9 أبريل، 2024 6:58 ص
Search
Close this search box.

محاولاً إذابة الجليد .. “إردوغان” يستخدم باريس “بوابة العبور” للاتحاد الأوروبي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة لإعادة العلاقات المجمّدة مع الاتحاد الأوروبي؛ يزور الرئيس التركي “رجب طيب إردوغان” باريس اليوم الجمعة، للقاء نظيره الفرنسي “إيمانويل ماكرون”.

قصر الإليزية الفرنسي للإعلام أعلن أن أجندة الرئيس الفرنسي تحتوي على ملف حقوق الإنسان في تركيا، كأبرز المواضيع المطروحة للنقاش.

سيثير مسألة الصحافيين المسجونين..

الرئيس الفرنسي قال، الأربعاء الماضي، خلال تهنئته الصحافيين بالأعياد في حفل أقيم في قصر الإليزيه، أنه سيثير خلال اجتماعه مع “إردوغان” مسألة “الصحافيين المسجونين” في تركيا.

وأضاف: “سأقوم بذلك بإحترام، ولكن في الوقت نفسه بدافع الدفاع عن قيمنا ومصالحنا”.

مؤكداً على أنه “مع تركيا، واجهنا في الأشهر الأخيرة محنتين تمثلتا باعتقال المصور الصحافي ماتياس ديباردون والطالب في الصحافة لو بورو”.

ممثل خاص لشؤون حماية الصحافيين..

كان “ماكرون” قد دعا في خطابه أمام “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، في أيلول/سبتمبر الماضي، إلى إستحداث منصب “ممثل خاص للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون حماية الصحافيين”.

وفي 31 تشرين أول/أكتوبر 2017 أعرب “ماكرون” من ستراسبورغ عن أمله في أن “تحترم تركيا وروسيا، وكلتاهما وقعت على المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان، الإلتزامات المنصوص عليها في هذه المعاهدة وفي طليعتها تلك المتعلقة بحرية الصحافة”.

أول زيارة لرئيس تركي..

تعتبر الزيارة مهمة من الناحية الدبلوماسية، إذ أنها أول زيارة رسمية لمسؤول تركي منذ إنتخاب “ماكرون” رئيسًا لفرنسا، خلفًا للرئيس السابق “ساركوزي”.

وبحسب مصادر داخل قصر الإليزيه، فإن الرئيسين أتفقا على الزيارة بعد مناقشة عدة ملفات هامة على مدار الأشهر الأخيرة.

وتشهد الزيارة أيضاً تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى عدد من الملفات الإقليمية على رأسها الملف السوري والقضية الفلسطينية.

وكانت تركيا قد أفرجت في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، بعد تدخل من قصر الإليزيه عن الصحافي الفرنسي “لو بورو”، بعد اعتقال دام أكثر من 50 يوماً، على خلفية ظهور صور له برفقة مقاتلين أكراد من سوريا.

إنتقادات مسبقة للزيارة..

تتعرض هذه الزيارة لإنتقادات في فرنسا، خصوصًا من جانب اليسار المتشدد والحزب الشيوعي.

وعلق وزير الدولة لدى الشؤون الأوروبية، “جان باتيست ليمون”، قائلاً: “يجب التحدث إلى الجميع وفي كل وقت في هذه المنطقة المعقدة، حيث تدور نزاعات متعددة على الحدود مع تركيا، ومن المهم الإبقاء على الحوار مع كل الدول المهمة”، فى إشارة خصوصاً إلى الأزمة السورية.

وقف المفاوضات بسبب الاعتقالات..

أنتقد الشركاء الأوروبيون لتركيا، وخصوصا برلين، حملة السلطات التركية الواسعة، (طرد وتوقيف)، إثر محاولة الإنقلاب التي شهدتها أنقرة في تموز/يوليو 2016، ما أدى عمليًا إلى وقف المفاوضات حول ترشح تركيا للإنضمام إلى الاتحاد.

فقد عزل أكثر من 140 ألف شخص أو علقت مهامهم، واعتقل أكثر من 55 ألفاً، منهم أساتذة جامعيون وصحافيون وناشطون موالون للأكراد.

وأعلنت المستشارة الألمانية، “أنغيلا ميركل”، مطلع أيلول/سبتمبر الماضي تأييدها وقف هذه المفاوضات.

شريك أساسي..

أما “إيمانويل ماكرون” فدعا بعد أيام إلى “تجنب القطيعة” بين الاتحاد الأوروبي وتركيا التي وصفها بأنها “شريك أساسي”. وأعرب في الوقت نفسه عن قلقه من “الإنحرافات المقلقة”.

وصرح “ليمون” بأنه بعد زيارة الرئيس التركي، “رجب إردوغان” إلى باريس، أنه يتعين على تركيا القيام بـ”مبادرات ملموسة جداً” بشأن حقوق الإنسان إذا كانت تريد إعطاء دفع لترشحها لعضوية الاتحاد الأوروبي.

مبادرات ملموسة..

قال “ليمون” لإذاعة (سود راديو) الفرنسية: “حالياً العملية مجمدة لأن هناك إنتظارات من الدول الأوروبية بشأن الحريات الأساسية”.

مضيفاً: أنه “بالتالي يتعين أن تقوم تركيا بمبادرات ملموسة جدًا ليمكن بحث بعض الملفات، وفي أي حال تم وسيتم إبلاغ الرسالة أثناء زيارة إردوغان”.

تستند لمعلومات ناقصة..

لفت متحدث ​الرئاسة التركية​، “​إبراهيم قالن”​، إلى أنّ “التصريحات الصحافية الّتي أدلى بها الرئيس الفرنسي ​إيمانويل ماكرون​، حول حرية الصحافة في ​تركيا​، تستند إلى معلومات ناقصة، وستتمّ مناقشتها على هامش زيارة الرئيس التركي ​رجب طيب إردوغان​ إلى باريس”، مشيراً إلى أنّ “الملفات القضائية بتركيا هي في عهدة الجهاز القضائي”.

موضحاً “قالن”، خلال مؤتمر صحافي في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، تطرق خلاله إلى زيارة “إردوغان” ​لفرنسا​، أنّه “كون الشخص صحافيّاً أو في أية مهمّة أخرى، لا يعني أنّه بريء أو أنّه لم يرتكب جريمة ما”، مبيّناً: أنّ “تركيا لديها علاقات راسخة وعريقة مع فرنسا”.

ثاني أكبر شريك تجاري..

ركّز “قالن” على أنّ “فرنسا تعدّ ثاني أكبر شريك تجاري في ​أوروبا​ بالنسبة لتركيا، بعد ​ألمانيا​، وهناك آلاف الشركات الفرنسية الناشطة في تركيا، وكذلك توجد استثمارات وشراكات لرجال الأعمال الأتراك بفرنسا، وسيتمّ تناول كلّ هذه القضايا على هامش الزيارة”، مؤكّداً على أنّ “إردوغان سيعقد اجتماعًا مع رجال أعمال فرنسيين، عقب مباحثاته مع نظيره الفرنسي”.

وفي 2016، بلغت المبادلات التجارية بين البلدين 13.38 مليار دولار، كما تفيد أرقام أنقرة.

من جهة أخرى، وقعت تركيا في تشرين ثان/نوفمبر 2017 رسالة نوايا مع فرنسا وإيطاليا تمهد الطريق لأنقرة من أجل شراء صواريخ (أرض-جو) من مجموعة “أوروسام” الفرنسية – الإيطالية.

يريد بناء علاقات جيدة..

أعلن “إردوغان”، الأسبوع الماضي، أنه يريد “علاقات جيدة مع الاتحاد الأوروبي ومع بلدان الاتحاد الأوروبي” بهدف “خفض عدد الأعداء وزيادة عدد الأصدقاء”.

ورحب خصوصاً بدعم باريس، وكذلك برلين لإدانته لقرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. وقال “لم يتخلوا عنا في هذه القضية”.

تحاول دفع محاولات الإنضمام للاتحاد الأوروبي..

“جنى جبور”، من مركز البحوث الدولية/العلوم السياسية ومؤلفة كتاب (تركيا، إبتكار دبلوماسية ناشئة)،  قالت إن تركيا “بإقترابها من فرنسا، البلد الكبير في الاتحاد الأوروبي، تحاول أن تعطي ترشيحها الأوروبي دفعاً جديداً، في وقت تواجه البلاد كثيراً من الصعوبات في الشرق الأوسط، (سوريا، العراق)، وتشهد توترات دبلوماسية مع الولايات المتحدة”.

يحاول فرض فرنسا على المسرح الدولي..

يتبع “إيمانويل ماكرون”، منذ إنتخابه، دبلوماسية ناشطة جداً من أجل فرض فرنسا على المسرح الدولي، مطالباً بـ”خطاب يجمع ما بين الحقيقة والبراغماتية” مع نظرائه الدوليين.

وعلى الجانب الفرنسي، يقول المحللون أنه يريد تعزيز التعاون مع تركيا حول ملفات؛ مثل التصدي للإرهاب وأزمة الهجرة، خاصة بعد أن أشارت تقارير أمنية غربية إلى تواجد المئات من مسلحي تنظيم “داعش” الفارّين من سوريا والعراق، على الأراضي التركية المجاورة لأوروبا.

وكشف تحقيق نشره موقع (بازفيد)، واسع الإنتشار، أن البعض من شبكات التهريب يجري إدارتها من مناطق مختلفة في تركيا، كإسطنبول، وأن هذه الشبكات تقوم بتهريب البعض من الأشخاص لاحقاً إلى أوروبا عبر البر أو البحر، أو عبر عمليات معقّدة تجري داخل الأراضي التركية. وقال ضباط المخابرات الأميركية للموقع؛ إن هذا النوع من التهريب هو الذي يحدّد طبيعة مستقبل التنظيم، وسيساهم في مساعدة التنظيم على الإستمرار في البقاء.

وأضافوا: “سيظل البعض من الأشخاص الذين جرى تهريبهم مخلصين لداعش، وسينتظرون حتى مرور العاصفة، فيما سيرتبط آخرون بشبكات تجنيد المقاتلين في أوروبا، وينضمّون إلى قائمة شبكاتها حول العالم”.

وقالت “جنى جبور”: إن “ايمانويل ماكرون يتعامل مع أنقرة بطريقة براغماتية. فبما أنه يعتبر تركيا شريكاً أساسياً لأوروبا حول هذه الملفات، يحاول إشراك إردوغان وبناء علاقة جديدة مع تركيا، تقوم على المصالح المتبادلة”.

لن يضحي بالعلاقات بسبب حقوق الإنسان..

مضيفة: أن “ماكرون لن يضحي بالعلاقات التركية – الفرنسية على مذبح الدفاع عن حقوق الإنسان”.

وأعرب “إردوغان” عن إرتياحه، الأسبوع الماضي، لأن باريس لم تترك تركيا “تقع” حول مسألة القدس، فيما دانت أنقرة بشدة القرار الأميركي الإعتراف بهذه المدينة عاصمة لإسرائيل.

لم يجد خياراً أفضل..

يرى “صميم اكغونول”، المؤرخ والعالم السياسي المحاضر في “جامعة ستراسبور”، أن الرئيس التركي يتوجه إلى باريس “لأنه لم يجد خياراً أفضل”، إذ أن أنقرة كانت تفضل، كما قال، زيارة إلى برلين لإعادة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي.

مضيفاً: أنه “ينبغي البدء من مكان ما”، مشيراً إلى أنه ليس متفائلاً بإمكانية تهدئة العلاقات مع الاتحاد الأوروبي في 2018، قائلاً: “يمكن أن نرى تغييراً في الخطاب، لكنني أعتقد أن العلاقات لا يمكن أن تحرز تقدماً جوهرياً”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب