26 أبريل، 2024 5:57 ص
Search
Close this search box.

ما بين السيادة العراقية والضغط على إيران .. “شاناهان” في بغداد لتصحيح أخطاء “ترامب” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في محاولة لتصحيح أخطاء الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، ذهب “باتريك شاناهان”، القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، إلى “بغداد”، الثلاثاء الماضي، في زيارة غير معلنة، قالت عنها “وزارة الخارجية الأميركية”؛ إنها تهدف إلى التأكيد على أهمية سيادة “العراق” وبحث مستقبل القوات الأميركية هناك.

وتأتي الزيارة بعد أن صرح الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الشهر الجاري، بأن الوجود الأميركي لازم لمراقبة “إيران”، وهو ما سيتجاوز مهمة التحالف الذي تقوده “الولايات المتحدة” في “العراق” و”سوريا” لهزيمة تنظيم (داعش) الإرهابي.

محاولة إبعاد الضغوط الإيرانية..

عن الزيارة؛ قال موقع (ديبكا) الإسرائيلي؛ أن “شاناهان” التقى رئيس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمهدي”، وبحث معه إخلاء وسحب القوات الأميركية من “العراق” ونقلها إلى “سوريا”.

وتابع، (ديبكا)؛ أن مصادر عسكرية خاصة به أكدت أن الهدف الحقيقي من زيارة القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي هو محاولة إبعاد الضغوط الإيرانية على “العراق” من أجل المطالبة بسحب القوات الأميركية من هناك.

فيما ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، أن “وزارة الدفاع” تدرس نقل بعض الجنود الأميركيين من “سوريا” إلى “العراق”، بعد إعلان “ترامب” غير المتوقع، في كانون أول/ديسمبر 2018، أنه سيسحب جميع أفراد الجيش الأميركي المتركزين في “سوريا”، والبالغ عددهم 2000 فرد.

وتأتي زيارة “شاناهان” القصيرة إلى “العراق” في أعقاب يوم واحد من زيارته “أفغانستان”، وتجري في الوقت الذي يبحث فيه “البيت الأبيض” تعيينه وزيرًا للدفاع ليصبح ثاني وزير دفاع في عهد “ترامب”، بعد “جيمس ماتيس”، الذي استقال على خلفية الانسحاب من “سوريا”.

وبحسب (واشنطن بوست)؛ إن تعيين “شاناهان” سيكون بمثابة تحولًا كبيرًا نظرًا إلى أنه من قدامى المتخصصين في مجال الصناعة ووافد جديد نسبيًا إلى السياسة العسكرية، كما يعتبر أول شخصٍ، منذ هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001، لم يزر “العراق” أو “أفغانستان” – اللتين استهلكت حروبهما المضادة للتمرد إنتباه الجيش على مر عقدين تقريبًا – قبل تولي مسؤولية “البنتاغون”.

احتجاجات عراقية لإخراج القوات الأميركية..

زيارة “شاناهان” تأتي وسط احتجاجات سياسية عارمة في “العراق”؛ بعد تلويح “ترامب” بإبقاء الوجود العسكري الأميركي في البلاد بحجة مجابهة “إيران”، رغم أنه كشف في وقت سابق أن سبب بقاء القوات الأميركية، سواء في “سوريا” أو “العراق”، هو تنظيم (داعش) الإرهابي، وهو الأمر الذي أثار جدلًا حول دوافع الوجود الأميركي في البلدين، كما دفع هذا بعض السياسين العراقيين إلى تقديم تشريع من شأنه أن يحد من دور “واشنطن”.

وحولت زيارة “ترامب”، السرية إلى القوات الأميركية في غرب “العراق”، القضية إلى هاجس وطني، بيد أن هذا الأمر شكل صدمة لدى العديد من العراقيين من مختلف التيارات السياسية، حيث إن “ترامب” ذهب إلى “العراق” ولم يقابل قادة البلاد، قائلين إنَّ هذا التصرُّف إهانةٌ لسيادة “العراق”.

بالإضافة إلى أن تصريحاته الأخيرة أسفرت عن دعوات جديدة إلى طرد القوات الأميركية، وأثارت إداناتٍ من جانب “علي السيستاني”، المرجع الشيعي الأعلى في “العراق”، والرئيس العراقي، “برهم صالح”، ورئيس الوزراء السابق، “حيدر العبادي”، مع أنَّ “صالح” و”العبادي” يعتبران حليفين مقربين إلى “واشنطن”.

القرار العراقي لا يتأثر بالنفوذ والإملاءات..

أثناء استقباله؛ شدد رئيس الحكومة، “عادل عبدالمهدي”، على “استقلالية” القرار العراقي وعدم تأثره بأي “نفوذ وإملاءات”.

وأوضح أن: “القرار العراقي مستقل ولا يتأثر بأي نفوذ وإملاءات من أي طرف”، مشيرًا إلى “انفتاح العراق على محيطه العربي والإقليمي وحرصه على إقامة علاقات تعاون تخدم مصالح العراقيين وتعزز فرص التنمية والاستقرار لشعوب المنطقة”.

من جانبه؛ أعرب “شاناهان” عن “إعتزاز بلاده بعلاقات التعاون مع العراق؛ وإرتياحه لما يشهده من أمن واستقرار”، مؤكدًا على أنه: “جاء ليستمع بشكل مباشر لرؤية الحكومة العراقية لطبيعة ومستقبل العلاقات بين البلدين”.

حقائق غير مكتملة..

وفي محاولة لإحتواء ما يصدر في الإعلام حول القوات الأميركية في “العراق”، أكد “عبدالمهدي”، أن ما يُطرح في الإعلام عن التواجد الأميركي في “العراق” هو “حقائق غير مكتملة”.

وأضاف؛ خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، الثلاثاء، أن: “القوات الأجنبية في العراق، بما فيها القوات الأميركية، ليست لديها مهام سوى تدريب الجانب العراقي وتقديم الإسناد في محاربة عناصر (داعش) فقط”.

وتابع: “نحضر لاجتماع يشمل جميع المكاتب الإعلامية للوزارات لدعم الشفافية في تداول المعلومات”.

زيارات غير مجدية..

ويرى عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، “بدر الزيادي”، أن زيارة وزير الدفاع الأميركي وكالة، “باتريك شاناهان”، “لن تثنينا عن مواصلة المضي بتشريع قانون إخراج القوات الأجنبية من البلاد”، مشيرًا إلى أن مجلس النواب سيمضي بتعديل الاتفاقية الأمنية المعروفة باسم، “اتفاقية الإطار الإستراتيجي”، مع “واشنطن”؛ والعمل على وضع حد لوجود أية قوات أجنبية.

وقال “الزيادي” أن الزيارات الأميركية، غير المعلنة، هدفها الضغط على بعض القوى من أجل التراجع عن مشروع إقرار إخراج القوات الأجنبية. وأضاف: “اجتماع تحالفي الفتح وسائرون كان أشبه برد موجع لواشنطن في جدية التحالفين بإخراج جميع القوات الأجنبية”.

مشيرًا إلى أن تلك الزيارات لم تعد مجدية، “لأن العراق بلد ذو سيادة ولن نسمح لواشنطن أن تبقي قواتها داخل العراق”.

وأضاف أن الضغوط الأميركية، الخارجية كانت أو عن طريق سفارتها داخل “العراق”، لن تؤثر في داخل القوى الوطنية كـ”سائرون” و”الفتح”.

زيارة استفزازية..

فيما أكد النائب عن تحالف الفتح، “ناصر تركي”، أن زيارة وزير الدفاع الأميركي وكالة، “شاناهان”، فيها نوع من الاستفزاز، مؤكدًا على أن “أميركا” تحاول من خلال تلك الاستفزازات فعل ورد الفعل من الحكومة العراقية.

وقال إننا، في تحالف “الفتح”، ندعو جميع القوى السياسية إلى وقفه جدية للوقوف بوجه الاستفزازات والزيارات الأميركية غير المعلنة لـ”العراق”، داعيًا القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”، إلى إطلاع مجلس النواب والقوى السياسية؛ “هل العراق بحاجة إلى هكذا قوات أو اتفاقيات مع واشنطن أو غيرها ؟”.

وأضاف أن “العراق” أصبح ساحة لصراع الفرقاء في المنطقة؛ “ولا نستبعد تدخل السفارة الأميركية داخل العراق والضغط على بعض الشخصيات وإرغامهم على عدم التصويت لمشروع قانون إخراج القوات الأجنبية من البلاد”.

طمأنة وضغط..

عن هدف الزيارة؛ قال المحلل السياسي والإستراتيجي العراقي، الدكتور “واثق الهاشمي”، إن الحكومة العراقية الآن تتحمل ضغط كبير من “الولايات المتحدة الأميركية” ومن “إيران”، مؤكدًا أن الطرفان يحاولان أن يضغطا على الحكومة في “بغداد”.

وأضاف أن زيارة وزير الدفاع الأميركي بالوكالة، “باتريك شاناهان”، للعاصمة العراقية، “بغداد”، ناقشت عدة موضوعات، خاصة ملف تمركز القوات الأميركية من مدربين ومستشارين في القواعد العسكرية، بالإضافة إلى الضغط على “إيران”.

وأوضح “الهاشمي” أن هناك الكثير من المسؤولين؛ وخاصة العسكريين في “العراق” يعتقدون أن القوات العراقية لاتزال في حاجة إلى التدريب والإستشارة العسكرية من قِبل “التحالف الدولي”، الذي تقوده “الولايات المتحدة”، لافتًا إلى أن الشارع العراقي منقسم بين مؤيد لـ”الولايات المتحدة” وبين مؤيد لـ”إيران”، ورأى أن تلك هي مشكلة المشهد في “العراق” بأن الولاء أصبح مُتعدد؛ ما يجعل مصلحة الوطن تضيع في هذا الإتجاه”.

وأشار “الهاشمي” إلى أن زيارة “شاناهان” تحمل معنيان، أولهما “طمأنة” والآخر “ضغط”، إذ تحاول “واشنطن” أن تقول أن “الولايات المتحدة” شريك داعم لـ”العراق” وحليف إستراتيجي، أيضًا تحمل وسائل ضغط على الحكومة العراقية بأن تتخذ مواقف تجاه “إيران”، لافتًا إلى أن “بغداد” تحاول الإيضاح للجانب الأميركي أن “إيران” لها أذرع في “العراق” وعلاقات وحدود وتبادل كهرباء وغاز؛ وهو ما وضع الحكومة العراقية تحت ضغط كبير.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب