29 مارس، 2024 9:46 ص
Search
Close this search box.

“مجزرة القامشلي” .. عبث أميركي لوقف المخططات السورية !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في حادث من شأنه وضع المحادثات الدائرة بين “دمشق” و”الأكراد” على حافة الخطر، أعلنت قوات كُردية أن اشتباكات اندلعت، الأحد 9 أيلول/سبتمبر 2018، بين مقاتلين أكراد، تدعمهم “الولايات المتحدة”، والجيش الحكومي السوري في وسط “مدينة القامشلي”، بشمال شرق سوريا، مما أسفر عن مقتل ثمانية عشر شخصًا على الأقل.

وتفيد الأنباء بأن القتال بدأ بعدما دخلت قافلة للجيش السوري مناطق في المدينة، قالت “وحدات حماية الشعب” الكُردية إنها تسيطر عليها.

واتهمت “الآسايش”، في بيان لها، دورية تابعة لقوات السلطات السورية مؤلفة من ثلاث سيارات بدخول منطقة سيطرة القوات الكُردية في المدينة، صباح الأحد، وباعتقال مدنيين عزل هناك.

وتابع البيان أن الدورية أثناء مرورها من إحدى النقاط الأمنية التابعة لـ”الآسايش”؛ استهدفت القوات الكُردية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أسفر عن اندلاع الاشتباك.

وأكدت قوات الأمن الكُردية أن الحادث أسفر عن مقتل 11 عنصرًا من الدورية وجرح اثنين آخرين، مقابل مقتل مقاتل وجرح آخر في صفوف قوات “الآسايش”.

من جانبه؛ أكد مصدر عسكري سوري مقتل 11 من عناصر الأمن العسكري وإصابة ستة آخرين من حماية “مطار القامشلي”، مضيفًا أن 7 من عناصر قوات الأمن الكُردية قتلوا جراء الاشتباك.

واتهم المصدر قوات “الأسايش” بنصب كمين للدورية أثناء تنفيذها عملية تبديل العناصر عند حاجز “دوار الوفاء” بشكل دوري، مشيرًا إلى أن القوات الكُردية أغلقت “سوق القامشلي” وقطعت الطرق المؤدية إلى المدينة وتتجمع حول المربع الأمني الخاضع لسيطرة الحكومة.

الاشتباكات حدثت بسبب انتخابات الإدارة المحلية..

بدورهم؛ أوضح شهود عيان أن الاشتباك بين عناصر الأمن الكُردي وقوات الدفاع الوطني، التابعة للجيش السوري، احتدم على خلفية الخلاف بين الإدارة الكُردية والسلطات السورية، بسبب انتخابات الإدارة المحلية واعتقال “الآساييش” للعشرات من المرشحين لهذه الانتخابات.

يسعى لإفشال الحوار بين “دمشق” و”الأكراد”..

على خلفية الاشتباكات؛ دعا “مجلس سوريا الديمقراطية”، طرفي الاشتباك بين الجيش السوري وقوات “الأسايش” الكُردية بمدينة “القامشلي” لضبط النفس، معتبرًا أن من يقف وراء الحادث يسعى لإفشال الحوار بين “الأكراد” و”دمشق”.

وقال المجلس؛ وهو الجناح السياسي لتحالف “قوات سوريا الديمقراطية” العسكري، الذي يشكل المقاتلون الأكراد حوالي 80 بالمئة من وحداته، في بيان، أنه قد “حدث اشتباك بتاريخ 08.09.2018 ما بين قوات تابعة للنظام وقوات (الأسايش) في مدينة القامشلي لدى عبور دورية للأمن العسكري لحاجز (الأسايش)، نتج عنه وقوع خسائر من الطرفين”.

وأضاف البيان: “إن تزامن هذا الإفتعال مع توقيت إنعقاد القمة الثلاثية في طهران مدعى للتساؤل في الوقت الذي فتح فيه باب اللقاءات والتحدث عن مفاوضات بين السلطة السورية ومجلس سوريا الديمقراطية، وكانت مثيرة للاهتمام التصريحات التي أدلى بها مسؤولون عن النظام السوري، ونعتبرها تحريضية ومتضمنة لغة التهديد والإبتعاد عن لغة الحوار”.

ضبط النفس والإبتعاد عما يثير الاستفزاز..

وتابع: “إننا في مجلس سوريا الديمقراطية نأسف لما حدث في مدينة القامشلي، وندعو الأطراف لضبط النفس والإبتعاد عن كل ما يثير الاستفزاز، ونرى أي تصعيد في هذا الوقت بالذات لن يخدم أي طرف وطني سوري يؤمن بلغة الحوار في إيجاد حل للأزمة السورية على أساس مساره السياسي”.

وأردف “مجلس سوريا الديمقراطية”، في تطرقه إلى مفاوضاته الأخيرة مع الحكومة في “دمشق”: “لقد لبينا دعوة السلطة السورية إلى الحوار إنطلاقًا من مسؤوليتنا التاريخية وإيمانًا بدورنا المؤثر وتعاملنا مع الدعوة وفق مشروعنا الديمقراطي وانتمائنا السوري، ونؤكد مرة أخرى بأننا دعاة حوار وطلاب سلام ومؤسسين حقيقيين للأمن والاستقرار في شمال وشرقي سوريا”.

ودعا المجلس إلى “الوقوف صفًا واحدًا من القامشلي إلى الساحل السوري إلى دمشق وإلى حوران الجبل والسهل، وأن نتحمل سويا مسؤولياتنا وبذل كل ما هو ممكن في إنجاح اللقاءات ما بين السلطة السورية ومجلس سوريا الديمقراطية”.

وختم المجلس بالقول: “نؤكد لشعبنا السوري أن ما حدث في مدينة القامشلي يقف وراءه من يبغي إفشال محادثاتنا ولقاءاتنا ممن يتربصون بها إقليميًا ودوليًا”.

ضوء أخضر أميركي لإشعال تلك المنطقة..

تعليقًا على الحادث؛ قال “د. علاء الأصفري”، الخبير السياسي والإستراتيجي السوري، إنه بالنظر إلى الاشتباكات بين “الأمن الكُردي” و”الجيش السوري” في “القامشلي” إلى أنه كمين غادر قامت به القوات الأمنية الانفصالية هناك ويطلق عليهم قوات “الأشايس”، وكان هناك مفاوضات بينهم وبين الحكومة السورية، ولكن هذا الكمين الغادر الذي راح ضحيته أكثر من 13 شهيدًا غير مبرر، ولكن من الواضح أن هناك ضوء أخضر أميركي لاشعال تلك المنطقة، ويحاول الانفصاليون الأكراد تثبيت أمر واقع في تلك المنطقة؛ وهذا غير مسموح به محليًا وإقليميًا ودوليًا.

وأكد “الأصفري” على أنه لا يمكن فصل ما حدث سياسيًا عن باقي الوضع في الشمال السوري وما يحدث في “إدلب”، لأن هذه الخطوة متعمدة لتشتيت إنتباه تركيز “الجيش العربي السوري”، ولكن اليوم “الجيش العربي السوري” مستعد لإقتحام معاقل الإرهابيين في “إدلب” والقضاء عليهم جميعًا. وأكد أن القرار نهائي لإسترجاع كل شبر من أراضي الدولة السورية إلى سلطة الدولة المركزية في “دمشق” مهما كلف الأمر.

رد على مخرجات القمة الثلاثية..

كما أكد الخبير العسكري السوري، “علي مقصود”؛ على أن “أوامر أميركية تقف وراء الهجوم الذي نفذته ميليشيا (الأسايش) في القامشلي، والذي راح ضحيته مدنيون وعسكريون سوريون”.

وتابع “مقصود”: “يأتي الهجوم ردًا على مخرجات القمة الثلاثية الروسية التركية الإيرانية، حول معركة تحرير إدلب وما ورد فيها من مؤشرات عن نقل المعركة التالية إلى شرق الفرات”.

ويرى الخبير العسكري السوري، “علي مقصود” أن المجزرة تأتي للرد على تصريحات الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، خلال القمة الثلاثية التي جمعته، الجمعة الماضي، مع نظيريه الروسي والتركي، حين قال إن الوجهة بعد تحرير “إدلب” هي منطقة “شرق الفرات”، أي المنطقة الشرقية والشمالية الشرقية.

وأشار “مقصود” إلى أن الاعتداء بـ”الصواريخ العنقودية”، الذي نفذته “جبهة النصرة”، الجمعة، على “مدينة محردة”، والذي أودى بتسعة مدنيين وأصاب أكثر من ثلاثين آخرين، يأتي في السياق نفسه.

خلط الأوراق وإثارة الفوضى..

ويزعم “مقصود” أن “الجانب الأميركي يريد أن يخلط الأوراق ويثير حالة من الفوضى تحقق إرباكًا لتعطيل معركة تحرير إدلب، ويريد في الوقت نفسه قطع طريق التواصل الذي مهدته المفاوضات التي أجراها وفد (قسد) مع الدولة السورية بدمشق مؤخرًا”.

وأضاف: أن “الجانب الأميركي لم يعد لديه أوراق يمكن استخدامها في سوريا، ولذلك يسعى لإنتاج أوراق جديدة وإثارة حالة من الفوضى، تؤخر الاستحقاق الآتي الذي سيواجهه بعد إنتهاء معركة إدلب، حين تتوجه البوصلة بإتجاه طرد القوات الأجنبية غير الشرعية من كامل الجغرافيا السورية وعلى رأسها القوات الأميركية”.

وأكد “مقصود” على أن كل هذه المساعي الأميركية لن تغير في المعادلة ولا في مسار “الجيش السوري” وحلفائه، فمدينة “إدلب” ستحرر “وسيقضى على التنظيمات الإرهابية التي تعيث فيها فسادًا، وكذلك الشمال الشرقي لسوريا سيعيش على إيقاع التحرير والنصر”.

وأكمل “مقصود”: “بتقديري ستكون هناك عمليات انسحاب وإخلاء للميدان من قبل القوات الأميركية قبل مواجهة هذه الاستحقاقات، وسنبدأ برؤية القوات الأميركية تنسحب من مناطق سيطرتها قبل إنتهاء معركة إدلب”.

وقال “مقصود”: “ليست كل قوات سوريا الديمقراطية متواطئة مع الولايات المتحدة الأميركية، ولكن لا تزال بين الأكراد أذرع وتيارات تحمل المشروع الأميركي وتنتصر لإستراتيجيته بكل ما أوتيت من قوة، ومع ذلك فإن التيار الأقوى في قوات سوريا الديمقراطية يرغب بالتوجه نحو الدولة السورية ومشروعها، لأنه أكثر عقلانية ويدرك أن إرتباطه بالمشروع الأميركي لا حياة له وأن أميركا سترمي بالمشاريع والمطالب الكُردية في مزابل التاريخ وتدفنها مع هزائمها ومشاريعها التي تم تمزيقها في المنطقة بأسرها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب