12 يوليو، 2025 10:55 ص

ما بعد الانتخابات العراقية .. “الصدر” يدخل المداولات مع واشنطن .. فهل تنفذ شروطه ؟

ما بعد الانتخابات العراقية .. “الصدر” يدخل المداولات مع واشنطن .. فهل تنفذ شروطه ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

ما إن أعلنت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية العراقية، حتى حددت “واشنطن” ومجموعة من الدول الأجنبية موقفها منها، حيث اعتبرت “الولايات المتحدة” و”بريطانيا” و10 دول أخرى، يوم الأربعاء الماضي؛ أن الانتخابات العراقية فرصة ليُقرر العراقيون مستقبلهم على نحو ديمقراطي، وفقًا لبيان صادر عن تلك الدول.

وجاء في البيان الذي أصدرته “وزارة الخارجية” الأميركية: “يُرحبُ وزراء خارجية كل من: أستراليا وكندا والدنمارك وفنلندا وألمانيا وإيطاليا وهولندا ونيوزيلندا والنرويج والسويد؛ ووزير خارجية المملكة المتحدة ووزير الخارجية الأميركي، باستعدادات المفوضية العُليا المستقلة للانتخابات في العراق؛ لإجراء الانتخابات، في 10 تشرين أول/أكتوبر الجاري، إن هذه الانتخابات المُبكرة هي فرصة للناخبين العراقيين لتقرير مستقبلِهم على نحوٍ ديمقراطي”.

وأوضح البيان: “نحن نُدرك أهمية هذه اللحظة في التاريخ العراقي، واستجابة لمطالب الشعب العراقي، تم حشد موارد كبيرة لدعم إجراء انتخابات حرة وعادلة”.

وأختتم البيان بأن: “الشعب العراقي يملك الآن فرصةً لممارسة حقه الأساس في التصويت، ونحن ندعم جهود الحكومة العراقية الرامية لضمان بيئة انتخابية آمنة وحرة وعادلة وشاملة لجميع العراقيين بمن فيهم النساء والشباب، الذين طالما واجهوا العنف والترهيب في سعيهم للإصلاح، وبالمثل، فإننا ندعم جهود الحكومة العراقية لضمان مشاركة الأشخاص النازحين داخليًا بشكل آمن في الانتخابات، وندعو جميع الأطراف إلى احترام سيادة القانون ونزاهة العملية الانتخابية”.

علاقات “واشنطن” و”بغداد” تعتمد على توجهات “الصدر”..

وعلق السفير الأميركي السابق لدى بغداد، “دوغلاس سيليمان”، يوم الجمعة، على التطورات السياسية العراقية، قائلاً إن القوى السياسية التي راهنت على قطع العلاقات بين “الولايات المتحدة” و”العراق” خسروا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

وأشار “سيليمان”؛ في حديث تلفزيوني؛ إلى أن: “علاقة العراق وأميركا، في المرحلة المقبلة، تعتمد على توجهات زعيم (التيار الصدري)، مقتدى الصدر”، مضيفًا أن: “على الصدر، ومن يتحالف معه؛ أن يأخذوا بالاعتبار مطالب متظاهري تشرين بإعطاء العراق صوتًا مستقلاً”.

7 نقاط تُخرج العراق من نطاق التبعية..

وردًا على ذلك؛ أعلن زعيم (التيار الصدري)، في “العراق”، “مقتدى الصدر”، مساء أمس السبت، 07 محددات وشروط؛ قال إن على “الولايات المتحدة الأميركية” أن تتعامل مع “العراق” بموجبها مع تولي تياره رئاسة الوزراء في البلاد.

وقال “الصدر”، الذي حصل تياره على أكبر نسبة أصوات في الانتخابات العراقية، التي جرت الأحد الماضي: “لعل من أهم ما ينتظره العالم من تسلم (التيار الصدري)، رئاسة الوزراء؛ هو موقفنا من أميركا أو الاحتلال”.

وحدد “الصدر”؛ 07 نقاط، قال إنها تُخرج “العراق” من نطاق التبعية لأي أحد، في بيان نشره على حسابه في موقع (تويتر).

وأوضح “مقتدى الصدر”؛ أن على “الولايات المتحدة” أن تتعامل مع الحكومة العراقية بالمثل دبلوماسيًا، أي دولة مع دولة كاملة السيادة.

ودعا “واشنطن” إلى إجراء: “حوار جاد وفعال”؛ بشأن بقاء قواتها ومعسكراتها وتدخلها في “العراق”.

وأوضح “الصدر”، لـ”الولايات المتحدة”؛ أن ثورات العراقيين ومظاهراتهم: “شأن داخلي”، ولا يُعنيها من قريب أو بعيد؛ ويجب أن تكون خالية من التأثير الخارجي كونها: “ثورات وطنية”.

وقال إن على “واشنطن”: “إبعاد العراق أرضًا وجوًا وبحرًا وشعبًا؛ عن صراعاتها الإقليمية، أيًا كانت”، مضيفًا: “لن نسمح بغير ذلك مع الجميع”.

وأضاف: “نحن عراقيون لا شرقيون ولا غربيون؛ نريد العيش بسلام وكل من يُعارض ذلك فلنا رد مناسب”.

وأكد أن “العراق” سيتعامل مع “الولايات المتحدة الأميركية”؛ وفقًا للشروط والمحددات السابقة: “وإلا فلا يمكن أن نرضخ للضغوط والتبعية”.

عدم تنفيذ الشروط يجعل أميركا دولة معادية..

وحذر من أنه؛ في حال عدم تحقق ذلك، فسيتم اعتبار “أميركا”: “دولة معادية للعراق؛ ولا تريد له الاستقلال والسيادة والاستقرار”.

وتصدر (التيار الصدري) نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت، الأحد الماضي، وأعلنت نتائجها لاحقًا.

وحصل (التيار الصدري)؛ على: 73 مقعدًا، من أصل: 329 في البرلمان، تلته كتلة (تقدم)؛ برئاسة رئيس البرلمان المنحل “محمد الحلبوسي”: بـ 38 مقعدًا، وحلت كتلة (دولة القانون)؛ بزعامة “نوري المالكي”: على 37 مقعدًا.

تريد بعض القوى خارج المشهد السياسي..

وحول رؤية “الولايات المتحدة” إلى نتائج الانتخابات العراقية، قال الكاتب والمحلل السياسي، “عبدالأمير المجر”؛ أن: “الرضا الأميركي واضح على نتائج الانتخابات العراقية، فواشنطن تُريد لبعض القوى أن تكون خارج المشهد السياسي، وذلك لأنها تُعدها غطاء للفصائل المسلحة التي تستهدف الولايات المتحدة، لذلك فإن الولايات المتحدة سعيدة بهذا الأمر، ولأنها ترى أيضًا أن تلك القوى خصم محلي أقصاه الجمهور، لكن لا يعني أن هذا الجمهور أقصى تلك القوى حبًا بالأميركان”.

وتابع “المجر”؛ بالقول: “هناك خشية لدى الولايات المتحدة وبعض القوى السياسية من تعرض الصدر لبعض التأثيرات، من مرجعيته الدينية القريبة من إيران على سبيل المثال، في الوقت نفسه يُدرك السيد الصدر؛ أن هناك معادلة إقليمية ودولية لا يستطيع القفز عليها”.

وأضاف “المجر” قائلاً: “إيران؛ الآن في وضع لا تُحسد عليه بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات العراقية، فالمعادلات الدولية ليست كما كانت في السابق؛ عندما كانت طهران تفرض شروطها في العراق وفقًا لمصالحها، وذلك لوجود ضاغط محلي جديد يُضاف إلى الضاغطين الدولي والإقليمي”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة