18 نوفمبر، 2024 11:51 ص
Search
Close this search box.

محلل إسرائيلي : حتى لو قُتل “البغدادي” فلن تموت فكرة الخلافة الإسلامية !

محلل إسرائيلي : حتى لو قُتل “البغدادي” فلن تموت فكرة الخلافة الإسلامية !

كتب – سعد عبد العزيز :

نشر موقع “إسرائيل اليوم” مقالاً للكاتب والباحث اليهودي، المختص في الدراسات الإسلامية، الدكتور “افرايم هرارا”، يعلق خلاله على خبر مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية “أبو بكر البغدادي”، ويتناول التاريخ الحديث للخلافة الإسلامية، ومن ثم يناقش فكرة الخلافة معتبراً إياها الخطر الحقيقي الذي يهدد العالم الغربي.

مقتل “البغدادي” ليس الحل..

يقول “هرارا” في بداية تحليله: “على مدار الأيام الماضية تناقلت وسائل الإعلام نبأ مقتل قائد الدولة الإسلامية “أبو بكر البغدادي”، ولو صح هذا الأمر فما من شك في أنه يمثل ضربة قاسية لهذه الدولة، التي أجد صعوبة في أن أصفها كأثر الناس بـ”التنظيم”، وجميعنا يعلم أنها تسيطر على مناطق تبلغ أضعاف مساحة “إسرائيل”، كما أنها تحكم ملايين من البشر”.

ويؤكد الكاتب الإسرائيلي على أنه حتى لو مثَّل مقتل “البغدادي” ضربة لتنظيم “داعش”، فإن تلك الضربة لن تؤدي إلى القضاء الفكر الإسلامي المتطرف، ولن يؤدي أيضاً إلى القضاء على الفكرة الأكبر وهي حلم استعادة “الخلافة الإسلامية”.

الخلافة بين “عبد المجيد الثاني” و”أبو بكر البغدادي”..

يشير “هرارا” إلى التاريخ القريب للخلافة، فيقول: “إن آخر خليفة للمسلمين قبل “البغدادي”، كان السلطان “عبد المجيد الثاني”، الذي حكم الامبراطورية العثمانية في أشد فتراتها ضعفاً وانحلالاً، وقد تم خلعه عام 1924 على يد “مصطفى كمال أتاتورك” قائد الثورة العلمانية المعادية للإسلام في تركيا، وقد كان إلغاء الخلافة العثمانية أهم أسباب إنشاء جماعة الإخوان المسلمين”.

ويضيف: “إن العالم الإسلامي قد شهد محاولات كثيرة لاستعادة الخلافة، ولكنها جميعاً باءت بالفشل، غير أن أهم هذه المحاولات على الإطلاق يمكن عزوها إلى “أبو بكر البغدادي”، الذي سيطرت دولته الإسلامية في أوج قوتها على مساحة تقدر بـ300 ألف كيلو متر مربع، أي ما يقرب من مساحة إيطاليا، وأدارت شؤون نحو 8 ملايين إنسان”.

حقيقة فكرة الخلافة الإسلامية..

يتساءل “هرارا” قائلاً: “يا ترى لماذا تعتبر فكرة الخلافة مهمة إلى هذا الحد ؟”.. ثم يجيب قائلاً: “إن السبب يكمن في أن الشريعة الإسلامية تعتبِر إن الهدف الأكبر هو بسط سيادة الإسلام – سياسياً وتشريعياً – على العالم بأسره. ويستحيل أن يتحقق هذا الهدف من دون وجود خليفة, لأنه وحده المخوَّل بإنفاذ “جهاد الطلب” لفتح بلاد جديدة لم يسبق للإسلام أن حكم فيها. إن حرب تنظيم “القاعدة” ضد الأميركان تندرج في إطار “جهاد الدفع”, فالولايات المتحدة قد بدأت بالاعتداء على دول مسلمة، وبالتالي فإن جميع المواطنين الأميركيين – الذين اختاروا بأغلبيتهم رئيس الدولة، ويشارك أبناؤهم في هذا الجيش المعتدي – مسؤولون عن هذا الاعتداء، فصاروا بذلك هدفاً مشروعاً. كما أن حرب “حماس” ضد إسرائيل تعتبر أيضاً حرباً دفاعية, فاليهود من وجهة نظرهم احتلوا “أرض فلسطين”، التي كانت في السابق ضمن أرض الإسلام، فقد فُتحت في القرن السابع الميلادي في عهد الخليفة الثاني “عمر بن الخطاب”. وبالتالي فإن يعتبر الهجمات الدموية ضد المواطنين الإسرائيليين هي في نظر الإسلام عمليات دفاعية، وهي “فرض عين” على كل مسلم. إن كل هذه الحروب الدفاعية مهما كانت أهميتها، لا تحقق الهدف الأسمى للإسلام، وهو “تطبيق شرع الله” على كل أمم الأرض، ولذلك فلا مناص من إعادة الخلافة. وبقيام “أبو بكر البغدادي” بإعلان عودة الخلافة، فقد حقق الشرط اللازم لتحقيق الهدف الأكبر للإسلام”.

فكرة الخلافة تستحوذ على عقول كثير من المسلمين..

يرى الكاتب والمحلل الإسرائيلي أنه “طالما أن أحداً ليس على استعداد لحل المشكلة من جذورها، ألا وهي تعاليم الإسلام التي تفرض تطبيق “دين الله” على الأرض كلها، فإنه ما من شك أنه سيخرج من المسلمين من يسعى إلى تحقيق الحلم الإسلامي، ولا شك أن أولى المسلمين بذلك هم أبناء الدولة الإسلامية نفسها. فعندما يُتوفى خليفة – سواء كانت الوفاة طبيعية أو بسهام الأعداء – فإن “الشريعة الإسلامية” بكل بساطة تقول بوجوب أن يخلفه شخص آخر، وهذا هو المعنى اللفظي المجرد لكلمة “خليفة”، وقد بدأت القصة بوفاة مؤسس الإسلام ونبيه “محمد”، ولن تتغير أبداً. وإذا كانت القوى الغربية والقوى الشيعية ستنجح في القضاء التام على الدولة الإسلامية في العراق والشام، فعلينا أن نتوقع ظهور الخلافة من جديد في أي منطقة أخرى من العالم، بداية من دولة “المغرب” غرباً إلى “باكستان” شرقاً، وهناك الكثير من المناطق التي من المحتمل أن يحدث فيها ذلك”.

الحل هو اقتلاع فكرة الخلافة من عقول المسلمين..

ختاماً يقول الكاتب “افرايم هرارا”: “لقد بدأت إدارة “ترامب” بسياسة حاسمة، تهدف إلى أن تتوقف دول إسلامية عن دعمها للإرهاب، ولكن هذه الخطوة – رغم أهميتها البالغة – لا تكفي للقضاء على جذور المشكلة. إن الحل الجذري الوحيد هو أن يتخلى القادة المسلمين الدينيين والسياسيين عن فكرة الخلافة، والإقلاع التام عن تدريسها. إن القضاء على الخليفة “البغدادي” – في حال صح الخبر – سيتبعه تعيين خليفة جديد، ولذلك فإن المطلوب هو القضاء على فكرة الخلافة ذاتها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة