واشنطن – خاص
تذوق أكراد سوريا جولة جديدة من المرارة على يد عضو كبير في حلف الناتو هو تركيا. وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الأكراد السوريون لهجوم شديد، وربما لن تكون المرة الأخيرة.
وتنص المادة الخامسة من معاهدة منظمة حلف شمال الأطلسي على أنه إذا وقع هجوم مسلح ضد إحدى الدول الأعضاء، ينبغي اعتباره اعتداءً على جميع الأعضاء.
وعلى هذا الأساس فإن الهجوم التركي على الأكراد السوريين يجب أن يفسر على أنه هجوم يأتي من جميع أعضاء الناتو.
هذا هو المدخل لمقالة الكاتب الكردي الإيران يراميار حساني والمقيم في النرويج والتي نشرتها صحيفة “جيروزاليم بوست” الاسرائيلية الناطقة بالإنجليزية اليوم الإثنين، ويوضح فيها ما قد لعبه الأكراد من “دور حاسم في الشرق الأوسط على مدى العقود الثلاثة الماضية على الأقل”، وعلى الرغم من أنهم كانوا يتوفرون على مجموعات كبيرة من المقاتلين في المنطقة، لكنها لم تستخدمها أبدا ضد مصالح الغرب. وفي الواقع، شارك المقاتلون الأكراد في محاربة المنظمات الإرهابية في المنطقة، ومع ذلك، فإن “مجموعة كبيرة من الأكراد ينتظرون رحمة الغرب للمساعدة في تحريرهم”.
وبشأن أكراد العراق يوضح الكاتب والناشط الذي يعمل اليوم على مساعدة اللاجئين في اليونان: “على الرغم من الفساد المحلي، فإن الأمل في مساعدة الغرب للأكراد في العراق كبيرا لكن شهوة الثروة والسلطة ألقت قيادة حكومة إقليم كردستان تحت رحمة السيطرة الإيرانية والتركية”.
من ناحية أخرى، فإن الأكراد في إيران لديهم بعض أحزاب المعارضة المختلة التي كانت تستخدم في الماضي كأكبر تهديد لنظام آيات الله. وهذه الأحزاب تقيم بإقليم كردستان العراق في الوقت الحاضر، وتشتبك في الكثير من النزاعات فيما بينها.
ويلفت حساني إلى أن “معظم الكرد عالقون في انتصارات الماضي المجيدة، لكن الحقيقة هي إن أيديهم الفارغة تنتظر من أجل الغرب ليأتي ويحررهم”.
في عام 2014، تعرض الأكراد في سوريا لهجمات شديدة من تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). حين تعرضت أكثر من 300 قرية كردية للهجوم والنهب والتدمير من قبل الإرهابيين وكانت كوباني على وشك السقوط بيد داعش، قبل بدء الضربات الجوية بقيادة الولايات المتحدة.
ومرة أخرى، يتعرض الأكراد في سوريا لهجوم من تركيا. منذ بداية ما يسمى “غصن الزيتون” في عفرين، كان الأكراد في سوريا يدافعون عن أنفسهم دون دعم الغرب، على الرغم من أنهم يستحقون القليل من التضامن بعد كل التضحيات التي قطعوها في الحرب على داعش.
إن الأكراد السوريين لم ينتظروا دعم الغرب ولن يتوقعوا ذلك في المستقبل. لقد اتبعوا طريقا أفضل: الاعتماد على أنفسهم وتجاهل الوعود الفارغة المسماة بالسياسة والدبلوماسية.
هذا ما يجب أن يتعلمه الأكراد العراق وإيران من شعبهم في سوريا.