خاص : كتبت – نشوى الحفني :
افتتحت مراكز الاقتراع العراقية أبوابها صباح يوم الأحد؛ في تمام الساعة السابعة بتوقيت “بغداد”، في أول انتخابات برلمانية مبكرة تشهدها البلاد، منذ العام 2003.
وبلغ عدد مراكز الاقتراع في التصويت العام: 8273 مركزًا؛ بواقع أكثر من: 55 ألف محطة، وشارك: 1249 مراقبًا دوليًا في مراقبة الاقتراع العام؛ فيما يبلغ عدد الإعلاميين الدوليين الذين يُشاركون في تغطية الاقتراع العام: 510 إعلاميين دوليين، أما المراقبون المحليون فبلغ عددهم: 147152 مراقبًا.
كما بلغ عدد المرشحين الإجمالي: 3227 مرشحًا؛ منهم: 951 امرأة، وتنافس في الانتخابات: 21 تحالفًا و109 أحزاب سياسية.
وحث رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، المواطنين؛ على المشاركة في الاقتراع، وكتب عبر (تويتر): “صوتك مستقبلك، اليوم كنت أول من شارك في التصويت في الانتخابات، التي وعدنا شعبنا وأوفينا.. يا شعبنا العزيز نساءً ورجالاً وشبابًا شاركوا وأرسموا مستقبلكم بأيديكم”.
وكان “العراق” قد أجرى، يوم الجمعة؛ عملية “التصويت الخاص” في عموم البلاد، والتي شملت منتسبي الأجهزة الأمنية، (باستثناء الحشد الشعبي)، والنزلاء والنازحين، ضمن الانتخابات البرلمانية المبكرة.
يستعيد سيادته في مواجهة واشنطن والميليشيات..
صحيفة (لوفيغارو) الفرنسية؛ كتبت أن “العراق” يشهد انتخابات نيابية، في وقت يسعى لاستعادة سيادته في مواجهة “واشنطن” والميليشيات التابعة لـ”إيران”، بعدما تراجع دوره كثيرًا بسبب الإهمال الدولي، لا سيما خلال حقبة سيطرة تنظيم (داعش)، كما حدث في “الموصل”.
وفي تحقيق لها من “الموصل”، قالت الصحيفة إن “العراق” يشهد عودة عدد من الأثرياء من أجل إعمار المنطقة وإعادة إصلاح منازلهم في البلاد، بعد تحريرها من قبضة التنظيم.
وفي منطقة ميدان في “الموصل”، ما يزال ممكنًا العثور على بقايا جثث تحت الأرض، بالإضافة إلى جزء من: “الكنز الخفي” للتنظيم، إذ عثرت الشرطة على: 1.4 مليون دولار. وهي مسألة تُثير أطماع سكان “الموصل”؛ التي تتباطأ فيها عملية إعادة الإعمار وعودة النازحين. مع ذلك يظل عدد كبير من العراقيين مرتبطين بمدينتهم، حسب “سيريل روسيل”، الباحث في المركز الوطني للبحث العلمي، ومقره “أربيل”.
إعادة بناء المطار..
وتتطلع “فرنسا” إلى إعادة بناء المطار، وهو ما تعارضه “تركيا”، وكذلك الأكراد في “أربيل”، بوابة شمال “العراق” على بُعد 90 كيلومترًا، والتي سيشهد مطارها في حال إحياء “مطار الموصل”، تراجعًا في حركة المرور.
مخاوف من تداعيات خروج القوات الأميركية..
في نهاية شهر كانون أول/ديسمبر المقبل، ستنهي “الولايات المتحدة”: “مهمتها القتالية”، ومن المتوقع أن تخفف وجودها العسكري، في “العراق”، (2500 جندي). وهو قرار يلقى ترحيب بعض العراقيين، فيما يتخوف آخرون من تداعياتها، وأن تغرق البلاد في الفوضى، كما حدث مع “أفغانستان”.
لكن الإشكال المطروح، بحسب (لوفيغارو)؛ هو أن “العراق” يواجه خطر التحول إلى ساحة مواجهة بين “واشنطن” و”طهران”، التي تحرك جماعات مسلحة شيعية شبه عسكرية مرتبطة بها، وهدفها هو محاربة بقايا تنظيم (داعش)، لكنها تقاتل أيضًا آخر الجنود الأميركيين في “العراق”.
وعند مغادرة “الموصل” شمالاً، تنتشر المئات من صور، “قاسم سليماني”، قائد (فيلق القدس)، الذي قُتل عام 2020؛ في “بغداد”؛ بأوامر من الرئيس الأميركي السابق، “دونالد ترامب”، وصور بعض المرشحين للانتخابات النيابية على طريق “تل عفار”.
الخطر التركي على العراق..
وهاجمت “تركيا”، منطقة “سنجار”، ثلاث مرات، هذا الصيف، مما أسفر عن مقتل: 13 شخصًا، بينهم إثنان قُتلا بطائرات مُسيرة، ربما أطلقت من إحدى القواعد العسكرية التركية في شمال “العراق”. لكن “بغداد” تعجز عن الرد على “أنقرة”؛ لأن حجم المبادلات التجارية بين البلدين تبلغ: 20 مليار دولار. ويدعم “تركيا”، في هجومها على “سنجار”، “الحزب الديمقراطي” الكُردستاني في “أربيل”.
وتقول (لوفيغارو)؛ إن هذا القصف التركي، ووجود الميليشيات الموالية لـ”إيران”، بجوار الأكراد الساعين إلى الحكم الذاتي؛ يجعل من “جبل سنجار” بمثابة مفترق طرق إستراتيجي.
وتلفت الصحيفة الفرنسية إلى أن رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، الذي يراهن على الانتخابات العامة، الأحد، تمكن من إقناع الميليشيات الموالية لـ”إيران” بوقف هجماتها على القواعد العراقية، التي لا تزال تؤوي جنودًا أميركيين، حتى: 31 كانون أول/ديسمبر المقبل. ولكن ستكتفي هذه الميليشيات الشيعية بخروج القوات الأميركية.
وتنسب الصحيفة إلى محلل عراقي قوله؛ إنه لا يجب التفاؤل كثيرًا بانسحاب القوات الأميركية، إذ إن الجيش الأميركي سيحتفظ بالسيطرة على الأجواء العراقية، وسيترك وراءه أيضًا قوات خاصة، غير موجودة رسميًا، لكن قوامها يصل إلى حوالي ألف عنصر، يعملون بشكل أساس في “سوريا”؛ وينتقلون إلى شمال “العراق” بالقرب من “أربيل”، حيث تمتلك “الولايات المتحدة” قاعدة كبيرة، وتعرضوا خلال الصيف لهجمات من الميليشيات الموالية لـ”إيران”.
السُنة يرغبون في الحفاظ على الوجود الأميركي..
وبالتالي، فإن مستقبل “العراق”، بعد الخروج الأميركي؛ يظل غير مؤكد. وإذا فشلت “الولايات المتحدة”، كما هو الحال في “أفغانستان”، في بناء جيش قادر على القتال، مع السماح للفساد بضرب الإدارات، فإن “عراق 2022″؛ لن يكون “أفغانستان طالبان”. ومع ذلك، فإنه سيبقى منقسمًا وتحت سيطرة القوات الموالية لـ”إيران”. في نفس الوقت، لا تبدي “الولايات المتحدة” استعدادًا لقبول الممر الشيعي كنقطة إنطلاق لشن هجمات على “إسرائيل” أو الخليج. كما يرغب العديد من العراقيين، لاسميا السُنة، في الحفاظ على الوجود الأميركي.
فإلى أي مدى سيذهب الموالون لـ”إيران”، في مواجهة ما تبقى من الوجود الأميركي في “العراق” ؟.. الجواب في “طهران”، تقول (لوفيغارو)، معتبرة أن ذلك سيعتمد على تقدم المفاوضات بين “إيران” والغرب حول الطاقة النووية، والتي من المتوقع أن تستأنف قريبًا في “فيينا”.