8 أبريل، 2024 2:08 م
Search
Close this search box.

محاولة لتجديد جلده .. “المالكي” يطرح أفكارًا جديدة لإعادة بناء “حزب الدعوة” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتب – سعد عبدالعزيز :

لم يكن أكبر المتشائمين في “العراق” يتوقع الخسارة المدوية لـ”حزب الدعوة” بزعامة رئيس الوزراء السابق، “نوري المالكي”، في الانتخابات البرلمانية العراقية الأخيرة، التي جرت هذا العام 2018. وفي الوقت الذي انخفضت فيه أسهم الحزب السياسية لأدنى مستوى، صعد خصمه اللدود، “التيار الصدري”، المنضوي تحت قائمة “سائرون” متصدرًا جميع القوائم الانتخابية.

ويخشى قادة “حزب الدعوة” من أن تلك الخسارة في الانتخابات الأخيرة، ستلاحق الحزب وتقلل من حظوظه السياسية إلى أدنى مستوى خلال السنوات الأربع المقبلة، بل إن الحزب قد يتوارى عن المشهد السياسي العراقي في ظل تزمته بآرائه وعدم قبوله بالأمر الواقع.

“حزب الدعوة” في مرحلة جديدة..

في ظل تلك الأجواء التشاؤمية، أقترح الأمين العام لـ”حزب الدعوة الإسلامية” في العراق، “نوري المالكي”، السبت، مجموعة كبيرة من الأفكار لإعادة بناء الحزب، مبينًا أن تلك الأفكار تتطلب تعاضد جهود جميع الدعاة.

وأكد “المالكي”، في بيان له، أن الحزب يعيش في هذه الأيام مرحلة جديدة من تاريخ “العراق”، ومن أهم معالمها على المستوى الوطني، مخاضات تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ومخاضات ولادة مرحلة إعادة بناء “حزب الدعوة الإسلامية”.

وأضاف: أن “مرحلة إعادة بناء الدعوة فكريًا وتنظيميًا وسياسيًا بحاجة إلى تعاضد جهود الجميع؛ ولا يمكن لهذه الجهود أن تتكلل بالنجاح؛ إلًا بتجاوز الأعباء النفسية للمرحلة السياسية والدعوية السابقة وأخطائها؛ لا سيما مسار الانتخابات البرلمانية ونتائجها المؤسفة”.

مفترق طرق !

نوه “المالكي” إلى أن حرص الدعاة على حركتهم المباركة؛ أفرز نوعًا من الشعور بالإحباط والحزن حيال ما وُصف بالتراجع والخسارة في نتائج الدعوة السياسية. ولفت “المالكي” إلى أن “طبيعة العمل السياسي والتنافس على السلطة والتداول السلمي لها؛ تعني أن أي حزب لا يمكن أن يبقى على رأس السلطة إلى الأبد؛ مهما بلغ هذا الحزب من القوة والحجم”.

وبين “المالكي”: أن “ما حصل داخل حزب الدعوة خلال العام الحالي هو مجرد مفترق؛ لا يرقى في حجم معاناته إلى المحن التي سبق أن تعرض لها الحزب”.

واستطرد قائلاً: أن “مفترق 2018؛ هو مفترق للإعتبار والتأمل والدراسة؛ ليكون الاعتبار مدخلاً لمرحلة إعادة البناء ونبذ كل الحالات السلبية التي تحول دون المراجعة الموضوعية واكتشاف مكامن الخلل وأسبابه ومخرجاته، والنهوض مجددًا بعزيمة أكبر وبعقل علمي أعمق”.

أفكار إعادة البناء..

طرح “المالكي” 12 فكرة لإعادة البناء كالتالي:

1 – التحضير لمؤتمر الحزب القادم؛ بمضامين ورؤى ودراسات رصينة.

2 – الاهتمام بموضوع الدعاة المنقطعين عن التنظيم، لضمان عودتهم إلى تنظيمات الحزب.

3 – إعادة تدوين نظرية “الدعوة” وثوابتها الفكرية وأساسيات ثقافتها؛ بما ينسجم مع تطورات الواقع وتحولاته.

4 – مأسسة الحزب وإعادة بناء هيكله التنظيمي.

5 – تعديل النظام الداخلي؛ بما ينسجم ونظرية “الدعوة”، وتحولات الواقع، وقانون الأحزاب في “العراق”.

6 – التكامل السياسي والفكري والإعلامي مع تنظيمات الدعاة الأخرى.

7 – تدوين مشروع الحزب السياسي وحراكه المستقبلي داخل الحكومة والبرلمان، وعلاقاته وتحالفاته الداخلية والخارجية.

8 – تدوين السياسات الإعلامية، ووسائل تنفيذها بمنهحية حديثة وأدوات متطورة.

9 – إعادة بناء تنظيمات الحزب، وإيجاد آليات عملية لتنشيطها وتقويتها وتوسيعها.

10 – إيجاد آليات لتنشيط الجانب الدعوي الديني؛ لا سيما على مستوى المساجد والحوزات والحسينيات والجامعات والندوات والإعلام الديني المتجدد.

11 – بناء أجيال جديدة من القادة والمدراء الدعاة؛ من خلال أكاديمية متخصصة بهذا الجانب.

12 – الاهتمام بالجانب البحثي والتخطيطي؛ عبر مركز دراسات مركزي يعني بالبحوث الإستراتيجية والتنظيمية والفكرية ذات العلاقة بفكر الحزب ومسيرته وعمله وحضوره في الدولة.

حزب الدعوة أتى بالخراب !

يرى الصحافي والأكاديمي العراقي، “مسلم عباس”؛ أن “حزب الدعوة” يتحمل مسؤولية الخراب الذي حل بالمجتمع العراقي، خلال سنوات حكمة في الإثني عشر عامًا الماضية، بل أن السنوات المقبلة سيرتبط الخراب باسم “حزب الدعوة” وستشتغل الماكينات الإعلامية من أجل هذا الغرض للتخلص من هذا الحزب للأبد.

وعلى الرغم من أن هناك أحزابًا أخرى شاركت في ملفات فساد كبيرة، إلا أن الشارع العراقي يُلقي بالمسؤولية الكاملة على “حزب الدعوة”.

إمكانية النهوض..

رغم الصورة السوداوية أمام “حزب الدعوة”، إلا أنه ربما يستطيع النهوض بنفسه من جديد، فهو الكيان السياسي الذي وُلد من رحم الظروف العصيبة في ظل حكومة ديكتاتورية متمثلة بحكومة “البعث” البائدة، وهناك إتجاه في الحزب يعول على هذه الفرضية، إلا أن الواقع يقول غير ذلك، فقيادات الحزب الحالية لا تنظر إلى المستقبل بقدر ما تستهلك من مخزون الجهاد والثقة الذي يبدو أنه وصل إلى النفاد. فهذا المخزون يصعب ملؤه مرة أخرى إلا بأفكار ومنطلقات جديدة تخلو منها أدبيات الحزب حاليًا.

و”حزب الدعوة”، الذي أمسك بزمام السياسة العراقية منذ عام 2006 وحتى الآن، يقع في مأزق كبير قد لا يتجاوزه إلا في حال تبنت قيادته سياسة تتعامل مع الواقع الذي أفرزته صناديق الاقتراع. أما في ظل إصرار القيادات المخضرمة على عدم الاعتراف بما هم عليه الآن؛ فإن المستقبل سيكون سيئًا جدًا لأقدم وأقوى حزب إسلامي في “العراق”.

مستقبل “حزب الدعوة” في ظل “المالكي”..

يقول الكاتب والصحافي العراقي، “حميد الكفائي”؛ إن “حزب الدعوة الإسلامية” هو الحزب الإيديولوجي الوحيد في “العراق” الذي ينطبق عليه وصف “حزب”، إلى جانب “الحزب الشيوعي العراقي”. فقد أسسته مجموعة من رجال الدين الشيعة أواخر الخمسينيات كرد فعل على تراجع التدين وتناقص طلبة الحوزة الدينية إلى الثلث بين عامي 1918 و1957.

ووفق مؤسسي “حزب الدعوة” ومنظريه، فإنه تأسس لمواجهة تنامي المد الشيوعي في الخمسينيات، وكان هدفه أسلمة المجتمع العراقي، بينما يقول مقربون من الحزب إن هدف التأسيس هو تقليص هيمنة رجال الدين واحتكارهم للعلوم الدينية عبر جعل الدين في متناول الناس جميعًا، وهنا تكمن خشية رجال الدين الشيعة من الحزب، لأن انتشاره سيهمشهم ويسحب السلطة الروحية منهم.

بحسب “الكفائي”، فقد ظل عمل الحزب تبليغيًا، كما يشير الاسم، حتى 1979 عندما اضطره النظام إلى حمل السلاح؛ خصوصًا بعد صدور “قانون تجريم حزب الدعوة”، في 31 آذار/مارس 1980.

لكن الحزب تمكن من إعادة تنظيم صفوفه في الخارج، وبقي عمله سريًا ولم يكشف قادته عن أسمائهم الحقيقية، إلا بعد عام 2003، بل أن بعضهم؛ مثل “إبراهيم الجعفري”، لم يتمكن من إستعادة لقبه الحقيقي (الأشيقر)، بسبب شيوع الاسم المستعار.

وما يميز “الدعوة” عن باقي الجماعات السياسية العراقية؛ هو التنظيم والهرمية وحجم العضوية ومشاركة الأعضاء في اختيار القيادة عبر الانتخاب، على خلاف الجماعات الأخرى، حتى العلمانية منها، التي يقودها أفراد أو عائلات وتُتخذ فيها القرارات دون إستشارة الأعضاء.

أخيرًا يرى “الكفائي”؛ أن “حزب الدعوة” يحتاج إلى أن يطور أفكاره السياسية ويجعلها ملائمة للعصر والواقع، كما فعل “حزب النهضة” بتونس، بعدما تخلى رسميًا عن النشاطات الدينية وركز على السياسة، فهذه هي مهمة أي حزب سياسي.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب