5 مارس، 2024 1:29 م
Search
Close this search box.

ما بين المطالب السعودية وشروط حزب الله .. “الحريري” يقع في مأزق تشكيل الحكومة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

يتعرض تشكيل الحكومة اللبنانية للكثير من الضغوط التي تساهم بشكل كبير في تأجيلها؛ فما بين المطالب السعودية، وشروط “حزب الله” يتوقف التشكيل إلى أجل غير مسمى، فبعدما أعلن رئيس الحكومة اللبنانية المكلف، “سعد الحريري”، الثلاثاء الماضي، رفضه بشدة عودة العلاقات بين بلاده والنظام السوري، ردًا على ما اقترحه الأمين العام لحزب الله، “حسن نصرالله”، بضرورة عودة العلاقات، وعدم إتخاذ مواقف عدائية من النظام السوري.

وكان “الحريري” قد قال، في تصريحات لإعلاميين قبل إنعقاد اجتماع كتلته البرلمانية الأسبوعي في منزله وسط “بيروت”، إن عودة العلاقات مع النظام السوري “أمر لا نقاش فيه”.

عندها يتوقف تشكيل الحكومة..

وعن مطالبة البعض تضمين البيان الوزاري لحكومة “الحريري” مطلب عودة العلاقات مع النظام السوري شرطًا لتشكيل الحكومة، قال: “عندها لا تتشكل الحكومة، وهذا بكل صراحة”، من دون تفاصيل.

ودعا برلمانيون من “حزب الله” في أكثر من مناسبة، إلى ضرورة عودة العلاقات بين “لبنان” و”النظام السوري”.

وقبل أسبوعين؛ قال “الحريري”: “من المستحيل أن أزور سوريا، لا في وقت قريب ولا بعيد، حتى وإن انقلبت كل المعادلات، وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك فساعتها، (وقتها)، بتشوفولكم، (تبحثون عن)، حدا، (شخص)، تاني غيري”.

توتر العلاقات منذ اغتيال “رفيق الحريري”..

وتوترت العلاقات السياسية بين “لبنان” و”سوريا” بعد اتهام “الحريري”، النظام السوري، بمقتل والده رئيس الحكومة الأسبق، “رفيق الحريري”، الذي اغتيل بتفجير إنتحاري في شباط/فبراير 2005.

وانقطعت العلاقات بشكل تام عقب اندلاع الحرب في سوريا، عام 2011، حيث توقف الاتصال بين الحكومتين منذ ذلك الحين، ما عدا وزراء “حزب الله” و”حركة أمل”.

وفيما يتعلق بموضوع الحكومة؛ أشار “الحريري” إلى أننا “ما زلنا نحتاج إلى بعض الوقت لنصل إلى صيغة نهائية للحكومة”.

وفي هذا الصدد؛ أضاف: “صحيح أن لا تقدم حتى الآن، ولكن لم يعد هناك توتر بين الفرقاء”.

ولفت إلى أن “بعض الفرقاء متمسكون بشروطهم، لكن كل فريق يتنازل بعض الشيء”، موضحًا: أن “علينا أن نشكل حكومة جامعة ووفاق وطني، وكل فريق يشارك بحسب اتفاقنا السياسي معه”.

ينفي التأثير الإقليمي على تشكيل الحكومة..

وأكد رئيس الحكومة المكلف على أنه لا دخل للوضع الإقليمي بتعثر ولادة الحكومة، مشيرًا إلى أن هذا في الواقع “فشل لبناني” بحت.

وشدد على أن “العلاقة مع السعودية مميزة وممتازة؛ وهم، (السعوديون)، حريصون على تسريع تشكيل الحكومة”.

وفاز “سعد الحريري”، برئاسة الحكومة اللبنانية، في آيار/مايو الماضي، بتأييد أغلبية أعضاء “مجلس النواب”، ما يجعل تكليفه برئاسة الوزراء للمرة الثالثة “بحكم المؤكد”.

ومع النتائج الأخيرة للانتخابات الأخيرة في لبنان، اعتبرت أصوات لبنانية وعربية أن “النظام السوري” عاد مجددًا إلى “لبنان”، بعد فوز حلفائه بنسبة كبيرة من المقاعد البرلمانية، والإرتباط الوثيق بين تلك الأطراف المتهمة بقتل السوريين إلى جانب حليفها “الأسد” وبأوامر وولاء إيرانيين.

وأعلن “الحريري”، مؤخرًا؛ أن “المشاكل التي تواجه تشكيل الحكومة مفتعلة من كل من يضع إعاقات ضد تشكيلها”، دون تفاصيل.

ويعود تأخر إعلان تشكيل الحكومة، الذي تسبب في مصاعب اقتصادية وسياسية للبنان، إلى مطالب القوى السياسية بتمثيل أكبر داخل الحكومة.

اتهام لـ”حزب الله” بعرقلة تشكيل الحكومة..

فيما اتهم سياسيون لبنانيون، “حزب الله”، بعرقلة تشكيل الحكومة الجديدة، إذا لم يرضخ “الحريري” لشروط الحزب وحلفائه، لإعادة التطبيع مع “النظام السوري”.

ونقلت (الوكالة الوطنية للأنباء)، اللبنانية الرسمية، الخميس 16 من آب/أغسطس 2018، عن رئيس حركة “التغيير”، “إيلي محفوض”، قوله: إن “السيد حسن نصرالله أكد أنه هو من يعرقل تشكيل الحكومة، لكون الحريري لم يرضخ لشروط حزب الله، خاصة في الشق المتعلق بالتطبيع مع بشار الأسد”.

معتبرًا “محفوض” أن تبادلًا للأدوار يدور بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، (بزعامة الرئيس “ميشال عون”)، لعرقلة مهام رئيس الحكومة، “سعد الحريري”، لافتًا إلى أن الأخير “صامد ومتماسك أمام تلك الضغوط والعراقيل”، بحسب تعبيره

كلام غير واقعي ولا يفيد..

فيما علق رئيس مجلس النواب، “​نبيه بري”​، على تصريحات “​سعد الحريري​”، لرفضه تضمين البيان الوزاري مطلب عودة العلاقات مع ​”النظام السوري​”، معتبرًا أن “هذا الكلام غير واقعي ولا يفيد”، لافتًا إلى أن “هناك علاقات دبلوماسية بين البلدين وسبق للحريري نفسه أن عيّن، قبل أشهر قليلة، سفيرًا للبنان لدى سوريا، ناهيك عن وجود مجلس أعلى “لبناني-سوري”.

وها هو “لبنان” قد طلب مؤخرًا من “سوريا” تزويده بالطاقة الكهربائية​، فيما أن التعاون بين الجانبين اللبناني والسوري قائم خصوصًا بما يخص عودة ​النازحين السوريين​ إلى بلادهم، هذا إذا لم نذكر الكثير من المسائل التي لم تكن لتتحقق لولا التنسيق “اللبناني-السوري”.

وأثنى “بري” على ما ورد في خطاب الأمين العام لـ”حزب الله”، ​السيد “حسن نصرالله”​، داعيًا إلى “عدم التسرع بإلزام نفسه بمواقف عدائية ترفض هذه العلاقة، لأن هذا مناقض لضرورات المصلحة اللبنانية في ظل ما تشهده المنطقة ويشهده العالم من تسابق على الانفتاح على ​الدولة السورية​”.

التمسك بسياسة النأي عن النفس..

بالمقابل اعتبر النائب في “تكتل لبنان القوي”، “أسعد درغام”، أمس الخميس، أن التكتل متمسك “بالنأي عن النفس”، رافضًا عودة النظام السوري إلى عهده القديم في لبنان.

مضيفًا “درغام”: أن “الذاكرة ليست منذ العام 2005، ونحن من نكّل بنا في الحقبة الماضية، وبالتأكيد لن نسمح بعودة هذه الممارسات على الإطلاق”، مشيدًا بالمعارضين للنظام السوري، “أزلام سوريا هم نفسهم المنادون بالحرية والسيادة والاستقلال (…) الأدوات هي نفسها لم تتغير، وهي اليوم تضع العصي في دواليب تشكيل الحكومة”.

تعقيدات خارجية..

الكاتب والمحلل السياسي، “رضوان الذيب”، يقول بهذا الصدد؛ أنه بدأ يتضح لكل اللبنانيين ولكل المتابعين للموضوع الحكومي اللبناني، أن جزءً كبيرًا من التعقيد،هي تعقيدات خارجية. وهناك قرارسعودي واضح بإعطاء حصة أكبر من حجمها للقوات اللبنانية، حيث أنها تطالب بأربعة وزراء وبوزارة سيادية وبنائب رئيس الحكومة، ولـ”الحزب التقدمي الاشتراكي” الذي يطالب بثلاثة وزراء؛ ولـ”تيار الرئيس الحريري”، وتقول المملكة أنها لا تتدخل في الملف الحكومي، لكنها هي من تقف عند ما يطالب به حلفائها في لبنان. أما الرئيس المكلف، “سعد الحريري”، لا يريد أن يعطي للقوى السُنية المعارضة، والتي حازت على 11 نائبًا، أي منصب وزاري وهي تستحق وزيرين أو ثلاثة. فيما “حزب الله” و”حركة أمل” لهم مطالب متواضعة؛ رغم أنهم يمثلون أكبر كتلة برلمانية، ولهم 6 وزراء.

هذه الأمور مجتمعة تؤدي إلى عرقلة تشكيل الحكومة. وبالتالي لا حكومة في المدى المنظور، ولا خلال هذا الصيف.

يعبر عن وجهة نظر “السعودية”..

وفيما يخص تصريح “الحريري”؛ عن رفضه الشديد لإعادة العلاقات بين “لبنان” و”السلطات السورية” إلى مستواها الطبيعي، يقول “الذيب”؛ أعتقد أن “سعد الحريري” يعبر عن وجهة النظر “السعودية” بالمطلق. وبالتالي الخلاف “السوري-السعودي” ينعكس على موضوع الحكومة اللبنانية والقرار ليس بيد “سعد الحريري” في هذا الأمر. والدليل على ذلك، أنه عام 2010، وفي عز الخلاف بين الرئيس “الحريري” و”سوريا” طلبت “السعودية” من “الحريري” زيارة سوريا، والتقى الرئيس، “بشار الأسد”. والآن عندما تطلب “السعودية” منه زيارة “سوريا” سيلبيها طائعًا، غير أن الخلاف “السوري-السعودي” كبيرًا جدًا حول كل الملفات.

ويتابع “الذيب” قائلاً: “كيف يمكن للبنان أن يكون آخر الواصلين إلى سوريا، في ظل الانفتاح الدولي والعربي والأوروبي على سوريا، وفي ظل مطالبة العديد من الدول العربية بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية. لماذا على لبنان أن يكون آخر الواصلين إلى دمشق ؟.. كلام الرئيس الحريري مخالف لمنطق التاريخ والجغرافيا، وهي ببساطة مكابرة سعودية لا مصلحة للبنان فيها”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب