18 أبريل، 2024 4:29 م
Search
Close this search box.

محلل إسرائيلي : دولة الأكراد المستقلة تحقق المصالح الإسرائيلية وتعادي الجميع !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

بعد إجراء استفتاء استقلال “كردستان العراق” تتكشف ردود الأفعال الإقليمية، التي تعارض في مجملها التطلعات الكردية لإقامة دولة مستقلة. لكن الموقف اللافت في هذا الإطار هو موقف “إسرائيل” الداعم بقوة لإقامة دولة كردية مستقلة، تكون بمثابة الحليف الأهم لتل أبيب في مواجهة التمدد الشيعي الإيراني والتصدي لتركيا التي تدعم حركة “حماس”.

وفي هذا السياق نشر موقع “المركز المقدسي للشؤون العامة والدولة”، مقالاً للكاتب الإسرائيلي “يوني بن مناحم”, تناول فيه أهمية استقلال إقليم كردستان العراق والفائدة التي ستعود على إسرائيل من ذلك.

كردستان تواجه الضغوط الإقليمية..

في بداية تحليله يوضح “بن مناحم”: إن العالم قد تخلى عن الشعب الكردي وتركه بلا دولة قومية بعد سقوط الخلافة العثمانية قبل مئة عام, وتخشى الدول العظمى اليوم من منح الاستقلال للأكراد بزعم أن ذلك سيزعزع الوضع المتفجر أصلاً في الشرق الأوسط.

ويُبدي “مسعود بارزاني”، زعيم الأكراد في العراق، صموداً كبيراً في مواجهة الضغوط التي تمارسها تركيا والعراق وإيران والدول الغربية حتي لا ينفصل عن العراق بعد إعلان نتائج الاستفتاء الشعبي في إقليم كردستان, رغم أن النتائج معروفة سلفاً. ومن المفترض أن يستغل “بارزاني” نتائج الاستفتاء لزيادة قدراته التفاوضية في مواجهة الحكومة المركزية في بغداد.

وبالإضافة إلى التهديدات العلنية، فقد أجرت تركيا والعراق مناورة عسكرية مشتركة بالقرب من حدود كردستان لردع القيادة الكردية وتهديدها بالغزو العسكري لإحباط التطلعات القومية للاكراد. كما تهدد تركيا بفرض حصار على “إقليم كردستان” وضرب الاقتصاد الكردي. ولم يتردد الرئيس التركي “أردوغان” في تهديد دولة إسرائيل بتجميد اتفاق المصالحة الذي أبرمه معها بسبب تأييدها للأكراد.

وبحسب الكاتب الإسرائيلي: “تخشى إيران وتركيا وسوريا من أن استقلال كردستان العراق، سيؤجج التطلعات القومية أيضاً لدى أبناء الشعب الكردي داخل تلك الدول. وقيام دولة كردية مستقلة في العراق سوف يشجع الأكراد المقيمين في سوريا على المطالبة بالاستقلال أيضاً، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى تقسيم سوريا وإضعاف إيران وتركيا, كما سيُضعف نظام (بشار الأسد) ولن يمكن إيران من ترسيخ وجودها في سوريا. كما أن قيام دولة كردية مستقلة سيزيد من إطار نشاط (حزب العمال الكردستاني) الـ PKK ضد تركيا التي تدعم حركة (حماس) وتعادي مصر”.

طهران لن تسمح بقيام إسرائيل أخرى في المنطقة..

يضيف “بن مناحم” أن إيران يعيش بها ما بين 5 إلى 7 مليون كردي يريدون الاستقلال, لذا فإن قيام دولة كردية في العراق سيشجعهم على مطالبة  طهران بالاستقلال, وهذا المطلب سيجعل النظام الديني في طهران منشغلاً بمشاكله الداخلية مما سيصب في صالح إسرائيل, وهو ما يجعل إيران ترفض بشدة قيام دولة كردية مستقلة في العراق لأنها ستخدم المصالح الإسرائيلية.

ويؤكد ذلك ما كان قد أعلنه نائب وزير الخارجية الإيراني “أمير عبد اللهيان”، عام 2014، عندما قال: “إن إيران لن تسمح بتنفيذ المؤامرة الصهيونية لتقسيم العراق, ولن نسمح لنتنياهو بتحقيق أحلامه في العراق”.

إسرائيل والدعم المتواصل للأكراد..

يؤكد الكاتب على أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة على مستوى العالم، التي أعربت عن تأييدها الرسمي لإقامة دولة كردية مستقلة. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” قد أصدر بياناً رسمياً، قبل عدة أيام، يدعم فيه قيام دولة كردية مستقلة, مؤكداً في نفس الوقت على أن إسرائيل تعتبر “حزب العمال الكردستاني” الـPKK تنظيماً إرهابياً، وذلك بخلاف الموقف التركي الداعم لما وصفه بتنظيم “حماس” الإرهابي.

ويشير “بن مناحم” إلى أن دعم إسرائيل لإقامة دولة كردستان المستقلة ليس جديداً, حيث كان “نتنياهو” قد أعرب عن ذلك قبل ثلاث سنوات. ومن المعلوم أن هناك علاقات سرية قديمة تربط بين إسرائيل والأكراد وسوف تصبح تلك العلاقات علنية في حال قيام دولة كردية مستقلة.

مدى استفادة إسرائيل من استقلال كردستان العراق..

يوضح “بن مناحم” كذلك أن إسرائيل كأي دولة تسعى لتحقيق مصالحها، لأنها في أمس الحاجة لأي تحالف ممكن في صراعها ضد تمدد “إيران”، التي تتطلع إلى فتح جبهة أخرى في مواجهة إسرائيل من “هضبة الجولان” على الجانب السوري, وإلى انتاج قنابل نووية وتطوير منظومتها الصاروخية لاستهداف إسرائيل، رغم توقيعها الاتفاق النووي مع الدول العظمى. ويمكن لدولة كردستان المستقلة أن تصبح حليفاً قوياً لإسرائيل في عدة مجالات, حيث ستكون بمثابة قاعدة أمامية مفيدة لإسرائيل في مواجهة إيران، لا سيما من الناحية الاستخبارات والعملياتية. وإن إسرائيل التي كانت تدعم الأكراد سراً من خلال إمدادهم بالمساعدات العسكرية طيلة عشرات السنين سيمكنها الاستفادة علناً بالنفط القادم من كردستان وتطوير العلاقات الاقتصادية العلنية مع الدولة الكردية المستقلة. وقيام دولة كردية مستقلة سيخدم جيداً المصالح الإقليمية والاستراتيجية لإسرائيل.

وفي الختام يقول الكاتب الإسرائيلي إن إسرائيل لن يمكنها تسليح أكراد العراق بالقدر الكافي, ولكن الدعم السياسي العلني لاستقلالهم هو أمر مهم, لأن العالم ينبغي أن يعتاد على سماع تصريحات التأييد للأكراد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب