ربط متظاهرو الأنبار مصير مطالبتهم بإقامة إقليم خاص بهم في المحافظة بموقف الحكومة من مطالبهم، وقالوا انه “الخيار الأخير ومازال قيد المناقشة بين اللجان الشعبية للمتظاهرين وشيوخ العشائر ووجهاء المحافظة”.
وأكد المتحدث باسم اللجان التنسيقية لتظاهرات الأنبار الشيخ سعيد اللافي إن “فكرة إقامة إقليم الأنبار مطروحة للنقاش وهناك وجهات نظر مختلفة حولها بين اللجان التنسيقية للتظاهرات ووجهاء العشائر وعلماء الدين في المحافظة، وستكون تلك الفكرة هي الخيار الأخير وسط تجاهل الحكومة المستمر وعدم تنفيذ مطالبنا”.
وأضاف اللافي في اتصال مع “المدى” إن “متظاهري الأنبار مستمرون بالمطالبة بحقوقهم ونيل مطالبهم بشتى الوسائل السلمية، والشارع الأنباري بدأ الحديث عن إقامة الإقليم لضمان حقوقنا مع الاحتفاظ بهويتنا الوطنية التي نعتز بها قبل كل شيء”.
من جانبه أكد النائب عن محافظة صلاح الدين شعلان الكريم إن “موضوع الأقاليم غير مطروح حالياً رغم شرعيتهِ الدستورية، وهناك وجهات نظر داخل المحافظة وبين المتظاهرين بين مؤيد ومعارض حول الأمر لكن الأكثرية رافضة للموضوع خوفاً من وقوع مشاكل منها اجتماعية وعشائرية واقتصادية وسياسية”.
وأضاف الكريم إن “عدم الإعلان عن إقامة إقليم في محافظة صلاح الدين هو بسبب الخوف من تدخل أجندات خارجية بالوضع السياسي داخل الإقليم نفسه أو اندلاع حرب أهلية بين مكونات ذلك الإقليم أو بينه وبين الأقاليم الأخرى”، متابعاً “أهالي صلاح الدين خرجوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة ولا يفكرون بالانفصال”.
وأوضح الكريم إن “مشكلة الحكومة في عدم تنفيذ مطالب المتظاهرين هي بسبب التزمت لدى السياسيين خاصة في دولة القانون وأزمة الثقة بين جميع الأطراف والتي راح ضحيتها المواطنون وسط التجاهل الحكومي، لأن نواب دولة القانون وجزءاً من التحالف الوطني يعتبرون تنفيذ مطالب المتظاهرين هو تمرير لأجندات السياسيين الذين يمثلون تلك المحافظات وتلك النظرة مغلوطة والمواطن هو الوحيد الذي يتحمل تبعاتها”.
وأشار الكريم إلى أن “العملية السياسية تسير بشكل خاطئ وعلى رئيس الحكومة أن يصلح نفسه ويصلح من حوله إذا أراد أن يصلح العملية السياسية، لأن المشاكل تأتي منهم”، متابعاً “هناك أصوات حرة في الكثير من المحافظات تنادي بطريقة سلمية لتحقيق مطالبها وأخذ حقوقها وستستمر تلك الأصوات حتى تنفيذ المطالب”.
من جانبه أكد المتحدث باسم اللجان التنسيقية لتظاهرات نينوى غانم العابد أن “موضوع الأقاليم مرفوض مطلقاً من قبل متظاهري ساحة الأحرار في الموصل رغم مشروعيتها لكننا نراها كمشروع تقسيم سياسي وليس أخذ صلاحيات للمحافظة وتحقيق مطالب أهالي المحافظة”.
وأضاف العابد إن “الحراك الشعبي في نينوى لا يفكر برفع شعار الأقاليم رغم وجود تجربة جيدة تتمثل بإقليم كردستان، ورغم عدم تنفيذ مطالبنا من قبل حكومة المالكي لكننا مستمرون بحركتنا الاحتجاجية فقط بعيداً عن أي فكرة نراها سياسية أكثر مما هي مطلبية”، متسائلاً “نحن ضمن بلد واحد والسياسيين لا ينسجمون مع بعض فماذا سيحدث لو أصبح البلد مقسم إلى أقاليم كل إقليم يحكمه مجموعة سياسيين يختلفون بالرأي والكلمة مع الآخرين”.