18 أبريل، 2024 5:25 م
Search
Close this search box.

ما قاله مستشار عسكري أمريكي عن المسؤولين العراقيين 2009 وصار حقيقة اليوم

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص / واشنطن- كتابات

في العام 2009 تصاعدت في الولايات المتحدة مخاوف من ان تكون قوة رئيس الوزراء العراقيالسابق نوري المالكي التي زادتها نتائج الانتخابات المحلية توسعا وثباتا، قد وفّرت أرضيةلنظام الرجل الواحد وان كان ذلك ديمقراطيا كما الحال في تجربتي بوتين روسيا وشافيز فنزويلا.

وأفاد حينها تقرير لصحيفةيو أس أي تودايأن قرار رئيس الوزراء نوري المالكي بإنشاء قوة عسكرية خاصة غير تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية، يثير الكثير من القلق من أن يكونالمالكي بصدد تأسيس نظام ديكتاتوري جديد، لافتا الى أن أياد علاوي رئيس الوزراء العراقيالاسبق وأحد المنتقدين لحكومة المالكي، حذر بلهجة شديدة من خطورة تمرير مشروع القرارالذي تقدمت به الحكومة العراقية، والذي يهدف إلى إنشاء قوات خاصة تكون تحت مسؤوليةرئيس الوزراء مباشرة ولا علاقة لها بوزارتي الدفاع والداخلية.

وكان المالكي قد أصدر قرارا سنة 2007 تم بموجبه إنشاء مكتب قوة مكافحة الإرهاب الذييتألف من أربعة آلاف مقاتل يعدون الأفضل في قوات الجيش العراقي، لكن مقربين من رئيسالوزراء ، يحملون على المخاوف الاميركية، فتنقل الصحيفة عن النائب عباس البياتي إنواشنطن كانت تتبرم في الماضي من ضعف مؤسسة رئاسة الوزراء، وبعدما نجح المالكي فيتقوية مركزه وأخذ بزمام الأمور داخل العراق باتت واشنطن تتخوف من قوته وتشكك في نواياهوتحذر من تحوله إلى ديكتاتور“.

من جهته، أعرب الكولونيل المتقاعد بيتر منصور الذي كان عمل مع القوات الأميركية في العراقعن مخاوفه من أن يستخدم المالكي هذه القوة لضرب خصومه السياسيين. بينما يشعر خبيرمكافحة التمرد ديفيد كلكولين ان الظروف التقليدية لقيام انقلاب عسكري تتشكل في العراق. وتتضمن هذه الظروف بحسب الخبير الاميركيوجود نخبة سياسية فاسدة منفصلة فيالمنطقة الخضراء عن حياة الناس، بينما خارج اسوار هذه المنطقة تنمو قدرات الجيش العراقيالذي يقترب اكثر من حياة الناس فهو يعمل معهم ويحاول ان يحل مشاكلهم.

وكانت أصوات اميركية معنية بالقضايا الاستراتيجية تخشى مما يوصف بانه خلل كبير فيالجيش العراقي يتعلق باحتمال عودته الى اداءممارسات قمعية، ويعتقد الكثير منالعسكريين الأمريكيين ان الجيش العراقي وان تحسنت قدراته كثيراً، فانهمؤسسة لا تتوفرعلى ايمان قوي بالحكم المدني الديموقراطي“.

انهم مستعدون لقتل الناس!

و في ذلك الوقت توقع ضابط أمريكي عمل مستشاراً لكبار العكسريين العراقيين انهما ان تنسحب القوات الامريكية سيعود القادة العسكريون العراقيون الى ممارسات عهد صدامالتي اعتادوها“. و يقول الميجر مات ويتنيلقد علمّهم صدام كيف يفرضون السيطرة علىالناس وقد اسهمنا نحن أيضا في ترسيخ هذا الاتجاه لديهم على مدى السنوات الأربعالاخيرة في اثناء مكافحتنا التمرد، مضيفاانهم مستعدون لقتل الناس، الكثير من الناس لتحقيق الاستقرار في العراق“.

ويقول ضابط آخر هو الميجر جاد كويل الذي عمل مستشاراً  لوحدة عسكرية عراقية اشرفعلى تدريبها الجيش الامريكيعندما تعرف الضباط العراقيين ويكونون صادقين معك،سيقولون لك ان فكرة الديموقراطية والحكومة المنتخبة في العراق مثيرة للضحك تماماً.”

وتشير شخصيات عسكرية وامنية اميركية الى ما تعتبره تهديدات محتملة تواجه المهمةالامريكية في العراق، ومنها ظهور رجل قوي يخرج من رحم النظام الديموقراطي كالمالكيليقوم بتقويضه كما هو الحال في المثالين الروسي والفنزويلي، وهو ما حصل فعلا بعد خمس سنوات من ذلك التحذير، اما التهديد الثالث فهوانهيار النظام الحالي بسبب انسحابأمريكي مبكر يؤدي إلى انهيار الأمن“، وهو ما تحقق فعليا في 2012 أي بعد نحو عام من الانسحاب.

وتجمع تلك الشخصيات على ان منع التهديد الاول هو من مسؤولية العراقيين، اما منع التهديدالثاني فأنه يقع على عاتق الولايات المتحدة، انطلاقا مما تراهمسؤوليةالرئيس (اوباما حينها ) مشددة على انواجبه الان كزعيم للبلد الذي كان السبب وراء ولادة التجربة الديموقراطيةالعراقية الناشئة ان يتأكد من انه لن يفعل شيئاَ يقوض هذه التجربة“، وهو ما تحقق فعليا حين ترك أوباما الحبل على الغارب في العراق، حتى سيطر تنظيم داعش على ثلث البلاد.

ولكن ما تعتبره تلك الشخصياتمسؤولية أمريكيةفي عدم انهيار النظام السياسي فيالعراق جراء الانسحاب الوشيك، يتضمنمسؤولية عراقيةنتيجة تفاقم الصراع بين اطرافالحكم، وثمة رأي امريكي واسع مفاده ان الكثيرين يخشون من لجوء العراقيين نحو العنفلحل خلافاتهم عند انسحاب القوات الاميركية، وفي هذا الصدد يتوقع المحلل الاميركي جونماكريري ان على بلاده  انتقلق بشأن ترتيبات تقاسم السلطة التي فرضتها على الفرقاءالعراقيين”  ويرى ان تلك الترتيبات لم تنتج سلاما واضحا بين الفرقاء العراقيين، وعبر ذلك فاناحد اقوى الفرقاء سيحاول في حالة انسحاب الولايات المتحدة ان يخرق ترتيبات اقتسامالسلطة  مؤكدادائماً ما يكون تقاسم السلطة تمهيداً للعنف خصوصاً بعد انسحاب القوةالتي فرضت ذلك الاسلوب“، وهو ما سيطر على الأوضاع في البلاد حتى اليوم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب