محافظ الانبار يقر بأنتكاسة عسكرية .. وتجدد المعارك بالفلوجة

محافظ الانبار يقر بأنتكاسة عسكرية .. وتجدد المعارك بالفلوجة

أقر محافظ الانبار العراقية الغربية بحصول انتكاسة عسكرية في محافظته سيطر خلالها المسلحون على مدنها لكنه اكد ان العشائر قد حشدت أفواجها المسلحة للبدء بهجوم الخميس لطردهم منها .. فيما سيتم عرض نائب الانبار المعتقل أحمد العلواني على قاضي التحقيق اليوم أيضا.

واقر محافظ الانبار أحمد خلف الذيابي بتعرض محافظته (110 كم غرب بغداد) لانتكاسة عسكرية اثر قرار رئيس الوزراء نوري المالكي بسحب الجيش الى خارج مدينة الرمادي عاصمة المحافظة للاستفادة من قطعات الجيش في حماية الطريق الدولي السريع .. موضحا ان الفلوجة (60 كم غرب بغداد) لم يدخلها الجيش اصلا فأستغل مسلحو القاعدة ودولة العراق والشام الاسلامية “داعش” ذلك فهاجموا بعض مراكز الشرطة الضعيفة وغير المهيأة تسليحيا لصد هجوم من هذا النوع ثم استطاعوا التسلل الى بعض المناطق السكنية التي اتخذوها دروعا لحماية انفسهم.
وأقر المحافظ خلال مقابلة مع قناة “العراقية” الرسمية الليلة الماضية بحصول شرخ وانكسار في قوات الشرطة حيث سلم عناصرها اسلحتهم فقام المسلحون بحرقها. واضاف ان دخول المسلحين بدأ يحصل بشكل اكثر بسبب عدم وجود الجيش فسيطروا على مديرية الشرطة واحتلوا مبنى القائمقامية وقاموا بتفجيرهما . واشار الى ان احد من اسماهم “الجهلة” الى الفلوجة معلنا نفسه حاكما عسكريا لها .. في اشارة الى النائب السابق المحكوم بالسجن المؤبد بتهم ارهاب والهارب الى عمان عبد الله الجنابي.
واشار المحافظ الذيابي الى ان هذا الشخص كان قد اعلن نفسه قبل ثمان سنوات رئيسا لمجلس شورى الفلوجه وقاد مسلحين ضد القوات الاميركية المحتلة فكان مسؤولا عن قصفها للمدينة بأسلحة تسببت في تفشي مرض السرطان بين مواطنيها وتشوهات خلقية بين أطفالها المولودين حديثا. وشدد المحافظ بالقول “عار على اهل الفلوجة وشرطتها وضباطها ان يتحكم فيهم هذا الشخص “الخرف” وان يبقى يتصرف بأموال مدينتهم وشؤونها .. واقسم بالله انه لن يسمح للجنابي بموطئ قدم في الفلوجة بعد الان.
واكد المحافظ ان زعماء العشائر في الانبار قد حشدوا قواهم في جميع انحاء المحافظة وأعدوا افواجهم لفرض الامن والتصدي للمسلحين اليوم الخميس وطردهم من المحافظة ودعا الاهالي الى حماية منازلهم ومناطقهم السكنية . ودعا الذيابي الى دخول قوات الجيش لمدينة الرمادي لمواجهة “الإرهابيين وإبعاد شرهم عنها” .. وقال أن “الجيش ركن أساسي في الأمن وقد توقعنا دخول الإرهابيين الى المدن بعد الضغط عليهم في الصحراء”.
ومن جهته اكد رئيس لجنة تنسيق عشائر الانبار عبد الله ناجي الدليمي تحرك عشائر المحافظة لدعم قوات الشرطة وإرجاعهم الى مراكزهم الأمنية خلال الساعات المقبلة. وقال ان العشائر لن تسمح بالتجاوز على ابناء الشرطة من قبل اناس يدعون الاصلاح وهم من العناصر الإجرامية مبينا ان عشائر الانبار في جميع مدن المحافظة وأقضيتها ونواحيها اعلنت الاستنفار العام لحماية المؤسسات الحكومية ودعم قوات الشرطة بكل قوة مع ملاحقة جميع من يحمل السلاح ومن اي عشيرة كانت .
وكان رئيس الوزراء نوري المالكي قد اعلن الليلة الماضية أن الجيش لن ينسحب من مدن الأنبار مؤكداً أنه سيتم الدفع بقوات اضافية لحماية اهالي المحافظة.  واضاف إنه “استجابة لمناشدات اهالي محافظة الأنبار وحكومتها سوف لن نسحب الجيش من مدن الأنبار” مؤكدا أنه “سيتم الدفع بقوات اضافية لحمياتهم”. وكان اهالي الانبار وجهوا نداءات الى المالكي في وقت سابق اليوم يناشدونه عدم سحب الجيش من مدن محافظتهم”. وكان المالكي اعلن امس انه قرر سحب قوات الجيش من المدن وتسليم الامن فيها الى الشرطة.
ومن جهتهم فقد فرض مسلحو العشائر كامل سيطرتهم على مدينتي الفلوجة واطلقوا اكثر من مائة سجين وعلى الرمادي عاصمة محافظة الانبار اثر انسحاب قوات الجيش منهما وحرق مواقع عسكرية وخمسة مراكز للشرطة وقتل عدد من منتسبيها واستسلام اخرين للمسلحين. كما احرق المسلحون خمسة مراكز للشرطة في الفلوجة والرمادي بعد السيطرة عليها والاستيلاء على اسلحة منتسبيها كما تمكنوا من السيطرة تماما على مديرية شرطة الفلوجة واحرقوا اربعة مراكز للشرطة هي مركز شرطة الملعب ومركز النصر ومركز الحميرة ومركز الضباط اضافة الى حرق عجلات عسكرية. وقد قتل المقدم مهند الدليمي مدير مركز شرطة شرقي الفلوجة خلال الاشتباك مع مسلحين استولوا على المركز.

العلواني أمام قاضي التحقيق اليوم ومسلحو الفلوجة يتوعدون
ومن المنتظر ان يمثل نائب الانبار المعتقل احمد العلواني امام قاضي التحقيق اليوم الخميس بتهمة اطلاق النار على القوة العسكرية التي هاجمت منزله للقبض على شقيقه علي المتهم بالارهاب.
وقال النائب عن ائتلاف متحدون خالد العلواني إن “وفدا ضم وزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ورئيس صحوة العراق أحمد ابو ريشة زار النائب المعتقل أحمد العلواني امس موضحا ان “الوفد أكد تمتع العلواني بصحة جيدة”. واضاف أن “العلواني سيمثل امام قاضي التحقيق اليوم ثم يقدم للمحاكمة بعد استدعاء القوة التي اقتحمت منزله من أجل عدم التباس الاوراق والوصول الى الحقيقة”.
وكانت قوة مشتركة من الجيش وأخرى خاصة قادمة من العاصمة بغداد اعتقلت عند الساعة الخامسة والنصف من فجر السبت الماضي النائب احمد العلواني من منزله بقرية البو علوان وسط الرمادي بعد اشتباك مع أفراد حمايته مما أسفر عن مقتل شقيقه علي وإصابة عدد من أفراد حمايته.
ومن جهتهم ناشد من اطلقوا على انفسهم “أبناء الفلوجة الصامدة” عدم إعطاء “اي ذريعة للمالكي بالتدخل في مناطقنا لأن تدخله لا يجلب سوى الفتن والمنازعات”.. واكدوا ضرورة إعادة الشرطة المحلية الى عملها وقالوا “لقد استطاع ابناء الفلوجة إيقاف اي إمداد من شأنه دعم ميليشيا المالكي المهاجمة للرمادي، لقد حرقوا دبّاباته وهمراته فاستسلم جنوده الذين رأوا انهم يتوجهون الى محرقة وليس كما قيل لهم للدفاع عن (مكتسبات) آل البيت.
واضافوا في بيان “لقد أيقن الجند ان ما قيل لهم انها (مكتسبات) ما هي الاّ خزي وعار جديد يلحق بهم جرّاء تصرّفات وافعال حكومة المالكي الطائفية ومن شاركهها توجهاتها الطائفية من الذين نصبوا انفسهم ممثلين لـ (السنة) متناسين ان سنة العراق يمثّلهم من يخلص لهذا الوطن بغض النظر عن اي انتماء ديني او طائفي او عرقي فلم يفكروا يوما في مذهب او سلطة قدر تفكيرهم في حماية هذا الوطن والدفاع عن حياضه ضد كل طامع او حاقد”.
واضافوا “إن ابناء الفلوجة سيعيدون الشرطة المحلية الى مقرّاتها وستكلَّف هي بحماية الأمن الداخلي وستساندها العشائر والمقاومة الباسلة..ونعيد التأكيد مرة اخرى وهو موقفنا المبدئي الراسخ: اننا ليس ضد ابناء جيشنا الوطني، ليس ضد اي عنصر من عناصره من اي مكان جاؤوا، لكن الجيش ألغاه حاكم الاحتلال بول بريمر وحوَّله الى جيش ميليشياوي بُني على عقيدة طائفية محضة، وأدخلت اليه الميليشيات التي لا تفقه شيئاً بالامور العسكرية، ودرّبته على اقتحام البيوت والدخول اليها من الشبابيك وليس من الأبواب، وانتهاك حرمات الناس، وعدم احترام الكبير والصغير، لا امرأة ولا شيخ مريض، وغذّاه المالكي بالعقيدة الطائفية، فترى قادته لا يستخدمون سوى السب والشتم والعبارات الطائفية، هذا الجيش لم يتدرب على حماية اسوار الوطن فتركت مفتوحة لمن هبّ ودبّ، لم يتدرب على مجابهة الاخطار الحقيقية وانما صُوّر له ان اعداءه هم ابناء العراق، هم ابناء الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وبغداد، وغيرها من المحافظات، صُوّر له انه يقاتل (أنصار يزيد وقتلة الحسين) وليس ابناء جلدته واخوانه وابناء عمومته، هذا الجيش ليس جيش العراق، ليس سور الوطن، هذا الجيش هو ميليشيا المالكي ولن نسمح له بالدخول الى مناطقنا”. ودعوا “عناصر الجيش بأن ينأوا بأنفسهم بعيداً عن قتال اخوته وابناء شعبه وان لا يدخلوا الى محرقة تهلكهم”.  
وقد قتل في المواجهات التي تشهدها مناطق من محافظة الانبار منذ الاحد الماضي حوالي 50 شخصا واصابة اكير من 100 اخرين.
 
 

 

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة