خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
نشر مركز (بيغين-السادات) للدراسات الإستراتيجية، مقالًا للمحلل الإسرائيلي، “إيدي كوهين”، يرصد فيه تعليقات وآراء بعض رجال الدين الإسلامي ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الدول العربية، بشأن وباء فيروس “كورونا” المُستجد، منذ بداية تفشيه وحتى الآن.
وبحسب “كوهين”؛ فإن كثيرًا من شيوخ الإسلام، الذين يتابعهم الملايين على موقع (يوتيوب) ومنصات التواصل الاجتماعي، يرون أن وباء “كورونا” ما هو إلا عقاب من الله للكافرين والمسلمين على حدٍ سواء، لأنهم أعرضوا عن ذكر الله وصراطه المستقيم، مُعتبرين أن ذلك الفيروس يُمثل في الوقت نفسه فرصة للتوبة والعودة إلى الله.
يشمتون في الصين !
يقول “كوهين”: مع سماع الأخبار الأولية لانتشار وباء “كورونا”؛ وما تسبب من سقوط أعداد كبيرة من الوفيات، أبدى أكثر العرب نوعًا من الشماتة في بداية الأمر. وكان تفسيرهم لانتشار الوباء أن الله يُعاقب السلطات الصينية جراء ما أقترفت من اضطهاد وقمع وقتل للمسلمين المستضعفين المقيمين في جنوب البلاد.
وأورد “كوهين” تعليق الشيخ التونسي المقيم في فرنسا، “بشير بن حسن”، (على صفحته بمنصة التواصل “فيس بوك” التي يتابعها قرابة نصف مليون متصفح)، حيث قال إن لله جنودًا كثيرة؛ منها الملائكة ومنها الفيروسات، وكما أغرق الله جنود فرعون في اليم، فإنه الآن يَمُنُّ بنصره على المسلمين المُقيمين في “الصين” بعد أن تعرضوا للإضطهاد والقمع من قِبل السلطات هناك.
الله يُعاقب إيران الشيعية !
يُضيف المحلل الإسرائيلي؛ أنه حينما إزداد انتشار وباء “كورونا” وتجاوز حدود “الصين” ليصل إلى “إيران”، أصبحت شماتة العرب أضعافًا مضاعفة، وكَثُر تداول صور جُثث الإيرانيين، الذين ماتوا بالفيروس في أرجاء “إيران”.
وزعم كثير من العرب أن الله يُعاقب “إيران الشيعية” بعدما قتلت عشرات الآلاف من المسلمين السُنة في كل من “العراق واليمن وسوريا”.
مؤامرة إيرانية..
أما حينما واصل فيروس “كورونا” المُستجد تفشيه ووصل إلى بلدان الخليج العربي ودول الشرق الأوسط، فقد تغيرت النغمة وزعم العرب، عبر منصات التواصل الاجتماعي، أن ذلك الوباء “مؤامرة إيرانية”، وسرعان ما دبَّ الرعب والخوف لدى حكومات أغلب الدول العربية، فقامت السلطات بإغلاق المساجد وفرضت القيود على أنشطة الحياة المعيشية العادية.
بل إن السلطات السعودية أغلقت المساجد ومنعت الصلاة داخل “الحرمين الشريفين” في “مكة” و”المدينة المنورة”، وذلك لأول مرة في تاريخ الإسلام. ولقد أصدر “الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين” فتوى خاصة دعا فيها المسلمين إلى الحفاظ على أنفسهم وإقامة الصلاة في بيوتهم وعدم التوجه إلى المساجد أو الأماكن المقدسة.
يعلقون الأمل على إسرائيل !
المفارقة العجيبة – كما يزعم “كوهين” – هي أن أكثر النشطاء العرب، على منصات التواصل الاجتماعي؛ يُعلقون الآمال على “إسرائيل” وعلى العقل اليهودي في اختراع علاج لوباء “كورونا” أو التوصل إلى مصل جديد للتطعيم ضد الفيروس.
وحول السؤال المنشور على الشبكة العنكبوتية: “هل ستشتري علاج الفيروس حتى إذا كانت إسرائيل هي المنتجة له ؟”، كانت أكثر الإجابات هي: بـ”نعم”. بل إن عالم الدين والمفتي الإيراني، “مكارم شيرازي”، قال إنه لا يوجد مانع شرعي يُحرم شراء الدواء أو مصل التطعيم من العدو الصهيوني، إذا لم يكن هناك مصدر آخر لشرائه.
العقاب للجميع..
يُشير “كوهين” إلى أن هناك أيضًا من اعتبر الوباء عقابًا للكافرين والمسلمين معًا. فعلى سبيل المثال نشر الشيخ السعودي، “عثمان الخميس”، درسًا دينيًا له على موقع (يوتيوب)؛ يقول فيه: “ليست تلك هي المرة الأولى التي يُنزل الله فيها الرعب والبلاء على الأمم والشعوب؛ فكما أرسل الله بعوضة صغيرة إلى النمرود فقتلته وقضت عليه، وكما عاقب المصريين بعشر ضربات في عهد موسى، فإنه الآن يُرسل فيروس كورونا ليُنذر كل الشعوب”.
ويرى الشيخ “الخميس”؛ أن الخلاص من ذلك الوباء يتمثل في ضرورة التوبة والعودة إلى الله القادر على دحر الفيروس وإنقاذ العالم من شره. كذلك يزعم الشيخ، “محمد نوح القضاء” – وزير الأوقاف الأردني السابق وأستاذ الشريعة في جامعة “عمَّان” – أن فيروس “كورونا” هو جندي من جنود الله أرسله لمعاقبة الغرب والمسلمين بعد أن غضب عليهم، وعلى المسلمين بوجه خاص؛ لأنهم أعرضوا عن تعاليمه ولذلك تم إغلاق الأماكن المقدسة والمساجد في أقطار العالم العربي.