15 أبريل، 2024 1:44 م
Search
Close this search box.

‘مجزرة كتب’ في شارع المتنبي بأياد حكومية وفكر متخلف

Facebook
Twitter
LinkedIn

نشر نشطاء ومثقفون عراقيون مجموعة من الصور التي تشهد على تدمير مناضد باعة الكتب في شارع المتنبي من قبل قوات حكومية مساء الاثنين. وذكرت تقارير صحفية قيام أجهزت أمانة بغداد في تمام الساعة الخامسة من مساء الاثنين في تهشيم مناضد عرض الكتب بدون سابق إنذار.

وتساءل بعض الباعة عن الذنب الذي اقترفوه كي يعاملوا بمثل هذه البشاعة في شارع يصف بانه رئة الثقافة العراقية.
وتأتي حملة أمانة بغداد بعد أيام من حملة مماثلة اقتحمت فيها نوادي اتحادات الأدباء والصيادلة والسينمائيين والمشرق تحت مسوغ تقديم الكحول.
ويعود هذا الشارع الواقع في قلب بغداد بمنطقة يطلق عليها اسم القشلة، إلى أواخر العصر العباسي، واشتهر منذ ذلك الحين بازدهار مكتباته واحتضن اعرق المؤسسات الثقافية.
وقد اطلق عليه اسم المتنبي في 1932 في عهد الملك فيصل الأول تيمنا بشاعر الحكمة والشجاعة أبو الطيب المتنبي.
وتحول شارع المتنبي في أوائل التسعينات، في ظل الحظر الدولي الذي فرض على العراق، إلى ملتقى للمثقفين كل يوم جمعة حيث يتم عرض آلاف الكتب وتنتشر فيه مكتبات الرصيف.
وتباع في هذا الشارع الذي تحيط بجانبيه ابينة تراثية كانت تشكل معا مقر الحكم العباسي، كافة أنواع الكتب، كما تباع القرطاسية والاقراص المدمجة والنظارات الطبية والخرائط، وحتى الألعاب الصغيرة.
وتساءل البائع “فريد” عن الضرر الذي يلحقه بـ”حكومة المالكي” حينما أقدمت أجهزة امانة بغداد بتدمير منضدة بيعه للكتب واللوازم المدرسية، مؤكدا انه لم يستطع عمل شي أمام “الجرافة” التي حطمت منضدته.
ويعزو متابعون عراقيون الحملة إلى عناصر في الأحزاب الدينية الحاكمة والساعية إلى “أسلمة بغداد” واتت واضحة بعد الهجمات على النوادي الثقافية والاجتماعية والتي هي قديمة ويعود بعضها إلى الأربعينات من القرن الماضي.
كذلك تأتي محاصرة شارع أبو نؤاس رئة بغداد المعروفة والاستعدادات الجارية لقلع أشجاره وتحويله إلى جادة عمياء، بينما كان هذا الشارع تعرف به بغداد مثلما كانت تعرف بشارع الرشيد الذي هو الأخر تحول إلى مكبات للنفايات.
وكتب أحد المعلقين على الصور المنشورة على الانترنت وأسمه “عبدالحسين” “سيبقى شارع المتنبي شارع اليسار العراقي، وستنتهي كل محاولات أعداء اليسار بالفشل كمحاولات سلفهم صدام، وستشع من هذا المكان كل الأفكار التي تنير الدرب وتدفع ظلام القوى المتخلفة أمامها بعيدا ليس من شارع المتنبي بل من العراق كله”.
وتمنى معلق آخر أسمه “ماجد” أن يكون هذا الحدث نقطة تحول نوعية لدى المثقفين كافة للوقوف بوحه الظلمات وأرباب الخرافات والأساطير.
وكتب “نبيل” “… باسم القانون ينتهكون المقدسات، ويفعل ما يشاء قائدهم (…) ورئيس مجلسهم الجاهل وأمينهم السارق”.
أما “مثنى” فقال “أنهم يعرفون أن شارع المتنبي وكتبه ورواده خطر بالغ على عروشهم النتنة، لو كان المتنبي كبسطيات الروزخونيات من الكتب والملالي والسبح والمحابس لشيدوا وعمروا المكان”.
وتساءل معلق آخر اسمه كريم “لِمَ لا يُكسّرونَ مناضد الإرهاب والفساد قبلَ ان يكسروا مناضد الكتب… أليس هذا امرا يثير التساؤل والريبة؟”.
وقال “علي” في تعليقه “هم طيور الظلام التي لا تريد للناس أن تتنور بالعلم والمعرفة والثقافة، يردون أن نعيش في عقلية العطور الوسطى”.
وأكدت جنان في تعليقها “لقد أصبح العراق حاضنة للفكر المتخلف للأسف، لا تعليق نلزم الصمت على هذه الانتهاكات الإجرامية بحق مثقفي العراق..”.
وقال معلق آخر أسمه “مازن” “أيعقل أن يكونوا بهذه السذاجة؟ هم أصلا يعانون من فقدان احترام المثقف لهم وثقته بهم، بدل أن يقوموا بما يرمم الأجواء المشوبة بالاثقة، يقدمون على هكذا فعل! هذا دليل على مستوى التفكير السطحي لمن أمر بهذا القرار”.
وعرض معلق أطلق على نفسه أسم “أبوليلى” “يديه على باعة المتنبي لتكون مناضد عرض الكتب بدلاً من المناضد المحطمة…!”.
وسخرت زينة في تعليقها بالقول”جريمتهم أنهم يبيعون فكر. وذنبهم أنهم مصممون على أن بغداد ستبقى رغم قسوة الزمن مدينة الثقافة”.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب