2 ديسمبر، 2024 8:43 م
Search
Close this search box.

محلل إسرائيلي .. يطالب بإعادة النظر في سياسات “خيار شمشمون”

محلل إسرائيلي .. يطالب بإعادة النظر في سياسات “خيار شمشمون”

كتب – سعد عبد العزيز :

يبدو أن التطورات الأخيرة والتهديدات التي تتعرض لها إسرائيل من كل حدب وصوب, بالإضافة إلى امتلاك “باكستان” لقنابل نووية وسعي “إيران” لامتلاك سلاح نووي, قد جعلت المحللين الإسرائيليين يبحثون في جدوى السلاح النووي الذي خطط “بن غوريون” لامتلاكه.

ففي مقال تحليلي نشره موقع “نيوز وان” العبري، أكد الكاتب الإسرائيلي “عامي دور أون” على فشل سياسة الردع الإسرائيلية التي تبناها بن غوريون لأن تلك السياسة النووية لم تحقق السلام لإسرائيل حتى الآن ولم تجعل الدول العربية والإسلامية ترضخ للدولة العبرية, بل إن إسرائيل لا زالت توجه خطراً وجودياً.

إنتهاء صلاحية سياسة الردع النووي..

يؤكد “دور أون” على إن سياسة الردع المتعلقة بالخيار النووي الإسرائيلي في مواجهة الدول العربية, التي تبناها “دافيد بن غوريون” لم تعد مناسبة للوضع الحالى الذي يتسم بالتطرف الإسلامي المتفشي في العالم. وبات من الضروري للقيادة الإسرائيلية أن تبحث عن بديل لسياسة الردع النووي في مواجهة العرب والمسلمين.

ويرى الكاتب الإسرائيلي أن بن غوريون عندما فكر في ضرورة امتلاك دولة إسرائيل “خياراً نووياً” لمنع وقوع نكبة جديدة للشعب اليهودي على يد العرب في هذه المرة, فكر في شخصية البطل “شمشون” الذي وقف في معبد الفلسطينيين وأمسك بعمودي الوسط اللذين يحملان البيت ثم قَالَ: «لِتَمُتْ نَفْسِي مَعَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ». وَانْحَنَى بِقُوَّةٍ فَسَقَطَ الْبَيْتُ عَلَى الأَقْطَابِ وَعَلَى كُلِّ الشَّعْبِ الَّذِي فِيهِ، فَكَانَ الْمَوْتَى الَّذِينَ أَمَاتَهُمْ فِي مَوْتِهِ، أَكْثَرَ مِنَ الَّذِينَ أَمَاتَهُمْ فِي حَيَاتِهِ. وهذا ما أُطلق عليه فيما بعد “خيار شمشون”.

وكان اعتقاد بن غوريون هو أن الدول العربية ستتخلى عن فكرة تدمير إسرائيل لو أدركت أن الإسرائيليين يمتلكون مثل تلك القدرة النووية، أي أن عامل الردع النووي سيحمي إسرائيل وسيؤدي لإحراز السلام على المدى البعيد.

يضيف الكاتب دور أون، بأنه لا يمكن لأحد أن يشكك في أن بن غوريون كان زعيماً فريداً وكانت لديه نظرة مستقبلية, ولهذا تمكن من إرساء دعائم الدولة العبرية. “لكنه فيما يخص الملف النووي تحديداً ارتكب خطأ أساسياً, ربما بسبب عدم فهم المغزى الحقيقي لـ”خيار شمشون”. فرغم أن شمشون يُعتبر في التراث اليهودي بطلاً, إلا أنه لم يكن بطلاً حقيقياً لأن ما فعله في معبد الفلسطينيين لا يمكن تسميته سوى أنه “انتحار”. وصحيح أن فلسطينيين كثيرين لاقوا حتفهم مع شمشون. لكنه كان الوحيد الذي خالف تعاليم دينه اليهودي الذي يعتبر الانتحار من الكبائر”.

سياسة بن غوريون كانت إنتحارية..

من هنا يتبين بوضوح أن سياسة الردع النووية التي تبناها بن غوريون قد وجهت رسالة سيئة لجميع الشعب اليهودي. وهذه الرسالة مفادها: أنهم إذا أرادوا تدمير الشعب اليهودي, ربما سيمكنهم ذلك ولكن كل أعداء اليهود سيُدمرون معهم. لكن ما الفائدة التي ستعود على الشعب اليهودي إذا هلك جميع أعداء إسرائيل بنيران السلاح النووي, في نفس الوقت الذي ستهلك فيه أيضاً الأمة اليهودية ؟

يلفت دور أون إلى أنه ليست دولة إسرائيل مُضطرة لأن تظل متمسكة حتى الآن بالسياسة الخاطئة التي وضعها بن غوريون, فربما قد حان الوقت لأن يسهم القادة الإسرائيليون من وقتهم وتفكيرهم من أجل تبني سياسة جديدة, ليست انتحارية, ويكفوا عن انشغالهم الأساسي والمُكلف في تطوير أسلحة المتطورة والفتاكة, بغية الحفاظ على عامل الردع الذي ربما لم يعد مُجدياً.

70 عاماً كانت كفيلة بإثبات خطأ سياسات الردع النووي..

إن التاريخ المعاصر – بعد قرابة سبعين عاماً على قيام دولة إسرائيل – قد أثبت أيضاً خطأ سياسة بن غوريون. لأن عامل الردع النووي لم يحقق السلام لدولة إسرائيل, والدليل أن “باكستان” المسلمة أصبحت تمتلك قنابل نووية, أما إيران المسلمة فهي تنفق مليارات الدولارات على تطوير السلاح النووي والصواريخ لاستخدامها ضد إسرائيل. وكل ذلك لا تفعله طهران في الخفاء, كما أن القادة الإيرانيون يهددون علانية في كل حين بأن هدفهم هو تدمير دولة إسرائيل.

إن هناك أكثر من مليار مسلم يعيشون في أرجاء العالم, من بينهم أكثر من مئة مليون في “إيران” والدول العربية المحيطة بإسرائيل. فحتى إذا استطاعت إسرائيل القضاء على بضعة ملايين من هؤلاء المسلمين في هجوم نووي, فستظل الدول الإسلامية موجودة. والسؤال المهم بالنسبة لإسرائيل هو: هل ستستطيع دولة اليهود أن تظل موجودة إذا تعرضت لهجوم مدمر من إيران على سبيل المثال ؟

إن السؤال الخطير الذي يواجه إسرائيل اليوم لا يتعلق بمدى القوة العسكرية الضخمة التي تملكها مهما كانت, وإنما السؤال يتعلق بالعقيدة الإسلامية التى تقوم على سفك الدماء, وتتمدد في العالم وتطمح بشدة في محو الـ”الكيان الصهيوني” من الوجود, وهذا ما ظهر جلياً في الشرق الأوسط.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة