خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
مناقشات “شرقي البحر الأبيض المتوسط” والمساعي التركية للقضاء على هذه المشكلة، لا يقتصر على لقاءات “آثينا” و”أنقرة” فقط، وإنما تسعى الأخيرة إلى ترميم العلاقات مع الدول العربية كذلك. بحسب ما أكد “آذر مهدوان”، في مقاله التحليلي الذي نشرته وكالة أنباء (مهر) الإيرانية.
التهدئة “التركية-العربية”..
والحقيقة فقد ساهمت اكتشافات “الغاز” التركية، خلال السنوات الأخيرة، والاتفاق مع حكومة “طرابلس”؛ في تشكيل جبهة مضادة للحكومة التركية في بعض الدول المطلة على “شرقي البحر الأبيض المتوسط”.
مستدركًا الكاتب: لكن مؤخرًا نتابع لقاءات الحكومة التركية مع مسؤولين في عدد من الدول العربية؛ مثل: “مصر والسعودية والإمارات”؛ بغرض الحد من التوتر في المنطقة.
وكانت الحكومة التركية قد وقعت، (في إطار مساعي تعظيم نفوذها شرقي البحر الأبيض)، اتفاقًا مع الحكومة الليبية، وإن لم تُعلن عن منطقتها الاقتصادية الخاصة في هذه المنطقة. إذ ترتبط المناطق الاقتصادية الخاصة بالسواحل المائية لكل دولة، وبتحديد نطاق هذه السواحل يمكن للدولة ممارسة نشاطها الاقتصادي داخل هذه المناطق.
في المقابل؛ كانت “سوريا” قد أعلنت، و”ليبيا” كذلك؛ منطقتها الاقتصادية الخاصة بـ”البحر الأبيض”، عام 2009م، وكذلك فعلت “قبرص”، في العام 2003م، و”لبنان”، في العام 2010م.
ومن منظور الخبراء؛ عدم الإعلان عن المنطقة الاقتصادية الخاصة؛ يؤشر إلى تراجع الدور التركي في مناقشات “شرق المتوسط”.
وللحديث عن التطورات الأخيرة في منطقة “شرق المتوسط”، أجرت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية، الحوار التالي مع: “نورشين آتش أوغلو”، عضو هيئة وضع السياسات بالرئاسة التركية، وعضو الهيئة العلمية بجامعة “نشان تاشي” بمدينة “إسطنبول”…
سر عدم الإعلان التركي !
وكالة أنباء “مهر” : إذا وقعت “تركيا” اتفاقًا مع الحكومة الليبية، عام 2019م، رغم معارضة كل الدول المطلة على السواحل شرقي المتوسط، إلا أن “تركيا” لم تُعلن حتى اللحظة عن منطقتها الخاصة الحصرية على السواحل البحرية.. هل تفسد هذه الخطوة التركية الاتفاق مع “ليبيا” ؟
“نورشين آتش أوغلو” : تمكنت “تركيا”، عبر اتفاق السيادة البحرية في شرقي المتوسط مع “ليبيا”، من تحديد أجزاء من سواحلها المائية. وهذا الموضوع مدون في “الأمم المتحدة”. لذلك لا تتعجل في الإعلان عن المنطقة الحصرية الخاصة مثل: “سوريا واليونان” أو “ليبيا”.
العرب يستشعرون تخلي واشنطن عنهم يومًا ما..
وكالة أنباء “مهر” : السياسات التركية، بغض النظر عما إذا كانت صحيحة أم لا، تورط الحكومة التركية في صراع مع دول المنطقة وتفرض عليها عزلة في منطقة “شرقي المتوسط”.. ومن منظور الخبراء فإن تغيير توجه “أنقرة” إزاء الدول العربية هو من قبيل المساعي التركية للخروج من العزلة، فما هو تقييمكم ؟
“نورشين آتش أوغلو” : لا يمكنني القول إن الخطوات التركية للتطبيع مع الدول العربية لن تُحقق نتائج لـ”أنقرة”، وهناك الكثير من الأسباب التي تستدعي ترميم العلاقات مع دول مثل: “مصر والسعودية” أو “الإمارات”، أحدها يأس هذه الدول من الحروب التي تضرب المنطقة وكانوا سببًا فيها.
وبالنظر إلى فشل هذه الدول في تحقيق مكاسب من الحروب بالوكالة؛ فقد اتخذوا قرارًا بتبني سياسات أكثر مرونة إزاء “تركيا”.
كذلك فالانسحاب الأميركي المفاجيء من الأراضي الأفغانية أثار قلق هذه الدول. وحاليًا يسود إعتقاد بين الحكومات العربية أن “الولايات المتحدة” سوف تتخلى عنهم يومًا ما؛ ولذلك يبحثون عن حلفاء آخرين.
من ثم يسعون إلى تطوير العلاقات مع “تركيا” وغيرها من الدول الأخرى. والمحصلة ستكون الاتحاد والسلام بين دول المنطقة.
المباحثات تستهم في حل مشاكل “شرقي المتوسط”..
وكالة أنباء “مهر” : هل تُفضي اللقاءات بين “أنقرة” و”آثينا” إلى حل مشكلات “شرقي المتوسط” ؟
“نورشين آتش أوغلو” : المباحثات بين البلدين قد تُسهم في حل مشكلة “شرقي المتوسط” بشكل كامل، واستمرار هذا المسار وإستعادة العلاقات السياسية يُسهم في الحد من احتدام الأزمة.
هذه المباحثات تُمثل حائل هام أمام اندلاع مواجهات عسكرية في “شرقي المتوسط”.
الحق التركي..
وكالة أنباء “مهر” : فضلًا.. هلا تحدثينا عن الأبعاد السياسية للعقيدة التركية واليونانية في “شرقي المتوسط” ؟
“نورشين آتش أوغلو” : العقيدة اليونانية، بخصوص “شرقي المتوسط”؛ لا تستند إلى حق، على سبيل المثال لا يحق بحسب “اتفاقية لوزان”، للحكومة اليونانية؛ تسليح الجزر الحدودية، لكننا نرى أنشطة عسكرية على هذه الجزر؛ في حين أن المحكمة الدولية أيدت حق “تركيا” في رسم حدودها المائية في هذا البحر، لكن “اليونان” لا تعبأ بهذا الموضوع.
والبروباغندا اليونانية في “الاتحاد الأوروبي” فرضت ألا تقتصر المناقشات على الجانبين: التركي واليوناني. علمًا أن بعض أعضاء “الاتحاد الأوروبي” يدعم الموقف التركي، إذ لم تكن تصريحات، “جوزيب بوريل”، مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي؛ بخصوص تحسن العلاقات التركية مع “الاتحاد الأوروبي”، عبثية.