16 نوفمبر، 2024 3:35 ص
Search
Close this search box.

ما بعد وفاة “رئيسي” .. كيف تراها الصحف الغربية ؟

ما بعد وفاة “رئيسي” .. كيف تراها الصحف الغربية ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

ليس منتظرًا أن تُغيّر وفاة الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، المسّار السياسي لـ”إيران” سواء في الداخل أو الخارج أو تُحدث تغيّيرًا ملموسًّا في علاقتها مع “الولايات المتحدة”، وحاولت (كتابات) رصد تحليلات الصحف الغربية لمآلات ما بعد وفاته.

وقالت صحيفة (وول ستريت جورنال)؛ إن وفاة “رئيسي” زادت من التكهنات بشأن المرشحين المحتملين للمنصبين الرئيسين في البلاد، حيث كان “رئيسي” من بين الأشخاص الذين يُنظر إليهم على أنه أحد منافسي نجل “خامنئي”، “مجتبى خامنئي”؛ (54 عامًا)، و”علي رضا عرفي”؛ (67 عامًا)، عضو “مجلس الخبراء”، والمجموعة المسؤولة عن اختيار المرشد الأعلى الجديد.

لا توريث للحكم..

ومن شأن صعود “مجتبى” أن يتعارض مع آراء؛ آية الله “روح الله الخميني”، مؤسس “الجمهورية الإسلامية”، الذي شبه حكم الأسرة الحاكمة بالملكية غير الشرعية التي ساعد في الإطاحة بها في “ثورة 1979”.

وقال “خامنئي” نفسه؛ العام الماضي، إن الحكومة الوراثية غير إسلامية.

ولا تُناقش القيادة الإيرانية أبدًا الخلفاء المحتملين علنًا، مما يترك مسألة من سيحكم البلاد بعد وفاة “خامنئي” مسألة تكهنات.

مجلس قيادة” بدلاً من منصب المرشد..

ولم تقم البلاد سوى مرة واحدة باختيار مرشد أعلى جديد؛ عندما حل “خامنئي” محل “الخميني”؛ في عام 1989. وقد تم اختيار “خامنئي” من قبل مجموعة قريبة من الأشخاص الذين كانوا يثقون بـ”الخميني”، ولم يتم الإعلان عن تعييّنه علنًا إلا بعد ذلك.

وقبل وفاته في عام 2017؛ دعا الرئيس السابق؛ “أكبر هاشمي رفسنجاني”، الذي كان له دور فعال في اختيار “خامنئي”؛ في عام 1989، إلى استبدال منصب المرشد الأعلى بـ”مجلس قيادة” – وهو أمر يقول بعض المراقبين إنه قد يُزيد من نفوذ (الحرس الثوري) الإيراني.

لن تتغيّر السياسات الداخلية..

وكان “رئيسي” من الموالين لـ”خامنئي”؛ منذ فترة طويلة، ورجل دين متشّدد، وله تاريخ في استخدام النظام القانوني وقوات الأمن لإسكات المعارضة.

وكانت قدرته على التنبؤ جزءًا من جاذبيته لـ”خامنئي”، الذي ساعد على مدى العقد الماضي في هندسة صعود “رئيسي” إلى القمة.

ومن غير المُّرجح أن تُغيّر وفاته مسّار السياسة الداخلية أو الخارجية لـ”إيران”، سواء كان ذلك يتعلق ببرنامج “طهران” النووي أو دعم الميليشيات في الشرق الأوسط، حيث يتم تحديد السياسات المتعلقة بالأمن القومي الإيراني في المقام الأول من خلال مركزي القوة الرئيسيين في البلاد؛ وهما مكتب المرشد الأعلى و(الحرس الثوري).

وقالت “دينا اسفندياري”؛ الخبيرة في الشؤون الإيرانية وكبيرة مستشاري مجموعة الأزمات الدولية: “رئيسي لم يكن صانع القرار الأكثر أهمية في إيران، لكن وفاته، في وقتٍ تواجه فيه إيران اضطرابات داخل البلاد وخارجها، تسبب صداعًا حقيقيًا للحكومة، التي يجب أن تُركز الآن على ضمان عملية انتقالية مستقرة وإجراء انتخابات”.

وتكهن البعض بأن “رئيسي” تم ترشيحه للرئاسة لأنه سيُشكل وسيلة جيدة لـ (الحرس الثوري) لممارسة النفوذ بسبب افتقاره إلى الطموح الشخصي والخبرة السياسية.

اختباره بالرئاسة..

وتكهن المراقبون أيضًا بأن رئاسته كانت اختبارًا من نوعٍ ما، ومحاولة لبناء قاعدة شعبية له قبل توليه أعلى منصب.

وكان “خامنئي” نفسه رئيسًا قبل أن يُصبح المرشد الأعلى.

وتتلخص المهمة المباشرة التي يتعين على “خامنئي” الآن أن يحشّدها للإيرانيين وضمان الاستقرار عندما يموت في نهاية المطاف.

وقال “مهرزاد بروجردي”؛ خبير الشؤون الإيرانية في جامعة (ميسوري) للعلوم والتكنولوجيا: “من وجهة نظر خامنئي، آخر شيء تريد رؤيته هو المزيد من زعزعة الاستقرار قبل الخلافة، إنه يُريد أن ينقل رسالة مفادها أن استقرار النظام لا يعتمد على الأفراد تحته”.

وقال “بروجردي”؛ من جامعة (ميسوري) للعلوم والتكنولوجيا: “بافتراض أن خامنئي ومجلس صيانة الدستور؛ الذي يتولى فحص الانتخابات لن يسمحوا لأي مرشح إصلاحي أو معتدل بخوض الانتخابات، أعتقد أننا سنشهد تنافسًا حادًا بين المعسكرين المحافظين”.

من جانبه؛ قال “علي فتح الله نجاد”، مدير (مركز الشرق الأوسط*، وهو مركز أبحاث مقره “برلين”: “إن أهمية الرئاسة مرتبطة بالشعبية، التي افتقدها رئيسي تمامًا، وربما كان الرئيس الأقل قوة في تاريخ الجمهورية الإسلامية”.

وقد تؤدي وفاة “رئيسي” إلى تدافع على السلطة السياسية بين الفصائل المحافظة الأقرب إلى السلطة.

تحدي الانتخابات المقبلة..

وتُمثل الانتخابات المقبلة تحديًا للقيادة التي أشارت تاريخيًا إلى ارتفاع نسّبة مشاركة الناخبين كدليل على شرعيتها.

وتم انتخاب “رئيسي” في عام 2021 بنسّبة إقبال منخفضة بشكلٍ قياسي، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى اللامبالاة واسعة النطاق بين الإيرانيين مع عدم وجود خيار حقيقي في الاقتراع، وسجلت الانتخابات البرلمانية هذا العام مستوى منخفضًا للمشاركة.

وقبل أن يُصبح رئيسًا، كان “رئيسي”، الذي درس في عهد “خامنئي”، يتمتع بمهنة قانونية طويلة كمدعي عام وكان معروفًا لدى الإيرانيين لدوره في لجنة عام 1988؛ التي حكمت على آلاف السجناء السياسيين بالإعدام.

رئيس صوري..

وقالت (إيكونوميست) البريطانية؛ إنه: “من نواحٍ عديدة، كان رئيسي رئيسًا صوريًا. فالرئيس تابع للمرشد الأعلى. غير أن وفاته ستُزعزع السياسة الإيرانية. وسيضطر النظام إلى البحث عن رئيس جديد خلال فترة وجيزة في أوقات عصيبة. فالنظام متورط في حرب إقليمية تشمل عملاً عسكريًا مباشرًا من إيران وشبكة وكلائها الإقليميين”.

ويُفكر خصوم “إيران”، بما في ذلك “أميركا وإسرائيل والسعودية”، في تعميق روابطهم الأمنية لمواجهة “إيران”. وسيتعثر الاقتصاد الإيراني، ويمكن أن يتضرر أكثر بسبب تشديد “العقوبات الأميركية”. فضلاً عن ذلك، سيتفاقم الصراع داخل “إيران” الذي يلوح في الأفق بسبب غياب أحد المرشحين البارزين لمنصب “خامنئي”.

ولفت التقرير إلى أنه ما زالت هناك أمور كثيرة غامضة، بدءًا من سبب تحطم طائرة “رئيسي”. فالسبب الرئيس إلى الآن هو سوء الأحوال الجوية. كان الجو ممطرًا وضبابيًا أثناء الرحلة، إذ قيل إن مدى الرؤية لا يتجاوز بضعة أمتار. وكانت الظروف سيئة للغاية، حتى إن عمال الإنقاذ لم يتمكنوا من الطيران بحثًا عن الرئيس، وحتى الطائرات المُسيَّرة لم تتمكن من العثور على موقع الحطام. وأرسل (الهلال الأحمر) فرق البحث سيرًا على الأقدام. وقد تكون الطبيعة هي الجاني.

ظاهر السياسات خلاف باطنها..

ومع ذلك؛ يقول التقرير إن ظاهر السياسة الإيرانية مخالف باطنها، وقد بدأ كثير من الإيرانيين يطرحون تفسيرات أبشع.

ولـ”رئيسي” قائمة طويلة من الأعداء الداخليين، بداية من المعتدلين نسّبيًا الذين تعرضوا للتهميش وانتهاءً بالمحافظين الآخرين الذين يحسّبونه رئيسًا غير كفء. ومن المنطقي أن نتساءل عما إذا كان خصوم داخليون قد تآمروا على قتله.

ولا عجبَ أن بعض الإيرانيين تساءلوا أيضًا عما إذا كان لـ”إسرائيل” يد في الحادث، فقد اشتبك الخصمان لمدة طويلة الشهر الماضي، بعد أن اغتالت “إسرائيل” جنرالاً إيرانيًا في “دمشق” وردّت “إيران” بوابل من الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي يزيد عددها على: (300) صاروخ وطائرة مُسيّرة استهدفت “إسرائيل”.

ولـ (الموساد) تاريخ حافل باغتيال خصوم “إسرائيل”، بما في ذلك في “إيران”، حيث قُتل علماء نوويين بارزين.

لكن هناك أسباب وجيهة تدعو إلى الشك في مسألة تورط “إسرائيل”، فهي لم تصعِّد عملياتها أبدًا إلى حد اغتيال رئيس دولة، وسيكون من الحماقة المخاطرة بعواقب قتل “رئيسي”، ذاك السياسي الذي لا يحظى بشعبية كبيرة ولا يملك الرأي الحاسّم في كثير من القرارات السياسية الإيرانية الأهم.

وقلة من الإيرانيين سيأسفون على رحيله، فلن ينسّى الإيرانيون أنه: “القاضي المتشّدد”، ومدعي عام “طهران” الذي ساعدَ على إرسال آلاف من السجناء السياسيين إلى هلاكهم عام 1988، ولن ينسّوا تعاطيه الأخرق مع الاقتصاد، إذ حشد حكومته بالعسكريين ورجال الدين الذين أفقدوا الريال الإيراني: (55%) من قيمته في ثلاث سنوات.

ويُحدِّد الدستور عملية تعاقب واضحة، إذ يجب أن تُجرَى انتخابات جديدة خلال (50) يومًا، على أن يتولى نائب الرئيس؛ “محمد مخبر دزفولي”، الرئاسة حتى ذلك الحين، ويُقرر “مجلس الشورى”، الذي يتألف من مجموعة من رجال الدين والحقوقيين مَن يحق له الترشح.

قبل آخر انتخابات رئاسية في عام 2021، استبعد المجلس مئات المرشحين المحتملين. ومن بين السبع المسّموح لهم بالمنافسة، كان “رئيسي” وحده لديه فرصة حقيقية للفوز. وفي حين أن النظام غير محبوب لدى كثير من الإيرانيين، فالأرجح أنه يمكن قمع أي احتجاجات عامة تندلع بسبب الانتخابات كما حدث في الماضي.

وكان “رئيسي” مرشحًا مثاليًا لنظام يُعاني من الاضطرابات. ولم يستطع أحد التشكيك في أوراق اعتماده المتشّددة، لكنه كان يفتقر إلى قاعدة قوة تخصه. وكان المحافظون الدينيون يعقدون الآمال على استغلاله لتعزيز مصالحهم، وكذلك فعل العسكريون في (الحرس الثوري) الإيراني، وليس من الواضح مَن يستطيع أداء هذا الدور.

يبدو أن (الحرس الثوري) صاعد سياسيًا. ونفوذه العدائي يُفسِّر الهجوم الإيراني الأخير غير المسّبوق على “إسرائيل”. ومع ذلك، لا يعني هذا بالضرورة أنه يود أن يُنظَر إليه على أنه المسؤول عن تعيّين الرئيس، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن صاحب هذا المنصب يتحمل لوم الجماهير على الوضع الاقتصادي المُتردي لـ”إيران”.

خلافات الخلافة..

لكن الخلافة الأهم؛ برأي التقرير، تكمن في المستقبل البعيد قليلاً. فقد بلغ “خامنئي”؛ (85 عامًا) الشهر الماضي. وفي السنوات الأخيرة ظن الإيرانيون أن هناك اثنين فقط من المرشحين البارزين لتولي منصبه بعد وفاته، أحدهما: “مجتبى”؛ الابن الثاني لـ”خامنئي”، الذي تجلّت مؤهلاته الدينية في السنوات الأخيرة وكان مُلتزمًا بطول عمر النظام.

أما الآخر فهو “رئيسي”. وعلى الرُغم من ذكر رجال دين آخرين باعتبارهم مرشحين مفاجئين، من الصعب أن نتخيل حصولهم على دعم كافٍ.

ومع ذلك؛ لم يكن لأي من المرشحين الأوفر حظًا تفوق واضح، فـ”رئيسي” لم يكن يتمتع بشعبية، وكان “مجتبى” يُمثل انتقالاً للسلطة بالوراثة في نظام وصل إلى السلطة بالإطاحة بنظام ملكي وراثي. ومع وفاة “رئيسي”، يبدو أن طريق “مجتبى” إلى المنصب الأعلى أمسّى ممهدًا.

أيام عصيبة تواجه النظام..

سيعتمد “مجتبى” على (الحرس الثوري) الإيراني؛ لتجاوز أي ردود أفعال عنيفة، وهذا بدوره قد يُعّزز دور (الحرس الثوري) داخل النظام.

ربما تتطور “إيران” من نظام هجين عسكري وديني إلى نظام أكثر عسكرة وقد يعني ذلك انحسّار الطابع الديني المُحافِظ في الداخل، لكنه سيُفضي إلى مزيد من العداء في الخارج.

لسنوات طويلة حاول المتشّددون ضمان خلافة سَلِسَة. فقد نصَّبوا “رئيسي” رئيسًا ووضعوا حشدًا من المحافظين في البرلمان.

والآن يتعين عليهم إيجاد رئيس جديد في فترة وجيزة، وسيتساءل بعض السياسيين عما إذا كان سياسيون آخرون قد دبَّروا حادث تحطم المروحية لتعزيز مصالحهم. سيواجه النظام الإيراني أيامًا عصيبة مُستقبلاً.

يكشف القصور في قدرات “إيران” العسكرية..

ويقول المحلل السياسي في شبكة (سي. إن. إن) الأميركية؛ “نيك روربرتسون”، الثلاثاء الماضي، أنه رُغم أن من المبكر معرفة أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني الراحل؛ “إبراهيم رئيسي”، فوق جبال محافظة “أذربيجان الشرقية” الوعرة، لكن الحادث كشف قصورًا كبيرًا في قدرات “إيران” العسكرية أولاً، وسوء تخطيطها ثانيًا، وحقيقة تطور طائراتها دون طيار، ثالثًا.

وبحسّب المحلل السياسي، فإن أول سؤال يجب طرحه، هو لماذا خاطرت “إيران” بحياة رئيسها ووزير خارجيتها؛ “حسين أمير عبداللهيان”، ومسوؤلين آخرين، حينما وضعتهم جميعًا على متن مروحية واحدة، بينما كانت هناك (03) مروحيات، إضافة لمعرفتها المسُّبقة بأحوال الطقس في المنطقة الجبلية المحاذية لـ”أذربيجان” المجاورة.

عجز وفشل..

ومن وجهة نظر المحلل؛ فإن الحادث الأصعب على “إيران” وقيادتها، كشف تواضع “إيران” وقلة استعداداتها للتعامل مع ظروف كارثية من هذا النوع، وبدا أنه لا يوجد نقص في القوى العاملة، لكنها كانت عاجزة، وتفتقر إلى التكنولوجيا الكافية لإنقاذ “رئيسي” ورفاقه.

ويؤكد المحلل؛ أنه حتى قبل أن يأمر قائد الجيش الإيراني؛ “محمد باقري”، بالتحقيق في تحطم المروحية، ألقت “طهران” باللوم على عاتق “أميركا”، حين قال وزير الخارجية السابق؛ “محمد جواد ظريف”، للتلفزيون الرسّمي الإيراني، إن: “أحد أسباب هذا الحادث المفجع هو الولايات المتحدة، بسبب ما فرضته من عقوبات على إيران”.

ووفق التحليلات الأولية؛ فإن أسبابًا عديدة وراء الحادث، أولها قدم مروحية الرئيس، الأميركية الصنع من طراز (بيل-212)، من حقبة “حرب فيتنام”، إضافة لسّوء الصيانة، والضباب الكثيف في منطقة “أذربيجان” الشمالية.

وسّلط الحادث الضوء على حقيقة تطور صناعة الطائرات دون طيار في “إيران”، فهي تُصنّع وتستخدم وتصدر هذا السلاح الفعال إلى “روسيا”، وأذرعها في “العراق”، و”اليمن”، ولكنها لا تملك طائرة استطلاع بسّيطة دون طيار قادرة على مهمة البحث عن طائرة الرئيس، مثل التركية (بيرقدار أكينجي).

ويؤكد المحلل؛ أن ليلة مصرع؛ “إبراهيم رئيسي”، بدت براعة “إيران” العسكرية التي ظهرت من خلال محور وكلائها في الشرق الأوسط وحليفتها “روسيا”، جوفاء.

وحاول وزير الخارجية السابق؛ “محمد جواد ظريف”، حرف البوصلة، بلوم “واشنطن”، وتحميلها مسؤولية تدمير نواة “إيران” التكنولوجية، بسبب ما فرضته من عقوبات، لكن الادعاء بدا أجوفًا ومليئًا بالغطرسّة، من وجهة نظر المحلل.

وردًا على اتهامات “ظريف”، تساءل المحلل، إذا كانت مروحية الرئيس، كما يدعي وزير الخارجية الإيراني السابق، ضحية لنُدرة قطع الغيار عالية الجودة بسبب “العقوبات الأميركية”، لم المخاطرة بحياة الرئيس ووزير الخارجية في طائرة غير موثوقة ؟.

ويؤكد المحلل؛ أن المفارقة الضمنية هي أن “رئيسي” نفسه كان مهندس هالة القوة التكنولوجية في “إيران”، لكنه افتقدها عندما كان في أمس الحاجة إليها.

قلق من تعمق “إسرائيل” في مناوراتها البرية..

وعن وجهة نظر الصحف الإسرائيلية؛ ذكرت صحيفة (يسرائيل هيوم) الإسرائيلية، أن حركة (حماس) الفلسطينية تشعر بالقلق بعد مقتل الرئيس الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، وهو الوضع الذي يستطيع الجيش الإسرائيلي استغلاله للعمل في “قطاع غزة”.

وأضافت (يسرائيل هيوم) في تقرير تحت عنوان: “مخاوف حماس.. وفاة الرئيس الإيراني ستسمح لإسرائيل بتوسيّع الحرب في غزة”، أن القلق الذي أصاب (حماس) بعد وفاة “رئيسي”؛ الذي قضى معه وزير خارجيته؛ “حسين أمير عبداللهيان”، في حادث المروحية، سبّبه أن “إسرائيل” تستطيع التعمق في مناوراتها البرية في ظل الانشغال العالمي للتطورات في “إيران”.

ولفتت الصحيفة إلى أن (حماس) قدمت  تعازيها في أعقاب تحطم المروحية، وأعربت عن تضامنها مع الشعب الإيراني، ولكن هناك في الحركة حالة من الانزعاج تجاه التغطية الإعلامية المتزايدة للحادث.

ونقلت عن أحد المقربين من (حماس،) قوله: “إن الحرب في غزة تمر بإحدى أخطر مراحلها، وهناك أضرار تلحق بـ (حماس)، فإسرائيل تهدف إلى إحداث انهيار إداري وأمني واجتماعي مسُّتغلة انشغال العالم بسقوط المروحية الإيرانية”، وقد زادت هجماتها بـ”قطاع غزة” في ظل تلك الأحداث.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني آخر؛ محسّوب على (حماس)، قوله إن: “وسائل الإعلام الإسرائيلية تنشر أخبارًا عن إحياء المفاوضات من أجل الصفقة، كل هذه الأمور فارغة من المضمون وتُشكل حربًا نفسية، اتجاه حكومة بنيامين نتانياهو وجيشها هو توسّيع الحرب واليوم يرسلون لواء آخر إلى رفح”.

كما نقل رسالة للفلسطينيين، قائلاً: “إذا كنتم تريدون مساعدة غزة، ركزوا على مبادرات المساعدات التي من شأنها أن تخفف نار الحرب”.

توغل إسرائيلي..

وفي إشارة لمُّضي الجيش الإسرائيلي قدمًا في العمل بـ”قطاع غزة”، أشارت الصحيفة إلى مقتل “زاهر الحولي”، مدير عام المباحث في شرطة المحافظة الوسطى بـ”قطاع غزة”، والذي يعمل بالتوازي مع منصبه في الجناح العسكري لحركة (حماس) ضابطًا كبيرًا في شرطة مخيمات اللاجئين، كما أفادت مصادر فلسطينية، خلال الأيام الأخيرة، بسقوط العديد من المسُّلحين في منطقة “جاليا” و”رفح”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة