خاص : ترجمة – محمد بناية :
اتهم “محمد سرافراز”، رئيس هيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية سابقًا، منظمة استخبارات “الحرس الثوري”، بالتقاعس عن مكافحة الفساد.. جاء ذلك خلال الحوار الذي أدلى به السيد “سرافراز”، إلى مقدم برنامج (الغرفة الزجاجية)، السيد “عبدالرضا داوري”، الصحافي الإيراني والناشط السياسي المقرب من الرئيس الإيراني السابق، “محمود أحمدي نجاد”.
ومعروف أن تيار “أحمدي نجاد” كان قد طرح، على مدى العامين الماضيين، انتقادات واسعة ضد منظمة استخبارات “الحرس الثوري”، وإجراء “عبدالرضا داوري”، لمثل هذا الحوار مع رئيس الإذاعة والتليفزيون السابق، يؤكد استمرار مساعي هذا التيار ضد المنظمة، وتحديدًا ضد رئيسها، “حسن طائب”. بحسب ما ذهب إليه “رضا حقيقت نزاد”، على موقع (راديو الغد الأميركي الناطق بالفارسية.
كشفا الفساد واستطاعوا الفرار خارج إيران !
كما شاركت في ذلك الحوار، عبر مداخلة تليفونية من “عمان”، السيدة “شهرزاد ميرقلي خان”، مفتش خاص بهيئة الإذاعة والتليفزيون الإيرانية إبان رئاسة “محمد سرافراز”.
وتناول البرنامج، (الغرفة الزجاجية)، محاولات إصلاح أربع مشاريع “فنية-اقتصادية” مهمة داخل “هيئة الإذاعة والتليفزيون” الإيرانية، هي :
مشروع “داتا سنتر”، والذي تكلف 50 مليار تومان، ومشروع (IPTV)، والذي تكلف مبلغ 9 مليون دولار، ومشروع “سروش” لإيصال الرسائل، وأخيرًا مناقصات الإذاعة والتليفزيون بقيمة 1650 مليار تومان. المناقصات التي تعتبر المحور الأهم في هذه المشاريع.
وبحسب رواية “محمد سرافراز”؛ فقد عقد “حسين طائب”، رئيس منظمة استخبارات “الحرس الثوري”، و”جمال الدين آبرومند”، مساعد تنسيق “الحرس الثوري”، آنذاك، العزم على المشاركة في مناقصات الإذاعة والتليفزيون، وقد أوفدا، “مسعود مهردادي”، مندوبًا عنهما للمشاركة في اجتماعات المناقصات.
وقد فاز، في هذه المناقصات، بنك “تطوير التعاون”، المحسوب على “وزارة العمل”، إلا أن البنك انسحب تحت ضغط منظمة استخبارات “الحرس الثوري” وقرار “علي ربيعي”، وزير العمل السابق، والذي كان صديقًا ورفيقًا للسيد “طائب”.
وقد اضطرت، “شهرزاد ميرقلي خان” و”محمد سرافراز”، إلى مغادرة “إيران”، عام 2015، تحت وطأة ضغوط استخبارات “الحرس الثوري” للحصول على هذه المشاريع الاقتصادية.
في السياق ذاته؛ تحدثت “ميرقلي خان” عن الدور غير المعلن للسيد، “محمود سيف”، زوجها السابق، في تكثيف الضغوط.
أهمية الأسماء المطروحة..
أولاً : “مسعود مهردادي”، النائب الاقتصادي في مؤسسة “تعاون الحرس الثوري”، حتى 2018، وهو صاحب دور رئيس في الكثير من الشركات الاقتصادية واتفاقيات هذه المؤسسة.
وقد شكل بالتعاون مع، “جمال الدين آبرومند”، مساعد تنسيق “الحرس الثوري”، حتى عام 2018، شراكة اقتصادية.
وشغل “آبرومند”، في الوقت نفسه، منصب رئيس الهيئة الإدارية في مؤسسة “تعاون الحرس الثوري”، وطرح بالتعاون مع، “مسعود مهردادي”، العقل المفكر للأنشطة الاقتصادية في مؤسسة “تعاون الحرس الثوري”، الكثير من المشاريع.
كذا كان “مسعود مهردادي”، المندوب الرئيس لمؤسسة “تعاون الحرس الثوري” في شركة الاتصالات الإيرانية، وبنك “أنصار”، وشركة “ياس” القابضة، والنواة الأساسية لمؤسسة “تعاون الحرس الثوري” في قطاع الخدمات، والإسكان.
وبحسب “عبدالله رمضان پور”، الناشط السياسي والمتحدث باسم حكومة الرئيس الأسبق، “محمد خاتمي”، فقد تورطت شركة “ياس” في ملفات فساد بقيمة 13000 مليار تومان. الأمر الذي استدعى حل الشركة، عام 2017، طبقًا للمستندات الرسمية لتوثيق الشركات، وشاعت الأخبار، آنذاك، عن إلقاء القبض على “مسعود مهردادي”.
في السياق ذاته؛ كشف “محسن هاشمي”، رئيس مجلس مدينة “طهران”، عام 2018، عن اعتقال خمسة أشخاص بتهمة التورط في ملفات فساد مؤسسة “تعاون الحرس الثوري”، وإضطلاع داخل الأركان العامة للقوات المسلحة والمحكمة العسكرية بالسلطة القضائية بفحص الملفات. ولم يتطرق للحديث عن، “مسعود مهردادي”، لكن فحص مستندات تغيير الشركات المحسوبة على مؤسسة “تعاون الحرس الثوري” تثبت إقالة “مسعود مهردادي” عن رئاسة هذه الشركات.
ثانيًا : “جمال الدين آبرومند”، والذي عُزل بشكل مفاجيء عن منصبه كنائب التنسيق في “الحرس الثوري”، عام 2018، وتعيينه “نائب معسكر الحرب الناعمة” بـ”الحرس الثوري”. ويخضع هذا المعسكر حاليًا لإشراف، “محمد علي جعفري”، القائد السابق لـ”الحرس الثوري”.
وقد انتشرت الأخبار عن تورط “جمال الدين آبرومند” في ملفات فساد.
ثالثًا : “محمود سيف”، طليق “شهرزاد ميرقلي خان”، وقد ألقي القبض عليهما، عام 2007، في “النمسا”، بتهمة شراء وتوريد غير قانوني لعدد 3000 كاميرا رؤية ليلة.
وكان “محمود سيف” يدير شركة “مبين” لتجارة الألماس، ضمن مجموعة شركات مؤسسة “تعاون الحرس الثوري”. واستناداً إلى بيانات “وزارة الخزانة” الأميركية، عام 2017، فقد ساهمت شركة “مبين”، بالتعاون مع “الحرس الثوري”، في توفير معدات وأدوات تزوير العملات، وكذلك التورط في صفقات أسلحة.
وقد لعبت شركة “مبين” دورًا في تدشين شبكة تزوير عملة بغرض توفير الدعم المالي للمتمردين “الحوثيين” في “اليمن”.
وقد كان “محمود سيف”؛ يعمل في “إيران” باسم، “محسن سجادي نيا”، وهو من جملة الأسماء التي طُرحت واُعتقلت، عام 2017، في إطار مواجهة الفساد داخل “الحرس الثوري”.
والواقع نحن بصدد مثلث فساد يتكون من “جمالالدین آبرومند”، و”مسعود مهردادي”، و”محمود سیف”، وهم يعملون، بحسب، “محمد سرافراز”، تحت إشراف “حسين طائب”، رئيس منظمة استخبارات “الحرس الثوري”.