“مجيد حيدري” يقرأ .. “اليمن” ومستقبل وقف إطلاق النار !

“مجيد حيدري” يقرأ .. “اليمن” ومستقبل وقف إطلاق النار !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

بعد إعلان “المملكة العربية السعودية” تنحي؛ “عبدربه منصور هادي”، عن الرئاسة اليمنية وتشكيل مجلس رئاسي من ثمانية أشخاص؛ بتاريخ 10 نيسان/إبريل الماضي، تسارعت وتيرة الزخم السياسي في أعقاب وقف إطلاق النار.

وكان المجتمع الدولي يعتبر “هادي”؛ الذي يعيش حاليًا تحت الإقامة الجبرية بـ”الرياض”، الممثل القانوني لـ”اليمن”، رغم أنه كان قد انفصل بشكل متزايد عن التطورات الميدانية. وقد كان إقصاءه عن السلطة أحد شروط (أنصار الله) للدخول في مفاوضات السلام. وينتهي وقف إطلاق النار في “اليمن”؛ بنهاية آيار/مايو الجاري؛ بحسب “مجيد حيدري”؛ الباحث في شؤون الشرق الأوسط، في مقاله التحليلي الذي نشره موقع (مؤسسة الدراسات المستقبلية في العالم الإسلامي) الإيراني.

وهناك العديد من المؤشرات التي تٌحيي الآمال في إمكانية اتفاق الطرفين على تمديد وقف إطلاق النار؛ مثل تراجع معدلات العنف في “اليمن” مؤخرًا واستئناف الرحلات الجوية من “مطار صنعاء”. مع هذا فإن الأوضاع المأزومة ماتزال تُهدد بخطر إنهيار وقف إطلاق النار.

تغير في الاتجاه السعودي..

ويترأس “رشاد العليمي”؛ وزير الداخلية الأسبق بحكومة “علي عبدالله صالح”، رئاسة المجلس الجديد، وقد اعترف علنًا بفشل التدخل العسكري في “اليمن”؛ بقيادة “السعودية”، في تحقيق أهدافه الأساسية، ووعد بإقرار السلام في “اليمن” من خلال عملية شاملة، الأمر الذي يُثبت أن الحكومة اليمنية وأنصارها في الخليج غيَرت توجهاتها تجاه مسار السلام بشكل ملحوظ بما يوحي بميل “السعودية” للخروج من حالة الصراع.

وأحد العناصر الأساسية للتوجه الجديد؛ الرغبة في توحيد التحالف المناويء لـ (أنصار الله) على المستوى العسكري والإستراتيجي.

وتشكيل المجلس الرئاسي يُهيء لتعاظم دور شخصيات الحزب الحاكم السابق؛ وأعني حزب (المؤتمر الشعبي العام) المقرب من “الإمارات”. ورغم مساندة “أبوظبي” القوية للتدخل العسكري في “اليمن”، إلا أن القيادة الإماراتية لا تميل إلى تدعيم دولة بقيادة “هادي”؛ وذلك بسبب تقارب هذه الحكومة مع حزب (الإصلاح)؛ الذي يُمثل على نطاق واسع ذراع “الإخوان المسلمين” في “اليمن”.

تشققات خطيرة داخل “التحالف العربي”..

الأمر الذي تسبب في بروز فجوة عميقة داخل “التحالف العربي”، ففي الوقت الذي أعلنت فيه “الرياض” تدعيم الاعتراف الدولي بحكومة “هادي”؛ سعت “الإمارات” من خلال تدعيم الفصائل غير الحكومية المسلحة من مثل “المجلس الانتقالي” في الجنوب، إلى استلام زمام الإدارة.

والمؤكد سوف تستمر الخلافات داخل الحكومة؛ وبخاصة بين أعضاء (المؤتمر الشعبي) في الشمال والفصائل المرتبطة بـ”المجلس الانتقالي” في الجنوب.

مع هذا؛ وبعد تهميش حزب (الإصلاح)، من المحتمل بقوة أن تتضامن “الإمارات المتحدة” مع “السعودية” في تدعيم الحكومة اليمنية، وهذا الأمر قد يُمثل رؤية براغماتية أكثر تأثيرًا على إنهاء تدخل الخليج عسكريًا.

وبالنظر إلى مجمل هذه التطورات وحملات (أنصار الله) على البنية التحتية لصناعات “النفط” السعودية والإماراتية، فقد قدم “التحالف العربي” الإمتيازات لـ (أنصار الله)؛ على غير رغبته، مقابل وقف إطلاق النار. واتخذت “التحالف العربي” بعض الخطوات الرئيسة في إطار بناء الثقة قد تُهيء لوقف إطلاق النار بشكل عام، شملت التصريح بدخول بعض ناقلات “النفط” إلى “ميناء الحديدة”، والإفراج عن عناصر (أنصار الله)، وفتح “مطار صنعاء” أمام الرحلات التجارية، ووقف عمليات التحالف الجوية ضد مواقع (أنصار الله).

في حين تُفيد التقارير بلقاء المسؤولين السعوديين مؤخرًا مع عدد من سكان محافظات: “حضرموت، وشبوه، والمهره، وأبين”. وبحسب تقرير (كريتر أسكاى)، فقد اتخذت “السعودية” قرار ضم بعض المحافظات شرق اليمن إلى جنوب السعودية.

وتسعى “الرياض” بمثل هذا القرار؛ للبحث عن شاطيء على “المحيط الهندي” على طول الشريط الساحلي من “صرفيت” شرقًا وحتى “شقره” غربًا.

والحقيقة لو يُظهر “التحالف العربي” الإرادة الكافية، فقد يُهيء الفرصة لكل أطراف الصراع لبناء مفاوضات بناءة بشأن وقف إقرار وقف شامل وقوي لإطلاق النيران؛ وكذلك بداية حل سياسي طويل المدى. لكن التحالف السعودي انتهك القرار مرارًا بإطلاق طائرات التجسس على مناطق: “الحيس، والجبليه، والمقنبه”. والحقيقة فقد أثبت قرار وقف إطلاق النار أنه أكثر مساعي القوى الإقليمية مثل “السعودية” و”الإمارات” تأثيرًا في فرض حالة السلام.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة