19 أبريل، 2024 8:21 م
Search
Close this search box.

مجموعة من الباحثين يحاولون الإجابة .. لماذا تحتاج الكائنات الحية للنوم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

النوم.. حالة من الموت المؤقت توقف العلماء عندها كثيراً لتفسير أسبابها ومعرفة خباياها وما يدور داخل عالمها؛ الذي يستغرق يومياً عدة ساعات من يوم الإنسان وتستحوذ على ثلث عمر الإنسان، بحسب تقديرات العلماء.

بعد مناقشة دارت حول المفهوم العالمي للنوم؛ داخل أروقة “المعهد الدولي لطب النوم التكاملي” في جامعة “تسوكوبا” اليابانية، حصلت مجلة (أتلانتيك) الأميركية، على عدداً من الإجابات حول تفسير أسباب خلود الإنسان للنوم يومياً.

في ذلك المكان، أنشأ مدير المعهد، “ماساشي ياناغيساوا”، مكاناً لدراسة البيولوجيا الأساسية للنوم، بدلاً من الأسباب الشائعة، وعلاج مشاكل النوم عند الأشخاص. يحتوي المعهد على غرف كاملة مصممة من المعدات اللامعة، وغرف هادئة، حيث سبات فئران التجارب، ومساحات متعددة من أماكن العمل، كلها تركز على سؤال واحد هو: “لماذا تعيش الكائنات الحية ؟”.

سألت المجلة الأميركية الباحثين حول تلك الحالة التي إستوقفت العلم كثيراً، فيقولون أنه وسط خضم التدافع للبقاء على قيد الحياة، على مر السنين من سفك الدماء والموت والهروب، هناك ملايين لا تحصى من الكائنات الحية تخضع نفسها لنوبات طويلة من فقدان الوعي في صورة ما نعرفه باسم “النوم”.

يقول البروفيسور، “تاريا بوركا-هيسكانن”، من جامعة “هلسنكي”، عالم رائد في مجال النوم: “إن النوم حالة مغرية من الموت المغري التي يكررها الكائن الحي مراراً وتكراراً مدى الحياة”.

كيف يحدث ضغط النوم ؟

يقول علماء المعهد أن شعور الإنسان بالحاجة للنوم، يسميه البيولوجيين باسم “ضغط النوم”، حيث أن الإستيقاظ حتى وقت متأخر من النوم، يبني حالة من الضغط تستلزم النوم عندها، وهي حالة عجز العلماء عن تفسيرها ولا تزال لغز محير، فما هو الشيء الذي ينبني وقت اليقظة ليؤدي إلى الحاجة للنوم، هل هناك أداة للوقت تحسب ذلك ؟.. أم أن هناك جزيئات تتراكم كل يوم وتحتاج إلى أن يتم مسحها ؟.. ما هو العدد المجازي للساعات التي تكمن في دماغ الشخص وتكون في إنتظار المحو كل ليلة ؟.. وما هي المدة الحسية المقابلة للنوم ؟

تقول المجلة الأميركية أن البحوث البيولوجية حول ضغط النوم بدأت منذ أكثر من قرن، حيث قام عالم فرنسي في واحدة من أشهر التجارب البيولوجية حول النوم، بمنع كلاب من النوم لأكثر من 10 أيام، ثم قام بسحب السوائل من أدمغة الحيوانات، وحقنها في أدمغة كلاب عادية تخضع للنوم والراحة، وبالفعل كشفت التجربة عن تراكم شيء في السائل أثناء الحرمان من النوم، وهو مادة “الهينوتوكسين” المسؤولة عن زيادة الشعور بالنوم داخل جسد الكائن الحي.

يؤكد العلماء على أن “ضغط النوم” يغير موجات الدماغ، فكلما كان الشخص محروماً من النوم زاد حجم موجات “النوم البطيء” التي تسبق موجات النوم السريعة، والتي تتسم بحركة سريعة للعين أثناء عملية النوم، وهي ظاهرة تلاحظ على الكائنات التي تحرم من النوم لوقت أطول بعد مواعيد نومها الأساسية. والنوم حالة غير مستثناه من أي كائن، حيث أن الكائنات التي تقوم بعمل بيات شتوي، تقطع تلك الحالة للخلود إلى قيلولة أيضاً بسبب تزايد “ضغط النوم” !

توضح مجلة (أتلانتيك) أن التعرف على مادة “الهينوتوكسين” المسببة لضغط النوم، لم تجب عن كل الأسألة، حيث أن هناك مواد أخرى تسبب النوم بها جزيء اسمه “أدينوسين”، وهو الذي يتراكم في أجزاء معينة من أدمغة فئران التجارب المستيقظة، ولكن تلك الجزيئات سرعان ما تنصرف أثناء النوم، وعند إتحادها مع “الكافيين” تساهم في القوى المضادة للنعاس. ولكن “الهينوتوكسين” لا تزال تفرض قوتها في جلب ضغط النوم إلى دماغ الكائن.

يقول “مايكل لازاروس”، أحد باحثي المعهد والمختص في دراسة “الأدينوسين”، أن ذلك الجزء ليس لديه أي معلومات حول ضغط النوم إنما هو مجرد رد فعل عليها.

من أين تأتي محفزات النوم ؟

تقول المجلة الأميركية في بحثها، المقتبس عن علماء معهد طب النوم التكاملي في اليابان، أن المواد التي تحفز النوم قد تأتي من عملية إجراء اتصالات جديدة بين الخلايا العصبية، ويقول “تشير كيارا سيريلي” و”غوليو تونوني”، الباحثين في مجال النوم في جامعة “ويسكونسن”، إلى أن الدماغ تقوم بإجراء هذه الاتصالات وتكوين نقاط الإشتباك العصبي، عندما نكون مستيقظين، ولكن أثناء النوم يتم فك هذه التشابكات.

ويرى “تونوني”، من وجهة نظره، أن النوم هو طريقة التخلص من الذكريات بطريقة جيدة للدماغ. وقد أكتشفت مجموعة أخرى من العلماء أن نوعاً من البروتين يدخل لتلك التشابكات لتدميرها عند حدوث مستويات “الأدينوسين” العالية، وعندها تحدث حالة النوم التي يعيشها الكائن.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب