خاص : ترجمة – محمد بناية :
نستيقظ فجأة على خبر اتهام فلان المشهور بالقتل، أو القبض على فلان صاحب الشهرة، أو تنتشر صورة أو فيديو فاضح، وربما يجب أن ننتظر غداً لنرى تشويه صورة فلان.. بفضل الفضاء المجازي والشبكات الاجتماعية تنتشر هذه المجموعة من الأخبار البعيدة تماماً عن الواقع. ورغم أننا نصف في بعض الحالات مثل هذه الأخبار بالكذب والشائعات، ولكن ربما من الجيد أن نراعي ولو بنسبة ضئيلة صحة هذه الأخبار.
على سبيل المثال تسمع فلان دفع أموال لخطاب فلان مقابل قراءة “الروضة”. فلان المشهور حصل على هذا الكم من المال كإجراء أو فلان المداح جعل منزلاً في مدينة “ولنغك” باسمه !.. هذه التصورات ربما تخالف الواقع، لكن حدوثها غير مستبعد.
يعقد “مجلس عزاء آل البيت” وتكون الدعوة عامة وكلاً يخرج مائدة باسم أحد الأئمة. والنساء اللائي يجتمعن في هذه المجالس، نظراً لطبيعة أعمارهن، يعتبرونها محفل لإجابة الدعاء والنذور. جلسن حول المائدة ورددن الصلوات إستجابة لأمر سيدة المجلس وأسررنا بحاجاتهن. ونصيب الجدة من “مجالس الروضة”، التي تُعقد بالحارات في الجنوب أو الشمال الإيراني، تفاحة وبرتقالة وعدد من قطع الشيكولاتة، ومن ثم تظل تدعو إلى السيدة “اينا” صاحبة المجلس: “أريتِ ماذا قالت سيدة المجلس… يجب أن تصوتي لأحمدي نجاد…”.
لكن المؤكد توجد “مجالس عزاء آل البيت” إحترافية. وقد ظهر مصطلح “سيدة المجلس” قبل قرابة الأربعين عاماً؛ بين نساء المجتمع والمترددات على المجالس المذهبية. وهو مصطلح تتخذه الكثيرات من النساء درعاً، وهن مستعدات لدفع أي مبلغ مقابل ذلك، يحددن السعر مقابل مجالس العزاء وقراءة “الروضة”. في غضون ذلك أحالت بعض الفئات مراسم العزاء إلى نوع من الترف.. على سبيل المثال في روضة السيدة “رقية” بمنزل السيدة “اينا” يقدمون الموز وحليب الشيكولاتة.. وعلينا أن نقدم حلويات الوردة المحمدية.. لكن القصة لا تتوقف عن هذا الحد.
تقول “پریسا عبادي”، مراسلة صحيفة (صوت الإصلاح) الإيرانية: “وصلنا إلى نهاية القاعة إلى أصل الموضوع، أي السيدة مسؤولة المجلس.. كم مرة تنقلين كلام أحد رؤساء الجمهورية ؟.. وكم تحصلين مقابل قراءة الروضة سيدتي ؟!.. مع العلم أنني ذهبت إلى بعض مجالس العزاء وكانوا قد جلبوا مداحين ذكور أي أنهم كانوا قد توصلوا إلى هذه النتيجة.. وهي مستمرة إلى الآن !”.
المداح لا يجب أن يطلب مقابل..
يقول المداح، “جواد براتي”: “ليس للمداح أي حق في ذلك، ولا توجد ضروريات مقابل دفع المال. فإذا جمع النظام مبلغاً من المال على سبيل الهدية فلا مشكلة، لكن طلب المداحين منهي عنه. لقد قال كبار رجال الدين بشكل صريح: إن طلب المال يوزاي قتلة كربلاء، ولا فرق بين قراءة الروضة أو الخطبة. فالمدح ليس مهنة يُتكّسب من خلالها، وكل المداحين يعملون بمهنة أخرى يقومون بها إلى جانب المدح.. وما من أخبار أكثر ضرراً من الأخبار التي تشكك في الشخصيات المذهبية وتوجيه معتقدات الناس. صناعة الماركات الدينية والنموذج الإسلامي أو التقييم المالي أو أي مسمى آخر تلعب دوراً كبيراً في إنعدام ثقة الشعب حيال الدين والروايات الدينية والمعصومين. وأحياناً ما يُنسب الخطأ إلى الدين وأحياناً أخرى إلى الشخص”.
مسؤول: علمنا أن سيدة تعقد مجلس عزاء باسم الأئمة..
تقول “فرزانه سادات نيكوبرش”، رئيس الفئات الاجتماعية بمديرية الدعاية الإسلامية: “المداحات النساء يحصلن على مبالغ متفاوتة من الجماهير بحسب الاتفاق، وعادة ما يُغض الطرف عن مثل ذلك، وبعضهن يدعين انفاق هذا المبلغ على الأمور الخيرية، ويحصلن عن بالغ هائلة من صاحبة المنزل”.
واضافت، بحسب (صوت الإصلاح): “تأسست للتعامل مع هؤلاء هيئة يسجل فيها هؤلاء أسماءهن، وجاء التعامل على شكلين، بعضهن رحب واستفاد من برامج الهيئة، حيث تقوم الهيئة بتدريب هؤلاء النساء على التعريف بالأحكام وقراءة الروضة وغير ذلك بالشكل الذي يلبي احتياجات ومتطلبات كل محافظة واستطاعة النساء مع مراعاة المستوى التعليمي لهن. وتحصل مرشحات الهيئة لإقامة مجلس عزاء على عائد بين 50 – 100 ألف طومان. والهيئة تهدف من هذا العمل إلى إصلاح العادات الخاطئة في هذا المجال، صحيح أن العادات الاجتماعية تقف حجر عثرة، لكننا نسعى إلى تطوير مستوى الثقافة الدينية الشعبية”.