23 أبريل، 2024 1:57 م
Search
Close this search box.

متراجعاً عن وعوده السابقة كالعادة .. “التنانير القصيرة” سر بقاء قوات ترامب في أفغانستان !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في تراجع ثان للرئيس الأميركي “دونالد ترامب”, عن وعد من وعوده الانتخابية، حيث تراجع أولاً عن الاتفاق النووي الإيراني، والآن تراجع بخصوص انسحاب قوات الولايات المتحدة من أفغانستان.

حيث قال “ترامب” إن انسحاب قوات الولايات المتحدة السريع من أفغانستان سيترك فراغاً للإرهابيين يستغلونه، مشيراً إلى أنه كان يريد في الأصل سحب القوات من هناك، لكنه قرر البقاء و”القتال من أجل الفوز” متحاشياً الأخطاء التي ارتكبت في العراق، مضيفاً إنه يريد أن يغير النهج المعتمد على تحديد وقت للبقاء في أفغانستان إلى نهج آخر يعتمد على الظروف على الأرض، لافتاً إلى أنه لن يحدد مواعيد، وحذر من أن هذا لا يعني عدم وجود حدود لبقاء القوات في أفغانستان.

وأضاف: أن “أميركا ستعمل مع حكومة أفغانستان، طالما رأت التزاماً وتقدماً منها”.

مقبرة لأميركا..

أثارت هذه التصريحات “حركة طالبان”, فردت قائلة: إن أفغانستان ستصبح “مقبرة أخرى” للولايات المتحدة إن لم تسحب قواتها.

ورفض “ذبيح الله مجاهد”، المتحدث باسم “طالبان”، استراتيجية “ترامب”، معتبراً أنه “لا شيء جديداً” فيها، وقال إن على الولايات المتحدة أن تفكر في استراتيجية خروج “بدلاً من مواصلة الحرب”.

ستخسر كثيراً..

مارس “ترامب” في خطابه ضغطاً على باكستان وحذرها من أن الولايات المتحدة لن تسمح, بعد اليوم, بأن تقدم باكستان “ملاذاً آمناً” للمتشددين، قائلاً إنها “ستخسر الكثير” إن لم تقف إلى جانب الأميركيين.

وقال: “مازلنا ندفع لباكستان مليارات الدولارات – وهي في الوقت نفسه تؤوي المتشددين أنفسهم الذين نقاتلهم”.

لا يوجد مخابئ للمتشددين..

رفض الميجور جنرال “آصف غفور”، المتحدث باسم الجيش الباكستاني، هذا الاتهام فور صدوره، وقال للصحافيين: “ليس في باكستان مخابئ للمتشددين”.

وانضم إليه وزير الخارجية الباكستاني “خواجة آصف”, لرفض انتقاد الولايات المتحدة لجهودها في مكافحة الإرهاب، قائلاً إن على واشنطن ألا تستخدم باكستان ككبش فداء لفشل الجيش الأميركي في الحرب الأفغانية، وأضاف: “التزامنا بالحرب على الإرهاب لا مثيل له ولا يمكن زعزعته”.

ويقول منتقدون إن الجيش الباكستاني يرعى فصائل إسلامية أخرى من بينها “حركة طالبان” الأفغانية, إذ يرى أنها مفيدة في صراع باكستان الأساسي ضد غريمتها القديمة الهند.

وقال “آصف” إن باكستان عانت من خسائر كبيرة بسبب الجماعات الإسلامية المتشددة, منذ انضمامها إلى “الحرب على الإرهاب”, التي أطلقتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.

وأضاف: “إسهاماتنا وتضحياتنا ودورنا كدولة ضمن التحالف (ضد الإرهاب) يتم إهمالها وعدم احترامها”.

فرصة لباكستان..

من جانبه، أعلن الرئيس الأفغاني “محمد أشرف عبد الغني” أن الاستراتيجية الجديدة التي وضعتها الولايات المتحدة لجنوب آسيا تعد فرصة أخرى لباكستان لاستعراض نهجها الإقليمي القديم وخاصة نهجها تجاه أفغانستان.

منوهاً “عبدالغني” إلى أن أفغانستان غير المستقرة ليست في مصلحة أحد، وخاصة باكستان، مشدداً على ضرورة أن تعيد “إسلام آباد” النظر في نهجها السابق، للاستفادة من الفرصة المتاحة، وأن العنف المستمر في أفغانستان له جذور إقليمية ودولية.

وتقاتل باكستان منذ سنوات جماعات مسلحة تسعى إلى الإطاحة بالحكومة من خلال التفجيرات وعمليات الاغتيال.

وشهدت العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة فترات شابها التوتر الشديد, خلال العقد الماضي, لا سيما بعدما عثرت الولايات المتحدة على زعيم تنظيم القاعدة “أسامة بن لادن” في باكستان, وقامت قواتها الخاصة بقتله في عام 2011.

توقعات بدعم الحلفاء..

في الوقت نفسه، أوضح “ترامب” أنه يتوقع من حلفائه الحاليين دعمه في استراتيجيته الجديدة، معبراً لهم عن رغبته في رفع مساهمات بلدانهم “لتتماشى مع ما نساهم به”.

وأشار وزير الدفاع الأميركي، “جيم ماتيس”، في بيان, إلى أن “عدداً” من حلفاء الولايات المتحدة “ملتزمون بالفعل برفع أعداد قواتهم”.

مرحب به..

قال نظيره البريطاني، سير “مايكل فالون”، إن إلتزام الولايات المتحدة في أفغانستان “مرحب به”، مضيفاً: “علينا أن نبقى في أفغانستان للفترة المحددة للمساعدة في بناء ديمقراطيتها الهشة، وللحد من تهديد الإرهاب للغرب”.

كما رحبت فرنسا بقرار “ترامب” في محاربة الإرهاب، بينما انتقد القرار “حزب الخضر” الألماني واصفاً إياه بـ”بالغ الخطورة”، وخرجت روسيا على الفور لتتسائل وتطلب من “ترامب” توضيح استراتيجيته الجديدة، معلنة عن عدم قيامها بدعم أي كيانات إرهابية على الأراضي الأفغانية .

لن نكرر خطأ الإدارات السابقة..

لكن الرئيس الأميركي رفض الإفصاح عن عدد القوات الأميركية الإضافية التي قد ينشرها في أفغانستان. وكان يتوقع أن يعلن عن إرسال 4000 جندي، وهو العدد الذي طلبه الجنرال “جون نيكلسون”، قائد الجيش الأميركي في أفغانستان.

وقال “ترامب” منتقداً الإدارات السابقة “لن نتحدث عن أعداد القوات ولا عن خططنا”، و”سيكون هناك تصعيد في المعركة ضد الجماعات المتشددة، مثل القاعدة، وتنظيم الدولة الإسلامية”، مضيفاً: “عليهم أن يعرفوا أنه لا مهرب لهم، وليس هناك مكان لا يمكن أن تطوله يد الأميركيين”.

لن تنتصر عسكرياً..

من جانبه، الجنرال “جون نيكلسون”، قائد القوات الأميركية والقوات الدولية في أفغانستان إن “الاستراتيجية الجديدة تعني أن طالبان لن تنتصر عسكرياً”.

وكان “ترامب” قد أشار من قبل إلى احتمال أن يأتي يوم يتم فيه اتفاق سلام مع “طالبان”، ولكنه قال: “لا أحد يعرف إن كان هذا سيحدث”.

وكانت العمليات الأميركية العسكرية ضد “طالبان” قد انتهت رسمياً في 2014، ولكن لا يزال يوجد أكثر من 8000 جندي من القوات الأميركية الخاصة في أفغانستان يواصلون مد القوات الأفغانية بالمساعدة.

وكان “ترامب” قد أيد في السابق سحب القوات من الصراع، الذي بدأ في عهد الرئيس “جورج بوش الابن” في 2001 عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

اعتراف بهزيمة واشنطن..

بعد يوم واحد فقط من إعلان “ترامب” عن استراتيجيته الجديدة, قال وزير الخارجية الأميركي، “ريكس تيلرسون”، إن واشنطن مستعدة للتعاون بشكل إيجابي مع باكستان في عدة قضايا، حال تعامل إسلام آباد بنفس الطريقة.

مضيفاً “تيلرسون” قائلاً: “دعمنا لباكستان سيكون مشروطاً بتغيير إسلام آباد سياستها في إيواء الجماعات الإرهابية”.

معترفاً الوزير الأميركي بإخفاق الولايات المتحدة في أفغانستان, حتى أنه وصف أداء واشنطن في أفغانستان بـ”الهزيمة خلال السنة ونصف السنة الأخيرة”، مضيفاً: “بل ربما أكثر من ذلك”، وتدارك الحديث قائلاً: “نحن نعتقد أننا قادرون على تصحيح مسارنا في أفغانستان، على أقل تقدير سنعمل على استقرار الأوضاع هناك، ونأمل بعد ذلك برؤية نجاحات معينة على ساحة المعركة”.

إجبار طالبان على المفاوضات..

أوضح وزير الخارجية الأميركي أن “الاستراتيجية الجديدة لواشنطن تهدف إلى إجبار حركة طالبان على الجلوس على طاولة المفاوضات”، مشدداً على وجوب إسراع الحكومة الأفغانية في جهود الإصلاح خصوصاً فيما يتعلق بمكافحة الفساد والإرهاب.

ردود فعل أفغانية..

صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، رصدت ردود فعل الشارع الأفغاني إزاء إعلان الرئيس الأميركى “دونالد ترامب” عن استراتيجيته الجديدة هناك.

وقالت في تقرير لها إن المسؤولين الأفغان استقبلوا هذا الإعلان بترحاب كبير، وأشاروا إلى تأكيداته بضمان تدفق الدعم العسكرى والاقتصادي والسياسي الأميركي لأفغانستان، كما امتدحوا تبنيه موقفاً حاداً تجاه باكستان، التي ألقى عليها اللوم في توفير ملاذات آمنة للإرهابيين و”عملاء الفوضى”.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأفغاني “أشرف عبد الغني” خرج, بعد وقت قصير من كلمة “ترامب”, ليقول إنه “ممتن إلى الرئيس ترامب والشعب الأميركى للتأكيد على دعم جهودنا في تحقيق الاعتماد على الذات”.

من جانبه، وصف السفير الأفغاني في واشنطن كلمة “ترامب” بأنها “المرة الأولى التي يتم فيها التركيز على ما يجب أن تنجح فيه أفغانستان” ودلالة على الإلتزام القوي “بأهدافنا المشتركة”.

لن تفلح أي استراتيجية جديدة..

مضيفة الصحيفة الأميركية أن ردود الفعل بين أوساط المحللين الأفغان والمعلقين كانت أكثر تبايناً؛ فالبعض منهم أعرب عن تقديره للولايات المتحدة على عدم التخلي عن جهود الحرب، مثلما تعهد “ترامب” بذلك قبل انتخابه، فيما أكد آخرون على أنه لن تفلح أي استراتيجية عسكرية أميركية جديدة في إقرار السلام والاستقرار ما لم تظهر الحكومة الأفغانية – التي أصابها الوهن بسبب الانقسامات الداخلية والهجمات الخارجية – قدرة على العمل بشكل أفضل وتحقيق إصلاحات ذات مغزى، وهو نوع من بناء الدولة استبعده “ترامب” بشكل خاص.

قلق لعدم إعلان سياسته بوضوح..

فيما أعرب عدد من المراقبين الأفغان عن قلقهم إزاء عدم إعلان “ترامب” بوضوح عن سياسته تجاه “حركة طالبان” المسلحة، في حين أكد على ضرورة منع الإرهاب الدولي من الانتشار، حيث قال “ترامب” إن بلاده لن تسمح للمتمردين بـ”احتلال أفغانستان”، لكنه أشار في الوقت ذاته إلى “إمكانية” تحقيق التسوية السياسية معهم في المستقبل.

خروج صارخ عن سياسات الولايات المتحدة..

في باكستان، اعتبر محللون أن تهديدات “ترامب” غير المباشرة بقطع المساعدات ما لم تتوقف إسلام أباد عن “إيواء الإرهابيين” بمثابة خروج صارخ عن سياسات الولايات المتحدة الماضية التي اتسمت بالتسامح، لاسيما في ظل التقارب الشديد مع خصم باكستان التقليدي، “الهند”.

وأضاف المحللون أن باكستان، التي تعتمد بشدة على المساعدات الأجنبية، لديها وسائل قليلة للرد على واشنطن.

فيما حذر البعض من الهجمات التي تشنها الولايات المتحدة عبر الحدود بجانب الغارات الجوية المكثفة.

الزيادة لا تقلق الشعب الأفغاني..

ووفقاً لـ”واشنطن بوست”، لم يبد الشعب الأفغاني الكثير من القلق حيال عدم إعلان “ترامب” عن الزيادة التي يعتزم إقرارها في عدد القوات الأميركية في أفغانستان، وهي قضية حازت على تغطية كبيرة داخل الولايات المتحدة.

وأشارت بعض التقارير الإعلامية إلى أن “ترامب” أعطى تفويضاً لوزير دفاعه “جيم ماتيس” باتخاذ هذه القرارات، وإنه يتوقع على نطاق واسع أن يتم إرسال ما بين 3 و4 آلاف جندي إلى أفغانستان، وأن مسؤولين عسكريين أميركيين أكدوا على أن دور هذه القوات هناك سوف يقتصر على تدريب وتعزيز القوات الأفغانية، وليس الاضطلاع بدورهم.

تنانير قصيرة..

كما كشفت “واشنطن بوست”، أن مستشار الأمن القومي الأميركي “ريموند ماكماستر”، أقنع الرئيس الأميركي بإبقاء القوات الأميركية في أفغانستان بطريقة طريفة وذكية.

واستخدم “ماكماستر” صورة تعود لثلاث شابات أفغانيات يرتدين تنانير قصيرة في سبعينيات القرن الماضي، لإقناع “ترامب” على إبقاء القوات الأميركية وتعزيز حضورها في أفغانستان.

وكتبت الصحيفة الأميركية: “إحدى الطرق التي استخدمها “ماكماستر” لإقناع “ترمب” بأن أفغانستان ليست أرضاً ميؤوساً منها بلا أمل، هي عرضه صورة من 1972 بالأبيض والأسود عليه، لأفغانيات ارتدين تنانير قصيرة ومشين في الشارع بكابل، ليخبره أن أفغانستان سبق أن عرفت القيم والمعايير الغربية وعاشتها من قبل، ويمكنها أن تعيشها مجدداً”.

وقال “ماكماستر” أن الصورة وجدها في كتاب على شكل ألبوم صور قديمة لأفغاني هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب