19 أبريل، 2024 6:00 م
Search
Close this search box.

مباراة إيران مع سوريا تكشف .. ازدواجية النظام الإيراني مع النساء !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

منعت أجهزة الأمن الإيرانيات من حضور مباراة كرة القدم بين “إيران وسوريا”، التي أقيمت بطهران في إطار مباريات الدور الأول لكأس العالم 2018, يوم 5 أيلول/سبتمبر الجاري، بينما سُمح للمشجعات السوريات بالمشاركة، ونصح رجال الشرطة الإيرانيات الراغبات في دخول الاستاد برفع العلم السوري وتقديم أنفسهن كسوريات.

العلم السوري وصورة “الأسد”.. شرط حضور المباراة !

وبحسب ما ذكرت ناشطات على موقع التدوين القصير “تويتر”, فقد حاولن دخول ملعب “آزادي” بالعاصمة طهران، لكن الشرطة التي منعتهن من الدخول طلبت إليهن حمل العلم السوري ليظهرن على أنهن سوريات ويتمكن من الدخول.

وأضافت الناشطات أن بعض المشجعات الإيرانيات تمكن من الدخول بالفعل بعد قبولهن حمل العلم السوري وصورة للرئيس “بشار الأسد”, بينما رفضت أخريات معتبرات ذلك خيانة لإيران. الأمر الذي وصفته صحيفة “كيهان” اللندنية, بـ”الحقارة التي لا توصف”, وقالت الصحيفة الإيرانية في افتتاحياتها: “الحقارة ليست فيما يتعلق بسوريا والسوريات, وإنما فيما يخص الحكام الذين ينصحون الشعب في بلادهم برفع أعلام دولة أخرى حتى يمكنهم الاستفادة من حقوقهم !”.

وتحاول الصحيفة الإيرانية, التي تصدر من لندن، البحث في حقيقة المشكلة قائلة: “إذا كان الأمر عاماً فإننا سوف نعزو الأمر إلى تدخل الدين في السياسة، وسيادة الفقهاء بدلاً من السيادة الشعبية، واستخدام الدين بدلاً من القوانين، والشريعة بدلاً من السياسية !.. لكن إذا الأمر بشكل خاص وداخل الإطار الضيق للجمهورية الإسلامية فإننا سوف نجيب بالتناقض والتضاد في الرؤى ومصالح الحكام. لأن وجود النساء في الاستاد كان موضوعاً طبيعياً جداً حتى ثورة 1978. لكن بدأت هذه الرؤية المعوجة والجنسية لرجال الدين المتخلفين أمثال الخميني والمتعصبين الدينيين، مع بداية انتصار الثورة حينها سعوا إلى فرض الحجاب على النساء والفصل الجنسي في المجتمع. لقد نما المجتمع المدني والمنظمات الحديثة رغم التناقضات بعد الثورة الدستورية، وفي النهاية تعرض للتفتيت على يد الحكومة الإسلامية. وبالنسبة لحرية الملابس وحضور النساء في الاستاد، وكلاهما يعتبر من حقوق المواطنة الطبيعية، فقد بلغ الأمر مرحلة أن الحكومة لا تستطيع الإلتزام بقوانيها الإجبارية”.

إزدواجية في المعايير والتعامل..

إذ ظهرت فتاة سورية على مدرجات الملعب من دون ارتداء غطاء الرأس، فيما تفرض طهران الحجاب على المرأة في البلاد سواء كانت إيرانية أم أجنبية. وقد أثار هذا الموضوع حتى حفيظة المقربين من السلطة. ففي سابقة هي الأولى من نوعها أعرب المعلق الرياضي على المباراة, “پیمان یوسفي”, وعبر التليفزيون الإيراني, عن أسفه لعدم تمكن المرأة في إيران من دخول الملاعب وتشجيع الفريق الوطني، وقال: “أرى فتيات سوريات في الملعب وآمل أن تتمكن النساء الإيرانيات من الحضور أيضًا”.

من جهته قال “مصطفى هاشمي طبا”, الرئيس السابق لهيئة التربية البدنية: “أكدت مراراً أن وجود النساء في الاستاد يلطف الأجواء, والتجارب السابقة أثبتت عدم حدوث أي شيء في وجود النساء بالاستاد”. وذلك رداً على تبرير السلطات منع النساء من دخول الاستاد بعدم مناسبة الأجواء داخل الاستاد للنساء وسط حضور الشباب واحتمال استخدامهم تعبيرات سيئة أخلاقياً أثناء التشجيع.

بينما تساءل “جواد خياباني”, المراسل الرياضي في الصحف والإذاعة الإيرانية, عن أسباب السماح للنساء بدخول قاعات السينما والمسرح بينما يحظر عليهن دخول الاستاد ؟!.. ومعروف أن قاعات السينما والمسرح تظلم بمجرد بدء العرض بعكس الاستاد. وازاء الاعتراضات الكبيرة في الداخل والخارج قال “مسعود سلطاني فر” وزير الرياضة: “إن حضور النساء في الاستاد منوط بالمراجع القانونية والدينية”. وكشف عن محاولات مع المراجع, لكن حل المشكلة يحتاج – كما يقول – إلى مزيد من الصبر.

وتختم صحيفة “كيهان” اللندنية, افتتاحياتها قائلةً: “إذا تجاوزنا كل الملاحظات الكبيرة والصغيرة، السياسية والاقتصادية والثقافية بشأن المرأة في إيران, فسوف نصل إلى نتيجة مفادها أن مشاكل النساء في النهاية سوف تضع هذا النظام الذي يعود إلى القرون الوسطى في القبر”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب