مثقفون عرب يتهمون التخلف الديني بمحاربة المرأة

مثقفون عرب يتهمون التخلف الديني بمحاربة المرأة

أقام الصالون الثقافي العربي بمندوبية جمهورية العراق في مصر بالتعاون مع جامعة الدول العربية ، ‏حلقة نقاشية حول “دور المرأة في ظل التحولات الجارية : المشاركة والإبداع والتغيير”. ‏
وحضر جلسات الصالون مجموعة من الوزيرات من عدة دول عربية هي مصر وفلسطين والعراق ‏والمغرب وليبيا وموريتانيا والأردن بجانب الدكتورة سميرة التويجري المدير الإقليمي لهيئة الأمم ‏المتحدة للمرأة بالإضافة الى نخبة من الشخصيات العامة المصرية وأعضاء الصالون. ‏
وبدأت الجلسة برئاسة السفير د.قيس العزاوي مندوب جمهورية العراق الدائم  بجامعة الدول العربية ‏والأمين العام للصالون حيث إستعرض تأريخ الصالون وكيف تأسس منذ عامين ونشاطاته وما يرمي ‏إليه لتجميع المثقفين العرب وتواصلهم الذي ربما تعرقله السياسة. ولفت العزاوي الى أن الثقافة تجمع ‏ولا تفرق، منوهاً بأن هذه الحلقة النقاشية هي أول تعاون بين الصالون والجامعة العربية وتشكل نقلة ‏نوعية في مسيرة الصالون لأن قضية المرأة باتت تعد من القضايا الأكثر أهمية في تأريخ العرب اليوم. ‏
ومن جهتها أوضحت تهاني الجبالي أن المرأة العربية بلغت سن الرشد منذ عقود طويلة، وأن التحديات ‏التي تواجهها الآن ليست جديدة،لا على المرأة ولا على هذا الشعب العربي، مؤكدة على أن كل هذا إلى ‏زوال. وإعتبرت أن أي هزيمة عابرة لكن الهزيمة الثقافية هي الهزيمة الإستراتيجية وأنه :  ” لولا ‏قدرتنا كمثقفين على إدراك الذات لكانت هزيمة أوطاننا من خلالنا نحن”. ‏
وأشارت الى أن تيار “اليمين الديني” له شكل من أشكال التشدد الواضح، وأن كل قادة هذا التيار وقفوا ‏يهتفون ضدها في ميدان نهضة مصر، وهو ما أشعرها بالسعادة والفخر لأنها حررت هذا المشهد من ‏الشخصنة، لكن وإذا كان موقفها قد سجل هذا التيار فهي بمثابة إنتصار ثقافي لها في مواجهة تيارات ‏التخلف، التي تعامل المرأة على أنها قاصرة ولا تعترف لها بمساواة أو بمقدرة على تحقيق ذات. ‏
أما د. صلاح فضل فقد أشار الى أن وضع المرأة يمكن اعتباره أيقونة للثقافة، وقال أنه متى تحررت ‏المرأة تحرر الإبداع، وأن الفترات الأكثر تحرراً برز فيها الإبداع بشكل كبير، وأنه خلال فترة إزدهار ‏الأندلس كانت أكثر فترات التأريخ الإسلامي، التي أتاحت المجال للمرأة، فنجد كتاب “الإحاطة في ‏أخبار غرناطة” يذكر سيرة 600 شاعرة لهن نصوص في هذه الفترة. ‏
أما د.هيفاء أبو غزالة وزيرة السياحة السابقة بالأردن عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية، ‏فقد تساءلت عما إذا كانت الديمقراطية تحتاج المرأة أو أن المرأة تحتاج الديمقراطية ؟ وأشارت الى أن ‏مصطلح الربيع العربي كان الرئيس”أوباما” أول من أطلقه، وأن المرأة في دول الربيع العربي لم ‏تفاجئ العالم فحسب، بل فاجأت نفسها أيضا. ‏
أما وزيرة الشؤون الإجتماعية الليبية السابقة د.مبروكة جبريل فقد تحدثت عن الدور الهام الذي لعبته ‏المرأة الليبية خلال الثورة في بلادها ،حيث كانت توزع المنشورات، وتنقل السلاح، لأن سيارات ‏النساء لم تكن تفتش، كما أنها قامت بدور كبير في دعم الجبهات بالغذاء، وأنها ما زالت تحاول ‏الحصول على حقوقها السياسية، للمشاركة في مسار الديمقراطية. ‏
ومن جهتها لاحظت د. ربيعة ذياب وزيرة المرأة الفلسطينية أنه بالرغم من كون المرأة الفلسطينية ‏جزء غير منفصل عن المرأة العربية ، إلا أن ظروفها قد تكون مختلفة مع الإحتلال، مشيرة الى أن ‏هناك سجينات، شهيدات، معتقلات، فالمرأة الفلسطينية حالة من النضال وتحمل المسؤولية، لها دورها ‏الرئيسي في الحفاظ على إستمرارية الثورة الفلسطينية، وحافظت على تماسك الأسر الفلسطينية وعلى ‏الثقافة والذاكرة الفلسطينية، خاصة عبر الأجيال المتعاقبة في الشتات، والتي تحفظ برغم ذلك فلسطين ‏عن ظهر قلب. ‏
أما الدكتورة إبتهال الزيدي وزيرة المرأة العراقية فقد أشارت الى مشاركة المرأة للرجل في التغيير منذ ‏فترة السبعينيات، وبعد 2003 منحت المرأة دورا وفرصة للمشاركة في كتابة الدستور وفي صناعة ‏القرار السياسي من خلال البرلمان وأوضحت أن الضامن الوحيد لحقوق المرأة هو الدستور وتحديد ‏نسبة الكوتة وهي التي سمحت لها ان تحصل على 27% من عدد نواب البرلمان العراقي. ‏
وتواصلت المناقشات حيث اكدت نجوى صادق نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية على أنه جاء الوقت ‏للمطالبة بتشريعات حاسمة وصريحة لإعطاء المرأة حقوقها، عبر تشريعات تكفل لها المشاركة ‏السياسية ولو بقدر 30% من البرلمان ومثلها للقضاء والنيابة العامة، وغيرها من المناصب القيادية، ‏إضافة الى إستصدار قوانين وتشريعات لحماية المرأة من العنف. ‏
وعلى الصعيد نفسه أشارت “بثينة كامل” الى أنها لم تعلن ترشحها للرئاسة المصرية بالأساس رغبة ‏في أن تصبح رئيسة، لكنها كانت بمثابة هجوم على المتطرفين في التيارات الدينية، لإرباكهم، وكان ‏منها أن إعترف”محمد مرسي”رئيس حزب الحرية والعدالة” وقتها، وقال إن الجماعة ليست ضد ‏ترشح امرأة أو مسيحي للرئاسة. ‏
وختم النقاش د.جابر عصفور ببحث مهم عن التحولات الجارية وتأثيرها على المرأة العربية، مشيرا ‏الى نضالاتها عبر التأريخ ونوعية الإنجازات المتحققة التي أصيبت في عمقها بسيادة التيارات ‏الظلامية، ومنوهاً بأن هناك نزعة غالبة على الفكر العربي الإسلامي تحقر من شأن المرأة. وقال إنه ‏ليس هناك إحترام سائد لها، إلا في اللحظات التي غلب فيها الفكر العقلاني وإنتصر، وخلص الى أنه لا ‏تمكين للمرأة سيحدث الآن في ظل غلبة ثقافة التعصب والتطرف السائدة في مصر حالياً.‏
وقد حضر الحلقة النقاشية أعضاء الصالون من بينهم د.يحيى الجمل ووزير الثقافة الأسبق ود.جابر ‏عصفور والناقد د.صلاح فضل ود.محمود العزب مستشار شيخ الأزهر وممثل الأمين العام لجامعة ‏الدول العربية السفير وجيه حنفي الأمين العام المساعد والسفيرة فائقة الصالح الأمين العام المساعد ‏للشؤون الإجتماعية والسفير ناصيف حتي المتحدث الرسمي بأسم الجامعة.  ‏
كما شارك في الحلقة عدد من الشخصيات العامة من بينهم المستشارة تهاني الجبالي نائب رئيس ‏المحكمة الدستورية “سابقاً”، والوزيرة مشيرة خطاب ورئيس حركة كفاية جورج إسحاق وعدد من ‏الفنانين مثل جلال الشرقاوي وعزت العلايلي وعهدي صادق والفنانة صابرين ونادية مصطفى وعدد ‏من السفراء والدبلوماسيين من بينهم بركات الفرا سفير فلسطين بالقاهرة ود.خالد زيادة سفير لبنان ‏بالقاهرة ومحمد سيدي أبو بكر رئيس وزراء موريتانيا الأسبق وسفير بلاده الحالي في مصر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة