خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :
يقول الكاتب والمحلل الإستراتيجي الإسرائيلي، “يوسي كوفرفسر”: إن التصريحات الأخيرة التي أطلقتها القيادات الإيرانية بشأن؛ عمليات تسلح القوات الإيرانية وتهديد “إسرائيل”، تعكس أمرين أساسيين: الأول هو مدى الإحباط المتزايد الذي ينتاب “النظام الإيراني”، بسبب التحديات الخطيرة التي تواجهه، والثاني هو إصرار “نظام طهران” على مواجهة “إسرائيل”.
الصواريخ الدقيقة جاهزة لضرب إسرائيل..
يُضيف “كوفرفسر”؛ بأن رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني، “علي شمخاني”، قد صرح مؤخرًا بأن “إيران” تُركز في هذه المرحلة على تحسين دقة صواريخها وليس على زيادة مداها. ووجه “شمخاني” تهديدًا ضمنيًا جديدًا لـ”إسرائيل”؛ بقوله: “إن مقاتلي المقاومة في غزة ولبنان لديهم صواريخ دقيقة، وأنهم على أهبة الاستعداد لإطلاقها نحو إسرائيل وتحويل حياة سكانها إلى جحيم، في حال أقدمت القيادة العسكرية الإسرائيلية على إتخاذ أية خطوة حمقاء”.
وفي السياق ذاته، حذر قائد الحرس الثوري، “محمد علي جعفري”، من أن “صبر إيران قد ينفد قريبًا، لذا يجب على إسرائيل أن تخشى من تعرضها لوابل من الصواريخ الإيرانية الدقيقة”.
إشتعال الغضب الأوروبي..
يرى “كوفرفسر”؛ أن سبب مثل تلك التهديدات، التي تطلقها القيادة الإيرانية، يرجع إلى حالة الإحباط المتفاقمة جراء فرض العقوبات الاقتصادية الأميركية، فضلاً عن إحباط الإيرانيين أيضًا من نفاد صبر الأوروبيين تجاه الإرهاب في القارة الأوروبية وإصرار “إيران” على تطوير قدرات صواريخها (الباليستية).
وما يؤكد حالة الغضب، التي تنتاب الأوروبيين بسبب تصرفات “طهران”، هو عزم “الاتحاد الأوروبي” على عقد مؤتمر مناهض لـ”إيران” في “بولندا”.
نجاح الهجمات الإسرائيلية يُشعل التوتر بين طهران وموسكو..
يؤكد المحلل الإسرائيلي على أن نجاح العمليات العسكرية الإسرائيلية في إحباط جهود التسليح الإيراني، في كل من “سوريا” و”لبنان”، لا يخفف من مشاعر الإحباط لدى الإيرانيين، بل إنه يزيدها تفاقمًا.
كما أن نجاح العمليات العسكرية الإسرائيلية؛ يخلق توترات بين “طهران” و”موسكو”، وهو ما يزيد الأمور سوءًا وتعقيدًا. وهنا تكون الطريقة المفضلة أمام القيادة الإيرانية للتعامل مع الضغوط المتزايدة هي رفع سقف التهديدات لـ”إسرائيل”.
أسباب تهديد إسرائيل..
يرى “كوفرفسر”؛ أن اختيار القيادة الإيرانية توجيه التهديدات للدولة العبرية تحديدًا، يرجع سببه إلى الرغبة الأساسية في تدمير “إسرائيل” والقضاء عليها، ولكنه يرجع كذلك إلى الشعور بالضيق والرغبة في ردع القوى الدولية عن ممارسة مزيد من الضغوط على “النظام الإيراني”.
وتبدو التهديدات الإيرانية واضحة في إصرار “طهران” على إرسال أسلحة متطورة إلى قواتها المتواجدة في “سوريا”، وكذلك إلى القوات الموالية لها في كل من “لبنان” و”قطاع غزة”.
التفوق الإسرائيلي على إيران..
إن مشروع الأنفاق على الحدود “اللبنانية-الإسرائيلية” – الذي ضاع سُدى بعدما كلف تنظيم “حزب الله” و”إيران” أموالاً طائلة – يعكس أيضًا مدى حرص “إيران” على الإنفاق والإبتكار من أجل تطوير القدرات التي تمكنها من توجيه ضربات موجعة لـ”إسرائيل”.
ومن المفترض الآن أن تكون الصواريخ الدقيقة هي أفضل ما تملكه تلك القوات الإيرانية؛ أو القوات الموالية لها في “لبنان” و”قطاع غزة”، ولذلك يتضح سبب وجوب استمرار “إسرائيل” في شن عملياتها العسكرية والعمل بلا هوادة، لإحباط الجهود الإيرانية الرامية لتزويد القوات التابعة لها بتلك الصواريخ.
ولقد أثبتت “إسرائيل”، حتى الآن، مدى تفوقها على “إيران” في المجالات الاستخباراتية والتكنولوجية والعملياتية، وهو ما مكنها من التصدي بنجاح لذلك التهديد الخطير، ويجب على “إسرائيل” الحفاظ على ذلك التفوق من خلال استمرار التعاون مع “الولايات المتحدة” والتنسيق مع “روسيا”.
إيران ترفض إجراء محادثات بشأن الصواريخ..
جدير بالذكر؛ أن “إيران” قد رفضت مؤخرًا ضغوطًا فرنسية وأوروبية أخرى؛ لإجراء محادثات بشأن برنامجها للصواريخ (الباليستية)، لكنها قالت إنها لا تعتزم زيادة مدى تلك الصواريخ.
وكانت “فرنسا” قد عبرت عن استعدادها لفرض المزيد من العقوبات على “إيران”، ما لم يتم إحراز تقدم في المحادثات بشأن الصواريخ، التي تصفها “طهران” بأنها ذات طبيعة دفاعية، لكن الغرب يعتبرها عاملاً لزعزعة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط المضطربة أصلاً.
وكان الجنرال، “حسن فيروز أبادي”، وهو من كبار مستشاري الزعيم الروحي، “علي خامنئي”، قد أكد أن المفاوضات بشأن صواريخ “إيران”، وقدراتها الدفاعية، غير مقبولة بأي شكل من الأشكال.
وأضاف أن الزعماء الفرنسيين يثيرون القضية فقط؛ لصرف الإنتباه عن الاحتجاجات المناهضة للحكومة في بلادهم. ونفت “إيران” إجراءها أي محادثات مع “فرنسا” بشأن الصواريخ.