8 مارس، 2024 4:12 م
Search
Close this search box.

ما وراء “قمة مكة” .. التخلص من التقارب “الإيراني-الأردني” وإستقطاب عَمان للمحور السعودي

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد الدعم الخليجي الذي تلقاه “الأردن” من “قمة مكة”، أعلن عن سحب ممثله الدبلوماسي لدى “إيران”، “عبدالله سليمان أبو رمان”، الجمعة 15 حزيران/يونيو 2018، من العاصمة الإيرانية، “طهران”، إلى مقر وزارة الخارجية الأردنية في العاصمة “عَمان”.

مصادر مطلعة أعلنت “إن تلك الخطوة جاءت بناءً على قرار صادر من قبل مجلس الوزراء الأردني”، وأضافت: “ليس هناك نية لتسمية سفير أردني آخر في العاصمة الإيرانية، طهران، في الوقت الراهن، ونجدد بأن موقف الدولة الأردنية ثابت تجاه السياسات الإيرانية المتضمنة تدخلها في شؤون دول المنطقة”.

وقد شددت المصادر على حرص “المملكة الأردنية” على أمن دول المنطقة العربية، وخصوصاً أمن “المملكة العربية السعودية”، ودول “مجلس التعاون الخليجي”، وأضاف قائلاً: “أن أمن المملكة العربية السعودية من أمننا، ونحرص على عمقنا الخليجي والعربي”.

وأوضحت المصادر أن قرار نقل سفير المملكة في “طهران” إلى “عمّان”، يأتي إستنادًا إلى قرار سابق بإستدعائه في نيسان/أبريل 2016، حيث تم التنسيب بقرار النقل من “مجلس الوزراء الأردني”، في 14 أيار/مايو المنصرم، وصدرت الإرادة الملكية بالموافقة عليه، الخميس.

وكان “الأردن” قد أعلن عن إستدعاء السفير، آنذاك، على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة السابق، “محمد المومني”، حين قال: إنه “للتشاور في ظل تدخلات إيرانية مرفوضة من قبلنا في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة، وعلى الأخص دول الخليج العربية”.

يرجع السبب لتهديدها لأمن السعودية..

من جانبه؛ جدد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، “أيمن الصفدي”، تأكيد موقف بلاده حيال “أمن دول الخليج” عمومًا، قائلاً: إن “أمن المملكة العربية السعودية ودول الخليج، هو من أمن المملكة الأردنية الهاشمية”.

وأضاف “الصفدي” قائلاً: “نعتبر أن أي تهديد لأمن السعودية والخليج العربي هو تهديد لأمن الأردن واستقراره”.

وبسؤاله عن خلفيات القرار؛ جدد “موقف الأردن الثابت من السياسات الإيرانية المتضمنة تدخلات في شؤون دول المنطقة”، كما شدد على حرص الأردن على “أمن دول المنطقة، خاصة السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي”. وأردف قائلاً: “أمن السعودية من أمننا، ونحرص على عمقنا العربي والخليجي”.

سياسات إيران تعمق عدم الاستقرار في المنطقة..

إلى ذلك؛ أكدت المصادر أن السفير الأردني في “إيران” موجود بالفعل في “عَمان”، وجرى إستدعاؤه للتشاور، منذ أكثر من عام، على خلفية “التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية”.

وأشار المسؤول الأردني إلى جملة من السياسات الإيرانية التي وصفها بأنها “تؤدي إلى تعميق عدم الاستقرار في المنطقة”.

وأوضح أن سياسات “إيران” شكلت “تدخلات مرفوضة من قبلنا في الشؤون الداخلية لدول عربية شقيقة، ومساسا بمباديء حُسن الجوار التي نتوخاها في تعاملاتنا مع الدول المجاورة للعالم العربي، ولا نقبل بأقل منها”.

وتتدخل “إيران” في الشؤون الداخلية لدول المنطقة بعدة طرق، منها الميليشيات المسلحة كما في “اليمن” و”العراق” و”سوريا” و”لبنان”، حيث لديها سطوة على حكومات تلك الدول، إضافة لمحاولة “إيران” إثارة القلاقل في دول أخرى مثل “البحرين والمملكة العربية السعودية”، حيث استطاعت سلطات هذه الدول القبض على عدة شحنات متفجرات وأسلحة حاول بعض الخارجين عن القانون تهريبها إليها من “إيران”.

“قمة مكة” لدعم الأردن..

وكانت “السعودية والإمارات والكويت”، قد دعمت “الأردن” في “قمة مكة” بمليارات الدولارات لإنقاذ اقتصاده من التدهور على خلفية احتجاجات واسعة شهدتها البلاد ضد النظام الحاكم.

ودفعت زيادة الأسعار وخفض الدعم آلاف الأردنيين إلى التظاهر في الشوارع، الأسبوع الماضي، ضد سياسات الحكومة الاقتصادية. ودفعت هذه الاحتجاجات السلمية النادرة، الملك “عبدالله”، إلى إقالة الحكومة وتعيين رئيس وزراء جديد، والذي كان أول تعهد له إلغاء الزيادات الضخمة في الضرائب.

وقالت الدول الخليجية الثلاث إن “الأردن” سيحصل على مساعدات قيمتها (2.5) مليار دولار لمساعدته على تخطي الأزمة الاقتصادية والسياسية.

وقال البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية، إن الحزمة تتضمن وديعة في البنك المركزي الأردني وضمانات للبنك الدولي لمصلحة “الأردن”، ودعمًا سنويًا لميزانية الحكومة الأردنية وتمويلاً من صناديق التنمية لمشاريع إنمائية.

وتم إتخاذ هذه القرارات في “مكة المكرمة”، حيث إستضاف العاهل السعودي، الملك “سلمان بن عبدالعزيز”، قمة مع العاهل الأردني، الملك “عبدالله”، وأمير الكويت، الشيخ “صباح الأحمد الجابر الصباح”، والشيخ “محمد بن راشد”، نائب رئيس الدولة في الإمارات.

ويقوم “الأردن” بتنفيذ إجراءات أوصى بها “صندوق النقد الدولي”، منها زيادة الضرائب وخفض الدعم، مما أثر سلبًا على الفقراء والطبقة المتوسطة.

توترات مسبقة..

شهدت العلاقات “الأردنية-الإيرانية” توترًا، خلال العقود الماضية، خاصة بعد تأييد “عَمان” الحرب العراقية ضد طهران، إضافة إلى تصريحات متكررة من “الأردن” واتهامه لـ”إيران” بالتدخل في شؤون دول المنطقة.

ويرى بعض الخبراء أن تردي الوضع الاقتصادي الأردني من أحد أسبابه توقف الدعم الخليجي عن “الأردن”، بهدف الضغط عليه للموافقة على “صفقة القرن” التي تهدف لإنهاء الصراع “الإسرائيلي-الفلسطيني”، وتوطين الفلسطينيين خارج الأراضي الفلسطينية في وطن بديل.

دعمه الاقتصادي يحافظ على أمنه الوطني..

في هذا الإطار؛ أكد الخبير الكويتي، “فهد الشليمي”، أن الاجتماع الذي عقدته “المملكة العربية السعودية”، بحضور “الكويت والإمارات”، و”الأردن” له أبعاد إستراتيجية أكبر من المسألة الاقتصادية، فهذا الاجتماع جاء من أجل “الأردن”، والأردن دولة مجاورة لدولتين تشهد عدم استقرار وتدخل إيراني كبير وهم “العراق وسوريا”.

وأضاف؛ أن “إيران” تمارس تخريبها في هذه الدول، وبالتالي فإن عدم استقرار “الأردن”، بسبب مشكلة اقتصادية، فالأردن لا يعاني من مشكلة سياسية، ولكن الأردن يعاني من مشكلة اقتصادية وبالتالي دعم الأردن اقتصاديًا يدفع نحو استقرار للأمن الوطني الأردني، لأن الأمن الوطني الأردني جزء من الأمن الوطني العرب.

قمة تخلق محور أقوى..

وأشار الخبير الكويتي إلى أن هذه القمة تخلق محور أقوى، والذي يضم دول “مجلس التعاون الخليجي” باستثناء “قطر وعُمان”، وكذلك يضم “المملكة العربية السعودية ومصر ومحور الأردن”، فهذا المحور العربي الذي في الحقيقة تم استهدافه يكون أكثر وأكبر قوة وتأثير عندما يتعافى اقتصاديًا، فـ”مصر” تتعافى، و”الأردن” بالدعم المالي سوف يستفيد من عدة نواحي؛ الناحية الأولى هي أن ضمانات الودائع التي ستكون في البنوك ستكون حافظ لـ”البنك الدولي” أن يقدم قروض بيسر وبدون شروط، الأمر الذي يؤثر على الاقتصاد والذي يؤثر على الأمن والاستقرار، والدعم لمدة 5 سنوات لدعم الميزانية الأردنية سنويًا بعد تأثرها بإنقطاع الموارد من المراكز الحدودية السورية ومن العراق.

ضربة جديدة لـ”الإخوان”..

ولفت الخبير الكويتي، إلى أن هذه القمة تساهم في زيادة أواصر الثقة والتأكيد على أن دول “مجلس التعاون الخليجي” تقف مع إخوانها العرب في كل أزمة، وهذا يلغي بعض الأصوات؛ وعلى رأسها أصوات “جماعة الإخوان المسلمين”، المدعومة من “تركيا وقطر”، في أن يكون هناك عدم استقرار في “الأردن” من أجل أن يكون لهم مدخل لإثارة عدم الاستقرار وإثارة المظاهرات والفوضى.

وأوضح أن القمة كانت بمثابة المكوى التي أجهضت “محور الشر” وحرقت الشر القادم من “تنظيم الإخوان”، لأن دعم الاقتصاد الأردني هو دعم للاقتصاد العربي بشكل عام، وتعافيه هو تعافي للمواطن العربي، وهذا يخلق حالة من الاستقرار وإصلاح الأضرار في الجسم العربي جراء “تنظيم الإخوان” والثورات العبثية والخريف العربي، الذي كان أكبر خطر على الدول، فهذه الثورات خدمت “إسرائيل” وهدمت المنظومة العربية، فـ”مصر” بدأت تتعافى، أما “العراق” فيعاني من التدخل الإيراني.

الأنظمة العربية تنفذ أجندات أميركية..

الكاتب السعودي، عبدالرحمن طلال”، يرى أن الأنظمة العربية تحت العصا والجزرة الأميركية في قراراتها، حيث تقوم بتنفيذ أجندات لا يمكن أن تتنبأ بنهايتها، كما حدث مع “النظام اليمني”، وهو الذهاب إلى النظام الإيراني والتعاون معه.

بدأ النظام الأردني، من خلال الملك “عبدالله الثاني”، بتصريحات خطيرة، وهي إيجاد طرق جديدة إذا بدأت تسود البلاد الفوضى بسبب تراكم الديون وغلاء الحياة المعيشية على المواطن؛ مع العلم بوجود مساعدات خليجية للأردن، ولكن الفساد جعل وتيرة الاضطرابات تسرع بقوة.

ونشر الإعلام الأردني، من خلال أهم شخصيات الدولة مثل رئيس الوزراء الأردني السابق، “طاهر المصري” و”عاطف الطراونة”، رئيس مجلس النواب، وإعلاميين أردنيين في الصحف، باستمرار عن رغبتهم بالتقارب مع “إيران” كما فعل النظام اليمني.

إن الخطة الأميركية من تقليص المساعدات لـ”الأردن” ولـ”الإنروا”. هو زيادة الأعباء على الجانب الأردني من خلال “فلسطيني الشتات”، بالإضافة إلى السوريين، وبالتالي الذهاب إلى “إيران” التي جهزت حزمة اقتصادية للأردن مقابل شروط إيرانية؛ والتي سوف يتخللها زيارات متبادلة ودراسات في “مدينة قم”، كما فعل الرئيس اليمني، “علي عبدالله صالح”.

منعت نهاية النظام الأردني..

وبعد فترة سوف يخرج تنظيم تابع لـ”إيران” في “الأردن”؛ شعاره الموت لأميركا، وبالحقيقة لا يقتل إلا العرب كما يحدث مع جماعة “الحوثيين”.

وسوف تكون نهاية النظام الأردني كما كانت نهاية النظام اليمني على أيدي التنظيم، لو حدث ونفذ الأردن تهديداته للسعودية بالإرتماء في أحضان “إيران”.

“السعودية” سوف تواجه هذه الأزمة للدفاع عن الأمن العربي، كما واجهتها في “اليمن”، وسحقت حلفاء إيران مع تخاذل باقي الأنظمة العربية.

السعودية من خلال اجتماع مكة قطعت الطريق على أميركا، التي كانت تخطط إرغام “الأردن” للذهاب إلى “إيران” وإعادة الحكاية من جديد، حكاية “عبدالله صالح” و”الحوثي”، التي إنتهت بمقتل الرئيس اليمني.

لقد منعت السعودية نهاية النظام الأردني على الطريقة اليمنية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب