12 أبريل، 2024 7:33 م
Search
Close this search box.

“محلل إسرائيلي” : نظام الملالي هو التهديد المباشر لواشنطن ويجب كبحه بضربة وقائية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

في ظل قرار الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، بالإنسحاب من الاتفاقية النووية مع “إيران”، إنقسم المحللون بين مؤيد ومعارض للموقف الأميركي، فمنهم من اعتبره لا يصب في مصلحة الولايات المتحدة على المدى البعيد؛ ومنهم من اعتبره ضروريًا لكبح جماح “إيران”، التي تبسط هيمنتها على مناطق عديدة في الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق نشر موقع (نيوز وان) العبري؛ مقالًا للمحلل الإسرائيلي، “يورام إتينغر”، طالب فيه بإتخاذ مواقف صارمة مع قادة طهران، الذين يتبعون مخططًا توسعيًا في المنطقة. محذرًا من أن “نظام الملالي” بات يمتلك شبكة إرهابية وصواريخ (باليستية)، وهو قادر على توجيه ضربات للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما طردها من منطقة الخليج، من خلال إسقاط الأنظمة الحاكمة، “المرتدة”، في كل من “المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وعمان”.

طهران والإمبريالية الفارسية..

يقول الكاتب “إتينغر”: “إن موقف الرئيس “ترامب” تجاه النظام الديني في طهران لا يستند على علاقته بإسرائيل، وإنما هو نابع من خطورة ذلك النظام على المصلحة الأميركية. حيث تقوم الإستراتيجية العليا للقيادة الإيرانية على الفكر الإمبريالي الفارسي الممتد على مدار 2600 عام، والتطلع لفرض نظام حكم إسلامي شيعي على بلدان الشرق الأوسط والعالم من خلال حرب الجهاد ضد الكفرة والمرتدين من المسلمين السُنة والمسيحيين واليهود والبهائيين والأكراد والأذربيغان. لذلك، فإن الاتفاق مع “الكافر” يكون مؤقتًا وغير ملزم”.

“التقية” وسيلة للخداع !

يضيف “إتينغر”؛ أن العقبة الكبرى في وجه المخطط الإيراني هي الولايات المتحدة الأميركية، “الشيطان الأكبر”، وليس إسرائيل، “الشيطان الأصغر”، التي لا تلعب دورًا رئيسًا في منطقة الخليج أو في شبه الجزيرة العربية. ولذا فإن الهدف الأول من إمتلاك القدرات الفائقة، سواء (الباليستية) أو النووية، هو التخلص من العقبة الكبرى المتمثلة في الولايات المتحدة.

أما الخدعة الكبرى، وهي”التقية”، فهي الوسيلة للحوار مع “الكفار”، حيث تُبيح خداعهم والكذب عليهم. وهو ما فعله الرئيس، “روحاني”، عام 2002؛ عندما أجرى المفاوضات مع “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، وأعلن قائلًا: “إننا لا نقوم بتطوير قدرات نووية أو كيميائية أو بيولوجية”.

أنظمة خليجية “مرتدة” !

أشار المحلل الإسرائيلي إلى أن ما يملكه النظام الإيراني حاليًا، من صواريخ (باليستية) وشبكة إرهابية، يجعله قادرًا على ضرب الولايات المتحدة، بل وربما حتى إجبارها على الإنسحاب من منطقة الخليج، عبر إسقاط الأنظمة، “المرتدة”، في “المملكة العربية السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وسلطنة عمان”؛ عندئذ تمتد الهيمنة الإيرانية عبر “العراق وسوريا” إلى “لبنان والبحر المتوسط”، والتحكم في مضيقي “هرمز”، (في الخليج العربي)، و”باب المندب”، (في مدخل البحر الأحمر)؛ وتنامي الإرهاب الإسلامي والنشاط التآمري في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية، وزيادة تحكم القيادة الإيرانية في أسعار النفط وحصص إنتاجة.

نظام التعليم الإيراني يُخرج إرهابيين..

لم يفهم مهندسو الاتفاق النووي، منذ تموز/يوليو 2015، مدى التناقض الجوهري بين طبيعة “نظام الملالي” من جهة، والتعايش السلمي والإلتزام بالاتفاقيات من جهة أخرى. لذلك، لم يسعوا إلى تغيير سلوك حكام إيران كشرط مسبق لرفع القيود عنهم وحصولهم على 150 مليار دولار.

وتشمل التعديلات المطلوبة في الاتفاق إلتزاماً دائماً وليس مؤقتًا، بالإمتناع عن تطوير أسلحة الدمار الشامل أو حيازتها؛ ونقل جميع مكونات برنامج أسلحة الدمار الشامل إلى الولايات المتحدة، كما فعلت “ليبيا” في عام 2003؛ ووقف جميع العمليات العسكرية والإرهاب والتآمرية خارج حدود إيران، وإلغاء  نظام التعليم الذي يحض على الكراهية وبات يمثل خط إنتاج للإرهابيين.

توجيه ضربة وقائية..

يرى المحلل؛ أنه حتى يمكن القضاء على النظام الإيراني، الذي يمثل تهديدًا واضحًا وفوريًا على المصالح الأميركية؛ ينبغي التخلص من وهم العقوبات الاقتصادية التي لم توَقف السباق النووي لـ”كوريا الشمالية”، (التي لا تراودها تطلعات توسعية)، ولم تمنع قادة “إيران” من الوصول إلى عتبة إمتلاك القدرة النووية. كما أننا لا نتوقع فرض عقوبات شديدة من جانب “الصين” أو “روسيا” أو “أوروبا الغربية”.

من أجل تغيير سلوك النظام الإيراني – وتشجيع خصومه في الداخل – يجب إقناعهم بأن الولايات المتحدة تدرس بجدية خيار توجيه ضربة وقائية بدلًا من خيار الرد على عدوان النظام.

فعلى العكس من سياسة الإسترضاء وبوادر حسن النية، التي يفهما حكام طهران وكأنها ضعف وتراخي، فإن أي تهديد عسكري حقيقي سيأخذونه مأخذ الجد.

وعلى سبيل المثال أدت “حرب الخليج الثانية”، عام 2003، إلى قيام قادة إيران بوقف النشاط النووي، بعدما إنتابهم الخوف من قيام الولايات المتحدة – بعد أسقاطها نظام “صدام حسين” – بتصفية حسابها معهم.

وفي كل الأحوال؛ فإن ثمن الحرب الوقائية أقل بكثير من ثمن حرب الرد على “إيران”، التي تمتلك القدرات (الباليستية) والنووية.

ختامًا يتساءل “إتينغر”: “هل ستقوم الولايات المتحدة بإدخال تعديلات جوهرية على الاتفاق النووي، وتسعى للتغيير الجذري في سلوك حكام إيران، وتبدي إستعدادها للقيام بعمل عسكري ضدهم، تاركة الأوهام والراحة التي لن تطول لضمان الواقع وحماية الأمن القومي على المدى الطويل ؟”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب