خاص: كتبت- نشوى الحفني:
تضغط “الولايات المتحدة” على مسّارين دبلوماسيين في “غزة”، حيث تسّعى إلى وقف الحرب من خلال اقتراح وقف إطلاق النار الذي يدعمه الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، بينما تنضم أيضًا إلى المحادثات في نهاية هذا الأسبوع، لإعادة فتح معبر (رفح)، الذي تم إغلاقه عندما تقدمت “إسرائيل” على طول الحدود بين “غزة” و”مصر”.
وفي محادثات ثلاثية أجريت في “القاهرة”، الأحد، ناقش فريق من المسؤولين الأميركيين مع نظرائهم المصريين والإسرائيليين كيفية إعادة فتح معبر (رفح)، الذي تم استخدامه لإجلاء المدنييّن المصابين بأمراض خطيرة أو المصابين، وكذلك لتوصيل الوقود، وفق صحيفة (وول ستريت جورنال).
وقال مسؤولون مصريون إنه: “لم يتم إحراز تقدم يُذكر في اجتماع الأحد، حيث اتفقت جميع الأطراف على مواصلة المحادثات في الأيام المقبلة، وحتى إذا نجحت هذه المحادثات، فستظل هناك عقبات أمام تدفق المسّاعدات عبر المعبر”.
وتأتي المداولات بشأن “رفح” في الوقت الذي حثّ فيه “بايدن”؛ “إسرائيل” و(حماس)، على الموافقة على اقتراح من (03) مراحل من شأنه أن يوقف الحرب لمدة (06) أسابيع بشكلٍ أولي، مقابل تبادل بعض الرهائن المحتجزين في “غزة” والأسرى الفلسطينيين.
تحديات إضافية..
وفي “إسرائيل”، هدّد أعضاء ائتلاف رئيس الوزراء؛ “بنيامين نتانياهو”، اليميني المتطرف بالانسّحاب من الحكومة، إذا قبل اتفاقًا ينُّهي القتال دون القضاء على (حماس) أولاً، وفي “غزة”، من غير المُّرجح أن توافق (حماس) على الاقتراح، ما لم يضمن بقاء سيّطرتها على القطاع.
وبحسّب الصحيفة: “انقسّم القادة في إسرائيل إلى حدٍ كبير بعد خريطة طريق وقف إطلاق النار”، ويقول مسؤول إسرائيلي كبير إن: “فكرة أن توافق إسرائيل على وقف دائم لإطلاق النار دون تحقيق جميع أهداف الحرب، هي فكرة غير مقبولة”.
وقال “بيني غانتس”؛ عضو حكومة الحرب الإسرائيلية المكونة من (03) أعضاء ورئيس حزب (الوحدة الوطنية) الوسّطي، إنه ينبغي لـ”إسرائيل” أن تُقدم الاقتراح الذي قال إن الحكومة وافقت عليه بالإجماع، ودعا “غانتس” مجلس الحرب إلى الاجتماع لمناقشة الخطوات التالية.
وتُضيف هذه العقبات تحديات إضافية أمام تمرير خطة “بايدن” في “إسرائيل”، في انتظار بعض العقبات المرتبطة بتفاصيل تنفيذ بعض البنود.
مسّار إنساني..
وقالت الصحيفة الأميركية: “حاول المسؤولون الأميركيون مؤخرًا التوسّط في صفقة بين إسرائيل ومصر لإعادة فتح معبر (رفح)، وزيادة تدفق المساعدات إلى قطاع غزة”.
ويقول العاملون في المجال الإنساني إن القتال بين “إسرائيل” و(حماس) في منطقة “رفح”، التي تمّتد على طول الحدود الجنوبية للقطاع، جعل من الصعب توزيع المساعدات والمواد الغذائية في “غزة”، حيث يُعاني الكثير من السكان بالفعل من الجوع الحاد.
وتقول “إسرائيل” إنها سمّحت لمئات الشاحنات بالدخول إلى “غزة” كل يوم في الآونة الأخيرة؛ وتُلقي باللوم على “الأمم المتحدة” في عدم استلام المساعدات، مشيرة إلى أن مئات الشاحنات تراكمت على جانب “غزة” من معبر (كرم أبو سالم) الحدودي نتيجة لذلك.
وقد اعتمد جنوب “غزة”؛ في الأسابيع الأخيرة، بشكلٍ شبه كامل على المساعدات الواردة من معبر (كرم أبو سالم). وحتى قبل تصاعد القتال في “رفح”، كان أكثر من مليون شخص في القطاع يُعانون من ظروف تشُّبه المجاعة، حيث وجد خبراء انعدام الأمن الغذائي أدلة على انتشار المجاعة على نطاقٍ واسع، وزيادة حادة في وفيات الأطفال.
وقدر التصّنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي، وهي مبادرة تجمع خبراء من “الأمم المتحدة” ووكالات الإغاثة ومجموعات البحث، في آذار/مارس الماضي، أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستويات كارثية من الجوع تضاعف، مقارنة بكانون أول/ديسمبر الماضي.
وضع إنساني كارثي..
ودفع القصف الإسرائيلي؛ فريق “وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”؛ (أونروا)، إلى تعليق عملها في مدينة “رفح”، والمغادرة إلى مدينة “خان يونس”.
وكتب المدير العام للوكالة؛ “فيليبو لازاريني”، عبر منصة التواصل الاجتماعي؛ (إكس): “أوقفت الـ (أونروا) تقديم خدماتها الصحية والخدمات الأخرى الحيوية في رفح”.
وتابع: “في خان يونس أعدنا بدء عملياتنا على الرُغم من الضرر الذي لحق بمنشآتنا”.
وقالت (أونروا)، الأحد، إن جميع ملاجئها الـ (36) في مدينة “رفح”؛ بجنوبى “غزة”: “فارغة”، بسبب العملية العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
وكتبت على منصة (إكس) للتواصل الاجتماعي؛ أن: “آلاف الأسر أجبرت على الفرار”.
وأضافت أن: (1.7) مليون من سكان “غزة”، البالغ عددهم: (2.2) مليون نسّمة؛ نزحوا الآن في مدينة “خان يونس”، الواقعة بوسّط القطاع والمناطق المحيطة بها.
وأوضحت الوكالة أن: “مجال العمل الإنساني مستمر في التقلص”.
وحذرت منظمات الإغاثة مرارًا من أنه لا يوجد مكان آمن في “قطاع غزة” وسّط العمليات الإسرائيلية المستمرة في القطاع، والتي بدأت في أعقاب 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي.
مقترح “بايدن”..
وأعلن الرئيس الأميركي؛ “بايدن”، الجمعة، مقترحًا لإنهاء الحرب، والتوصل لاتفاق بين “إسرائيل” و(حماس).
وقال “بايدن” إن المرحلة الأولى وفقًا للاتفاق المقترح تتضمن هدنة وإعادة بعض الرهائن الذين لا تزال (حماس) تحتجزهم، وبعدها يتفاوض الجانبان على وقف الهجمات لفترة غير محددة في المرحلة الثانية، التي يتم فيها إطلاق سراح الرهائن المتبقين على قيّد الحياة.
وأشاد “بايدن” بعدة مقترحات لوقف إطلاق النار على مدى الأشهر القليلة الماضية، وكان كل منها يحمل إطارًا مماثلاً للخطة التي أعلن عنها يوم الجمعة؛ لكن لم ينجح أي من تلك المقترحات.
معلّقة بموقف “حماس”..
بدوره؛ قال المتحدث باسم “مجلس الأمن القومي” بالبيت الأبيض؛ “جون كيربي”، الأحد، إن “الولايات المتحدة” تتوقع موافقة “إسرائيل” على اتفاق إنهاء الحرب في “غزة”، إذا وافقت عليه (حماس).
وأضاف “كيربي”؛ في مقابلة على شبكة (إيه. بي. سي): “كان هذا اقتراحًا إسرائيليًا.. نتوقع أنه إذا وافقت (حماس) على الاقتراح، كما نُقل إليهم، فإن إسرائيل ستوافق عليه”.
من جانبه؛ أكد مساعد لرئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، الأحد، أن “إسرائيل” قبلت اتفاقًا إطاريًا لإنهاء الحرب في “غزة” تدريجيًا، والذي يدفع به “بايدن” حاليًا، لكنه وصف الاتفاق بأنه: “معيّب” وبحاجة إلى مزيد من العمل.
وفي مقابلة مع صحيفة (صنداي تايمز) البريطانية، قال مستشار “نتانياهو” للسياسة الخارجية؛ “أوفير فولك كبير”؛ إن اقتراح “بايدن” هو: “صفقة وافقنا عليها – إنها ليست اتفاقًا جيدًا؛ لكننا نُريد بشدة إطلاق جميع سراح الرهائن”.
وتابع: “هناك الكثير من التفاصيل التي يتعين العمل عليها”، مضيفًا أن الشروط الإسرائيلية، بما في ذلك: “الإفراج عن الرهائن وتدمير (حماس)” لم تتغيّر.
بدائل “حماس”..
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي؛ “يوآف غالانت”، الأحد، إن “إسرائيل” لن تقبل استمرار حركة (حماس) في حكم “قطاع غزة”، في أي مرحلة خلال عملية إنهاء الحرب، وإن “إسرائيل” تبحث في أمر بدائل الحركة.
وأضاف “غالانت”؛ في بيان: “بينما ننُّفذ عملياتنا العسكرية المهمة، تعمل مؤسسة الدفاع في الوقت نفسه على دراسة جهة حاكمة بديلة لـ (حماس)”.
وتابع: “سنّعزل مناطق في قطاع غزة، وسنُبعد عناصر (حماس) من تلك المناطق، وننشر قوات ستمكن من تشكيل حكومة بديلة.. بديل يُهدد (حماس)”.
وفي سيّاق متصل؛ يُهدد وزير الأمن القومي؛ “إيتمار بن غفير”، ووزير المالية؛ “بتسلئيل سموتريتش”، بالانسّحاب من الائتلاف الحكومي، في حالة قبول الحكومة الإسرائيلية مقترح “بايدن”، بإنهاء الحرب والانسّحاب من “غزة”.