وكالات – كتابات :
أعلن متظاهرو “المنطقة الخضراء”، اليوم الإثنين، عن اعتصام مفتوح ينطلق من هذا اليوم، أمام كل بوابات المنطقة.
وقال مراسلو وسائل إعلام عراقية محلية؛ إن: “المتظاهرين أمام بوابة المنطقة الخضراء أعلنوا اليوم، اعتصامًا مفتوحًا”.
وأفاد مصدر أمني؛ بوقت سابق اليوم، إن: “قوات حفظ القانون والفرقة الخاصة؛ كثفت انتشارها ضمن مقتربات المنطقة الخضراء، وسط بغداد”.
وأضاف؛ أن: “ذلك يأتي بالتزامن مع اقتراب موعد التظاهرة المركزية لجماهير تحالف (الفتح)، في ساحة الطابقين، في منطقة الجادرية، للتنديد بعمل المفوضية والاعتراض على نتائج الانتخابات”.
سخرية النشطاء..
على جانب آخر؛ سخر ناشطون عراقيون من تظاهرات لمناصري الأحزاب الخاسرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بصورة لافتة، مذكرين بطريقة تعامل وسائل الإعلام والمنصات الإلكترونية، التابعة لفصائل في (الحشد الشعبي)، مع تظاهرات تشرين 2019.
وعقب إعلان “المفوضية العليا المستقلة للانتخابات”؛ النتائج يوم السبت، حثّت قوى خاسرة، أبرزها ضمن تحالف (الفتح)، مناصريها على التظاهر: “رفضًا للتزوير” والمطالبة بإلغاء النتائج.
وخرج مناصرون للأحزاب في تظاهرات احتجاجية، وعمد بعضهم إلى غلق طرق رئيسة وجسور حيوية بالإطارات المشتعلة، في “بغداد”، ومحافظات” “البصرة، ذي قار، النجف، الديوانية، بابل، كركوك، ونينوى”، كما حصل اشتباك بالأيدي بين محتجين والقوات الأمنية، شمالي “بغداد”.
وأتت هذه التظاهرات بعد ساعات من بيان “الهيئة التنسيقية للمقاومة العراقية”، التي تضم عددًا من الفصائل المسلحة المنضوية تحت هيئة (الحشد الشعبي)، ورد فيه أنه: “من حق العراقيين الخروج احتجاجًا على كل من ظلمهم ورفض الإذعان إلى مطالبهم”.
وبعد إنطلاق التظاهرات، تفاعل ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي معها بطريقة ساخرة، لافتين إلى كيفية تعامل تلك القوى السياسية الخاسرة وإعلام الفصائل مع: “انتفاضة تشرين”.
“نريد مقاعد”..
وفي محاكاة للشعارات التي رفعها متظاهرو “تشرين”، قبل عامين، أطلق الناشطون، الأحد؛ وسومات عدة على صور متظاهري الأحزاب الخاسرة مع تعديل ساخر في كلماتها، فكان شعار: “نازل آخذ كرسي” مقابل: “نازل آخذ حقّي”، و”محدّ يحب البرلمان بكدّي” مقابل: “محدّ يحب العراق بكدّي”، الشعار الذي أرتبط باسم الناشط الراحل، “صفاء السراي”، الذي تحوّل أيقونة لاحتجاجات “تشرين” عقب مقتله في بدايتها. وكذلك رفع الناشطون الساخرون شعار: “نريد مقاعد” للتذكير بالشعار الحقيقي: “نريد وطن”.
وكان إعلام فصائل الحشد قد وصف متظاهري “تشرين” وناشطين بكلمات وعبارات؛ مثل: “الجوكرية” و”أبناء السفارات”، و”العملاء”، فضلاً عن التحريض ضدهم.
وقد نتج عن قمع التظاهرات مقتل نحو: 600 منهم؛ وإصابة أكثر من 30 ألفًا بجروح نتيجة إطلاق القنابل الدخانية والرصاص الحي، بالإضافة إلى اغتيالات طالت ناشطين ومتظاهرين، نسبت كلها بحسب جهات حقوقية إلى فصائل مسلحة موالية لـ”إيران” داخل “العراق”.
وكتب أحد المدونين العراقيين، تعليقًا على تظاهرات “الحشد”، أن: “هناك فرقًا بين دخان الوطن ودخان المناصب”.
مفاوضات صعبة..
وقد أسفرت الانتخابات، التي صدرت نتائجها النهائية أول أمس، عن خسارة مدوية للقوى الموالية لـ”إيران”، التي تحدثت عن: “احتيال” و”تلاعب”، مهددة باللجوء إلى الشارع، في حين كان الفائز الأكبر، (الكتلة الصدرية): بـ 73 مقعدًا نيابيًا.
وبعدما كان القوة الثانية في البرلمان المنتهية ولايته، (48 مقعدًا)، سجل تحالف (الفتح)، الذي يُمثّل (الحشد الشعبي)؛ ويضم فصائل شيعية موالية لـ”إيران”، تراجعًا كبيرًا في البرلمان الجديد، بحصوله على: 16 مقعدًا فقط.
ويتوقع مراقبون أن تخوض القوى الفائزة والخاسرة على السواء مفاوضات صعبة قد تستمر شهورًا، قبل الاتفاق على اسم رئيس وزراء جديد، ثم على تشكيلة الحكومة، في بلاد تخضع فيها هذه المسائل لحسابات ومساومات محلية وإقليمية ودولية تهمّش في أحيان كثيرة نتائج الانتخابات الفعلية.