20 أبريل، 2024 12:01 م
Search
Close this search box.

ما بين المكاسب الاقتصادية وخيبة الأمل السياسية .. النتائج المرتقبة لزيارة “إردوغان” إلى الجزائر !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في زيارة أثارت العديد من ردود الأفعال داخليًا وخارجيًا، زار الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، “الجزائر”، بناءًا على دعوة من نظيره الجزائري، “عبدالمجيد تبون”، استمرت ليومين بحثا فيها التعاون بين البلدين في كافة المجالات والأصعدة.

وأفادت وكالة الأنباء الجزائرية، (واج)؛ أن هذه الزيارة تحمل أهدافًا تاريخية وإستراتيجية تتمثل في نقل العلاقة المثالية بين البلدية إلى مستوى أرقى.

وأضافت مصادر دبلوماسية مطلعة، بحسب ما نقلته وكالة (واج)؛ أن الجانبين، التركي والجزائري، سيُقدمان على خطوات مهمة فيما يُخص تطوير العلاقات الاقتصادية.

وتُعتبر “الجزائر” أكبر شريك تجاري لـ”تركيا” في إفريقيا، حيث يرتبطان بمعاهدة صداقة وتعاون ساهمت في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، ليبلغ حوالي خمس مليارات دولار سنويًا، ويتخطى حجم الاستثمارات التركية في “الجزائر”، 3 مليارات دولار، ويسعى الجانبان إلى رفعها فوق 5 مليارات دولار.

غضب شعبي جزائري..

وقوبلت الزيارة بغضب شعبي جزائري، حيث عبر الجزائريون عن تخوفهم من زيارة الرئيس التركي لبلادهم، في وقت يتورط الأخير بتأزيم الوضع في “ليبيا”، وتهديد أمنها وسلامة شعبها الشقيق.

ليس هذا فقط؛ السبب وراء إشتعال الغضب شعبي، أمن الرئاسة التركية شكك في قدرة الأمن الجزائري؛ حيث قام بتفتيش إحدى القاعات التي خُصصت لاجتماع منتدى رجال أعمال البلدين، مستخدمين كلاب حراسة مدربة على كشف المتفجرات.

الجزائريون اتهموا “إردوغان” بمحاولة إهانة “الجزائر” عن قصد، بينما حمّل آخرون سلطات بلادهم سقطات الزيارة وسماحها بتمرير تصرفات الوفد التركي، التي وصفوها بأنها تُعبر عن تعالٍ وتكبر من “إردوغان”.

بينما تساءلوا عن الهدف من الزيارة، وعلقوا بأن “إردوغان” لا يؤتمن جانبه، وأنه لا يحمل إلا الشر في زياراته، متمنين أن تنجو بلدهم، “الجزائر”، وشقيقتها “ليبيا” من سم لطالما لدغ به الثعبان التركي.

نتائج الزيارة..

وأثمرت الزيارة، بحسب وسائل الإعلام الجزائرية، إبرام اتفاقيات شراكة في عدة مجالات، كما اتفق الطرفان، الجزائري والتركي، على رفع مستوى التبادل التجاري إلى أزيد من 5 مليار دولار؛ وإقامة منطقة تبادل حر بينهما، إضافة إلى تفعيل اللجنة الاقتصادية المشتركة التي لم تجتمع، منذ 2002، وهي خطوات حسب المراقبين؛ جد هامة بالنسبة لـ”الجزائر” خصوصًا، وأن “أنقرة” أصبحت بالفعل قوة اقتصادية؛ وهي فرصة لـ”الجزائر” للاستفادة من خبرتها ودعمها، ومهمة أيضًا لـ”تركيا”، التي تريد اليوم البحث عن سوق جديدة لها، غير أنهم يؤكدون على ضرورة أن تكون قبل هذا رؤية إستراتيجية واضحة للاقتصاد الوطني حتى تتكلل هذه الشراكة بالنجاح وتساهم في تطوير الاقتصاد.

غلب عليها الطابع الجواقتصادي..

ويرى خبراء في الاقتصاد أن الخطوة التي قام بها الطرفان، الجزائري والتركي، والكم الكبير من الاتفاقيات التي وضعت قيد الدراسة، إضافة إلى أخرى أبرمت في عدة مجالات، سيما منها الصناعية والدفاعية، هي في غاية الأهمية لكلا البلدين، وهي تؤكد تغلب الجانب الجواقتصادي على الجيوسياسي في هذه العلاقات، كون زيارة “إردوغان”، لـ”الجزائر”، كانت زيارة اقتصادية بالدرجة الأولى؛ ثم تأتي القضايا السياسية في الدرجة الثانية، حسب الخبير الاقتصادي، “فريد بن يحيى”، الذي قال إن: “تركيا اليوم توجد في منطقة تعاني مشاكل كبيرة وكثيرة، سواء ما تعلق بحدودها مع سوريا والعراق، أو لتوتر علاقاتها مع السعودية والإمارات ومصر، ومع اليونان”.

حصارها يوجهها نحو إفريقيا..

وأضاف أن تركيا “أصبحت شبه محاصرة من هذه الدول، وكذا من الاتحاد الأوروبي من جهة أخرى، وتُدرك جيدًا أن الحل للخروج من هذا الحصار هو التوجه نحو إفريقيا، ولأجل ولوج إفريقيا فبوابتها المنطقة المغاربية والجزائر بالتحديد، التي تمتلك حدود مع 7 دول”.

وأشار المحلل الاقتصادي إلى أن تركيا “تمتلك إستراتيجية اقتصادية واضحة، وهي تُدرك جيدًا ماذا تفعل وإلى أين تتجه، فهي تعتمد في الشراكات مع الجزائر وحتى مع دول أخرى على التصنيع – الصناعات التحويلية – النسيج، الآلات، غير أن ما يُعاب على الجزائر، والذي قد يمنعها من الاستفادة بدرجة كبيرة من هذه الفرصة مع تركيا، هي غياب الرؤية الإستراتيجية، فالرؤية الاقتصادية للجزائر غير واضحة، والتوجه الصناعي غير واضح”.

ويرى “بن يحيى” أنه: “يجب على الجزائر استغلال هذه الفرصة، التي أتيحت لها مع الشريك التركي، الذي يعاني اليوم بعض المشاكل ويبحث عن مخرج، وأن تستفيد – أي الجزائر – من خبرته في مختلف المجالات التي تفوق فيها كالخدمات والنقل ومختلف الصناعات من نسيج وصناعات تحويلية وغيرها، وأيضًا تستفيد من التكنولوجيات التي يتمتع بها هذا البلد، خصوصًا أن 90 بالمئة من خبراته مكتسبة من أقوى اقتصاد في أوروبا، وهي ألمانيا، بحكم القوة العاملة التركية في ألمانيا، والتي نقلت خبرتها إلى بلدها الأم، غير أنه قال إنه على الجزائر أن تضع رؤية واضحة لاقتصادها”.

ويرى خبراء آخرون أن التطور الكبير الذي تشهده العلاقات الاقتصادية بين البلدين يُعد فرصة لخروج “الجزائر” من مأزق التبعية للمحروقات، خاصة وأن النموذج التنموي التركي ناجح إلى حد كبير جعل من بلده قوة على جميع الأصعدة، وعلى “الجزائر” أن تستفيد منه.

فشلت في الحصول على دعم جزائري للتدخل في ليبيا..

فيما قالت صحيفة (أحوال) التركية؛ إن زيارة الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، لـ”الجزائر”، فشلت في الحصول على دعم جزائري للتدخل في “ليبيا”.

وأضافت الصحيفة التركية المعارضة، إن الرئيس الجزائري، “عبدالمجيد تبون”، يرفض بشدة أي تدخل خارجي في “ليبيا”، وأكد على ضرورة احترام سيادة الدول.

وانتقد “تبون”، الأحد، التدخلات الأجنبية في الأزمة الليبية، وقيام الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، بإرسال إرهابيين ومرتزقة أجانب من “سوريا” إلى “ليبيا”.

وقال خلال كلمته بـ”مؤتمر برلين” بشأن “ليبيا”، إن التدخل التركي ساهم بشكل كبير في تفاقم أزمة هذا البلد، الذي تربطه بـ”الجزائر” حدود تُقارب الألف كيلومتر، داعيًا إلى وضع خارطة طريق “لتفادي الإنزلاق نحو المجهول”.

خيبة أمل..

ونقلت الصحيفة عن الباحث المتخصص في الشأن التركي، “مايكل ماكنزي”، قوله: “إن إردوغان ذهب إلى الجزائر بخيبة أمل، وزيارته لم تكن سهلة، حيث يعارض الرئيس تبون بقوة أي تواجد لقوات تركية في ليبيا”.

وأكد “ماكنزي” أن “إردوغان” واجه صعوبة بالغة في مهمته، حيث تعاني “الجزائر” من تبعات الصراع في “ليبيا”، وتشير تقارير إعلامية إلى أن تأمين الحدود “الجزائرية-الليبية” أرهقت الخزانة الجزائرية، وبلغت تكلفة تأمينها نحو 500 مليون دولار في العام.

وأعلنت “الجزائر” زيادة تدابير تأمين حدودها الطويلة مع “ليبيا”، عقب التدخل التركي في “ليبيا”.

وفي تصريحات سابقة؛ قال خبير أمني وإستراتيجي جزائري؛ إن رئيس ما يعرف بـ”حكومة الوفاق” الليبية، “فايز السراج”، ووزير الخارجية التركي، “تشاووش أوغلو”، عادا من “الجزائر”، بـ”خفي حُنين”، بعد صدمتهما من موقفها الرافض للتدخل العسكري الأجنبي في “ليبيا”.

وأكد الدكتور “أحمد ميزاب”، الخبير الأمني والإستراتيجي؛ على أن “الجزائر” بعثت رسالتين قويتين، الأولى لـ”السراج”، وهي أن السلاح لغة مرفوضة، أما الثانية فحملها “أوغلو” وبها رد قاس رافض للتدخل الأجنبي العسكري في “طرابلس”.

وأشار “ميزاب” إلى أن “السراج” عاد من “الجزائر” بصدمة قوية؛ بعد مطالبته في وقت سابق بإعادة تفعيل الاتفاقيات الأمنية معها على غرار ما فعله مع نظام الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”.

وبحسب الخبير الأمني؛ فإن الدور الجزائري في الأزمة الليبية يمكن قراءاته من خلال مقاربة سياسية ثلاثية الأبعاد، تبدأ بالبحث عن عناصر التهدئة ثم تثبيتها وأخيرًا التوجه نحو الحوار بين الليبيين لتجنب أي إنزلاقات خطرة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب