خاص : كتبت – نشوى الحفني :
تعثرت المحادثات الرامية لتشكيل حكومة وحدة وطنية في “إسرائيل” بعد أن ألغى “بيني غانتس”، منافس رئيس الوزراء، “بنيامين نتانياهو”، في الانتخابات والمنتمي لتيار الوسط، اجتماعًا معه.
كان “نتانياهو” قد قال، يوم الأحد الماضي، إنه سيقوم بمحاولة أخيرة، هذا الأسبوع، للتوصل لاتفاق؛ وكان مرجحًا أن يجتمع مع “غانتس”، يوم الأربعاء، بعد جولة أخرى من المباحثات بين حزبيهما.
إلا أن قائمة “أزرق-أبيض” برئاسة، “بني غانتس”، أعلنت عن إلغاء جلسة المفاوضات التي كانت مقررة، أمس الأربعاء، مع ممثلي حزب “الليكود” بزعامة رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف، “بنيامين نتانياهو”، وقالت القائمة بأنها ألغت اجتماع المفاوضات الائتلافية لعدم صرف الأنظار عن جلسات التحقيق التي بدأت أمس حول تهم الفساد الموجهة لـ”نتانياهو”.
الشروط الأساسية للمحادثات غير متوفرة..
وقالت قائمة “أزرق-أبيض”، في بيان صدر عنها، مساء يوم أمس الأول الثلاثاء، إن: “الشروط الأساسية التي يجب توافرها لإجراء محادثات جديدة فعالية بين فريقي المفاوضات غير متوفرة، وبالتالي لن يعقد أي اجتماع الأربعاء”.
وأضافت في بيانها: “عندما تصبح الظروف مناسبة، سيحدد موعد لاجتماع هذا الأسبوع أو الأسبوع الذي يليه”.
“يائير لابيد” يريد التناوب مع “غانتس” فقط !
وبحسب قناة (إي 24 نيوز) الإسرائيلية، قال حزب “الليكود” إنهم: “ذهلوا من قرار (أزرق-أبيض) بفض المفاوضات وإلغاء الاجتماع بين رئيس الحكومة وغانتس والاجتماع المسبق بين طواقم المفاوضات”.
وأضاف حزب “الليكود” أن: “(أزرق-أبيض) قرر التوقف عن المفاوضات نحو حكومة الوحدة والذهاب إلى الانتخابات – وذلك لأن يائير لابيد يقوم بتخريب حكومة الوحدة؛ لأنه لا يوافق على التناوب بين نتانياهو وغانتس، إنما يريد فقط التناوب بينه وبين غانتس”.
وقال البيان إن: “رئيس الحكومة، نتانياهو، يكرر مطالبته، بيني غانتس، أن يظهر المسؤولية ومنع انتخابات جديدة والاجتماع معه غدًا كما هو مخطط له”.
لعدم تحويل الأنظار عنه في التحقيقات..
وفي وقت سابق، قال مسؤولون في “أزرق-أبيض”؛ أنهم لم يلغوا الاجتماع، بل أجلوه. وأضافوا: “بالنسبة لنتانياهو، فإن الغرض من الاجتماع بغانتس، هو تحويل الأنظار من جلسة الإستماع ضده في قضايا الفساد، إلى الاجتماع ولا نريد مساعدته في ذلك”.
وكانت المفاوضات بين الطرفين قد وصلت إلى طريق مسدود، الأحد الماضي، حيث عقدت جلسة مفاوضات بين ممثلين عن حزب “الليكود” و”كاحول لافان”؛ لبحث إمكانية تشكيل حكومة وحدة. وتبادل الطرفان الاتهامات بإفشال مساعي تشكيل الحكومة الجديدة، من أجل الذهاب إلى انتخابات جديدة ثالثة في أقل من عام.
بدء جلسات الإستماع في ثلاث قضايا فساد..
بالتزامن مع ذلك، بدأت صباح أمس الأربعاء، جلسات الإستماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، “بنيامين نتانياهو”، في ثلاث قضايا فساد تلاحقه منذ ثلاث سنوات.
وأفادت قناة (مكان) الرسمية بالقول إنه: “سيقوم وكلاء الدفاع عن نتانياهو بطرح طعونهم أولًا في الملف المعروف إعلاميًا بـ (4000)، والذي يتعلق بشركة الاتصالات الإسرائيلية، (بيزك)، والموقع الإخباري العبري، (واللا)، حيث يشتبه بأن نتانياهو قدم إمتيازات لمالك الموقع الاخباري العبري مقابل الحصول على تغطيات إعلامية لصالحه”.
وأضافت القناة بأنه/ “في يومي الأحد والإثنين من الأسبوع المقبل؛ سيقدم وكلاء الدفاع الطعون بشأن الملفين الآخرين (1000) و(2000)”.
ووافق المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، “أفيخاي مندلبليت”، الأحد الماضي، على طلب طاقم المحامين الذي يمثل “نتانياهو”؛ بتخصيص أربعة أيام لإجراء جلسات الإستماع لـ”نتانياهو” في ثلاث قضايا فساد تلاحقه. وجاء هذا التعديل ليمكن محامي “نتانياهو” من عرض كافة طعونهم.
وقالت القناة إنه: “من المتوقع أن يترافع عن نتانياهو عشرة محامين في كل جلسة”.
ومن المنتظر، يومي الأحد والإثنين من الأسبوع المقبل، كلا من ملفي (1000) و(2000) على أن تنتهي جلسات الإستماع لغاية يوم يوافق عليه المستشار القضائي للحكومة “أفيخاي مندلبليت”.
يُذكر بأن رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف، “بنيامين نتانياهو” يخضع للتحقيق، منذ نحو ثلاث سنوات، في عدة ملفات تتعلق بالفساد، وهي التالية: الملف المعروف إعلاميًا (1000)؛ الاشتباه بأن “نتانياهو” تلقى الهدايا من رجال الأعمال، “أرنون ميلتشين” و”غيمس بارك”، قيمتها نحو مليون شيكل، (نحو 270 ألف دولار)، وهو ما يعتبر رشوة. والملف (2000)؛ الاشتباه بأن “نتانياهو” قام بالتنسيق مع ناشر صحيفة (يديعوت أحرنوت)، “نوني موزيس”، لإضعاف صحيفة (يسرائيل هيوم) المجانية، مقابل أن يحظى “نتانياهو” بتغطيات إعلامية لصالحه، وهو ما يعتبر رشوة. والملف (4000)؛ الاشتباه بأن “نتانياهو” قدم إمتيازات لمالك الموقع الإخباري العبري (واللا) مقابل الحصول على تغطيات إعلامية تشيد به. أي شبهات بتقديم الرشوة مقابل الحصول على تغطية إعلامية لصالحه.
لا يملك التنازل عن رئاسة الوزراء في الوقت الحالي..
تعليقًا على فشل “نتانياهو” في تشكيل الحكومة، قال الكاتب الفلسطيني المتخصص في الشأن الإسرائيلي، “سعيد بشارات”، إن: “بنيامين نتانياهو يريد أن يكون أول رئيس وزراء، حال اتفق حزبان (الليكود) و(أزرق-أبيض) على تشكيل حكومة الوحدة، لكن هذا الطرح يرفضه غانتس، لأن حزب (الليكود) حصل على عدد مقاعد أقل من (أزرق-أبيض)”، موضحًا أن “نتانياهو” لا يملك التنازل عن رئاسة وزراء “إسرائيل”، في الوقت الحالي، خوفًا من تعرضه لمحاكمة قضائية في قضايا الفساد، إذا تم إقرار لائحة اتهام ضده.
إسرائيل ستدخل في أزمة..
مضيفًا أن: “حزب (الليكود) سيلعن خلال ساعات، أنه في حالة تمسك غانتس بموقفه، سيعيد نتانياهو تفويض تشكيل الحكومة إلى رئيس الدولة، ما يدخل الجميع في أزمة”، معتبرًا أن حزب “أزرق-أبيض” لا يستطيع تشكيل الحكومة مع “ليبرمان”؛ لوجود توصية من القائمة المشتركة العربية، ووجود “الحريديم”، الذي يرفض “ليبرمان” الجلوس معهم.
واستبعد “سعيد بشارات”، الكاتب المتخصص في الشأن الإسرائيلي، تراجع زعيم “أزرق-أبيض” عن موقفه، مشيرًا إلى محاولات رئيس إسرائيل، “ريفلين”، لحل الأزمة، من خلال مقترح يتضمن تشكيل الحكومة برئيسين، أحدهم يكون رئيس وزراء فعلي، “نتانياهو” في البداية، ويستلم بعده “غانتس”، كقائم بأعمال رئيس الحكومة لمدة 100 يوم، أثناء جلسات الإستماع في قضايا الفساد الموجهة إلى “نتانياهو”، وإذا تم تبرئته يعود لمنصبه، ويتنحى “غانتس”، لكن الثاني رفض هذا المقترح.