خاص: كتبت- نشوى الحفني:
في خطوة متقدمة تبُشر بإنهاء الحرب “الروسية-الأوكرانية”؛ إلا أنها تتوقف على الرد الروسي، أيدت “أوكرانيا” مقترحًا أميركيًا يقضي بإعلان هدنة مدتها (30 يومًا) في الحرب الدائرة مع “روسيا” لتخفيف حدة الصراع المستمر.
هذا التأييد؛ جاء بعد مفاوضات استمرت لأكثر من ثماني ساعات في مدينة “جدة” الساحلية على “البحر الأحمر”؛ في “المملكة العربية السعودية”، بين ممثلين عن “الولايات المتحدة” و”أوكرانيا”.
وقف تعليق المساعدات.. وإبرام اتفاقية المعادن..
وفي بيان مشترك صدَّر عن الجانبين؛ أكدت “واشنطن” أنها وافقت من طرفها على وقف تعليق المساعدات العسكرية لـ”أوكرانيا” وتبادل المعلومات الاستخباراتية معها “فورًا”، وهو ما يُعدّ خطوة رئيسة لدعم “كييف” في إطار هذه الهدنة.
كما تم التوصل إلى اتفاق لإبرام “اتفاقية المعادن”؛ بين الطرفين في: “أقرب وقتٍ ممكن”.
انتظار الرد الروسي..
وقال وزير الخارجية الأميركي؛ “ماركو روبيو”، إن على “روسيا” أن تُقرّر ما إذا كانت ستقبل وقف إطلاق النار مع “أوكرانيا”، التي قال إنها مستعدة للمفاوضات.
وأوضح “روبيو”؛ للصحافيين”، في “جدة”: “سننقل هذا العرض الآن إلى الروس؛ ونأمل أن يوافقوا على السلام. الكرة الآن في ملعبهم”.
وأعرب مستشار الأمن القومي الأميركي؛ “مايك والتز”، الثلاثاء، عن أمله في إنهاء الحرب في “أوكرانيا” بعد أن قبلت “كييف” اقتراح الهدنة.
وأفاد “والتز” الصحافيين: “لقد انتقلنا من مسألة ما إذاّ كانت الحرب ستنتهي إلى كيفية إنهائها”، مضيفًا أن الرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”: “حرّك الحوار العالمي بأكمله”. وذكر أنه سيتحدث إلى نظيره الروسي.
مباحثات “أميركية-أوكرانية” في جدة..
ووسط مناخ “أوكراني-أميركي” مضطرب؛ عقدت “السعودية” اجتماعات ضمت مسؤولون أوكرانيون وأميركيون، لإيجاد طريق نحو إنهاء الحرب المستمرة بين “موسكو” و”كييف”؛ منذ (03) سنوات.
المباحثات؛ أشاد بها رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية؛ “أندري يرماك”، الذي يقود وفد بلاده بها، واصفًا إياها بالبداية: “البناءة” للقاءات بين الطرفين.
وقال “يرماك”؛ في منشور عبر (تلغرام) مرفق بصور للقاء، إن: “الاجتماع مع الفريق الأميركي بدأ بشكلٍ بناء للغاية، نعمل على إحلال سلام عادل ومستَّدام”، بعد أكثر من (03) أعوام على بدء الهجوم العسكري الروسي على “أوكرانيا”.
كذلك نشر “أندريه يرماك”؛ تحديثًا، أشار فيه إلى استمرار المفاوضات الجارية مع “الولايات المتحدة” في سيّاق معُقد من التحديات التي تواجه “أوكرانيا” نتيجة العملية العسكرية الروسية.
إعادة إنشاء “مجلس الأعمال السعودي المشترك”..
وأعربت “السعودية” عن أملها في أن تتكلل بالنجاح الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل في “أوكرانيا”.
وأشار بيان مشترك في ختام الزيارة الرسمية؛ التي قام رئيس أوكرانيا؛ “فولوديمير زيلينسكي”، للمملكة، إلى استقباله من قبل؛ الأمير “محمد بن سلمان”، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، الإثنين، وعقدهما جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها أوجه العلاقات المميزة بين البلدين، وعبرا عن رغبتهما في تعزيزها في جميع المجالات، وفق وكالة الأنباء السعودية؛ (واس).
ووفق البيان؛ استعرض الجانبان الجهود المبذولة لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل في “أوكرانيا”.
وأشاد الطرفان بمتانة الروابط الاقتصادية وأهمية العمل المشترك لتنمية حجم التبادل التجاري، ورحبا بإعادة إنشاء “مجلس الأعمال السعودي-الأوكراني المشترك”؛ خلال العام الجاري 2025.
كما أكدا عزمهما تعزيز العلاقات الاستثمارية، من خلال إنشاء شراكات استثمارية واقتصادية واعدة في القطاعات ذات الأولوية للبلدين.
خطة أوكرانية مقابل الدعم الأميركي..
وقبل بدء المحادثات، انتشرت الأنباء عن عرض “أوكرانيا” لخطة لوقف إطلاق نار جزئي مع “روسيا”، في مبادرة تأمل منها “كييف” أن تستّعيد دعم “البيت الأبيض”؛ الذي يُطالبها، منذ عاد إليه الرئيس؛ “دونالد ترمب”، بتقديم تنازلات مريرة، لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وقال مسؤول أوكراني؛ لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبًا عدم نشر اسمه: “لدينا اقتراح لوقف إطلاق النار في الجو ووقف إطلاق النار في البحر، لأنّ هذين هما خياران لوقف إطلاق النار يسَّهل تطبيقهما ومراقبتهما، ومن الممكن البدء بهما”.
هجمات “روسية-أوكرانية” متبادلة..
وتزامنت هذه المحادثات مع تصعيد “روسيا” هجماتها ضد “أوكرانيا”؛ وردت “كييف”، ليل الإثنين/ الثلاثاء، بشن هجوم ضخم بأكثر من (330) طائرة مُسيّرة على عدد من المناطق الروسية، ولا سيّما العاصمة “موسكو”.
وتُعتبر المحادثات في “السعودية” اللقاء الأكثر أهمية، منذ المشادة الكلامية الصادمة في “البيت الأبيض”؛ في 28 شباط/فبراير الماضي، عندما وبّخ “ترمب”؛ الرئيس الأوكراني، بسبب ما اعتبره نكرانًا للجميل الأميركي، بينما أرسل الأخير له رسالة اعتذار، تاركا المحادثات مع الأميركيين لثلاثة من كبار مساعديه.
تقديم التنازلات..
وكان وزير الخارجية الأميركي؛ “ماركو روبيو”، قد استبق المحادثات بتصريحه إن تعليق المساعدات: “شيء آمل أن نتمكن من حلّه”، مضيفًا: “نأمل أن يكون لدينا اجتماع جيد، وأخبار جيدة لنبلغكم بها”. وأوضح أن “الولايات المتحدة” لم تقطع المعلومات الاستخباراتية عن العمليات الدفاعية الأوكرانية.
وأوضح “روبيو”؛ أن “واشنطن” تُريد الحصول على مزيد من التفاصيل حول موقف “كييف”، وما هي التنازلات المحتملة التي تستّعد “أوكرانيا” لتقديمها، وأضاف: “لن أتفاوض مسبقًا على أي شيء الآن. نحن في وضع الاستماع حقًا. قد يكون لدينا اقتراحات يطلبونها، لكننا نُريد التأكد بالفعل من موقفهم بشأن هذا ومما يستعدون للقيام به من أجل تحقيق السلام”.
مشاداة “ترمب وزيلينسكي”..
ومنذ المشادة بين “ترمب” و”زيلينسكي”؛ علّقت “واشنطن” المساعدات العسكرية لـ”أوكرانيا”، وكذلك تبادل المعلومات الاستخباراتية، والوصول إلى صور الأقمار الصناعية في محاولة منها، لإجبار “كييف” على الجلوس على طاولة المفاوضات.
ومذّاك، صعّدت “موسكو” من هجماتها، وضربت بقوة البُنية التحتية الأوكرانية، واستعادت قرى في منطقة “كورسك” الروسية التي استولت عليها “أوكرانيا” في محاولة منها للحصول على ورقة مساومة في أي مفاوضات بين الطرفين.
وغادر “زيلينسكي”؛ البيت الأبيض، دون التوقّيع على اتفاق طالب به “ترمب” يمنح “واشنطن” الوصول إلى قدر كبير من الثروة المعدنية في “أوكرانيا” كتعويض عن إمدادات الأسلحة السابقة. وقال “زيلينسكي”، إنه لا يزال على استعداد للتوقّيع، رغم أن “روبيو” قال، إنّ الأمر لن يكون محور محادثات الثلاثاء.
إصلاح ضرر زيارته لـ”البيت الأبيض”..
وفي تعليقها؛ قالت “هيئة الإذاعة البريطانية”؛ (BBC)، أنه لا بُدّ من عدم وجود: “حلول عسكرية” لحرب “أوكرانيا”.
وأشارت (آسوشيتيد برس) إلى أن “كييف” تسعى لإصلاح الضرر الذي لحق بها عندما شهدت زيارة الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، إلى “واشنطن”، في 28 شباط/فبراير الماضي، الكثير من الجدال المحتدم في “المكتب البيضاوي” مع “ترمب” ونائبه؛ “جيه. دي. فانس”.
دور “السعودية” في الوساطة الدولية..
وقال رئيس المركز الأوكراني للتواصل والحوار؛ “عماد أبو الرُب”، في حديثه لـ (سكاي نيوز عربية): “أوكرانيا تعول كثيرًا على هذه القمة، نظرًا للاستعداد المسبَّق الكبير الذي سبق حضور الأطراف”.
وأشار إلى أن “السعودية” أدارت علاقاتها بحيادية إيجابية منذ بداية الحرب، مما جعلها وسيطًا مقبولًا من جميع الأطراف.
ورأى “أبو الرُب”؛ أن الاجتماع قد يضع حجر الأساس لعلاقات “أوكرانية-أميركية” أكثر استقرارًا، وربما يفتح الباب لمفاوضات مباشرة مع “روسيا”.
مشيرًا “أبو الرُب” إلى أن “أوكرانيا” تُدرك صعوبة استعادة بعض الأراضي، لكنها تسعى للحصول على ضمانات دولية تمنع تكرار سيناريو الحرب مستقبلًا. وقال: “إذا طُرحت على أوكرانيا ضمانات دولية معتبرة، ربما تقبل بتسوية تحفظ سيادتها ووحدة أراضيها قدر الإمكان”.
شروط روسية صارمة..
على الجانب الآخر؛ قال الكاتب والباحث السياسي؛ “بسام البني”، من “موسكو”، أن “روسيا” لن تقبل وقفًا جزئيًا لإطلاق النار أو التخلي عن الأراضي التي ضمتها إلى “الاتحاد الروسي”.
وأضاف “البني”: “موسكو تريد قدر الاستطاعة التموضع أكثر في الأراضي الأوكرانية، حتى إذا جلست للتفاوض، لا تُجبر على التراجع”. وأكد أن “موسكو” تعتبر أن أي وقف للقتال دون ضمانات حقيقية سيكون فرصة لـ”كييف” لإعادة تسليح قواتها.
مشددًا “البني” على أن أي اتفاق سلام يتطلب من “أوكرانيا” الاعتراف بالأمر الواقع: “يجب على أوكرانيا التخلي عن الأراضي التي ضمتها روسيا بموجب استفتاءات”، مشيرًا إلى أن “موسكو” قد تكون مرنة فقط بشأن مناطق لم تُضم رسميًا.