10 أبريل، 2024 3:48 م
Search
Close this search box.

محلل إسرائيلي يتساءل .. لماذا يدعم الغرب “القضية الفلسطينية” أكثر من العرب أنفسهم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

نشر موقع (إسرائيل اليوم) العبري مقالاً تحليليًا للكاتب والمحلل الإسرائيلي، “يورام أتينغر”، تناول فيه تجاهل الدول العربية لـ”القضية الفلسطينية”، وانشغال تلك الدول بهمومها وقضاياها.

كما دعا الدول الغربية لأن تتأسى بالدول العربية التي تتجاهل نُصرة “القضية الفلسطينية”.

“العراق” يُحرم الفلسطينيين من الخدمات !

يقول المحلل الإسرائيلي: إن “العراق” يدلي بسيل من التصريحات الداعمة للفلسطينيين، لكنه منذ عام 2017، يُحرم الفلسطينيين، (حتى الذين وُلدوا في العراق)، من الخدمات التعليمية والصحية المجانية.

كما تقوم السلطات العراقية بحرمان الفلسطينيين من العمل في المؤسسات الحكومية، ومن الحصول على جوازات سفر.

الدول العربية تدعم الفلسطينيين بالتصريحات..

أما “المملكة الأردنية”، فتدعو “إسرائيل” لتقديم تنازلات من أجل الفلسطينيين، ورغم أن “الأردن” تستضيف أكثر من مليون نازح سوري، إلا أنها منذ عام 2012؛ لا تستقبل اللاجئين الفلسطينيين النازحين من “سوريا”.

وإذا نظرنا إلى “مصر” فإنها، بزعم المحلل الأسرائيلي، تعلن عن دعمها للفلسطينيين، لكنها في الوقت نفسه تعزز تعاونها مع “إسرائيل” في القضاء على البؤر الإرهابية الموجودة داخل “شبه جزيرة سيناء” وفي “قطاع غزة”.

بينما تقوم “المملكة العربية السعودية”، ودول الخليج، بتوسيع العلاقات الجيوستراتيجية مع “إسرائيل”، على الرغم من الجمود الذي يعتري “القضية الفلسطينية”. كما تفرض “الرياض” شروط وصعوبات على الفلسطينيين – بما فيهم العرب المقدسيين – مما يحول دون دخولهم أراضي المملكة.

الرياض” تدعم الفلسطينيين بالفتات..

إن “المملكة العربية السعودية”، مثلها مثل جميع الدول العربية، لا تعتبر “القضية الفلسطينية” هدفًا استراتيجيًا يحتل أولوية اهتماماتها. وصحيح أن “السعودية” تُطلق تصريحات رنانة، لكن ذلك مصحوب بقليل من الأفعال.

فعلى سبيل المثال؛ قدمت “المملكة العربية السعودية”، للمتمردين المسلحين في “أفغانستان”، خلال الفترة بين عامي: 1979 – 1989 مساعدات سنوية بقيمة مليار دولار، مقابل 100 مليون دولار فقط لـ”منظمة التحرير الفلسطينية”. وفي عام 2018، أثنت “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين”، (الأونروا)، على “المملكة العربية السعودية” لأنها قدمت 50 مليون دولار من التبرعات للاجئين الفلسطينيين، لكن في المقابل، فقد اشترى ولي العهد السعودي يخت بقيمة 588 مليون دولار، ولوحة للرسام “ليوناردو دافنشي” بقيمة 450 مليون دولار.

بحسب “اتينغر”؛ فإن الشرق الأوسط رغم مساوئه، يكشف عن الجمود الفكري للقادة الغربيين المسؤولين عن صُنع القرار وتشكيل الرأي العام، أولئلك الذين يعتقدون أن “القضية الفلسطينية” تمثل عاملاً محوريًا في التحولات الإقليمية، ويقدمون للفلسطينيين دعمًا هائلاً يبلغ أضعاف ما يقدمه العرب لأشقائهم الفلسطينيين.

انعدام الدعم العربي العسكري للفلسطينيين..

لقد تأكدت الفجوة بين تصريحات العرب وأفعالهم تجاه الفلسطينيين مع نهاية حرب عام 1948، فعندما سيطرت “الأردن” على “الضفة الغربية” وسيطرت “مصر” على “قطاع غزة”، لم تفكر الدولتان العربيتان في إحالة السيطرة على تلك الأراضي للفلسطينيين. بل إن الدول العربية لم تحرك ساكنًا ولم تقدم أية مساندة عسكرية للفلسطينيين، لا عندما قامت “إسرائيل” بغزو “لبنان” عام 1982، ولا أثناء الانتفاضتين الفلسطينيتين؛ ولا حتى عندما شنت “إسرائيل” ثلاث عمليات عسكرية ضد “قطاع غزة”.

الفلسطينيون إرهبيون متآمرون !

يزعم “أتينغر”؛ أن الدول العربية في واقع الأمر تعتبر الفلسطينيين – سواء “منظمة التحرير الفلسطينية” أو “حركة حماس” – كمصدر إلهام للإرهاب والتهديد التآمري، وهو ما تجلى في “مصر”، (عام 1955)، وفي “سوريا”، (عام 1966)، وفي “الأردن”، (عام 1970)، وفي “لبنان”، (بين عامي 1970 – 1982)، وفي “الكويت” (عام 1990). لذلك فإن الدول العربية ترحب من وراء الكواليس باتخاذ “إسرائيل” موقفًا أكثر حزمًا وقسوة في مكافحة الإرهاب الفلسطيني.

هامشية “القضية الفلسطينية”..

جدير بالذكر؛ أن “القضية الفلسطينية” قد احتلت، في عام 2018، أسفل قائمة الأولويات والاهتمامات العربية، خاصة في ظل تهديدات كل من “إيران” و”جماعة الإخوان المسلمين” وتنظيمي (داعش) و(القاعدة)، وكذلك في ظل حلم الخلافة الإسلامية الذي يراود الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”.

كما تتابع الدول العربية بقلق “التسونامي العربي”، أو ما يُطلق عليه الغرب اسم، “الربيع العربي”، الذي يكاد يُطيح بكل أرجاء الشرق الأوسط.

ختامًا؛ يشير المحلل الإسرائيلي إلى أن وسائل الإعلام الغربية والدولية تقوم بتغطية واسعة لما يجري من مواجهات بين “إسرائيل” و”حركة حماس”، لكنها في الوقت نفسه، نادرًا ما تتحدث عن تجاهل العالم العربي لـ”القضية الفلسطينية”.

فهذا التجاهل له آثار كبيرة على تشكيل الرأي العام وعلى عملية صنع القرار فيما يخص منطقتنا. فهل سيوافق الغرب على أن يتعلم شيئًا من النهج الذي يتبعه العالم العربي تجاه “القضية الفلسطينية” ؟

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب