3 فبراير، 2025 6:41 م

مجلة أمريكية: المرتزقة ..الأغلبية الصامتة في جيش أوباما

مجلة أمريكية: المرتزقة ..الأغلبية الصامتة في جيش أوباما

الجنود المرتزقة .. “ملف المسكوت عنه” داخل صفوف الجيش الأمريكي
ترجمة لميس السيد : لسنوات طوال، إعتمدت سياسة الرئيس الأمريكي باراك اوباما على إستراتيجية “بصمة القدم الخفيفة” في منهجه حيال الحروب في مناطق العالم والتي اعتمد فيها على الاف الأمريكيين المأجورين للقتال والذين يلقون حتفهم في ساحات المعارك في الظل…..
مع محاولات الإعلام الأمريكي لتوطين أكثر من سبع سنوات من العمليات العسكرية المختلفة تحت مفهوم ما يسم ب “عقيدة أوباما” –وإن كان ذلك مستحيلا-، فغنه لا يجب إنكار جانب هام، نادرا ما ذكره الإعلام الأمريكي او إعترف به أوباما، وهو الإعتماد غير المسبوق على مقاولين القطاع الخاص في دعم العمليات العسكرية الأجنبية.
سلطت مجلة فورين بوليسي الأمريكية الضوء على هذا الملف الشائك، وقالت أن اوباما سمح بإستمرار ية حربين اعتمدتا على مقاولون الجنود المرتزقة، وذكرت أن إجمالي الجنود المرتزقة عن طريق المقاولات يصل عددها داخل الجيش الأمريكي 28, 626 فرد، أي بواقع 3 مقاولين مقابل كل جندي أمريكي،  بعدد يصل إلى 9800 فرد في أفغانستان، و7773 فردا في العراق  بينما عدد جنود الجيش الأمريكي لا يتعدى 4087 جندي هناك.  وذلك بخلاف الأعداد التي تستعين بها المخابرات المركزية الأمريكية وانشطة المجتمعات الإستخباراتية الأخرى، حيث كان أكد مايكل روجر قائد القيادة الإليكترونية، في 5 ابريل الماضي ان 25% من القوة الفعلية لدى القيادة تعتمد على المرتزقة.
كشفت المجلة ان عدد القتلى من جنود المقاولات في العمليات العسكرية يفوق الجنود الأمريكيين في كل من العراق وافغانستان، حيث قتل 1540 جندي مقاولات في عمليات تابعة لأمريكا في الفترة بين 1 يناير 2009 إلى 31 مارس 2016، فيما لم يتعد عدد الجنود الأمريكيين الذين لقوا حتفهم في هذه المناطق إلا 1301 جندي.
أكدت المجلة ان الولايات المتحدة لم تكشف عن أي معلومات بخصوص جنود المقاولات إلا في النصف الثاني من عام 2007، وبالرغم من أن جهات السلطة الأمريكية منوطة بحصر عدد القتلى والمفقودين من جنود المقاولات، إلا ان ليس هناك نظام معتمد لحصر الأعداد. علاوة على ذلك أن أعدادهم، لا تكون معلنة في أي إرسال عسكري جديد للقوات الأمريكية وهو امر نادرا ما يسأل بشأنه الصحفيين ونادرا ما يجيب المسؤولين الأمريكين عنه، وفقا للمجلة، حيث ذكرت أن المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع في فبراير 2015، جون كيربي، تجنب بكياسة الرد على شأن جنود المقاولات المشتركة بالحرب في سوريا، قائلا، “انا لا استطيع التحدث بشأن وجود جنود مقاولات من عدمه”.
أوضحت المجلة ان من ضمن المعلومات لتي لا يتعين الوصول اليها في الأمور المتعلقة بالجنود المرتزقة هي تبعية الجنود لأمريكا او جنسيات اخرى، حيث اكد مجلس الخدمات المهنية الأمريكي ان فقط عدد 32% من جنود المرتزقة  في الفترة بين 2001 و2010ن بينما باقي النسبة، 68% ، تعتبر من غير الأمريكيين.
وذكرت المجلة أن فقدان أي من الجنود الأمريكين في ساحات الحرب، يتبع بتقارير تفصيلية عن ملابسات الحادث على موقع حالات الضحايا المختص بشأن الجنود الأمريكيين، بينما مقتل جنود المقاولات يتطلب من أصحاب شركات المقاولات فقط الإبلاغ عن الحادث لوزارة العمل الأمريكية كي يتسنى لعائلة الفقيد المطالبة بتعويض فيما بعد، ولكن في الغالب وبنسبة 68% لا يبلغ أصحاب الشركات عن حوادث مقتل الجنود، ولذلك تبقى أعداد هؤلاء الجنود غير محددة بشكل سليم. 
وعلى النطاق السياسي، يحظى جنود المقاولات بنسبة صفر% من الإهتمام، فيما عدا ما ذكر عنهم خلال مناظرة المرشح الرئاسي، الذي قال أن جنود المقاولات “تنهب ألاف الدولارات”، دون ذكر دعم هؤلاء الأفراد للعمليات العسكرية الأمريكية.
ورأت فورين بوليسي انه خلال الخمس اشهر القادمة، ستهتم وسائل الإعلام الأمريكي فقط بإستراتيجية “بصمة القدم الخفيفة”، التي تبناها خلال فترة حكمه ولكن في الحقيقة أن إغفال وسائل الإعلام تسليط الضوء على دورهم وتضحياتهم يجعل حروب امريكا أقل قيمة مما هي عليه.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة