وما هي الخطورة من شبكة نوروزتل في فقدان هذه الثروة؟
بالتأكيد أن أكتاف الطرق ثروة محدودة، ولكنها ليست كما تُتصور، فاتفاقياتنا مع وزارة الإعمار والإسكان تعطينا المجال في مد خطوط الاتصالات ضمن الأمتار العشرة الأخيرة من محرمات الطريق من كلا الجانبين، ما يعني أن لدينا حوالي عشرين متراً على جانبي الطريق. فإذا عرفنا أن عرض متر واحد هو أكثر من كافٍ لكل كابل ضوئي، فإننا نستطيع أن نقول أنه يمكن بكل سهولة مد أكثر من عشرين كابل، وهذا ما لا يمكن أن نحتاج إليه في أي يوم من الأيام سواء في المستقبل القريب أو البعيد، لذلك فالزعم أن شبكة نوروزتل ستفقدنا هذه الثروة هو كلام غير واقعي بالمرة. وإذا عرفنا أن هناك بالأضافة إلى ذلك محرمات السكك الحديدية ومحرمات الأنابيب النفطية والأعمدة الكهربائية تبين لنا أن هذه الادعاءات بعيدة كل البعد عن الواقع.
التساؤل الثاني عشر : هل كان استمرار السيد مجيد في منصبه كمدير عام لشركة الانترنت قانونياً؟
جائني أكثر من كتاب من أكثر من جهة خلال عام 2011 لإخراج السيد مجيد من مركزه في شركة الانترنت وإرجاعه إلى وزارة الإعمار والإسكان، وقد تحدثت مباشرة مع دولة رئيس الوزراء لإبقائه حتى آخر السنة لمعرفة مستوى أدائه، فوافقني على إبقائه. وعندما انتهت السنة وكان إنجازه متميزاً، حيث كان إنجازه أكثر من 95% من الموازنة الاستثمارية، وجاءني كتاب أيضاً من مكتب رئيس الوزراء لإخراجه، فتحدثت مرة أخرى مع دولة رئيس الوزراء بشأن هذا الكتاب فأبدى تعجبه وعدم علمه بهذا الكتاب ووافق على تثبيته وإخبار السيد الأمين العام بذلك، فأخبرت السيد الأمين العام الذي كان يبعد بضعة أمتار عن رئيس الوزراء بذلك، وثبت الكثير من هذه الأحداث بكتب رسمية إلى الأمانة العامة وإلى مكتب دولة رئيس الوزراء، وكنت أعلم أن هناك خلافات شخصية مع بعض الأشخاص المستعدين للتضحية بمصلحة الوطن لحساب المصالح الخاصة وأن الأمر حسب ما أكده لي دولة رئيس الوزراء كان من دون علمه، وقد اتفقت مع دولة رئيس الوزراء بكتاب رسمي على نقله وتعيين بديلاً عنه في بداية الشهر السابع عام 2012، لذلك واستناداً لما ذكر أعلاه فإن استمراره كان بشكل قانوني حتى موافقة دولة رئيس الوزراء على نقله في كتابي الآنف الذكر.
التساؤل الثالث عشر : هل كان هناك فساد مالي بشأن العقد مع شركة نوروزتل؟ وهل التصديق على الملاحق كان فيه مخالفة قانونية؟
لقد طرح اتهام وجود فساد مالي في التعاقد مع شركة نوروزتل، وإني في هذا المجال أؤكد أني قد اتخذت إجراءً لتحقيق أعلى درجات الشفافية والنزاهة في هذا العقد بل في جميع عقود الوزارة وتشكيلاتها وذلك بعدم إجراء أي عقد مع أية شركة ما لم تقدم تعهداً مصدقاً لدى كاتب العدل أنه في حالة دفع الشركة أية رشوة لأي موظف في الوزارة من درجة وزير فما دون فإنه في هذه الحالة يلغى العقد وتلزم الشركة بدفع كافة التأمينات فضلاً عن نسبه 30% كغرامة من قيمة العقد وتوضع على اللائحه السوداء ولا يحق لها العمل في العراق لفترة ثلاث سنوات مع أية مؤسسة أو شركة حكومية.
وقد وقعت شركة نوروزتل هذا التعهد وصدقته لدى كاتب العدل، لذلك أقول إذا كان هناك أي دليل على وجود أي فساد مالي في هذا العقد فيمكن في هذه الحالة رفع الأمر إلى المحكمة، والتي ستحكم بالتأكيد استناداً إلى هذا التعهد المصدق لدى كاتب العدل بتغريم شركة نوروزتل مبلغاً حوالي خمسة وأربعين مليون دولار وهو ما يمثل 30% من قيمة العقد.
أما بالنسبة للملاحق فإن التصديق عليها من قبلي كانت تحصيل حاصل كما ذكرت ذلك سابقاً استناداً إلى قانون الشركات العامة والنظام الداخلي، ولكن توخياً للشفافية جعلت تصديقي مشروطاً بأن تكون الملاحق حسب الضوابط، ومعنى ذلك – كما تعلمون – إن كانت الملاحق طبقاً للضوابط فلا إشكال عليها، وإن كانت خلاف الضوابط فإنها تفتقر إلى تصديقي.
إن المواطن يمكن ان يصاب بصدمة وإحباط شديدين إذا إكتشف أن الهيئة التي بنى آماله عليها لإحقاق ألإنصاف والعدل من الممكن ان تستحيل الى معول بيد المفسدين يهدمون ركائز الحق والنزاهة في المجتمع، وهو النتاج الطبيعي إذا تم قبول رأي المفسدين في تضليل مسار العدالة عن جادة الصواب، ومن الطبيعي ان تم تبني مثل هذا النهج لهذه الهيئة الحيوية والمهمة فإن ذلك يمكن ان يصد المجتمع عن التكامل والتسامي والهداية الى الخير والحق والعدل ويجره للإنحدار نحو مهاوي الفساد والشر والضلال.
إن كتابي اعلاه فضلاً عن توضيحه لتساؤلات وامور خافية عليكم ولكنه يتضمن ايضاً اربعة امور أخرى وهي :
1 – وجود آراء غير قانونية (كما في التساؤل الثالث) يمكن ان تكون عن تعمد بهدف الإضرار
بإنجازات الوزارة او بهدف الإفساد، فإن كان هناك تعمد فما هي الإجراءات القانونية التي يجب ان
تتخذ بحق المفسدين؟
2 – إن هناك ادعاء من قبلي (كما في التساؤل العاشر) بإحتمال وجود تقصير ادى الى تعرض
الوزارة الى خسائر كبرى ، فما هي الإجراءات القانونية التي تتخذ في مثل هذه الحالات ان ثبت لديكم
ان هناك مقصرين؟
3 – إن هناك احتمال بوجود تعمد من خلال التقارير المقدمة لتضليل اللجان التحقيقية (كما في
المقدمة والتساؤل الخامس) فإن كان هناك تعمد فما هي الإجراءات القانونية التي تتخذ في مثل هذه
الحالات بحق المفسدين من المضللين؟
4 – إستناداً لما ذكر اعلاه فضلاً عن اتهامات كيدية تم اعتقال الكثير من الكادر الوزاري لفترات
تتراوح بين العدة ايام الى عدة اسابيع ظلماً وعدواناً، يجب التأكد ان كان هناك تعمد لإيذاء الأبرياء،
وهنا يجب اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المسببين.
إن الفقرات الأربعة اعلاه هي من المهام الأساسية لهيئة النزاهة كما إن لجنة النزاهة البرلمانية ولجنة الخدمات والأعمار فضلاً عن اللجان المشكلة برلمانياً للشؤون اعلاه من حقها متابعة الأمور المذكورة بشكل خاص او بالتنسيق مع هيئة النزاهة.
ختاماً، نأمل من هيئة النزاهة المستقلة أن تتولى الدقة في تشكيل اللجان التحقيقية، فهي أولى جهة يجب أن تلتزم بالقانون، كم أأمل أن تكون تلك الإجابات قد أوضحت الصورة وكشفت عدم دقة الكثير من الإثارات غير الصحيحة التي أطلقت من قبل أكثر من طرف، حيث كما تجدون من التوضيح في أعلاه أن هناك محاولات لفبركة واختلاق اتهامات لا وجود لها وتغيير الحقائق وطمسها من أجل مصالح شخصية وأهداف سياسية لا تخفى على اللبيب. وكما تعلمون فإن هذه المعلومات المفبركة لم يتم إيصالها إليكم فحسب بل أوصلت إلى السادة أعضاء مجلس النواب. إن الذي يؤسف له أن الواقع هو نقيض الافتراءات أعلاه، فكما تجدون في الوزارة أن كافة الاجراءات اتخذت لتحقيق أعلى درجات الشفافية والنزاهة، ليس في هذا العقد فحسب، بل في جميع عقود الوزارة، ولكن وللأسف الشديد هناك نفوس مريضة ومفسدة لا يخدم مصالحها ان تسير الأمور بهذه الدرجة من الشفافية والنزاهة ، لأن ذلك يوصد عليهم الأبواب للفساد والإفساد، وإن هيئتكم الموقرة هي صاحبة الدور الأساسي في محاربة الفساد والمفسدين، وما يترتب على ذلك من تثبيت لقيم الحق والصدق والعدل والأنصاف.
إن هيئة النزاهة تلعب دوراً اساسياً في الرقي بالمجتمع، في تثبيتها لقيم الأمانة والصدق وقضائها على قيم الباطل من التحايل والسرقة والفساد والإفساد والتزامها بمفاهيم النزاهة والشفافية وبالتالي انتشار العدل والخير بين كافة شرائح المجتمع. للأسف الشديد لا زال مجتمعنا يعاني إلى حد الآن من استشراء الفساد على مستويات عالية جداً، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى استفحال الباطل والظلم، وتفشي الرشوة والسرقة وكافة أصناف الفساد، ومن الطبيعي حين يترعرع بعض أفراد المجتمع على اموال ألسحت والحرام أن ينحدروا إلى مهاوي الرذيلة والسوء ومن الطبيعي أن تزداد معاناة الناس وينتشر الإرهاب وتسلب البركة والخير من الناس.
إن المواطن يتطلع اليكم في التخفيف من معاناته وفي استرجاع حقه المسلوب في سرقات تبلغ مئات الملايين من الدولارات تتمتع بها ثلة من الناس لا يتورعون عن سلب قوت الشعب من أيتام وأرامل ومساكين، ولذلك فإن دوركم كبير ومهمتكم صعبة وفتنتكم شديدة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخنا، وسيكون الله شاهداً عليكم والشعب والتأريخ. نسأل الله أن يأخذ بأيديكم من أجل إنصاف المظلومين، ومعاقبة المفسدين، وإحقاق الحق، ودحض الباطل، إنه سميع مجيب.
هذا ولكم وافر الشكر والتقدير
محمد توفيق علاوي
وزير الاتصالات السابق
نسخة منه إلى
1- فخامة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني المحترم
2- فخامة نائب رئيس الجمهورية السيد خضير الخزاعي المحترم
3- دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي المحترم
4- معالي نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية السيد روش نوري شاويس المحترم
5- معالي نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الدكتور حسين الشهرستاني المحترم
6- معالي نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والإعمار الدكتور صالح المطلك المحترم
7- معالي وزير الاتصلات وكالة الدكتور طورهان المفتي المحترم
8- معالي السادة الوزراء المحترمون
9- معالي الأمين العام لمجلس الوزراء السيد علي العلاق المحترم
10- هيئه المستشارين لدولة رئيس الوزراء
11- دولة رئيس مجلس النواب السيد أسامة النجيفي المحترم …في حالة رغبتكم لأتخاذ اجراء فإني مستعد لتقديم المعلومات المطلوبة
12- معالي النائب الاول لرئيس مجلس النواب السيد قصي السهيل المحترم
13- معالي النائب الثاني لرئيس مجلس النواب السيد عارف طيفور المحترم
14- رئيس لجنة العمل والخدمات السيدة الدكتورة النائب فيان دخيل المحترمة…في حالة رغبتكم لأتخاذ اجراء فإني مستعد لتقديم المعلومات المطلوبة
15- السادة النواب أعضاء لجنه العمل والخدمات المحترمين
16- رئيس لجنة النزاهة السيد النائب بهاء الأعرجي المحترم…في حالة رغبتكم لأتخاذ اجراء فإني مستعد لتقديم المعلومات المطلوبة
17- السادة النواب أعضاء لجنة النزاهة المحترمين
18- رئيس اللجنة القانونية السيد النائب خالد شواني المحترم
19- السادة النواب أعضاء اللجنة القانونية المحترمون
20- السادة رؤساء الكتل في مجلس النواب المحترمون
21- السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد القاضي مدحت المحمود المحترم…في حالة رغبتكم لأتخاذ اجراء فإني مستعد لتقديم المعلومات المطلوبة
22- السادة أعضاء مجلس القضاء الأعلى المحترمون
محمد علاوي : أتهامي بالتجسس لكشفي الفساد بوزارة الاتصالات
اكد وزير الاتصالات السابق محمد توفيق علاوي، اليوم ان اتهامه بالتجسس والفساد ياتي بسبب رسالة وجهها إلى رئيس هيئة النزاهة يكشف فيها عن ملفات فساد ومفسدين داخل الوزارة.
وقال علاوي في بيان بعث بنسخة منه الى (كتابات) إن “هناك حملة جديدة في الإعلام بدأت بحقنا وتتهمنا بالتجسس والفساد” مضيفا “ونحن نؤكد أن هذه الجملة تأتي ردا على الرسالة التي وجهتها قبل نحو أسبوعين إلى رئيس هيئة النزاهة علاء جواد حميد وكشف فيها مجموعة من المفسدين في وزارة الاتصالات”.
واشار الى أن “هناك حملة استباقية لغلق أبواب هيئة النزاهة، فلا يتم التحقيق بشأن تلك العقود المشبوهة التي طالبت هيئة النزاهة بفتحها للتحقيق”، لافتا إلى أن “عدم التحقيق فيها معاناه إسناد المفسدين وهذا ستترتب عنه نتائج خطيرة على البلد لا تحمد عقباها”. وشدد علاوي على ان “الكثير من الحقائق في وزارة الاتصالات تستدعي فتح جملة من التحقيقات بشأن عقود فاسدة التي قمت بإيقافها عندما كنت وزيرا للاتصلات”.
وكان وزير الاتصالات محمد توفيق علاوي قد قدم، في 27 من شهر آب 2012، استقالته من منصبه بسبب التدخل في عمل الوزارة والسماح للمستشارة الفنية للوزارة هيام الياسري بالتهجم على وزارة الاتصالات، مشترطا نقل المستشارة في الوزارة للتراجع عن الاستقالة.. وفيما يلي نص بيان محمد علاوي:
محمد توفيق علاوي
31 شارع الزيتون ، الحارثية
بغداد – العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد رئيس هيئة النزاهة القاضي علاء جواد حميد المحترم
الموضوع : لجان تحقيقية وعقد نوروزتل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد بلغ علمي أن لجنة تحقيقية قد تشكلت بشأن مشاريع الوزارة وحسب علمي أن هذه اللجنة اعتمدت في قراراتها على تقارير مقدمة من قبل المستشارة الفنية للهاتف الخليوي الدكتورة هيام الياسري وآخرين وكانت تتضمن هذه التقارير اتهامات بحقي وبحق عدد من الكادر الوزاري. وفي الحقيقة فإنه لا ضير من تشكيل لجنة للتحقيق بشأن مشاريع الوزارة، بل على العكس، فإني أؤيد كلياً أن يتم التحقيق بكافة مشاريع الوزارة، وأن يكشف الفاسدون ويعاقبوا على إفسادهم.
ولكن إن صح هذا الأمر فإنه لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يكون المتهِم (بكسر الهاء) عضواً في لجنة يجب أن تكون حيادية، فكما تعلمون أن في ذلك مخالفة قانونية واضحة للقانون العراقي النافذ، بل إن كافة قوانين الدنيا تمنع أن يكون أحد طرفي النزاع هو الحكم، بل إن الأمر حسبما بلغ علمي كان أوسع من ذلك، حيث كما بلغ علمي إن هيام الياسري كانت هي التي تحقق مع الكادر الوزاري، أي أنها عضو رسمي في لجنة التحقيق، وهذه حالة شاذة وغريبة، ولا أظن أن هناك أي حالة مشابهة قد حصلت على مستوى هيئة النزاهة منذ تأسيسها حتى يومنا الحالي إلا هذه الحالة غير القانونية.
لقد وصل إلى سمعي كثير من الاتهامات غير الصحيحة وفيها تلاعب واضح وإخفاء لكثير من الحقائق، وللأسف فإن هيئة النزاهة لم توجه لي أية أسئلة أو أية مطالبة بتوضيح لهذه الاتهامات المضللة. إن هذه الاتهامات تتعلق بالكثير من مشاريع الوزارة، وبالذات مشروعي إنشاء شبكة البنى التحتية بشراكة بين الشركة العامة للإنترنت وشركة نوروزتل، ومشروع الشراكة بين شركة الاتصالات وشركة فانرايز، وقد أرسلتم إلى الوزارة طلبات للتحقيق مع حوالي العشرين كادراً من الوزارة وتشكيلاتها، وتم اعتقال الكثير منهم بشأن مشروع نوروزتل، وأفرج عن جميعهم حسب علمي بعد اعتقالهم لفترة قاربت الشهرين للبعض منهم من دون ذنب ارتكبوه، وقد ثبت لكم بشكل واضح براءتهم. والآن بعد اثبات براءتهم، لم يكن أمامي غير استجماع الصورة ومعرفة ما تم التحقيق به من قبل الكادر الوزاري، فوجدت أن التحقيق قد تطرق إلى حوالي ثلاثة عشر فقرة، وقد قمت بالتعليق عليها وإبداء رأيي بشأنها كما في أدناه.
وحسب علمي، فإن هناك الآن موجة جديدة من الاتهامات والتحقيقات بشأن مشروع كشف التحايل للمكالمات الدولية للعديد من الكادر الوزاري، ومع الأسف هناك مطالبة من قبل هيئة النزاهة من الوزارة لتزويدكم بعناوين سكنهم وبينهم عدة نساء، وهناك خوف في الوزارة من اعتقالهم لفترة من الزمن قبل أن يفرج عنهم لبرائتهم كما أنا متيقن منها. إنى أأمل من هيئة النزاهة أن توجه الاتهام إلى المفسدين الحقيقيين والتحقيق معهم بشأن هذا العقد، وحسب علمي فإني لا أظن أن ممن وجه إليهم الاتهام أحد من المفسدين، بل المفسدون الحقيقيون هم أشخاص آخرون، وإنهم معروفون من قبل جميع الكادر الوزاري. إن ما سمعته مما يُتداول به الآن في اروقة الوزارة ، إن بعض المتسلطين في الوزارة يريدون ترويع الكادر النزيه ممن لا يرضى الخضوع لهم، وسيتم اعتقالهم لفترة من الزمن لترويضهم للأستجابة لأوامر هؤلاء المتسلطين، فكانت هناك انتقائية واضحة فيمن طلبت اسماءهم للتحقيق معهم!!!!
أليس من الغريب أن يغض الطرف عن المفسدين الحقيقيين ويتهم الأبرياء بالفساد من قبل المفسدين انفسهم!!!!!
اما فيما يخص مشروع الشراكة مع شركة فانرايز لكشف التحايل، فإنه لولا تدخلي الشخصي في المرحلة الأخيرة لإيقاف عملية فساد مالي ضخمة جداً مسؤولة عنها هيام الياسري وآخرين لكان ترتب على البلد عملية احتيال وسرقة كبرى على حساب المواطن العراقي الذي كان ولا يزال يعاني الكثير من آثار الفساد؛ لقد كان من الحري بهيئة النزاهة أن تحقق مع هيام الياسري بشأن هذا المشروع، وفي حالة رغبتكم في معرفة الحقيقة فجميع المعلومات المطلوبة موجودة في الوزارة، حيث أن كافة الكتب المزورة وكافة الوثائق التي تثبت حصول تحايل كبير على الوزارة موجودة في ملفات داخل الوزارة، كما أن الكثير من الكادر الوزاري يعلم هذه الحقائق وبإمكانكم الحصول عليها بكل سهولة. فضلاً عن ذلك فهناك مخالفات كبيرة بشأن هذا المشروع لم تنكشف لي إلا مؤخراً تدل على اشتراك هيام الياسري مع اشخاص آخرين في الوزارة متمثلة بطريقة اختيار احدى الشركات الموهومة بطريقة مخالفة للقانون ولقاءهم معها في مطار بغداد ، مما يؤكد وجود نية مبيتة ومخططات لعملية فساد كبرى تبلغ عشرات الملايين من الدولارات تسلب من حقوق هذا الشعب المستضعف الذي عانى ولا يزال يعاني الكثير من آثار عمليات الفساد الكبرى تلك ، ولولا توقف التعاقد مع الجهات المتلاعبة على الوزارة لأسباب اخرى، لكان يمكن ان يحققوا مبتغاهم في أٌلإفساد من دون علم احد، ولكن ولله الحمد غدت هذه المخططات مكشوفة في الوزارة مع وجود الوثائق التي تثبت ذلك، وبإمكانكم معرفتها والحصول عليها بكل سهولة إن شئتم ذلك.
تجدون أدناه الفقرات الثلاث عشرة التي تم التحقيق حولها مع الكادر الوزاري بشأن عقد نوروزتل مع إبداء وجهة نظري بشأنها:
1- لماذا اتخذ القرار بإعطاء الحق لشركة الانترنت بامتلاك البنى التحتية وبالتالي التعاقد مع شركه نوروزتل مع وجود معارضة من بعض الجهات العليا في الوزاره؟ وهل توقيع كافة أعضاء هيئة الرأي على قراراتها شرط لإمضائها؟
2 – هل يجب الإعلان بشأن عقود المشاركة؟ وهل هنالك خلل في الإعلان؟
3- لماذا تم توقيع العقد بين نوروزتل ووزارة الاتصالات قبل توقيع العقد بين وزارة الاتصالات ووزارة النقل؟
4- هل أن عدم إمرار الكابلات ضمن محرمات السكك سيؤدي إلى الإضرار بالطرق والجسور وغيرها من الممتلكات العامة؟
5- هل العقد مع شركة نوروزتل فيه هدر للمال العام؟ وهل يجب عرض مسودة العقد على اللجنة المركزية للعقود؟
6- هل أن إنشاء عقد بين شركة الانترنت وشركة نوروزتل سيتسبب باضرار مالية لشركه الاتصالات؟ وهل شركة الانترنت تفتقر إلى الكادر الكفوء لإدارة المشروع؟
7- هل النسب المالية من الإيرادات مجحفة بحق شركة الانترنت مقارنة بالعقود بين شركة الاتصالات والشركات الخاصة؟
8- هل أن ملكية الألياف هي لشركة الانترنت أم لشركة نوروزتل؟
9- هل هناك ضرر أمني من التعامل مع شركه نوروزتل؟ وما هي الإجراءات المتخذة بهذا الشأن؟
10- لماذا تم الاستعجال بإجراءات التعاقد؟ وما هي الخسائر المترتبة أو بألاحرى فوات المنافع لمصلحه العراق في حاله التأخر في إبرام عقد بشأن إنشاء البنى التحتية؟
11- إذا كانت أكتاف الطرق الخارجية ثروة محدودة، فما هي سعتها؟ وما هي الخطورة من شبكة نوروزتل في فقدان هذه الثروة؟
12- هل كان استمرار السيد مجيد في منصبه كمدير عام لشركة الانترنت قانونياً؟
13- هل كان هناك فساد مالي بشأن العقد مع شركة نوروزتل؟ وهل التصديق على الملاحق كان فيه مخالفة قانونية؟
التساؤل الأول : لماذا اتخذ القرار بإعطاء الحق لشركة الانترنت بامتلاك البنى التحتية وبالتالي التعاقد مع شركه نوروزتل مع وجود معارضة من بعض الجهات العليا في الوزارة؟ وهل توقيع كافة أعضاء هيئة الرأي على قراراتها شرط لإمضائها؟
إن شركة الانترنت حسب نظامها الداخلي (مادة رقم 2) لها الحق في امتلاك البنى التحتية، وإذا ما اتخذ قرار بهذا الشأن فإنه اجراء قانوني وسليم استناداً إلى قانون الشركات العامة رقم 22 لسنة 1997 (مادة رقم 19) ولا يمكن الاعتراض عليه أو إيقافه حتى من قبل الوزير استناداً إلى الصلاحيات القانونية للوزير ضمن القانون المذكور أعلاه (مادة رقم 25). ولكن عندما طرح هذا الأمر من قبل مدير عام شركة الانترنت على الوزير استناداً إلى قانون الشركات وإلى النظام الداخلي للشركة طلب الوزير منه طرح الأمر على هيئة الرأي للتداول لتحقيق درجة أكبر من الشفافية. فابتداءً كان يمكن لشركة الانترنت امتلاك البنى التحتية من دون الحاجة إلى أخذ موافقة هيئة الرأي.
ومع ذلك فقد اجتمعت هيئة الرأي بتاريخ 14/6/2011 وبتوفر النصاب المطلوب حيث حضر الوزير والوكيل الإداري والوكيل الفني والمفتش العام فضلاً عن المدراء العامين وبالذات مدير عام شركة الانترنت ومدير عام شركة الاتصالات ومدير عام التخطيط والمتابعة ومدير عام الدائرة القانونية وآخرين، ولم يتخلف غير المستشارين الثلاثة، أحدهم كان مجاز دراسياً خارج العراق والآخران (هيام الياسري ونبيل عبد الباقي) تغيبا لأسباب غير معروفة مع أنه كان قد طلب منهم الحضور إلى اجتماع هيئة الرأي المذكور أعلاه.
لقد تم طرح موضوع حاجة شركة الانترنت لامتلاك البنى التحتية من قبل مدير عام شركة الانترنت على أن تكون ساندة للبنى التحتية للاتصالات فتكون كل شبكه مكملة للأخرى فتصبح أشبه ما تكون بشبكة واحدة ذات كفاءة عالية. ونوقش الأمر في هيئة الرأي فأبدى مدير عام شركة الاتصالات تأييده للفكرة ولم يكن هناك أي اعتراض من قبل أي من الحضور ما خلا الوكيل الفني للوزارة، ولكن لم تكن مبرراته مقنعة فلم يؤيده أي من الحضور؛ وبما أن قرارات هيئة الرأي تؤخذ بالاغلبية فقد تم إقرار هذا القرار بشكل قانوني.
إستناداً إلى تعليمات هيئة الرأي المادة رقم (12- ثانياً) فإن الوزير ملزم بأخذ رأي الأغلبية، ولذا فلا يمكن أخذ رأي الوكيل الفني ورأي المستشارين (اللذين لم يكونا حاضرين) لأنهم أقلية، بل ان الأخذ برأيهم به مخالفة قانونية واضحة استناداً للمادة رقم 12 – ثانياً من تعليمات هيئة الرأي.
يدعي بعض الأشخاص في الوزارة أن قرار هيئة الرأي غير قانوني لأنه لم يوقع إلا من قبل الوزير والمقرر السيد مجيد، وهذا الادعاء غير سليم للأسباب التالية:
1 – إن كافة محاضر هيئة الرأي من وقت تشكيلها في زمن الوزير الأسبق السيد فاروق عبد الرحمن منذ بداية عام (2009) كانت على نفس الشاكلة، لا توقع إلا من قبل الوزير والمقرر، وكان المقرر السابق هو نفسه السيد مجيد.
2 – لا يوجد في تعليمات وقانون هيئة الرأي ما يشير أو يدعو إلى توقيع المحضر من قبل كافة أعضاء هيئة الرأي.
3 – لو أن التوقيع هو شرط لكي تعتبر قرارات هيئة الرأي قانونية، فمعناه أن جميع قرارات هيئة الرأي منذ حين تشكيلها عام (2009) غير قانونية، وكل الإجراءات التي اتخذت استناداً إلى قرارات هيئة الرأي منذ تشكيلها تعتبر غير قانونية ويجب محاسبة كافة أعضاء هيئة الرأي بسبب اتخاذهم قرارات وإجراءات غير قانونية.
4 – إن محضر هيئة الرأي بعد توقيعه من قبل المقرر ثم الوزير يوزع على كافة أعضاء هيئة الرأي، ولم يعترض في حينها أحد منهم على القرارات التي اتخذت بحضورهم؛ نعم لقد اعترض المستشاران الفنيان للوزارة، لكن اعتراضهما مرفوض لأنهما لم يكونا حاضرين ولم يشهدا النقاشات التي دارت. وقد اعترض أيضاً الوكيل الفني، ولم يكن اعتراضه على قانونية قرار هيئة الرأي لأنه يعلم أن القرار قانوني وإجراءات هيئة الرأي سليمة، ولكنه اعترض على أمور اخرى في كتابه الموجه إلى الوزير، وقد أجابه الوزير بكتاب على كافة الإشكالات التي طرحها وكما سنبينه في كتابنا هذا في الفقرات التالية.
وأؤكد هنا مرة أخرى أن قرار هيئة الرأي هو قرار إضافي وليس مطلوباً بهذا الشأن بل تم بطلب من الوزير لتحقيق درجة أعلى من الشفافية، ومن حق شركة الانترنت أن تمتلك البنى التحتية بشكل قانوني كامل من دون حصولهم على موافقة هيئة الرأي حسب قانون الشركات العامة رقم 22 لعام 1997 وحسب النظام الداخلي لشركة الانترنت.
التساؤل الثاني : هل يجب الإعلان بشأن عقود المشاركة؟ وهل هنالك خلل في الإعلان؟
لا يوجد أي قانون ولا توجد أية تعليمات تفرض الإعلان بشأن عقود المشاركة. بل كان من الطبيعي أن تدخل أي من تشكيلات الوزارة من الشركة العامة للاتصالات والشركة العامة للانترنت بعقود شراكة مع شركات القطاع الخاص من دون أي إعلان في أي من وسائل الأعلام، وهذا ما كان قائماً في زمن الوزير الأسبق السيد فاروق عبد الرحمن.
ولكني عندما توليت شؤون الوزارة، واطلعت على هذا الأمر رفضته، وأصدرت تعميماً منذ الشهر الأول لتولي شؤون الوزارة منعت أية صيغة مشاركة بين شركات الوزارة والشركات الخاصة من دون الإعلان المسبق في ثلاث صحف على الأقل ولفترة ثلاثة أيام. إن هذا الإجراء التي اتخذته كان بهدف تحقيق أعلى درجات الشفافية والنزاهة بشأن عقود المشاركة للوزارة وتشكيلاتها.
لقد كان الإعلان من قبل شركة الانترنت بشأن إنشاء شبكة البنى التحتية وربطها بتركيا مع ذكر شرط جلب موافقة وزارة الاتصالات لإقليم كردستان، حيث لن تتمكن أية شركة مقدمة من الربط بتركيا إلا من خلال المرور بمحافظة دهوك، حيث أنها المحافظة العراقية الوحيدة التي تمتلك حدوداً مع تركيا. وهذا لا يتم إلا بالاتفاق وأخذ الموافقة من وزارة الاتصالات لإقليم كردستان، لذلك وضع هذا الشرط في الإعلان، وإذا لم يكن هذا الشرط موضوعاً، فسيكون الإعلان مضيعة للجهد والوقت. كما أنه حدث في السابق أمر مشابه بين نفس شركة نوروزتل وبين الشركة العامة للاتصالات في مشروع (SAIT) في الربط بتركيا، حيث جلبت شركة نوروزتل في وقتها كتاباً من وزارة الاتصالات لإقليم كردستان تدعي بأن شركة نوروزتل هي شريكة لوزارة الاتصالات لأقليم كردستان وهي الشركة الوحيدة التي تمتلك الحق الحصري لمد البنى التحتية في إقليم كردستان (محافظتي دهوك وأربيل) لفترة عشر سنوات، وقد أكد في وقتها مدير الدائرة القانونيه لوزارتنا السيد عماد محسن الشمري أنه لا داعي للاعلان في وسائل الإعلام في هذا المشروع المشابه. من المؤسف أني سمعت مقولة من البعض أن الإعلان كان مفصلاً لشركة نوروزتل، وإني أستغرب من هذه المقولة، ففي الوقت الذي تمتلك فيه شركة الانترنت حق التعاقد من دون أي اعلان مع شركة نوروزتل، وهذا التعاقد من دون إعلان استناداً إلى قانون الشركات والتعليمات النافذة هو تعاقد قانوني وسليم ولا غبار عليه، ولكن عندما أقوم بفرض شرط الإعلان لتحقيق درجة أعلى من الشفافية والنزاهة يتم التشكيك بهذا الإجراء وتقلب الحقائق!
لقد قامت الدكتورة هيام الياسري والسيد نبيل عبد الباقي المستشار الفني للبنى التحتية كأعضاء بشكل غير قانوني في اللجنة المركزية للعقود مع السيد عماد محسن الشمري مدير عام الدائرة القانونية كعضو في لجنة للتعاقد مع شركة (IQ) بالإشراف على عقد مماثل في عهد الوزير ألأسبق السيد فاروق عبد الرحمن بين شركة الأتصالات وشركة (IQ) حيث تم التعاقد بشكل خاص من دون اي اعلان في اي من وسائل الأعلام، فهل هذا التعاقد صحيح؟؟؟ ولكن يشكك في التعاقد من قبل نفس هؤلاء إذا اشترطت انا ألإعلان لتحقيق الشفافية والنزاهة !!!!
التساؤل الثالث : لماذا تم توقيع العقد بين نوروزتل ووزارة الاتصالات قبل توقيع العقد بين وزارة الاتصالات ووزارة النقل؟
إن مسارات كابلات الألياف الضوئية عالمياً هي أكتاف الطرق العامة ومحرمات السكك الحديدية ومحرمات أنابيب النفط ، والأعمدة الكهربائية ، ومجاري الأنهار ، والقنوات المدفونة ، ومن خلال الحفر العادي أو الخفي في المدن ، فضلاً عن التقنية الحديثة بإمرارها من خلال مجاري المياة الثقيلة ، فضلاً عن إمكانية إمرارها في أي أرض من أراضي الدولة الأخرى كالمناطق الحدودية أو المناطق الصحراوية وما شابه أو حتى من خلال الاراضي الخاصة إذا ما كان هناك ضرورة إلى ذلك بعد الاتفاق مع أصحابها.
لقد كان العقد بين الطرفين واضحاً في إمرار الكابل الضوئي من خلال محرمات السكك الحديدية أو أي مسارات أخرى لتحقيق الهدف، حيث أن هدف وزارة الاتصالات هو الربط بين الحدود التركية والفاو كمشروع متكامل مروراً بالمدن العراقية المختلفة، ويتحقق هذا الهدف من خلال أي مسار مما هو مذكور أعلاه، وليس المفروض لتحقيق هذا الهدف إمراره من خلال محرمات السكك الحديدية. كما أن هذا العقد هو عقد مشاركة وليس عقد مناقصة حتى يتوجب تحديد المسار ابتداءً لمعرفة الكلفة التخمينية لاجراء المناقصة، فلا تتحمل وزاره الاتصالات أية كلفة، بل إن زادت الكلف بتغير المسار فسوف تتحمله الشركة الخاصة وليس وزارة الاتصالات. ولكن مع هذا فإن شركة الانترنت وضعت خرائط تفصيلية تحدد المسارات الجديدة من خلال أكتاف الطرق الخارجية. إن رأي الجهة القانونية في وجوب الاتفاق مع وزارة النقل ابتداءً يدل على أن الجهة القانونية لم تقرأ العقد كاملاً، وقد تم اعلامي بأن العقد مع وزارة النقل سيستغرق عدة أشهر، ونحن في جميع الأحوال لسنا مرغمين على إمرار الكابل من خلال محرمات السكك الحديدية مع وجود البدائل الكثيرة المذكورة أعلاه، علاوة على ذلك فإن محرمات السكك الحديدية لا تصل إلى كافة المدن والبدالات التي نريد إيصال الخدمة إليها، وعليه فنحن مضطرون في جميع الأحوال إلى استخدام المسارات الأخرى حتى في حالة اتفاقنا مع وزارة النقل. إنني كوزير وشخص مسؤول في الوزارة عندما أجد وجهتي نظر متناقضتين، إحداهما من شركة الانترنت، والتي لديها كادرها القانوني الكفوء أيضاً، والأخرى من قبل الدائرة القانونية، فإن مسؤوليتي تملي علي في مثل هذه الأحوال اتخاذ القرار الصائب، واستناداً إلى المعطيات المذكورة أعلاه، وجدت أن رأي شركة الانترنت في إمضاء العقد قبل الاتفاق أو حتى من دون الاتفاق مع وزارة النقل أقرب إلى الصواب من رأي مدير الدائرة القانونية. وفي حقيقة الأمر، فإنه حسب قانون الشركات العامة الآنف الذكر، فإن مجلس إدارة شركة الانترنت هو أعلى سلطة حتى من الوزير فيما يخص مشاريع الشركة ما عدا بعض الفقرات المذكورة في المادة رقم 25 من القانون المذكور، ومعنى ذلك أنه لو حصل تناقض بين رأي مدير الدائرة القانونية في الوزارة عماد الشمري وبين رأي مجلس إدارة الشركة، فإنه من الناحية القانونية يكون قرار مجلس إدارة الشركة مقدماً على قرار مدير الدائرة القانونية في الوزارة حتى من دون أخذ موافقة الوزير. ولكن الخطأ الكبير هو أن مدير الدائرة القانونية السيد عماد محسن الشمري لم يطلع على العقد، حيث ذُكر في مقدمة العقد بشكل واضح بعد ذكر مسار وزارة النقل الفقرة التالية (أو أي مسارات أخرى متاحة لتحقيق الهدف من المشروع مع هذه الجهة أو أية جهة أخرى غيرها) واستناداً إلى هذه الفقرة فإن رأي مدير الدائرة القانونية هو رأي غير قانوني ويجب أن يحاسب هو عليه سواء كان ذلك عن عمد أو عن غير عمد.
التساؤل الرابع : هل أن عدم إمرار الكابلات ضمن محرمات السكك سيؤدي إلى الإضرار بالطرق والجسور وغيرها من الممتلكات العامة؟
إن الاتفاق مع وزارة النقل وإمرار الكابل خلال محرمات السكك كما بينا يحتاج في جميع الظروف إلى إمرار الكابل من خلال الطرق والجسور وبالذات داخل المدن، فمحرمات السكك الحديدية لا تصل إلى جميع مناطق العراق وهي عادة خارج المدن وليس داخلها، فلا بد في حالة ربط البدالات في داخل المدن من إمرار هذه الكابلات من خلال الطرق والجسور، وإن من أوصل هذه المعلومة إلى هيئة النزاهة كان غير دقيق في نقل الصورة الكاملة بشأن مشاريع الاتصالات وكيفية مد الكابلات الضوئية بين البدالات ومراكز الاتصالات داخل المدن. أما خارج المدن فسواء استخدمت أكتاف الطرق أو محرمات أنابيب النفط أو الاعمدة الكهربائية أو مجاري الأنهار فلا يوجد هناك إضرار بالطرق أو الجسور، فهناك عادة اتفاقيات معينة مع الجهات المختلفة وغرامات محددة إذا ما حصل خطأ أو كانت هناك حاجة لقطع طريق أو عبورجسر أو غير ذلك كما هو متعارف وطبيعي في مشاريع الاتصالات في كافة انحاء العالم.
التساؤل الخامس : هل أن العقد مع شركة نوروزتل به هدر للمال العام؟ وهل يجب عرض مسودة العقد على اللجنة المركزية للعقود؟
إن عقد نوروزتل هو من عقود المشاركة، وعقود المشاركة لا تتحمل فيه شركات الوزاره أي كلف، بل أن جميع الكلف هي من مسؤوليه الشركة الخاصة، ومعنى ذلك انه لا يوجد اي هدر للمال العام. أما ما تردد من أن هناك خسائر بسبب القطوعات في شبكة شركة الاتصالات فهذا الأمر ليس له أية علاقة بالعقد؛ فشهرياً هناك عشرات القطوعات في كوابل وزارة الاتصالات من قبل الجهات العامة والجهات الخاصة، كحفر أساس لمبنى أو شق طريق أو رصف الأرصفة أو مد كابلات كهربائية أو أنابيب الماء أو المجاري أو غيرها، وهناك ضوابط معينة وغرامات تتوجب على الجهة المسببة لهذا القطع، وهو أمر طبيعي، ليس في يومنا الحالي فحسب بل منذ عشرات السنين، وهذا القطع عادة لا يكون متعمداً بل يكون خطأً، وقبال هذا الخطأ تغرم الجهة المسؤولة غرامات كبيرة وأكبر بكثير من كلفة الإصلاح، وهذا الأمر ليس في العراق فحسب بل في كافه دول العالم.
للأسف حاول بعض الكادر الوزاري تضليل اللجان التحقيقية وذلك بألأيحاء بأن قطوعات الكابلات هو المقصود بالهدر للمال العام ، في حين كما ذكرنا ان القطوعات لا علاقة لها بالهدر بل هذا هو امر طبيعي كما ذكرنا سواء بامرار الكابلات الضوئية او غيرها .
ان تضليل اللجان التحقيقية بشكل متعمد هي جريمة يعاقب عليها القانون ، نأمل من هيئة النزاهة ان تأخذ ذلك الأمر بنظر الأعتبار وان تحاسب المضللين، فألتساهل في ذلك الأمر سيجعل الباطل حقاً والحق باطلاً، وسيفقد الهيئة مصداقيتها، وينهي دورها الأصلاحي في القضاء على الفساد، بل ان اتخاذ هذا النهج سيحيل دورها الإصلاحي الى دور تخريبي في اسناد المفسدين ومقارعة المصلحين.
ولدرء الهيئة من الوقوع في مطبات التضليل يجب التنبه من قبل الهيئة إن كان هناك تعمد في تضليل اللجان التحقيقية، ومحاسبة المضللين حساباً شديداً، وفتح لجان تحقيقية خاصة للتحقيق بشأن من يضلل هذه اللجان من المفسدين ومعاقبتهم بأشد العقوبات.
أما بالنسبة للجنة العقود المركزية، فاستناداً إلى كتاب الأمانة العامة بشأن صلاحيات إجراء العقود وتشكيل لجنة العقود المركزية – الأمانة العامة – بتاريخ 5/2/2008 الفقرة رقم (1) و (2)، فإن مهمتها هي المصادقة على عقود الموازنة الاستثمارية فقط وليس عقود الشراكة، فلا توجد أية مخالفة قانونية في عدم عرض عقود المشاركة عليها.
التساؤل السادس : هل أن إنشاء عقد بين شركة الانترنت وشركة نوروزتل سيتسبب بأضرار مالية لشركة الاتصالات؟ وهل أن شركة الانترنت تفتقر إلى الكادر الكفوء لإدارة المشروع؟
إن السبب الرئيسي لإنشاء شركات عامة هو للنهوض بالاقتصاد الوطني من خلال توفير الاستقلالية وإعطاء صلاحيات أكثر ومستوى من الحرية أعلى وإيجاد حالة من المنافسة بين شركات القطاع العام فيما بينها، وبينها وبين شركات القطاع الخاص، وبهذه الاستقلالية والصلاحيات والحرية والمنافسة يتطور الاداء وتقل الكلف على المواطنين. فعلى سبيل المثال، هناك عدة شركات إنشائية ضمن وزارة الإسكان والإعمار تتمتع بالاستقلالية وبمقدار كبير من الصلاحيات والحرية وتتنافس فيما بينها لتقديم أفضل عرض إنشاء وبأعلى المواصفات وبأقل عطاء. والحقيقة فإننا من أجل تطوير الاقتصاد وتوفير خدمات أفضل وبسعر منافس لا بد من توفير الاستقلالية وإعطاء الصلاحيات ومساحة أكبر من الحرية وإيجاد حالة من التنافس.
إن المعلومات التي وصلت إلى هيئة النزاهة كانت من قبل أناس يفتقرون إلى المعرفة بأسس تطور اقتصاديات البلدان المتقدمة، ولا أستطيع أن ألقي باللوم على من يثير مثل هذه الأمور فإنهم أناس تقنيون ولا علاقة لهم بالاقتصاد.
ولكن مع كل ذلك فحسب قرار هيئة الرأي فإن البنى التحتية لشركة الاتصالات وشركة الانترنت يجب أن تكون كل واحدة مكملة للأخرى وذلك يعني أنهما ستكونان مندمجتين فيما بينها لتشكيل شبكة واحدة كفوءة، وستستخدم هذه الشبكة لنقل الصوت والإشارة والمعلومات والصورة لكلا الشركتين. ولذلك عقدت اجتماعاً بين مديري الشركتين لوضع نسبة محددة من الوارد المتحقق من هذه الشبكة لكل من الشركتين، والحقيقة فإن عنصر المنافسة قد ألغي خلال فترة المستقبل القريب بسبب هذا الاتفاق، ولكن النتيجة كانت تحقيق مستوى عال ومتميز وكفوء من الخدمة للمواطن نتيجة لإنشاء هذه الشبكة الكفوءة من دمج الشبكتين. لقد ضحيت بفكرة المنافسة بين الشركتين على مستوى المستقبل القريب لأنني أتصرف بواقعية وأعرف أننا لا نمتلك الموازنة المطلوبة لإنشاء شبكتين منفصلتين، إذ أن كلفة الشبكة الواحدة قد تتجاوز المائة وخمسين مليون دولار امريكي، في حين أن الموازنة السنوية لكافة مشاريع الوزارة والشركات الثلاث بحدود المائة مليون دولار. ولكن يمكن في المستقبل البعيد إحياء مثل هذه المنافسة لتطوير هذا القطاع بالشكل الأفضل.
أما بالنسبة للكادر في شركة الانترنت، فهناك كادر متميز وفيهم الكثير من حملة الماجستير من خريجي جامعتي برونيل وبورتسموث البريطانيتين، كما أنه في كل سنة هناك الكثير من الخريجين من معهد الاتصالات قسم التراسل الذين لا يجدون عملاً، فهذا المشروع كان يمكن ان يكون المجال الأفضل إليهم للتعيين. كما يتميز العقد بميزة مهمة في المادة رقم 12 حيث يتم سنوياً تدريب 25 شخصاً على هذا المشروع على حساب شركة نوروزتل مما سيطور بشكل كبير من قدرات العاملين ومن اداء شركة الانترنت.
التساؤل السابع : هل أن النسب المالية من الإيرادات مجحفة بحق شركة الانترنت مقارنة بالعقود بين شركة الاتصالات والشركات الخاصة؟
إن العقود المقصودة بين شركة الاتصالات والشركات الخاصة تختلف اختلافاً جذرياً عن عقد شركة الانترنت مع نوروزتل، فالأول هو بشأن شبكة شركة الاتصالات الموجوده أصلاً وقد تكلفت الدولة كلفها من موازنتها الاستثمارية، فلا تتحمل الشركة الخاصة غير تسويق السعات وبعض أعمال الصيانة، ولا يمكن المقارنة بين ما تتكلفه هذه الشركات وبين العقد مع شركه نوروزتل والذي يكلف الشركة الخاصة (نوروزتل) بحدود المائة وخمسين مليون دولار، فمن الطبيعي أن يكون هناك اختلاف في النسب. هذا الامر يتطلب دراسة من قبل شركة الانترنت ومفاوضات مع شركة نوروزتل للوصول إلى نسب تحقق مصلحة الطرفين، وهو ما حصل اعتماداً على المفاوضات بين الطرفين. وإني كوزير يجب أن أوجه شركة الانترنت للحصول على أعلى نسبة ممكنة، لذلك تم زيادة النسبة بعد مفاوضات حسب ما أتذكر من حوالي 15% إلى 26% لصالح شركة الانترنت، وحسب علمي فإن شركة الانترنت لها دراسة وافية في هذا الشأن بحيث أن نسبة 26% لصالح شركة الانترنت مع احتساب كلف الإنشاء والصيانة والتدريب ومصاريف أخرى هي أكثر من نسبة 55% التي تحصل عليها شركة الاتصالات إن كانت شركة الأتصالات هي المسؤلة عن انشاء الشبكة، ويمكن طلب هذه الدراسة الوافية من شركة الانترنت. وعليه فلا يوجد أي إجحاف بحق شركة الانترنت كما حاول بعض كادر الوزارة عن تعمد إشاعة هذه المعلومات غير الصحيحة حتى صدقهم بعض أعضاء البرلمان من دون دراية بالتفاصيل. بل أنه في عقد الترانزيت لشركة الأتصالات مع شركة (IQ) ومع شركة طريق الحرير الذي أبرم في زمن الوزير السابق، كانت حصة شركة الاتصالات 26% أيضاً، وكان إبرام هذا العقد بإشراف المستشارين هيام الياسري ونبيل عبد الباقي والقانوني عماد محسن الشمري مدير عام الدائرة القانونية، ولكنهم أخفوا هذه الحقيقة عن هيئة النزاهة حين قدموا تقاريرهم إليها. ولكن الطامة الكبرى هي أنهم او بعضهم أخفوا هذه الحقيقة حتى عن أعضاء مجلس النواب، وقدموا لهم معلومات مغلوطة، فتحدث الكثير من أعضاء مجلس النواب في الإعلام، وعقدوا المؤتمرات الصحفية، استناداً إلى هذه المعلومات المغلوطة، مع وجود هذه الحقائق الصارخة. وحسب اعتقادي فإن مثل هذا الأمر تترتب عليه تبعات قانونية، ويتوجب محاسبة المفسدين، بل المطلوب من مجلس النواب تشكيل لجنة تحقيقية للتأكد ان كان هناك تعمد في إخفاء الحقائق على اللجان البرلمانية وتزويدهم بمعلومات مغلوطة من أجل مصالح شخصية وضد مصلحة الوطن والمواطن.
كما يتوجب على هيئة النزاهة أيضاً تشكيل لجنة تحقيقية للتأكد من صحة ما ذكرته ورفع التوصيات في حالة وجود تعمد للتضليل ومعاقبة المفسدين إن وجدوا بما يستحقونه.
التساؤل الثامن : هل أن ملكية الألياف هي لشركة الانترنت أم لشركة نوروزتل؟
من الغريب أن يثار هذا الامر، فالعقد يبين بشكل واضح في أكثر من فقرة أن ملكية الألياف هي لشركة الانترنت، فالفقرة ذات العلاقة تذكر أنه بعد انتهاء العقد ستؤول الألياف الضوئية وكافة الأجهزة إلى شركة الانترنت. وهنا نتساءل: هل أن هذه الفقرة تدل على أن ملكية الألياف هي لنوروزتل أم لشركة الانترنت!!!!
كما أن هناك فقرة في العقد (فقرة رقم 16 من المادة رقم 16) تؤكد بشأن القانون الواجب التطبيق أن (تكون القوانين العراقية النافذة كافة ذات العلاقة واجبة التطبيق) والقانون العراقي يعتبر، وبشكل واضح وحسب تعليمات مجلس الوزراء، ملكية البنى التحتية من الكابلات الضوئية وغيرها تعود للدولة متمثلة بوزارة الاتصالات.
ومع كل ما ذكر أعلاه تم الطلب من شركة نوروزتل إضافة فقرة أيلولة الكابل الضوئي والأجهزة منذ اليوم الأول من إنشاء المشروع زيادة في التأكيد على الفقرة السابقة في (أن القوانين العراقية النافذة كافة ذات العلاقة واجبة التطبيق)، ولئلا يعترض من يتصيد في الماء العكر، فضلاً عن المادة (10) في إمكانية تعديل العقد، مع علمنا أن الأيلولة لشركة الانترنت في نهاية العقد تعني أن الملكية هي لشركة الانترنت، فلم تمانع شركة نوروزتل من إجراء هذا التغيير، ولكن جاءنا في ذلك الوقت الكتاب من دولة رئيس الوزراء في وجوب فسخ العقد.
إذاً، ليس من الصحيح الزعم أن الملكية هي لشركة نوروزتل في حين أن الملكية تكون بشكل حصري لشركة الانترنت عند نهاية العقد، وأن القوانين العراقية النافذة كافة واجبة التطبيق، فضلاً عن استعداد شركة نوروزتل لتغيير العقد حسب رغبة شركة الانترنت!
التساؤل التاسع : هل هناك ضرر أمني من التعامل مع شركة نوروزتل؟ وما هي الإجراءات المتخذة بهذا الشأن؟
في الحقيقة، وحسب اعتقادي، فإنه لا يوجد أي ضرر أمني من التعاقد مع نوروزتل لأسباب متعددة، أهمها أن كابلات الاتصالات تمر على جميع الدول المجاورة للعراق كالكويت والأردن وإيران والسعودية، فهل أن ذلك يعني أن المرور بتركيا أخطر من المرور بهذه البلدان!!! كما أن الخط الذي يمر بإيران يمر هو الآخر من خلال تركيا، وأن موقع العراق كترانزيت معناه أن جميع مكالمات واتصالات دول جنوب شرق آسيا كالصين وكوريا والهند وإندونيسيا وغيرها ستمر من خلال العراق ومن خلال عشرات الدول الأخرى، فهل أن جميع هذه الدول تجهل المخاطر الأمنية في حين أن العراق سيحفظ أمنه من خلال إيقاف عقد نوروزتل! إن الدول في مكالماتها الخارجية السرية والداخلية الأمنية تستخدم التجفير، وكان ذلك واحداً من أهم المشاريع للوزارة وهو مشروع الشبكة الموحدة والمؤمنة، وقد أخبرت دولة رئيس الوزراء عن ذلك في كتاب مفصل بهذا الشأن. ولكننا كوزارة اتصالات وزارة تقنية وليست أمنية. وحين استلم رئيس الوزراء كتابي الذي أنفي فيه إمكانية وجود أخطار أمنية أجابني بكتاب آخر يؤكد فيه على رأيه الأول، ولم يكن أمامي إلا الانصياع لذلك الأمر، فقمت بالإيعاز لشركة الانترنت بفسخ العقد وإن كنت غير مقتنع بذلك. ومع معرفة بعض الكادر الوزاري من المتصيدين في الماء العكر بكامل تسلسل الأحداث فلا زالوا يزعمون بان الوزير محمد علاوي قد فرط بأمن العراق من خلال هذا العقد!!!! قد يتساءل البعض لماذا هذه الأتهامات الباطلة ؟؟؟ لا أخفيكم سراً عندما توليت شؤون الوزارة فإني اتخذت إجراءات قد قطعت ايادي المفسدين وأغلقت عليهم الأبواب للسرقة والإفساد، فكان كل همهم التخلص من محمد علاوي، وهاهم قد تخلصوا مني، ولكن خشية منهم في ان يوماً قد يأتي فترجع الأمور كما كانت، فلا يمكنهم الأيغال في الفساد كسابق عهدهم، لذلك من الطبيعي كيل الإتهامات الباطلة من دون اي دليل لئلا توصد امامهم مرة أخرى ابواب السرقة والأفساد .
التساؤل العاشر : لماذا تم الاستعجال بإجراءات التعاقد؟ وما هي الخسائر المترتبة أو بألاحرى فوات المنافع لمصلحة العراق في حالة التأخر في إبرام عقد بشأن إنشاء البنى التحتية؟
فضلاً عن خدمات الانترنت التي يمكن أن تقدمها هذه الشبكة وبأسعار تنافسية، فإن هذا العقد يمكن أن يمرر سعات ضخمة جداً كترانزيت من الكابلات البحرية والأرضية القادمة من جنوب شرق آسيا، من اليابان والصين وماليزيا وإندونيسيا والهند وأستراليا وبلدان الخليج العربي للمرور خلال العراق والربط بتركيا ثم أوروبا، وكان يمكن لهذا المشروع أن يوفر مبالغ تتراوح بين خمسة إلى خمسة عشر مليون دولار شهرياً تدخل للعراق من الدول الأخرى وليس من المواطنين (كما هو في حالة الهواتف الخليوية)، ولكن عدم إبرام هذا العقد قد فوت هذه الفرصة على العراق. إن هناك مشاريع بديلة في إمرار السعات خلال الأردن وسوريا إلى تركيا، وهي مشاريع قائمة ولكنها متلكئة بسبب الأوضاع في سوريا، وإذا لم يوفق العراق لتوفير بنى تحتية كفوءة كمشروع نوروزتل خلال فترة المستقبل القريب فلا يمكن تحقيق مثل هذه الإيرادات لمصلحة الدولة العراقية، لأن الشبكة الحالية لشركة الاتصالات غير كفوءة وليست طبقاً للمواصفات العالمية المطلوبة في مثل هذه الحالات، كما أن الوزارة غير قادرة على إنشاء هذا المشروع من موازنتها التي تبلغ بحدود المائة مليون دولار في السنة لكافة مشاريعها، في حين أن كلفة إنشاء شبكة نوروزتل تبلغ بحدود المائة وخمسين مليون دولار. وقد تم الطلب من دولة رئيس الوزراء بتوفير الموازنة اللازمة بعد إلغاء مشروع نوروزتل، ولكن للأسف لم يتحقق هذا الأمر.
إن هذا المشروع يمكن أن يوفر عائداً سنوياً للبلد يتراوح بين ستين مليوناً إلى مائة وثمانين مليون دولار تكون حصة الوزارة منه ما بين خمسة عشر مليوناً إلى ما يقارب الخمسين مليون دولار في السنة، وهذا الدخل الكبير لا يكلفنا سوى إنشاء شبكة بنى تحتية كفوءة، وهذا الوارد يعد حتى أفضل من النفط، لأننا في حالة النفط نبيع نفطاً مقابل المال، أما في حالة إمرار الحزم فإننا نستفاد من موقع العراق الجغرافي فحسب وضمن هذه المرحلة التاريخية، فنحقق مورداً مالياً كبيراً دون أي مقابل ملموس. جدير بالذكر أنه بمجرد استقرار الأوضاع في سوريا فإننا سنفقد هذه الإمكانية، إذ أن هناك مشروعين لإمرار الحزم من خلال السعودية والأردن وسوريا ثم تركيا، وإذا ما تم هذا الأمر فسيفقد الحافز لإنشاء هذا المشروع. لذلك يجب التعجيل بإنجاز هذا المشروع قبل فوات الأوان. فضلاً عن ذلك، فإن كل يوم تأخير يمر يمكن أن يخسر البلد مورداً قد يصل إلى نصف مليون دولار في اليوم. إن شركة الانترنت يجب أن تكافأ على التعجيل في الانجاز لأنها يمكن في التعجيل أن توفر مبلغاً يمكن أن يبلغ نصف مليون دولار يومياً، لا أن تتهم من قبل بعض المتصيدين في الماء العكر من الكادر الوزاري فيوصلون إلى هيئة النزاهة حقائق مقلوبة، وللأسف يحاولون تحويل الإنجاز إلى إخفاق.
للأسف هناك فساد مبطن وهو تأخير انجاز المعاملات، وإني اعتبره فساداً بحق مصلحة الوطن والمواطن، وقد شكلت شعبة للمتابعة تقدم لي تقريراً اسبوعياً بشأن المعاملات ومقدار انجازها، كما شكلت لجنة تحقيقية لرفع التوصيات بشأن المقصرين في اعمالهم، ولكن للأسف هناك جهات معتادة بتسويف معاملات الوزارة والمواطنين كألدائرة القانونية في الوزارة، حيث كانت محط شكاوى الأقسام الأخرى في الوزارة وتشكيلاتها، فكانت تتأخر الإجابات احياناً لعدة اشهر، ولا ادري إن كان التأخير متعمداً في بعض الأحيان لوجود قضايا فساد وبالذات قبل مجيئي الى الوزارة في نهاية عام 2010، ويمكن معرفة الحقيقة بالتحقيق في هذا الأمر إن شئتم ذلك.
لقد قمت بمشروع مماثل منذ عام 2007 حين أخذت موافقة مجلس الوزراء بشأن إنشاء بوابات النفاذ، وقد سلمت هذا المشروع إلى هيام الياسري منذ ذلك الوقت حيث كان تحت إشرافها بشكل كامل، وكانت المدة التي يتطلبها إنجاز هذا المشروع ليس أكثر من سنة واحدة، وفي أسوء الظروف سنتين، لكنه بقي تحت إشرافها لمدة أكثر من أربع سنوات (لم اكن في حينها مسؤولاً في الوزارة) وفشلت فيه فشلاً ذريعاً، وذلك بسبب افتقارها للقدرات الإدارية والفنية فضلاً عن افتقارها للياقات في التعامل مع شركات الهواتف الخليوية، وعندما اكتشفت هي نفسها مقدار فشلها تخلت بإرادتها عن المشروع. لكني استطعت النهوض بالمشروع بعد فشلها ورجوعي إلى الوزارة، وأحلته إلى مجموعة جديدة تترأسهم إحدى المهندسات الكفوءات، فاستطاعوا خلال فترة لم تتجاوز السنة أن يشغلوا المشروع، والآن يعتبر هذا المشروع من أهم المشاريع التي تدر أرباحاً كبيرة على شركة الاتصالات تبلغ بحدود الأربعة ملايين دولار شهرياً ويمكن أن تزداد إلى ثمانية ملايين خلال بضعة أشهر عند إمرار كامل الحركة الهاتفية، ويمكن زيادتها بين اثني عشر إلى خمسة عشر مليون دولار شهرياً بعد كامل السيطرة على الحركة الهاتفية وتحديد الأسعار من قبل الوزارة. للأسف الشديد إن مثل هذه الإنجازات والتي تميزت إجراءاتها بشفافية كاملة أخذت تحسب إخفاقاً وتحال إلى لجان تحقيقية، والإخفاقات التي ذكرناها تم غض الطرف عنها، وذلك للأسف خلاف المنهج الذي يجب أن تنتهجه هيئة النزاهة!
لقد كان لِزاماً على الدكتورة هيام الياسري حين علمت انها لا تمتلك المؤهلات لأدارة مثل هذا المشروع الحيوي للعراق ان تنسحب في وقت سابق وتخبر الوزير انها غير مؤهله لذلك ، وكان يمكن للوزير في ذلك الحين تعيين شخص آخر لأدارة هذا المشروع الحيوي والمهم ، ولكن اصرارها على الأستمرار بادارته من دون تحقيق اي انجاز لفترة اربع سنوات متتالية وبفشل كامل قد عرض البلد الى خسائر فادحة تتراوح بين مئة وخمسين مليون دولار امريكي الى مئتي وخمسين مليون دولار ، نأمل من هيئة النزاهة ولجنة النزاهة البرلمانية ان تشكلا لجان تحقيقية للتأكد من صحة الأدعاءات اعلاه ، ومعرفة المسؤول ، والتأكد إن كان هناك تقصير متعمد، واتخاذ الأجراءات القانونية بحقه.
التساؤل الحادي عشر : إذا كانت أكتاف الطرق الخارجية ثروة محدودة، فما هي سعتها؟ وما هي الخطورة من شبكة نوروزتل في فقدان هذه الثروة؟
بالتأكيد أن أكتاف الطرق ثروة محدودة، ولكنها ليست كما تُتصور، فاتفاقياتنا مع وزارة الإعمار والإسكان تعطينا المجال في مد خطوط الاتصالات ضمن الأمتار العشرة الأخيرة من محرمات الطريق من كلا الجانبين، ما يعني أن لدينا حوالي عشرين متراً على جانبي الطريق. فإذا عرفنا أن عرض متر واحد هو أكثر من كافٍ لكل كابل ضوئي، فإننا نستطيع أن نقول أنه يمكن بكل سهولة مد أكثر من عشرين كابل، وهذا ما لا يمكن أن نحتاج إليه في أي يوم من الأيام سواء في المستقبل القريب أو البعيد، لذلك فالزعم أن شبكة نوروزتل ستفقدنا هذه الثروة هو كلام غير واقعي بالمرة. وإذا عرفنا أن هناك بالأضافة إلى ذلك محرمات السكك الحديدية ومحرمات الأنابيب النفطية والأعمدة الكهربائية تبين لنا أن هذه الادعاءات بعيدة كل البعد عن الواقع.
التساؤل الثاني عشر : هل كان استمرار السيد مجيد في منصبه كمدير عام لشركة الانترنت قانونياً؟
جائني أكثر من كتاب من أكثر من جهة خلال عام 2011 لإخراج السيد مجيد من مركزه في شركة الانترنت وإرجاعه إلى وزارة الإعمار والإسكان، وقد تحدثت مباشرة مع دولة رئيس الوزراء لإبقائه حتى آخر السنة لمعرفة مستوى أدائه، فوافقني على إبقائه. وعندما انتهت السنة وكان إنجازه متميزاً، حيث كان إنجازه أكثر من 95% من الموازنة الاستثمارية، وجاءني كتاب أيضاً من مكتب رئيس الوزراء لإخراجه، فتحدثت مرة أخرى مع دولة رئيس الوزراء بشأن هذا الكتاب فأبدى تعجبه وعدم علمه بهذا الكتاب ووافق على تثبيته وإخبار السيد الأمين العام بذلك، فأخبرت السيد الأمين العام الذي كان يبعد بضعة أمتار عن رئيس الوزراء بذلك، وثبت الكثير من هذه الأحداث بكتب رسمية إلى الأمانة العامة وإلى مكتب دولة رئيس الوزراء، وكنت أعلم أن هناك خلافات شخصية مع بعض الأشخاص المستعدين للتضحية بمصلحة الوطن لحساب المصالح الخاصة وأن الأمر حسب ما أكده لي دولة رئيس الوزراء كان من دون علمه، وقد اتفقت مع دولة رئيس الوزراء بكتاب رسمي على نقله وتعيين بديلاً عنه في بداية الشهر السابع عام 2012، لذلك واستناداً لما ذكر أعلاه فإن استمراره كان بشكل قانوني حتى موافقة دولة رئيس الوزراء على نقله في كتابي الآنف الذكر.
التساؤل الثالث عشر : هل كان هناك فساد مالي بشأن العقد مع شركة نوروزتل؟ وهل التصديق على الملاحق كان فيه مخالفة قانونية؟
لقد طرح اتهام وجود فساد مالي في التعاقد مع شركة نوروزتل، وإني في هذا المجال أؤكد أني قد اتخذت إجراءً لتحقيق أعلى درجات الشفافية والنزاهة في هذا العقد بل في جميع عقود الوزارة وتشكيلاتها وذلك بعدم إجراء أي عقد مع أية شركة ما لم تقدم تعهداً مصدقاً لدى كاتب العدل أنه في حالة دفع الشركة أية رشوة لأي موظف في الوزارة من درجة وزير فما دون فإنه في هذه الحالة يلغى العقد وتلزم الشركة بدفع كافة التأمينات فضلاً عن نسبه 30% كغرامة من قيمة العقد وتوضع على اللائحه السوداء ولا يحق لها العمل في العراق لفترة ثلاث سنوات مع أية مؤسسة أو شركة حكومية.
وقد وقعت شركة نوروزتل هذا التعهد وصدقته لدى كاتب العدل، لذلك أقول إذا كان هناك أي دليل على وجود أي فساد مالي في هذا العقد فيمكن في هذه الحالة رفع الأمر إلى المحكمة، والتي ستحكم بالتأكيد استناداً إلى هذا التعهد المصدق لدى كاتب العدل بتغريم شركة نوروزتل مبلغاً حوالي خمسة وأربعين مليون دولار وهو ما يمثل 30% من قيمة العقد.
أما بالنسبة للملاحق فإن التصديق عليها من قبلي كانت تحصيل حاصل كما ذكرت ذلك سابقاً استناداً إلى قانون الشركات العامة والنظام الداخلي، ولكن توخياً للشفافية جعلت تصديقي مشروطاً بأن تكون الملاحق حسب الضوابط، ومعنى ذلك – كما تعلمون – إن كانت الملاحق طبقاً للضوابط فلا إشكال عليها، وإن كانت خلاف الضوابط فإنها تفتقر إلى تصديقي.
إن المواطن يمكن ان يصاب بصدمة وإحباط شديدين إذا إكتشف أن الهيئة التي بنى آماله عليها لإحقاق ألإنصاف والعدل من الممكن ان تستحيل الى معول بيد المفسدين يهدمون ركائز الحق والنزاهة في المجتمع، وهو النتاج الطبيعي إذا تم قبول رأي المفسدين في تضليل مسار العدالة عن جادة الصواب، ومن الطبيعي ان تم تبني مثل هذا النهج لهذه الهيئة الحيوية والمهمة فإن ذلك يمكن ان يصد المجتمع عن التكامل والتسامي والهداية الى الخير والحق والعدل ويجره للإنحدار نحو مهاوي الفساد والشر والضلال.
إن كتابي اعلاه فضلاً عن توضيحه لتساؤلات وامور خافية عليكم ولكنه يتضمن ايضاً اربعة امور أخرى وهي :
1 – وجود آراء غير قانونية (كما في التساؤل الثالث) يمكن ان تكون عن تعمد بهدف الإضرار
بإنجازات الوزارة او بهدف الإفساد، فإن كان هناك تعمد فما هي الإجراءات القانونية التي يجب ان
تتخذ بحق المفسدين؟
2 – إن هناك ادعاء من قبلي (كما في التساؤل العاشر) بإحتمال وجود تقصير ادى الى تعرض
الوزارة الى خسائر كبرى ، فما هي الإجراءات القانونية التي تتخذ في مثل هذه الحالات ان ثبت لديكم
ان هناك مقصرين؟
3 – إن هناك احتمال بوجود تعمد من خلال التقارير المقدمة لتضليل اللجان التحقيقية (كما في
المقدمة والتساؤل الخامس) فإن كان هناك تعمد فما هي الإجراءات القانونية التي تتخذ في مثل هذه
الحالات بحق المفسدين من المضللين؟
4 – إستناداً لما ذكر اعلاه فضلاً عن اتهامات كيدية تم اعتقال الكثير من الكادر الوزاري لفترات
تتراوح بين العدة ايام الى عدة اسابيع ظلماً وعدواناً، يجب التأكد ان كان هناك تعمد لإيذاء الأبرياء،
وهنا يجب اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المسببين.
إن الفقرات الأربعة اعلاه هي من المهام الأساسية لهيئة النزاهة كما إن لجنة النزاهة البرلمانية ولجنة الخدمات والأعمار فضلاً عن اللجان المشكلة برلمانياً للشؤون اعلاه من حقها متابعة الأمور المذكورة بشكل خاص او بالتنسيق مع هيئة النزاهة.
ختاماً، نأمل من هيئة النزاهة المستقلة أن تتولى الدقة في تشكيل اللجان التحقيقية، فهي أولى جهة يجب أن تلتزم بالقانون، كم أأمل أن تكون تلك الإجابات قد أوضحت الصورة وكشفت عدم دقة الكثير من الإثارات غير الصحيحة التي أطلقت من قبل أكثر من طرف، حيث كما تجدون من التوضيح في أعلاه أن هناك محاولات لفبركة واختلاق اتهامات لا وجود لها وتغيير الحقائق وطمسها من أجل مصالح شخصية وأهداف سياسية لا تخفى على اللبيب. وكما تعلمون فإن هذه المعلومات المفبركة لم يتم إيصالها إليكم فحسب بل أوصلت إلى السادة أعضاء مجلس النواب. إن الذي يؤسف له أن الواقع هو نقيض الافتراءات أعلاه، فكما تجدون في الوزارة أن كافة الاجراءات اتخذت لتحقيق أعلى درجات الشفافية والنزاهة، ليس في هذا العقد فحسب، بل في جميع عقود الوزارة، ولكن وللأسف الشديد هناك نفوس مريضة ومفسدة لا يخدم مصالحها ان تسير الأمور بهذه الدرجة من الشفافية والنزاهة ، لأن ذلك يوصد عليهم الأبواب للفساد والإفساد، وإن هيئتكم الموقرة هي صاحبة الدور الأساسي في محاربة الفساد والمفسدين، وما يترتب على ذلك من تثبيت لقيم الحق والصدق والعدل والأنصاف.
إن هيئة النزاهة تلعب دوراً اساسياً في الرقي بالمجتمع، في تثبيتها لقيم الأمانة والصدق وقضائها على قيم الباطل من التحايل والسرقة والفساد والإفساد والتزامها بمفاهيم النزاهة والشفافية وبالتالي انتشار العدل والخير بين كافة شرائح المجتمع. للأسف الشديد لا زال مجتمعنا يعاني إلى حد الآن من استشراء الفساد على مستويات عالية جداً، وهذا بالتأكيد يؤدي إلى استفحال الباطل والظلم، وتفشي الرشوة والسرقة وكافة أصناف الفساد، ومن الطبيعي حين يترعرع بعض أفراد المجتمع على اموال ألسحت والحرام أن ينحدروا إلى مهاوي الرذيلة والسوء ومن الطبيعي أن تزداد معاناة الناس وينتشر الإرهاب وتسلب البركة والخير من الناس.
إن المواطن يتطلع اليكم في التخفيف من معاناته وفي استرجاع حقه المسلوب في سرقات تبلغ مئات الملايين من الدولارات تتمتع بها ثلة من الناس لا يتورعون عن سلب قوت الشعب من أيتام وأرامل ومساكين، ولذلك فإن دوركم كبير ومهمتكم صعبة وفتنتكم شديدة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخنا، وسيكون الله شاهداً عليكم والشعب والتأريخ. نسأل الله أن يأخذ بأيديكم من أجل إنصاف المظلومين، ومعاقبة المفسدين، وإحقاق الحق، ودحض الباطل، إنه سميع مجيب.
هذا ولكم وافر الشكر والتقدير
محمد توفيق علاوي
وزير الاتصالات السابق
نسخة منه إلى
1- فخامة رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني المحترم
2- فخامة نائب رئيس الجمهورية السيد خضير الخزاعي المحترم
3- دولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي المحترم
4- معالي نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية السيد روش نوري شاويس المحترم
5- معالي نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة الدكتور حسين الشهرستاني المحترم
6- معالي نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات والإعمار الدكتور صالح المطلك المحترم
7- معالي وزير الاتصلات وكالة الدكتور طورهان المفتي المحترم
8- معالي السادة الوزراء المحترمون
9- معالي الأمين العام لمجلس الوزراء السيد علي العلاق المحترم
10- هيئه المستشارين لدولة رئيس الوزراء
11- دولة رئيس مجلس النواب السيد أسامة النجيفي المحترم …في حالة رغبتكم لأتخاذ اجراء فإني مستعد لتقديم المعلومات المطلوبة
12- معالي النائب الاول لرئيس مجلس النواب السيد قصي السهيل المحترم
13- معالي النائب الثاني لرئيس مجلس النواب السيد عارف طيفور المحترم
14- رئيس لجنة العمل والخدمات السيدة الدكتورة النائب فيان دخيل المحترمة…في حالة رغبتكم لأتخاذ اجراء فإني مستعد لتقديم المعلومات المطلوبة
15- السادة النواب أعضاء لجنه العمل والخدمات المحترمين
16- رئيس لجنة النزاهة السيد النائب بهاء الأعرجي المحترم…في حالة رغبتكم لأتخاذ اجراء فإني مستعد لتقديم المعلومات المطلوبة
17- السادة النواب أعضاء لجنة النزاهة المحترمين
18- رئيس اللجنة القانونية السيد النائب خالد شواني المحترم
19- السادة النواب أعضاء اللجنة القانونية المحترمون
20- السادة رؤساء الكتل في مجلس النواب المحترمون
21- السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد القاضي مدحت المحمود المحترم…في حالة رغبتكم لأتخاذ اجراء فإني مستعد لتقديم المعلومات المطلوبة
22- السادة أعضاء مجلس القضاء الأعلى المحترمون