خاص : ترجمة – محمد بناية :
بطرحه مبادرة “سلام هرمز” على اجتماعات “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، في دورتها الـ 74، وتتضمن مقترح تشكيل تحالف نشط بين الدول الساحلية في الخليج، فقد دعا الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، إلى التعامل والتفاهم في جميع المجالات، لا سيما أمن الخليج. بحسب صحيفة (الجمهورية الإسلامية) الإيرانية الأصولية.
إنهاء الوجود العسكري الأجنبي من المنطقة..
ويقوم هذا المقترح على المطالب الرئيسة بالمنطقة، ويستهدف العمل على تقارب وجهات نظر ومواقف وأداء الدول الساحلية على الخليج، وخلق أجواء من الثقة المتبادلة، وتهيئة مجالات التعاون والتناغم بين دول الخليج، والأهم تعزيز ثقة دول المنطقة بنفسها وقدرتها على توفير أمن المنطقة وأنها لا تحتاج إلى الأجانب.
وهذا من قبيل فتح باب جديد في العلاقات الإقليمية؛ وينطوي على الكثير من المكاسب الجماعية.
والملاحظة الحياتية في تجربة العقود الأخيرة؛ تؤكد لنا بوضوح أن الحضور العسكري الأجنبي في المنطقة لم يفشل فقط في خلق أجواء من الأمن والاستقرار بالمنطقة، ولكن على العكس هيأ للأسف لأجواء الفوضى والاضطراب وعدم الاستقرار في المنطقة.
والمشكلة في القناعة بأن الوجود العسكري للقوى الكبرى في منطقة الخليج إنما يستهدف المحافظة على مصالح دول المنطقة. لكن حساسية الأوضاع في المرحلة الراهنة يستدعي تغاضي جميع الأطراف المعنية في المنطقة عن أي أحكام مسبقة أو حب أو كره والتركيز على التقييم المسؤول لذلكم الطرح الذكي، وتقديم رؤاهم الإصلاحية والتكميلية بما يخدم مصالح شعوب ودول المنطقة.
في السياق ذاته؛ لا يجب تجاهل رغبة بعض القيادات الغربية، وبخاصة “الولايات المتحدة الأميركية”، لتقليل دورهم ووجودهم العسكري بالمنطقة لأسباب خاصة، وأنهم سوف يغادرون المنطقة عاجلاً أم آجلاً بمحض إراداتهم. ونحن تابعنا، خلال السنوات الأخيرة، لعبة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، (السياسية-الدعائية)، بشأن الانسحاب من “سوريا” و”العراق” و”أفغانستان”، ورأينا أن “الولايات المتحدة” أجرت، (لإخراج جنودها من أفغانستان)، مفاوضات مكثفة على مدى 9 أشهر مع العناصر الإرهابية في ظل غياب تام للحكومة الأفغانية ومندوبيها، ولكن بالنهاية عاد كل شيء إلى نقطة الصفر مجددًا؛ ما أدى إلى بدء دورة جديدة من الجرائم الإرهابية في “أفغانستان”.
نوايا أميركية مغايرة !
وقد تتكرر هذه التجربة المريرة في أي لحظة ومع أطراف أخرى. لأن “الولايات المتحدة”، وحلفاءها، تعمل بشكل دوري على إثارة الأزمات والتوترات بالمنطقة بالشكل الذي يسوغ عملية وجودهم العسكري بالمنطقة، وفي الوقت نفسه تكثيف مبيعاتها من الأسلحة، وتسعى بالتحديد، من خلال الترويج لـ”إيرانفوبيا”، إلى إثارة التعارض والعداء بين الدول والحكومات.
إذاً تعالوا نوحد تفكيرنا وطريقنا ونضرب بأيدينا على صدور الشياطين ومثيري الحروب، وأن نخطط لأوضاع المنطقة الراهنة والمستقبلية بما يتناسب ومصالح ومكاسب ورؤى شعوب ودول المنطقة.
فسوف يغادر الأجانب المنطقة، ونحن الشعوب والحكومات التي يجب عليها التخطيط لإقرار الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة استنادًا لإمكانياتنا وقدراتنا واستعداداتنا.
وفيما يتعلق بالشق الإيراني، فإن “الجمهورية الإيرانية” ترحب بأحضان مفتوحة بالعلاقات مع سائر دول المنطقة، وتتغاضى بكل وضوح عن الماضي المرير والمؤسف. ويجب في المقابل الترحيب بسعة الصدر الإيرانية، وليعلم الجميع أنه لن تُضار أي دولة من صداقتها وتعاملها مع “إيران”، وفي الوقت نفسه فلم ولن يكون التعامل مع “إيران” سببًا في إيذاء أي شخص أو موجهًا ضد أي دولة.
علاوة على ذلك؛ فقد أثبتت تجارب العقود الأخيرة المكلفة، أنه لو سعى أعداء المنطقة إلى خلق أجواء من العداء الخالد بين “إيران” وجيرانها بحرب السنوات الثمانية، إلا أن الشعبين الإيراني والعراقي من أفضل الأصدقاء حاليًا وتثير جذور علاقاتهما حقد وحسد الأعداء. مع هذا فالتجارب النفيسة والإعتماد على القواسم المشتركة وعددها كبير قد يؤسس لتحالف فعال في المنطقة يخدم مصالح دول المنطقة.