25 أبريل، 2024 11:01 ص
Search
Close this search box.

محلل إسرائيلي ينصح .. على ترامب اقتفاء أثر صدام لإنهاء الصراع “الأميركي-الإيراني” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تراقب “إسرائيل” جميع التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وتولي اهتمامًا خاصًا بالوضع في منطقة الخليج، في ظل استمرار التوتر بين “واشنطن” و”طهران”.

فيما يرى المحلل الاستراتيجي الإسرائيلي، “يوسف أرغمان”، أن الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، يركز في حملته ضد “إيران” على برنامجها النووي، بينما أمامه بديل آخر يمكن من خلاله إرغام “طهران” على الرضوخ؛ وهو ضرب العاصمة، “طهران”، كما فعل الرئيس العراقي الراحل، “صدام حسين”.

هل هم مجانين حقًا ؟

يقول “أرغمان”؛ إنه بدءًا من “أدولف هتلر” إلى “غوزيف ستالين”، ومرورًا بالرئيس “صدام”، وإنتهاء بالرئيسـ “كيم جونغ-أون”، يسأل الناس خبراء علم النفس؛ عما إذا كان هؤلاء الزعماء مجانين أم لا ؟

وبالطبع من المهم جدًا أن يكون التشخيص دقيقًا لمثل تلك الحالات. لأن أخطر مريض نفسي هو الذي لا يستطيع كبح جماح غضبه الداخلي الشديد والمشوَّه، حيث ينتقل مباشرة من حالة إطلاق التهديدات الجنونية إلى حالة إقتراف الأفعال الجنونية.

الإيرانيون أهل المساومة والدهاء !

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل المرشد الإيراني الأعلى والرئيس الإيراني مُصابان بذلك النوع من الجنون ؟

بالطبع ليس هذا أمرًا مؤكدًا. إذ يبدو أن حالتهما أقرب إلى ما قاله، “بولونيوس”، عن “هاملت” في مسرحية “شكسبير”: “على الرغم من أن هذا جنون، إلا أن له طريقة”.

والطريقة الإيرانية – في هذه الأيام، بما تحمل من مساومة الغرب وعدم غض الطرف عن “إسرائيل” – هي على الأرجح نفس الطريقة التي كانت متبعة في نظام السوق الفارسي القديم.

ومن المعروف عن الإيرانيين أنهم أذكى وأدهى مساومين تجاريين. وهم على ما يبدو أول من اخترع المؤسسة المالية التي تسمى (البازار)؛ الذي يتم فيه تحديد الأسعار. والهدف من تلك المؤسسة هو تحقق أعلى سعر للبائع باستخدام أسلوب الخداع ومعسول الكلام، حتى لو استغرق الأمر ساعات أو أيام. هذا، على ما يبدو، هو ما فعله كل من المرشد الأعلى والرئيس الإيراني مع الغرب، خلال الأيام الأخيرة.

يضيف “أرغمان”؛ وعلى غرار ما يفعله الملاكمان قبل يومين من دخولهما حلبة الصراع لخوض المعركة الفاصلة، فقد أشتبك كل من الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، والمرشد الأعلى، آية الله “علي خامنئي”، في معركة كلامية لم تخلو من سلاطة اللسان، حيث هدد “خامنئي” بحرق “إسرائيل” خلال نصف ساعة؛ بينما لوح “ترامب” بإتخاذ إجراءات قاسية.

النظام الإيراني لن يخاطر بهجوم كبير..

وبحسب المحلل الإسرائيلي؛ لا يزال هناك إحساس بأن الإيرانيين يساومون بشدة، لكنهم لن يجرؤوا في نهاية المطاف، على شن عملية هجومية كبيرة.

ويستند هذا الإحساس إلى سابقة تاريخية؛ منذ عهد، آية الله “الخميني”. فخلال الحرب “العراقية-الإيرانية” أعلن “الخميني” أن هدف الحرب، التي استمرت ثماني سنوات، هو غزو “العراق” واقتحام العاصمة، “بغداد”، وذلك بهدف اسقاط نظام “صدام”. وربما كان ذلك الهدف سيتحقق بالفعل، لو ظلت المعارك في منطقة مستنقعات “شط العرب”، بمشاركة الآلاف من الأطفال الذين قُتلوا في حقول الألغام.

متى يتراجع النظام الإيراني ؟

ولكن عندما أصبحت العاصمة، “طهران”، هدفًا لصواريخ “صدام” لأول مرة، تغير موقف “الخميني” من النقيض إلى النقيض.

حدث ذلك التغيير، في موقف “الخميني”، عندما قرر الطاغية العراقي، “صدام”، القيام بخطوة متطرفة. فقد حصل من الرئيس الليبي، “معمر القذافي”، على 200  صاروخ بعيد المدى من طراز (سكود)، وأطلقها على العاصمة، “طهران”. فكانت النتيجة غير المتوقعة: إذ بدأ الهروب الجماعي من العاصمة، وأُصيبت المؤسسات الحكومية الدينية بأضرار بالغة، وسادت حالة من الفوضى.

ولم يمر وقت طويل حتى أعلن “الخميني” إنتهاء الحرب من جانب واحد تقريبًا. وهكذا رضخ “الخميني”.

وعلى إثر ذلك، خلص بعض الخبراء إلى أن الإيرانيين لا يمكنهم تحمل ضربة كبيرة تصيب العاصمة التي تحوي أهم مفاصل الحكومة والنظام.

طهران والخطوط الحمراء..

لقد أجمع بعض الخبراء في العالم، على أن القيادة الإيرانية، بدءًا من “الخميني” وحتى وقتنا هذا، لا تُقدم على مخاطر عسكرية كبيرة. فخلال الحرب الوحشية التي دارت رحاها في “الشيشان”، لم تمنح “إيران” ولو رصاصة واحدة للمتمردين. وكل هذا بالطبع، مخافة الدب الروسي.

صحيح ان “طهران” تُقدم الأسلحة والدعم لتنظيم “حزب الله” ولـ”حركة حماس”، لكنها لا تفعل ذلك إعتباطًا: فتلك المنظمات المسلحة بعيدة جغرافيًا عن “إيران”؛ وليس هناك خطر مؤكد من تعرضها لضربة مباشرة من قِبل “إسرائيل”.

من هنا، يمكن أن ندرك أنه حتى القيادة التي تحكمها أفكار إيديولوجية متطرفة، سواء كانت دينية أو علمانية، لها خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها إذا عَلِمت علم اليقين أن ثمن ذلك هو تعرض العاصمة ومؤسسات السلطة للإنهيار.

وختامًا يطرح “أرغمان” سؤالًا آخر؛ فيقول: هل يمكن الإستعاضة عن تدمير المنشآت النووية الإيرانية، واستهداف مؤسسات الحكم ومفاصل النظام في العاصمة “طهران” ؟

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب