خاص : ترجمة – آية حسين علي :
من المتوقع أن يشهد عام 2018 الكثير من المفاجآت والتغييرات على الساحة السياسية لقارة أميركا الجنوبية، إذ من المنتظر أن تشهد “البرازيل والمكسيك وكولومبيا وفنزويلا وكوبا” إجراء إنتخابات رئاسية، سوف تغير الكثير في موازين القوى في القارة اللاتينية، وفقاً لما ذكرته صحيفة (البايس) الإسبانية.
البرازيل..
يشهد شهر تشرين أول/أكتوبر المقبل إجراء الإنتخابات الرئاسية الأكثر أهمية في “البرازيل”، منذ إنتخابات عام 1989، التي إنتهت بفوز الرئيس الأسبق، “فيرناندو كولور ميلر”، وحملت خسارة الرئيس الأسبق، “لويس إيناسيو لولا دا سيلفا”، الذي ظل يقاتل من أجل الوصول إلى الحكم؛ ثم تولى منصب الرئيس لفترتين رئاسيتين منذ كانون ثان/يناير 2003 وحتى كانون ثان/يناير 2011، وأعقبته في الحكم الرئيسة، “ديلما روسيف”، التي أزيحت عن الحكم ليتولى نائبها، “ميشيل تامر”، الرئاسة بشكل مؤقت.
وحتى الآن لا يزال أمر ترشح “دا سيلفا” في الإنتخابات المقبلة غير واضح، وذلك بسبب إتهامه في 5 قضايا فساد وإستغلال نفوذ، كما لم يحدد بعد ما إذ كان سوف يرشح “حزب العمال” بديلاً عنه أم لا.
ورغم أن موعد إجراء الإنتخابات لا يزال بعيداً، إلا أن إستطلاعات الرأي تظهر أن “دا سيلفا” هو الأكثر شعبية من بين المرشحين المتوقعين، وذلك لأنه يمثل العصر الذهبي بالنسبة إلى الشعب البرازيلي، وخاصة الفقراء منهم، بسبب الإصلاحات الاقتصادية التي قام بها خلال فترة رئاسته.
ويلعب المال السياسي دوراً كبيراً في الإنتخابات البرازيلية، إذ يسمح للمرشحين بالحصول على فرصة لشراء برامج تليفزيونية لتأييدهم بمبالغ طائلة، ما يغلق الطريق أمام المرشحين المستقلين، كما أنه في حالة الإنتخابات المقبلة سوف يكون للرئيس الحالي، الذي لا يحظى بالشعبية، مساحة كبيرة في هذه البرامج للترويج لنفسه، كما ستكون أول إنتخابات يسمح فيها للمرشحين بالتعاقد لنشر إعلانات ممولة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك).
المكسيك..
من المتوقع أن تجري “المكسيك” إنتخابات رئاسية بحلول الأول من تموز/يوليو المقبل، وتواجه المكسيك أزمة كبيرة بسبب إتساع دائرة الفساد حول الرئيس، “إنريكي بنيا نيتو”، وحزبه “الحزب الثوري المؤسساتي”، الذي عاد إلى الحكم من جديد بفوز “نيتو”، بعدما أنهت إنتخابات 2000 أسطورة بقاءه في الحكم لمدة 71 عاماً.
وتعاني المكسيك من العنف غير المسبوق، الذي لونها بلون الدم، ورغم عدم توافر بيانات رسمية إلا أن المؤشرات تؤكد على أن 2017 هو العام الأكثر دموية في المكسيك.
ومن بين أبرز المرشحين المحتملين للإنتخابات المقبلة، مؤسس حزب “حركة التجديد الوطني”، “أندريس مانويل لوبيز أوبرادور”، الذي ترشح في إنتخابات سابقة، لكن شعبيته الضعيفة لم تمهد له الطريق إلى الرئاسة؛ ذلك لأنه لا يحظى بتأييد كبير من جانب الشعب المكسيكي، بل ويعتبره البعض تهديداً لسلامة الدولة.
وحتى الآن لم تحسم بعد قائمة المرشحين للإنتخابات، كما لا يُعرف كم من المرشحين المستقلين سيتنافسون، لكن ما يعرف جيداً هو أن التحديات التي تنتظر الرئيس الجديد كثيرة للغاية، فبالإضافة إلا محاربة الفساد والقضاء على العنف سيكون عليه تأسيس نظام قضائي مستقل كي لا يسمح بالإفلات من العقوبة.
كولومبيا..
سوف تعقد “كولومبيا” إنتخابات رئاسية بحلول شهر آيار/مايو المقبل، في ظل ظروف صعبة تمر بها البلد عقب إنهاء نصف قرن من الحرب بين الدولة والعصابات المسلحة، لذا من المتوقع أن يتأثر الاقتصاد والمؤسسات وكذلك التعاطي مع حالة عدم الأمن، خاصة في المناطق القروية، وسيكون على الرئيس الجديد معالجة هذه الأمور.
وتمكن الرئيس الكولومبي، “خوان مانويل سانتوس”، خلال عام 2016 من إنهاء أعوام من النزاع من خلال إتفاق السلام الذي عقده مع عصابة “فارك” المسلحة، كما مُنح “جائزة نوبل للسلام”، لكنه يواجه معارضة شرسة يقف خلفها سابقه، “ألفارو أريب”، ويشهد المجتمع الكولومبي حالة من الإستقطاب السياسي.
فنزويلا..
إنتهى عام 2017 وخلف وراءه الكثير من الأمور التي لا يرغب الشعب الفنزويلي في تذكرها، إذ كانت سنة كبيسة شهدت الكثير من الأحداث الصعبة بسبب التوترات بين الحكومة والمعارضة على خلفية قيام الرئيس، “نيكولاس مادورو”، بحل مجلس النواب أواخر عام 2015، وخرجت المظاهرات المناهضة بحكم الرئيس خلال العام المنصرم؛ بسبب تفشي الفساد والقمع والسياسات النقدية.
وأعلن “مادور” عن نيته في إجراء إنتخابات، وصرح بأنه سوف يترشح فيها، لكنه هدد بإتخاذ عدة إجراءات ضد الأحزاب المعارضة وأخرى تمهد لبقاءه في الحكم بشكل مؤبد.
ويرى الخبراء أنه إذ نفذ الرئيس الفنزويلي تهديداته؛ فسوف تتحول الإنتخابات إلى مهزلة، كما ستقضي على آخر محاولات الحوار ما سيساهم في زيادة الضغط من جانب المجتمع الدولي.
