دخلت محافظات عراقية اليوم الاثنين في اضراب عام فيما اكتفت اخرى بالصيام لاعلان دعمها للمحتجين في 6 محافظات شمالية وغربية والضغط على الحكومة لتنفيذ مطالبها في الغاء الاقصاء والتهميش واطلاق المعتقلين والمعتقلات الابرياء وتعديل قانوني الارهاب والمساءلة والعدالة لاجتثاث البعث والغاء المخبر السري.
فقد بدأت محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) اليوم اضارابا عاما واغلقت الادارات الحكومية ابوابها باستثناء الاجهزة الامنية والطبية التي استثنيت من الاضراب كما اغلقت الاسواق والمحلات التجارية ابوابها ايضا تنفيذا لدعوة الاضراب التي اطلقها خطباء الجمعة الاخيرة لتأكيد التضامن مع مطالب المحتجين في المحافظات الست الذين يتظاهرون في ساحات الاعتصام منذ ثلاثة اشهر مطالبين بالغاء الاقصاء والتهميش واطلاق المعتقلين والمعتقلات الابرياء والغاء قانوني الارهاب والمساءلة والعدالة لاجتثاث البعث. ويستمر الاضراب الذي يرافقه صيام لمدة يوم واحد حيث ينتهي مع صلاة المغرب التي ستقام بساحة الاعتصام بمدينة الرمادي عاصمة المحافظة.
وفي محافظة نينوى (375 كم شمال بغداد) فقد دخلت عاصمتها الموصل ثاني اكبر المدن العراقية بعد العاصمة بغداد في اضراب عام حيث امتنعت الاسواق والمحال التجارية عن فتح ابوابها تضامنا مع مطالب المتظاهرين. وقد تجمع اصحاب هذه المحلات في الاسواق من دون مباشرة عملهم كما اغلقت العديد من الادارات الحكومية وفي مقدمتها ديوان المحافظة.
اما في محافظة صلاح الدين الغربية فقد بدأ سكان قضاء سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) اضراباً عاما للاهداف ذاتها حيث اغلقت الاسواق والادارات الحكومية ابوابها وامتنع منتسبوها عن مزاولة عملهم فيما بدت الشوارع متوقفة عن الحركة . واثر ذلك شددت القوات الامنية من اراءاتها وعززت من قواتها حول ساحة الاعتصام بالمدينة.
ومن جهتها اعلنت محافظتا كركوك (225 كم شمال شرق بغداد) وديالى (65 كم شمال شرق بغداد) الصيام اليوم والدعاء لنصرة المتظاهرين. كما شارك بعض سكان بغداد في الصيام حيث ينظم في جامع ابي حنيفة النعمان بمنطقة الاعظمية افطار جماعي وصلاة معرب جامعة ينتهي معها الصيام.
وجاء ها الحراك الشعبي اليوم في وقت حذرت رئاسة مجلس الوزراء موظفي الدولة من المشاركة في الاضراب وقال مصدر في الرئاسة ان المجلس حذر موظفي الدوائر والمؤسسات التابعة للدولة في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وبغداد وكركوك من المشاركة في الاضراب اليوم. وأضاف أن هذا التحذير جاء على خلفية الدعوات التي أطلقها أئمة الصلاة الموحدة الجمعة الماضي للبدء باضراب عام الاثنين للضغط من اجل تنفيذ مطالب المتظاهرين .
وكان خطباء الصلاة الموحدة في محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى وبغداد التي تشهد تظاهرات للتعبير عن احتجاجهم ضد سياسيات الحكومة المركزية والضغط لتنفيذ مطالبهم قد دعوا الى اضراب عام اليوم .
وفيما يؤكد المحتجون في هذه المحافظات ان الحكومة تتبع اسلوب التسويف وتضييع الوقتمن اجل عدم تنفيذ مطالبهم الا ان رئيس اللجنة الوزارية المعنية بتنفيذ مطالب المتظاهرين نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني يؤكد ان لجنته حريصة على الاستجابة لمطالب المتظاهرين وانها اصدرت 90 قرارا على هذا الطريق . وقال الشهرستاني في تصريحات اليوم ان اللجنة نفذت الكثير من المطالب لكن هناك مطالب ليست من اختصاص اللجنة وتتطلب تشريعها بقوانين وهذا من اختصاص مجلسي النواب والحكومة .
واضاف ان المطالب التي كانت ضمن اختصاصات اللجنة الوزارية قد تم تنفيذها من خلال 90 قرارا موضحا ان من ضمن هذه القرارات هي تسيير اعمال مؤسسة الشهداء في مساعدة العوائل التي تضررت من قبل النظام السابق ومنح التقاعد لها بالاضافة الى تمشية امور مؤسسة الشهداء من المشمولين بالتقاعد ايضا والموجودين باعداد كبيرة جداً . واشار الى ان الحكومة لم تضع مبالغ تفي بحاجة الاشخاص الذين صادر النظام السابق اموالهم لكن اللجنة الوزارية الزمتها بوضع تخصيصات لهم او اخذ قروض من المصارف الحكومة كي تعطي لهؤلاء حقوقهم . وقد انجزت اللجنة لحد الان 40 الف معاملة تقاعد لذوي الشهداء السياسيين واكثر من 11 الف معاملة تقاعد لجنود ومراتب الجيش السابق وتخصيص مليون دولار لهيئة النزاعات الملكية لدفع تعويضات اضافة الى واطلاق سراح 10191 معتقل ومسجون باوامر قضائية وكذلك نقل جميع النساء المحكومات الى محافظاتهن.
وكان خطيب جمعة الرمادي الشيخ قصي الزين قد دعا الجمعة الماضي المحافظات الست المحتجة الى اضراب عام اليوم الاثنين. وقال ان رئيس الوزراء نوري المالكي يسوف ويماطل في الاستجابة لمطالب المحتجين وهي ليست مطالب مكون واحد في اشارة الى السنة لكنها مطالب المواطنين من الشمال الى الجنوب الذي يعاني ابناءه من ظلم الحكومة التي تعيش في عالم اخر تاركة الشعب يعيش القتل والتفجير والاغتيال. وشدد بالقول “ان مطلبنا لجميع العراقيين بتنوع طوائفهم وقومياتهم ومذاهبهم” ووصف الحكومة الحالية بحكومة الازمات وقال انها “فجرت الازمة مع اقليم كردستان والان مع المحافظات الست”. ودعا هذه المحافظات الى اضراب عام اليوم احتجاجا على عدم تنفيذ الحكومة لمطالب المتظاهرين والتأكيد على استمرار الاحتجاجات سلمية وان المحتجين يدا واحدة في مختلف المحافظات واستثنى من الدعوة منتسبي الاجهزة الامنية والطبية.
وتشهد 6 محافظات غربية وشمالية هي الانبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى واجزاء من بغداد منذ ثلاثة اشهر تظاهرات منددة بسياسة رئيس الحكومة نوري المالكي، وتطالب بوقف الانتهاكات ضد المعتقلين والمعتقلات، وإطلاق سراح الأبرياء منهم، وإلغاء قانون المساءلة والعدالة والمادة 4 من قانون مكافحة الإرهاب، وتشريع قانون العفو العام، وتعديل مسار العملية السياسية وإنهاء سياسة الإقصاء والتهميش وتحقيق التوازن في مؤسسات الدولة، وتعديل الدستور.