“محلل إيراني” : “الأسد” دمر وطنه من أجل السلطة فلماذا يحتفظ بولاؤه لإيران ؟

“محلل إيراني” : “الأسد” دمر وطنه من أجل السلطة فلماذا يحتفظ بولاؤه لإيران ؟

خاص : ترجمة – محمد بناية :

عقب القصف السوري لمرتفعات “الجولان” وما تلاه من هجوم الكيان الصهيوني على عدد من القواعد العسكرية المنسوبة لـ”إيران” و”حزب الله” اللبناني داخل الأراضي السورية، دعت الحكومة السورية القوات العسكرية الأجنبية، التي تساعد القوات السورية، إلى ضبط النفس. ودعا “بشار الأسد”، بشكل ضمني، إلى عدم استفزاز إسرائيل.

في غضون ذلك؛ يؤشر لقاء وزيرا الحرب الإسرائيلي والروسي، مؤخرًا، وتصريحات الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، ووزير خارجيته، “سيرغي لافروف”، بشأن خروج القوات الأجنبية من الأراضي السورية، إلى توافق سري بين “موسكو وتل أبيب”.

وعليه التقت صحيفة (نجم الصباح) الإيرانية المحسوبة على التيار الإصلاحي، محلل العلاقات الدولية، “فريدون مجلسي”، لمناقشة هذه الموضوع..

روسيا لسيت حليفًا لإيران..

“نجم الصباح” : تكشف التقارير عن اتفاق بين إسرائيل وروسيا ينص على خروج القوات الأجنبية، ومنها الإيرانية، من الأراضي السورية.. ما تحليلكم لمثل هذه الأخبار ؟

“فريدون مجلسي” : ببحث سريع في تعليقاتي على “روسيا”، المنشورة خلال العامين الماضيين، سوف تلاحظ أني أكدت على مسألة أن روسيا أقرب صديق لـ”إسرائيل”. لأن روسيا من جملة الدول الكبرى والمهمة في العالم، وتتخذ من المواقف ما يكفل مصالحها الخاصة، ولا تتورع عن إتخاذ الدول الأخرى مطية للوصول إلى مصالحها.

وبالتالي لا “إيران” تعتبر حليفً لروسيا؛ ولا الروس يميلون لأن تكون إيران حليفاً لهم. وفي أثناء الحرب والأزمة تبنت روسيا سياسة تقوم على الفصل في مناقشاتها الإقليمية على أن يدفع الآخرون التكلفة.

والنموذج الأبرز على ذلك، في المرحلة الحالية، هو استغلال “سوريا”، حيث إمتلكت روسيا في هذا البلد، منذ الاتحاد السوفياتي، عدداً من القواعد العسكرية. ولذا يسعى الروس للإبقاء على حكومة “بشار الأسد” بأي ثمن حفاظاً على قواعدها ومصالحها، ويريدون من إيران دفع التكلفة. وعندما كانت الحكومة السورية على وشك السقوط، فضل الروس ترك تكلفة الخسائر والمواجهات لإيران.

حالياً لا يرى الروس سبباً لاستمرار التعاون مع إيران في الميدان السوري، ومن ثم أعلن وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، إنتهاء المهمة وأن على القوات الأجنبية مغادرة الحدود “السورية-الإسرائيلية”.

والحقيقة أن هذا مطلب “إسرائيل” التي هي، (بخلاف إيران)، صديق وحليف قديم لروسيا، إذ يمثل الروس نسبة 10% من مجموع سكان إسرائيل. في حين أن العلاقات الروسية مع دولة كإيران تعاني مشكلات إقليمة ودولية غير مفيد.

إن روسيا تريد استخدام الدول كأدوات لتحقيق مصالحها الضرورية. سوف تستفيد روسيا من إيران طالما تستدعي المصلحة. ولا ننسى أن الروس ماطلوا سنوات، قبل تسليم إيران منظومة صواريخ (إس-300)، كما استغرق إستكمال المحطة النووية مدة 25 عاماً بتكلفة خرافية، بينما كان من المقرر أن تنتهي في غضون أربع سنوات. من جهة أخرى يجب أن ننتبه إلى مسألة أن روسيا لا تملك شيئاً تقدمه لإيران التي تحتاج، (كما روسيا)، لصناعات متقدمة ومصافي وتكنولوجيا حديثة، لكنها وبسبب العقوبات لا تستطيع توفير مثل هذه المتطلبات بعكس روسيا.

“الأسد” دمر وطنه فكيف نستبعد خذلانه إيران !

“نجم الصباح” : تفضلت بالإشارة إلى أن روسيا حليف لإسرائيل؛ ولها في الوقت نفسه قواعد عسكرية ومصالح في سوريا.. فكيف تفسر هذا التضاد في ضوء الصراعات “السورية-الإسرائيلية” ؟

“فريدون مجلسي” : الملاحظة التي يجدر الإشارة إليها، أنه منذ احتلال إسرائيل لمرتفعات “الجولان”، لم تقع أي معركة حربية حتى الآن بين الطرفين.

لطالما رفعت “سوريا” الشعارات بينما حارب الآخرون. ولعل تهميش سوريا كان سببه الضغوط السورية. من جهة أخرى تعكس التطورات السورية في السنوات الأخيرة بشكل جيد إستعداد “بشار الأسد” للبقاء في السلطة مهما تكلف الأمر. وهذا معناه: “لا تستبعد من شخص دمر دولته للحفاظ على سلطته، قطع العلاقات مع الدول التي قدمت النفس والمال لحل مشاكله”. وهذا الأمر ملموس حالياً فيما يخص إيران. فمتى شعر “بشار الأسد” أن تحالفه مع إيران سوف يضر ببقاءه في السلطة، فلن يتردد تعويق التعاون مع إيران.

النفط يُقرب الفرقاء..

“نجم الصباح” : في رأيكم ما هو تأثير تعارض المصالح “الإيرانية-الإسرائيلية” على المصالح الروسية في منطقة الشرق الأوسط ؟

“فريدون مجلسي” : المشاكل بين إيران وإسرائيل من جهة، والمشاكل بين إيران وحلفاء أميركا في الشرق الأوسط من جهة أخرى، تؤثر على مصالح الروس.

إذ تشترك “إيران” و”روسيا” في مصادر النفط والغاز فقط، وإيران تعتبر منافساً كبيراً لروسيا في هذا المجال. بينما أثرت المواجهات الإيرانية في المنطقة سلباً على تطوير صناعات النفط والغاز، ومن ثم تصب التحديات الإيرانية في المنطقة، والتي كانت سبباً في تراجع التكنولوجيا الإيرانية، لاسيما في مجال الصناعات النفطية في صالح الجانب الروسي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة