6 فبراير، 2025 6:50 ص

محامي عراقي – أميركي : ربط العنف بدين أو عرق يجعل المسلمين كبش فداء

محامي عراقي – أميركي : ربط العنف بدين أو عرق يجعل المسلمين كبش فداء

كتبت – آية حسين علي :

قال المحامي الأميركي، من أصل عراقي “علي السفار”، إن أفكار الرئيس “دونالد ترامب”، بشأن المسلمين يعتريها كثير من الظلم، وهو ما تجلى في اتخاذ قرارات متشددة ضد مهاجري عدة بلدان ذات أغلبية مسلمة.

وفي تصريحات لصحيفة “يونيفزيون” الأميركية الناطقة بالإسبانية، ذكر المستشار الضريبي السابق في ولاية “شيكاغو” أنه يوجد داخل كل مجموعة دينية أو قومية أو عرقية من يلجأون إلى العنف، وآخرون يظهرون روح الإبداع والمحبة والتسامح.

التغلب على الشر..

أوضح المحامي، الذي كان والده عراقياً مسلماً وأحد المهاجرين المسلمين إلى الولايات المتحدة، في حين كانت أمه مسيحية أميركية، أن التحدي الأكبر أمام البشر هو التغلب على الشر الكامن في نفوسهم.

وذكر المحامي الذي تربيى في ضاحية “أوك بارك” الواقعة في مقاطعة أوكلاند بولاية “شيكاغو” شمالي شرق الولايات المتحدة، أنه يوجد الكثير من العنف غير المصنف على أنه إرهاباً في الولايات المتحدة، حيث تفوق نسب الانتحار في كندا وأوروبا، كما أنها مبتلاة بحوادث واسعة الانتشار مرتبطة بتبادل إطلاق نار.

كبش فداء..

أشار “السفار” إلى أن الإرهابيين استسلموا للجانب العنيف في الطبيعة الإنسانية، لكن على الولايات المتحدة نفسها ألا تنساق للدوافع المظلمة التي تجعل من مسلمين أبرياء كبش فداء، أو تعطي انطباعاً عاماً بأن جميع الأشخاص الذين ينتمون إلى دين أو عرق مثل والده العراقي المسلم، هم إرهابيون.

لأن هناك الأشخاص ينتمون إلى دين وعرق والدته الأميركية المسيحية، أصبحوا إرهابيين، من بينهم الأميركي “تيموثي مك فاي” الذي قتل 168 أميركياً في هجوم إرهابي على مدينة “أوكلاهوما”.

وكان الرد المناسب على العملية العنيفة في مدينة “أوكلاهوما” هو معاقبة “مك فاي”، لكننا لم نضع جميع الأميركيين الأبرياء محل شك لأنهم ينتمون إلى نفس دين الجاني أو جاءوا من نفس البلد.

لكن هذا نفسه ما يفعله “ترامب” مع المسلمين الأبرياء، مع العلم أن إمكانية وجود الخير والشر ليست خاصة بمجموعة معينة، لكنهما موجودان في النفس البشرية بشكل عام.

ويتجلى ذلك في إعلان استقلال الولايات المتحدة، الذي ينص على أن “جميع البشر ولدوا متساوين”، ويجب أن نولي كثيراً من الاهتمام للوثيقة التأسيسية بالولايات المتحدة.

وشدد “السفار” على ضرورة ألا نعطي ظهورنا لمعتنقي الإسلام في الدول الأوروبية بسبب ممارسات شرذمة من الإرهابيين لديهم نظرة مشوهة عن الإسلام.

وتابع أنه نظراً لكونه مزيج من أب عربي وأم أميركية، يعتبر سياسات “ترامب” أمراً شخصياً معني به.

إسهام العرب والمسلمين في المجتمع..

مشيراً “السفار” إلى إنه رغم عدم ارتكاب أي من المهاجرين العراقيين أعمالاً عدائية، إلا أن العراق كان ضمن البلدان التي منع مواطنوها في البداية من دخول الولايات المتحدة لمدة ٩٠ يوماً.

وأوضح “السفار” أنه إذا كان قد تم تنفيذ أياً من هذه القرارات في الستينيات لما استطاع والده العراقي الذي درَّس لآلاف الطلاب الأميركان أن يدخل الأراضي الأميركية.

ولما استطاع ابن عم والده الطبيب أن يعالج عدداً غير محدود من مرضى القلب الأميركيين.

وأردف: “الحقيقة أن والدي وابن عمه وآلاف المهاجرين المسلمين ساهموا بشكل جيد في رقي المجتمع الأميركي”.

وأكد على دعمه لكل الجهود التي ترمي إلى حماية البلاد من التطرف والإرهاب، لكنه من غير المعقول اعتبار أن كل مسلم إرهابي، كما أن هناك طرقاً أفضل للوصول إلى الهدف.

بلد المهاجرين..

تعتبر الولايات المتحدة بلد المهاجرين، حيث يأتي إليها أشخاص من كل مكان في العالم، معتمدين على مبدأ أن النجاح هنا لا يرتبط بدين أو عرق وإنما يعتمد على كفاءة الفرد.

وتتميز بأنها تتيح الفرص أمام الأشخاص كي يواصلوا السعي وراء أحلامهم.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة