28 مارس، 2024 3:08 م
Search
Close this search box.

ما بعد نجاح قمة “سنغافورة” .. الإنعكاسات والعواقب على الاتفاق النووي الإيراني !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد إنتهاء قمة “سنغافورة”، توالت التصريحات من الجانبين “الإيراني” و”الأميركي”.. كل واحد منهما يحاول الضغط على الآخر فيما يتعلق بالاتفاق النووي، وبدأت التعليقات والتخمينات تتحدث عن مصير الاتفاق النووي الإيراني وإلى أي مدى يمكن أن تصل العلاقة بين الطرفين.

وفور إنتهاء القمة؛ وتوقيع اتفاقية نزع السلاح بين “الولايات المتحدة الأميركية” و”كوريا الشمالية”، حذرت “طهران” زعيم كوريا الشمالية، “كيم جونغ-أون”، من الثقة في الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الذي قالت إنه يمكن أن يلغي اتفاقهما على نزع السلاح النووي خلال ساعات.

مع من تتفاوضون ؟

ونقلت وكالة أنباء (إرنا)؛ عن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، “محمد باقر نوبخت”، قوله: “لا نعلم مع من يتفاوض زعيم كوريا الشمالية. من الواضح أنه يمكن أن يلغي الاتفاق قبل أن يعود لبلاده”.

وكان “ترامب” قد قرر، الشهر الماضي، إنسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع مع “إيران” في عام 2015، واصفًا إياه بالمعيب للغاية، وقرر إعادة فرض العقوبات على إيران.

وعزا الرئيس الأميركي ذلك القرار إلى عدم نجاح الاتفاق في وقف أنشطة طهران المزعزعة للاستقرار، ومساعيها للحصول على سلاح نووي وردعها عن متابعة برنامجها للصواريخ (الباليستية).

وتكرر كثيرًا تهديد “ترامب” بالإنسحاب من الاتفاق النووي، لأنه لا يتطرق لبرنامج الصواريخ (الباليستية) الإيراني، أو دور طهران في الحرب السورية واليمنية، ولا يمنعها نهائيًا من تطوير أسلحة نووية.

نصيحة إيرانية بتوخي الحذر..

وقبل القمة بيوم؛ قدمت “إيران” نصيحة لـ”كوريا الشمالية”، بتوخي الحذر خلال التفاوض مع “ترامب” في أعقاب إنسحابه من الاتفاق النووي معها.

وذكر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، “بهرام قاسمي”، يوم الإثنين الماضي، أنه يجب على زعيم كوريا الشمالية، “كيم جونغ-أون”، أن يتعامل مع قمة “ترامب”، هذا الأسبوع، “بوعي” حسب تعبيره، مضيفًا أن “إيران تنظر إلى ترامب والولايات المتحدة بتشاؤم كبير”، واعتبر أنهما “مشهوران بعدم الوفاء بالمعاهدات والإلتزامات”.

البقاء مستحيل إذا لم نستفد من الاتفاق..

كما أبلغ الرئيس الإيراني، “حسن روحاني”، نظيره الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، أن بقاء طهران في الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية أمر “مستحيل”؛ إذا لم تستفد منه، وذلك عقب إنسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.

من جانبه؛ أبلغ “ماكرون” نظيره الإيراني بأنه لا يزال ملتزمًا بالاتفاق النووي مع القوى العالمية، لكنه قال إن طهران يجب أن تفي بإلتزاماتها بشكل تام.

عقوبات شديدة في طريقها لإيران..

فيما قال الرئيس الأميركي، في مؤتمر صحافي؛ عقب مباحثاته مع “كيم” في “سنغافورة”، من السابق لأوانه الحديث عن عودة “إيران” إلى طاولة المفاوضات، كاشفًا عن عقوبات شديدة جدًا ستطبق على “إيران” مستقبلاً.

وأعرب “ترامب” عن أمله في أن تعود طهران إلى المفاوضات بشأن برنامجها النووي، معتبرًا أن تغيرات مهمة طرأت على إيران وتوجهاتها السياسية في الفترة الأخيرة.

واعتبر “ترامب” أنه “فيما يتعلق بالاتفاق النووي، باتت إيران الآن تختلف عما كانت عليه قبل ثلاثة أو أربعة أشهر”.

وأوضح: “لا أظن أنهم يعيرون نفس الاهتمام بمنطقة البحر المتوسط وسوريا، كما كان الأمر سابقًا. لم يعودوا يمتلكون ذات الثقة الكاملة، (بالنفس)، التي كانت لديهم في الماضي”.

مقارنة مضللة..

دبلوماسيون سابقون وخبراء في نزع السلاح النووي سلطوا الضوء على الاختلافات الجوهرية بين قضيتي “كوريا الشمالية” و”إيران”.

وذكرت وكالة (بلومبرغ) الأميركية أن المقارنة بين “كوريا الشمالية” و”إيران”، فيما يخص إمتلاك السلاح النووي قد تكون مضللة؛ نظرًا للاختلاف الكبير في الجغرافيا وتاريخ كل منهما في المفاوضات.

وأوضحت الوكالة الأميركية أن الدول المجاورة لـ”كوريا الشمالية” عاشت في وجود ترسانتها النووية لسنوات عديدة، لكن “إيران” يجاورها دول ضعيفة بحدود هشة، إضافة إلى “إسرائيل”، ما يجعل أي تجارب نووية أو صاروخية لطهران إنذار اندلاع حرب محتملة.

ونقلت (بلومبرغ)؛ عن الدبلوماسي الأميركي السابق في كوريا الجنوبية، “مارك فيتزباتريك”، إن الأمر يتوقف على الجغرافيا والدول المجاورة، خاصة وأن “إسرائيل”، الحليف الأقرب للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، لن تقبل إمتلاك “إيران” لأسلحة نووية.

حجم الترسانة ومدى تطورها..

أشارت مجموعة أبحاث دولية، مقرها “بروكسل”، في تقرير، يوم الإثنين، إلى أن الاختلاف الآخر بين “كوريا الشمالية” و”إيران” يكمن في مدى تطور وحجم الترسانة النووية لكلاً منهما.

وأوضح التقرير – الذي نقلته (بلومبرغ) – أن الترسانة النووية والصاروخية لـ”كوريا الشمالية” أكثر تعقيدًا وتوسعًا بدرجة كبيرة من “إيران”؛ ومع ذلك إستغرق الاتفاق النووي الإيراني 20 شهرًا من المفاوضات قبل توقيعه في منتصف 2015.

مقدمة لحرب “أميركية-إيرانية”..

ورجحت تقارير إسرائيلية أن يدفع نجاح “قمة سنغافورة” التاريخية، إلى حرب أميركية مع إيران، خاصة بعد إنسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع عام 2015.

بدورها؛ رأت صحيفة (هأارتس) الإسرائيلية في نجاح قمة “ترامب-كيم”، “مقدمة لدخول الولايات المتحدة في حرب مع إيران”.

وقالت الصحيفة العبرية، في تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني، الثلاثاء، إن إدارة “ترامب” تأمل في الإنتهاء من ملف “كوريا الشمالية” قبل الشروع في التعامل مع الملف الذي يمثل – من وجهة نظرها – تهديدًا حقيقيًا لها وهو: “إيران”.

وأوضحت أن “كيم” بإمكانه إستنباط درس مهم من السنوات التي إستغرقها التوصل إلى الاتفاق النووي، وهو أن “خيار الحرب مُستبعد، طالما أن جلسات المفاوضات مُستمرة”، وهو خيار لا تميل له الإدارة الأميركية الحالية مع إيران على الإطلاق.

واشنطن تتبع الأسلوب المتشدد مع طهران..

من جهةٍ أخرى؛ رأت (هاأرتس) أن الإدارة الأميركية الحالية لا تعتبر كوريا الشمالية، طهران، والعكس صحيح؛ إذ إن إيران تتصارع بشكل مباشر مع حلفاء الولايات المتحدة، كما تشارك في مناطق الحرب بسوريا واليمن والعراق.

وبمقارنة ملف “إيران” مع ملف “كوريا الشمالية”، أكدت الصحيفة الإٍرائيلية على أن واشنطن تتبع الأسلوب المتشدد مع “طهران” بالمضي قُدمًا في محاولات عرقلة الجهود الأوروبية لإبقاء الصفقة النووية الإيرانية على قيد الحياة، بما يتناقض مع سياسة واشنطن الخارجية تجاه “بيونغ يانغ”، إذ يحرق “ترامب” جميع السبل الدبلوماسية تجاه إيران.

ونقلت (هاأرتس) عن دبلوماسي؛ لعب دورًا رئيسًا في إنفاذ الصفقة الإيرانية مؤخرًا، قوله إن “الأشخاص الذين يوجهون الآن سياسة الإدارة الإيرانية يستهدفون قطع الطريق على أي بديل دبلوماسي”.

وتابعت: “هذا الأمر سيقود في نهاية المطاف إلى حرب بين طهران وواشنطن، مع مواصلة أميركا محاولاتها في إبعاد إيران إلى حجر الزاوية. وقد يكون هذا مراد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي، جون بولتون. وبعد نجاح قمة ترامب-كيم أصبح دفع إيران إلى حافة الحرب أسهل بكثير من ذي قبل”.

يتطلع إلى اتفاق مماثل مع إيران..

فيما رجحت صحيفة (غيوزاليم بوست) الإسرائيلية أن يتطلع “ترامب” إلى توقيع اتفاقًا مع إيران، يماثل “اتفاقية سنغافورة” التي أبرمها مع كوريا الشمالية.

ونقلت الصحيفة عن “إليوت إبرامز”، نائب المستشار السابق للأمن القومي الأميركي، قناعته أن “ترامب” لم يبدأ بالاتصالات الجدية مع القيادة الكورية الشمالية إلا بعد إنسحابه من الاتفاق النووي الإيراني.

وأوضح أن “ترامب” يهدف إلى توصيل رسالة موقوتة مزدوجة لـ”بيونغ يانغ” و”طهران”، مفادها أنه “راعي صفقات كبرى ويعرف ما يريده ولديه من أوراق القوة ما يعتقد أنها ستكفل نجاحه مع كوريا ثم مع إيران”.

ما بين “ترامب” وملالي إيران أشد تعقيدًا..

صحيفة (ذي اتلانتيك) الأميركية، زادت على ذلك بالقول إن “ترامب عقد الصفقة النووية مع كوريا الشمالية وعينه الأخرى على إيران”.

ونقلت تقديرات، ذات اختصاص، بأن ما بين “ترامب” وملالي إيران “أشد تعقيداً” مما بينه وبين “كوريا الشمالية”. والدليل على ذلك أن “إيران” إستبقت “اتفاقية سنغافورة” بعدة أيام، وهي تعلن استئناف تخصيب (اليورانيوم). وكانت في ذلك تحشر نفسها بزاوية أضيق.

وأضافت أن الإدارة الأميركية سبق ورسمت قواعد جديدة للعب مع إيرن، تتجاوز الاتفاقية النووية وتحدد بوضوح إصرار واشنطن على تحجيم الدور التوسعي الإيراني في الشرق الأوسط؛ وتربط ذلك مع محاربة الإرهاب؛ ما يفتح عديد الأبواب لمواجهات بين واشنطن وطهران تستوعب لاعبين وشركاء إقليميين ودوليين كُثُرًا.

وكما نجحت الإدارة الأميركية في أن تجعل الموقف الروسي في الملف النووي الكوري متماشياً مع الموقف الأميركي، كذلك نجح “ترامب” في أن يأخذ من الرئيس الروسي، “فلاديمير بوتين”، إقرارات مبدئية بتقليص الدور الإيراني في سوريا؛ ما يرجّح لدى ذوي الاختصاص القناعة بأن إيران باتت تعرف أنها ستدفع ثمن اتفاقية “سنغافورة” بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، بكلفة أعلى مما كان ملالي إيران يتصورونه.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب