محلل إسرائيلي : استقلال كردستان العراق نافذة أمل لإسرائيل

محلل إسرائيلي : استقلال كردستان العراق نافذة أمل لإسرائيل

خاص : ترجمة – سعد عبد العزيز :

كلما اقترب موعد إجراء الاستفتاء في “إقليم كردستان” حول الاستقلال عن العراق, كلما توالت ردود الأفعال الغاضبة من جانب الدول المجاورة التي تكاد تُجمع على رفض تلك الخطوة باعتبار أن الأوضاع في العراق والمنطقة غير مهيئة لذلك. ورغم أن الاستفتاء غير مُلزم إلا أن كل الدول ترفض ذلك باستثناء إسرائيل التي ترحب بأي إجراء يمهد لاستقلال الأكراد, لأنه سيقضي على القومية العربية والوحدة الإسلامية, وسيفتح الباب على مصراعيه لتقبل إسرائيل كدولة يهودية في منطقة الشرق الأوسط متعدد القوميات. هذا ما يؤكده مقال تحليلي, نشره موقع “دافار ريشون” العبري للكاتب والباحث الإسرائيلي “بنحاس عنبري”.

أكراد العراق وسوريا: على طرفي نقيض..

يقول “عنبري”: “يستعد الأكراد في العراق لإجراء استفتاء حول إعلان الاستقلال, كما ينوي الأكراد في سوريا إجراء انتخابات داخلية بهدف الانفصال عن الدولة. ففي كردستان السورية التي عاصمتها “القامشلي” وفي كردستان العراقية التي عاصمتها “أربيل” هناك نظامان مختلفان بل ومتناقضان, فالحزب المسيطر في كردستان السورية هو الـ(PYD), الذي يتبع التيار الماركسي, وهو أقرب إلى “حزب العمال الكردستاني” المحظور في تركيا الـ(PKK), والذي يُعد من الحركات اليسارية الراديكالية الماركسية. وفي المقابل فإن الحزب المسيطر في كردستان العراق هو “الحزب الديمقراطي الكردستاني” الـ(KDP) بقيادة “مسعود برزاني”, ويُعد حزباً تقليدياً وأبعد ما يكون عن المفاهيم الراديكالية التي يتبناها الأشقاء في سوريا”.

استقلال الأكراد في العراق أو سوريا تهديد لتركيا..

يضيف الكاتب الإسرائيلي أنه خلال السنوات الأخيرة أقامت “كردستان العراق” علاقات متميزة مع تركيا, وحاولت أن تؤكد لأنقرة أن استقلال الأكراد خارج الحدود التركية لن يؤدي بالضرورة لأعمال عدائية ضد تركيا. لكن حزب كردستان سوريا الـ(PYD) لم يؤكد ذلك للأتراك. لذا فإن تركيا ترى أن قيام دولة كردية في سوريا بقيادة الـ(PYD) يشكل خطراً وجودياً عليها, ولا يمكن تفهم التدخل العسكري التركي في سوريا دون أن ندرك أن هدف الأتراك الأول من ذلك هو منع قيام كيان كردي مستقل, ومنع الأكراد من الوصول إلى شاطئ البحر المتوسط. والآن فإن حدودهم في سوريا تتاخم الطرف الشمالي الشرقي مع العراق وبعض الجيوب وسط الحدود الشمالية. ولأن ثُلث الشعب التركي من الأكراد الذين لديهم نفوذ كبير جداً في اسطنبول, فإن أي تحرك كردي في تركيا ستكون له آثار كارثية على استقرار دولة أردوغان”.

تركيا والأكراد: خصومة تاريخية..

يؤكد “عنبري” على أنه رغم العلاقات الجيدة بين تركيا وكردستان العراق, إلا أن نية الاستقلال لدى الأكراد هناك لا تلقى قبولاً لدى أنقرة. أولاً لأن ذلك سيشكل سابقة خطيرة تؤرق الأتراك. فأي دولة كردية مستقلة ستثير التطلعات القومية لدى كردستان تركيا وهذا ما سترفضه أنقرة. وثانياً: هناك خلافات بين الأكراد وتركيا حول حدود المنطقة الإقليمية التابعة للأكراد مثل مدينة كركوك النفطية, حيث تزعم تركيا أنها مدينة تركمانية وأنها لا تتبع كردستان. وعموماً فإن تركيا تعتبر كل محافظة الموصل منطقة تركية سُلبت من الأتراك إبان تأسيس دولة العراق على يد البريطانيين”.

استقلال الأكراد: لماذا الآن ؟

يوضح المحلل الإسرائيلي إن توقيت دعوات الاستقلال متعلق بالحرب على تنظيم “داعش”. فالأكراد يمثلون مكوناً رئيساً ضمن القوات المشاركة في حرب الموصل, وهم يطالبون الآن بالحصول على المقابل نظير دورهم في تحقيق ما يرونه “نصراً” على تنظيم الدولة. نفس الأمر يحدث في سوريا, فالقوات الكردية هناك تلعب دوراً محورياً في القتال الدائر في مدينة الرقة عاصمة “داعش”, ويريد أكراد سوريا الاعتراف باستقلالهم عن الدولة نظير ما خاضوا من معارك ضد الإرهاب.

أهمية استقلال الأكراد بالنسبة لإسرائيل..

يرى الكاتب الإسرائيلي “بنحاس عنبري” أن الأكراد يقودون عملية تفتيت لكل من العراق وسوريا, ومع انفصالهما فإن الشرق الأوسط سيفقد صفة الانسجام والوحدة التي صاحبته لسنوات عديدة, امتدت في الحقيقة طوال حقبة “سايكس بيكو”. والآن, “مع دعوات استقلال الأكراد: وداعاً للقومية العربية وللوحدة الإسلامية لأننا بصدد شرق أوسط مُتعدد القوميات. وكل ذلك بالتأكيد في صالح إسرائيل, لأن شرق أوسط جديد مُتعدد القوميات لن يخضع لاحتكار العروبة أو الإسلام, عندئذ ستخرج إسرائيل من عزلتها, وسيكون وجود دولة يهودية في المنطقة أمراً مشروعاً”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة