23 مارس، 2024 9:24 ص
Search
Close this search box.

مجتمع يشتعل فوق لهيب الأسعار والفقر .. سؤال إيراني: لماذا كل هذا العنف ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

انتشرت مؤخرًا العديد من الأخبار المتتالية التي أثارت صدى واسع في المجتمع الإيراني؛ بدأت بالبلطجة العلنية على إحدى السيدات في مدينة “شهريار”؛ ونجاح قوات الشرطة في التعرف على الجناة سريعًا وسوف يتلقون العقوبة بالتأكيد، وحتى اختطاف بعض الرهائن بالأمس في إدارة الأملاك والعقارات بـ”مؤسسة المستضعفين”؛ في مدينة “إيلام”، غربي “إيران”، وغيرها من الأخبار الأخرى المنشورة والمتعلقة بأعمال العنف؛ بحسب رصد “حسن موسوي ‌چلک”؛ رئيس جمعية الأخصائيين الاجتماعيين في “إيران”، في مقاله التحليلي الذي نشر بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية.

مصدر الصورة: إيرنا

مؤشرات مقلقة على تنامي العنف المجتمعي..

والسؤال: هل وتيرة العنف في المجتمع الإيراني مُثيرة للقلق ؟!..

إن نظرة على إحصائيات المصابين في ملفات الطب الشرعي أو القضايا؛ فسوف نكتشف وجود حوالي: 600 ألف قضية في السنوات الأخيرة، وأغلبها قضايا السرقة. وحين تأخذ المال من شخص بالقوة؛ فإننا ندخل نوعًا ما في حالة من العنف.

هذا بخلاف بعض المؤشرات الأخرى؛ من مثل الميل إلى استخدام المخدرات المصنعة، وتعاطي الكحول، وإحصائيات الاضطراب النفسي والإكتئاب وغيرها، إنما تعكس عدم قدرة أي شخص على إنكار ارتفاع معدلات العنف أو انتشار العنف بشكلٍ عام في المجتمع.

والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يلجأ الأفراد؛ (بحق أو بدون)، إلى سلوكيات العنف ؟.. والحقيقة لست على علمٍ بما جرى في حادثة “إيلام”، ولا أعلم إذا ما كان الجاني موظف سابق في الإدارة، أو ما إذا كان محقًا فيما فعل، لكن اللجوء إلى العنف؛ وخصوصًا احتجاز الرهائن تحت تهديد السلاح أو البلطجة باستخدام السلاح الأبيض، هي كلها سلوكيات تتسم بالعنف.

والمبادرة إلى استخدام الأسيد والمواد الحارقة على سبيل الانتقام، إنما تُثبت اللجوء أنه في بعض الأحيان ولأسباب مختلفة إلى الاستفادة من أساليب غير قانونية للحصول على حقك أو إثابته؛ وإن كنت مخطئًا من منظور الآخرين، وهذه مسألة بالغة الخطورة أن يُقرر أي شخص في أي وقت استخدام العنف وعدم احترام القانون، حتى يتمكن من الانتقام والثأر والحصول ربما من منظوره هو الشخصي على حقه.

أسباب إشتعال الوضع..

والتناقض في بعض القرارات، وانعدام التنسيق في بعض الإدارات، وتراجع قيمة العُملة، والبطالة، والفجوة بين الدخل والنفقات؛ إنما تضاعف كلها من الضغوط.

مصدر الصورة: مواقع التواصل

ومن الطبيعي أن تتضاعف الضغوط في دولة تمتلك كل هذه المصادر، وإمكانيات واقعية ومحتملة، وموقع جيوسياسي خاص يُتيح للمواطن العيش في رفاهية كاملة، لكنه يعيش أجواء اقتصادية غير مناسبة بحيث يدفع مبلغ: 90 ألف طومان مقابل البيضة الواحدة أو يدفع أرقام لا تُصدق لقاء علبة سمنة أو كيلو دجاج.

ولابد من الحديث عن تلك الفترة الحساسة؛ أكثر من أي وقت آخر. ونحن لا نقول لا تشتروا المكرونة، والفاكهة، والدجاج واللحوم، لكن السؤال: لماذا يجب حذف بعض الأصناف من سلة الدعم بسبب غلاء الأسعار ؟..

في الحقيقة كل ذلك؛ يُزيد من الضغوط على المواطن. ومن يمتلكون مهارة مرونة عالية ويستطيعون السيطرة على انفعالاتهم واللجوء إلى الأساليب القانوينة، قد يلجأون إلى العنف بهذه الطريقة كخطوة أولى، ولكن ماذا عن أولئك الذين لا يملكون مثل هذه المقدرة ؟.. وأنا لا أريد القول: إن انتشار العنف بشكل علني، يؤثر على الرأي العام؛ وقد يُفضي إلى تكرار مثل هذه السلوكيات. وقد تابعنا نفس الموضوع في قضية الانتحار.

لذلك ننتظر من المسؤولين المهمومين برفاهية الشعب وسلامة المواطنين النفسية والاجتماعية، اتخاذ التدابير المناسبة تقضي على مخاوف المواطن الذي قاد الثورة قبل 40 عامًا؛ وقدم الروح والمال، ويتوقع تحسين جودة سفرته والحد من مخاوفه وتحدياته. وآمل أن نرى آثار هذه التدابير على حياة الأفراد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب