خاص : كتبت – نشوى الحفني :
مع قرب إنتهاء مهلة: الـ”40 يومًا”؛ التي أعطاها زعيم (التيار الصدري)؛ “مقتدى الصدر”، لقوى (الإطار التنسيقي) لتشكيل الحكومة، أطلقت الكتل السياسية في “العراق” إنذارًا حول ذلك، مع تواصل بعض الأطراف محاولاتها الأخيرة قبل الانفتاح على سيناريوهات متعددة.
ومع حلول “شهر رمضان”، منح “الصدر”، قوى “الإطار” مهلة حتى العاشر من شوال، لتشكيل الحكومة في خطوةٍ أراد منها إحراج قوى “الإطار”.
ومع قرب إنتهاء تلك المهلة، سيطرت أجواء القلق على التحركات السياسية، دون تحقيق تقدم ملموس، بل بدت الأزمة السياسية تسير نحو مزيدٍ من التعقيد؛ بسبب الضغوط التي تُمارسها قوى (الإطار التنسيقي)، على مختلف أطراف التحالف الثلاثي، الذي يقوده “الصدر”.
غير أنه تحدث تغيرات على نطاق آخر، وهو ما يُعتبر إحدى التحركات الحثيثة نحو الحل أو ضمان التواجد، وهي زيارة رئيس البرلمان العراقي؛ “محمد الحلبوسي”، إلى “إيران”، والتي حظيت باهتمام لافت من القيادات الإيرانية.
هدفين لـ”الحلبوسي” من زيارته لـ”طهران”..
وقال مصدر مقرب من قوى (الإطار التنسيقي)؛ إن “الحلبوسي” ضرب عصفورين بحجر واحد، وحقق هدفين لم يجد سوى “طهران” وسيلة لتحقيقهما، مبينًا أن الهدف الأول من الزيارة هو إقناع “طهران” بالضغط على قوى “الإطار” لتغيير موقفها الضاغط على “الحلبوسي” باتجاه استبداله بأحد زعماء السُنة الذين برأ القضاء العراقي ساحتهم مؤخرًا.
أما الهدف الثاني الذي يسعى “الحلبوسي” إلى تحقيقه؛ هو التقرب من “طهران” من خلال التعهد لها بالضغط على زعيم (التيار الصدري)؛ “مقتدى الصدر”، باتجاه فتح حوار جدي مع قوى “الإطار”.
ويبدو أن “الصدر” وصلته معلومات حول أهداف “الحلبوسي”؛ فحسم موقفه مما يُشاع من تقارب بينه وبين “الإطار”.
موقف “الصدر” لن يتغير..
ردًا على ذلك؛ قال “حسن العذاري”، رئيس كتلة (التيار الصدري) في البرلمان؛ بلغة غاضبة إن كل ما يُشاع حول حوارات يُجريها “الصدر” مع قوى “الإطار” لا أساس لها من الصحة، وهو عبارة عن أكاذيب يُروجها المفلسون، مشددًا على أن موقف “الصدر” مازال كما هو باتجاه تشكيل حكومة أغلبية وطنية، وأن هذا الموقف لم ولن يتغير.
وكشفت المصادر ذاتها عن مكالمات حاول زعيم الحزب (الديمقراطي الكُردستاني)؛ “مسعود بارزاني”، إجراءها مع “الصدر”؛ إلا أن الأخير رفض الرد على تلك المكالمات مبينة أن “الصدر” بات على بينة من موقف “البارزاني” الرافض لإبقاء الوضع كما هو عليه؛ والداعي إلى إجراء حوار مع قوى “الإطار” للخروج من المأزق.
حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة..
وتوقع القيادي في الحزب (الديمقراطي الكُردستاني)؛ “ريزان دلير”، حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة؛ إذا بقي الانسداد السياسي مستمرًا.
وقال “دلير”؛ إذا بقي التحالف الثلاثي على موقفه رافضًا الحوار مع القوى الأخرى، فإنه لن يستطيع اختيار رئيس للجمهورية حتى بعد إنتهاء مهلة “الصدر”؛ التي تنتهي بعد “عيد الفطر”.
وبيّن القيادي الكًردي أنه؛ في ظل الوضع الراهن وفي ضوء موقف “الصدر” المتزمت من قوى “الإطار”؛ فإن الطريق الدستورية الوحيدة المتبقية أمام القوى السياسية هي حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة بعد ستة أشهر على حل البرلمان مع الإبقاء على حكومة “الكاظمي”؛ حتى الإنتهاء من الانتخابات وتشكيل حكومة جديدة.
الكرة في ملعب الشيعة.. و”الديمقراطي” لديه خارطة عمل..
فيما أكد القيادي في الحزب (الديمقراطي الكُردستاني)؛ “ريبين سلام”، أن المشكلة اليوم أو العرقلة ليست من القوى الكُردستانية على اعتبار أنها حتى لو اتفقت فلن تستطيع تحقيق نُصاب الثُلثين لعقد جلسة التصويت على رئيس الجمهورية، مشيرًا إلى أن الكرة اليوم في ملعب القوى الشيعية لحسم خلافاتها والخروج بموقف واضح؛ وحينها سيتم الحوار معهم حول التفاصيل وباقي التفاهمات.
قائلاً؛ “سلام”، في حديث لـ (السومرية نيوز)، إن: “(الديمقراطي الكُردستاني) لديه خارطة طريق واضحة؛ وهي ليست وليدة اللحظة بل مبنية وفق رؤية إستراتيجية طويلة الأمد لبناء دولة المؤسسات التي تُلبي طموحات الشارع مع التركيز على أهمية احترام الاستحقاقات الانتخابية والمكوناتية في العراق الجديد”.
وبيّن أن: “القوى الكُردستانية؛ ورغم عدم حصول أي اتفاق بينها على شخص واحد لمنصب رئيس الجمهورية، لكن هذا الأمر لا يعني أن العرقلة من تلك القوى فهي وإن اتفقت فلن تستطيع توفير نُصاب الثُلثين مع القوى السُنية دون حسم القوى الشيعية لخلافاتهم”.
وأضاف “سلام”، أن: “القوى الشيعية مطالبة بحسم موقفها بشكل واضح وفقًا للاستحقاقات الانتخابية والمدد الدستورية؛ وعدم ترك المياه راكدة في محلها دون تحريك”.
وشدد على: “أهمية طرح مبادرات حقيقية وليست تكرار لأفكار سابقة بمظهر جديد، على اعتبار أن النقاط الخلافية واضحة للجميع وهي لا تتعدى أربع أو خمس نقاط؛ بالتالي فإن التركيز على تلك النقاط بعيدًا عن الكلام الإنشائي والمكرر هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة قبل الذهاب إلى خيارات أخرى قد تكون بحاجة إلى إرادة للمضي بها؛ ومن بينها حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة”.
حسم النواب والكتل المستقلة لمواقفها..
من جهته؛ أكد النائب عن ائتلاف (دولة القانون)؛ “محمد محسن الصيهود”، على أهمية حسم النواب والكتل المستقلة لمواقفها من خلال الإنضمام إلى مبادرة (الإطار التنسيقي) لتجاوز الأزمة وتشكيل الحكومة في أسرع وقت.
وقال “الصيهود”؛ إن: “النواب والكتل المستقلة نعتقد أن تواجدهم وانضمامهم لمبادرة (الإطار التنسيقي) بغية إنهاء حالة الانسداد السياسي أصبح أكثر أهمية في هذه المرحلة من سابقاتها”، مبينًا أن: “الإطار متبني لمشروع وطني ولا توجد أي تدخلات دولية أو إقليمية في هذا المشروع”.
وأضاف “الصيهود”، أن: “القوى السياسية في باقي المكونات نحتاج منهم إلى مراجعة حقيقية لمواقفهم في حال حرصهم على مصلحة البلد والإسراع في تشكيل الحكومة بغية تجاوز الأزمة الحالية”.
ولفت إلى أن: “الوضع الحالي ينبغي عدم استمراره في ظل حكومة تصريف أعمال بصلاحيات محدودة؛ لأن الشعب العراقي لا يمكنه الانتظار طويلاً وهو بحاجة إلى تشكيل حكومة قوية قادرة على تلبية مطالبه وتوفير الخدمات”.